logo
تراجع معدل البطالة إلى 6.1% خلال الربع الثانى من عام 2025.. غدا فى اليوم السابع

تراجع معدل البطالة إلى 6.1% خلال الربع الثانى من عام 2025.. غدا فى اليوم السابع

اليوم السابعمنذ 2 أيام
ينشر "اليوم السابع" فى العدد المطبوع الصادر اليوم السبت، مجموعة من التغطيات والأخبار الهامة على رأسها " تراجع معدل البطالة إلى 6.1% خلال الربع الثانى من عام 2025.. "الإحصاء": قوة العمل ارتفعت لـ33.6 مليون فرد لزيادة عدد المشتغلين بـ223 ألف وانخفاض المتعطلين بنحو 57 ألف".
اقرأ فى العدد غدا
- القوات المسلحة تواصل جهود إدخال المساعدات لغزة.. قوافل المساعدات للقطاع بدأت من مطار العريش.. 1022 طائرة محملة بـ27247 طنا من الإعانات الدولية.. ومصر تؤكد دعمها المستمر للقضية الفلسطينية
- استشهاد 32 فلسطينيا برصاص الاحتلال ووفاة 4 بسبب الجوع فى غزة.. تل أبيب تحشد 100 ألف جندى احتياط لتنفيذ خطة احتلال كامل قطاع غزة.. وترامب يطلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية
- فى ذكرى رحيل عاطف الطيب.. نقاد: تمتع بقدرة عظيمة على إنجاز الأفلام وبأعلى درجة من الكفاءة على حساب صحته
- احترس..الذكاء الاصطناعى يهدد حياتك.. انتشار غير مسبوق لتطبيقات الطب الافتراضى.. وأطباء يحذرون: لا بديل عن الفحص السريرى وغياب الرقابة يحولها إلى قنبلة موقوتة
- التتبع الدوائى سالح هيئة الدواء لمواجهة التهريب.. بدء التطبيق أول نوفمبر ويشمل المصانع والمخازن والصيدليات
- انطلاق مسابقة دولة التلاوة بالتعاون بين "الأوقاف والمتحدة".. التصفيات تبحث عن أبرز المواهب فى تلاوة القرآن الكريم.. واكتشاف جيل جديد من القراء
- الداعية السلفى أسامة القوصى فى حوار الطلقات السريعة: الإخوان يؤدون رقصة الموت الأخيرة
- "العمل الدولية" تكشف: فجوة تصل إلى 5 أشهر فى الإجازات بين الأمهات والآباء
- وزير الخارجية يبحث مع مسؤولين أوروبيين عقد مؤتمر إعادة إعمار غزة
- مصر تعود لقلب أفريقيا.. تخصيص 5 آلاف فدان للمزارعين المصريين فى كينيا
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما بعد قمة ترامب وبوتين
ما بعد قمة ترامب وبوتين

بوابة الأهرام

timeمنذ ثانية واحدة

  • بوابة الأهرام

ما بعد قمة ترامب وبوتين

شكلت قمة الرئيسين ترامب وبوتين فى ألاسكا الجمعة 15 أغسطس نقطة تحول مهمة سواء على مسار العلاقات الأمريكية الروسية أو على مسار الحرب الأوكرانية. فقد دشنت القمة مسارًا جديدًا للعلاقات بين البلدين يرتكز على التعاون والتقارب بعد حالة التوتر الكبيرة التى شهدتها فى عهد إدارة الرئيس بايدن على خلفية اتهام روسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية فى عام 2016 أو على خلفية التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا, وترتب عليها تبنى إدارة بايدن خطابا متشددا تجاه الرئيس بوتين وفرض حزم كثيرة من العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا, والتعامل معها كخصم إستراتيجى, بينما مقاربة الرئيس ترامب مختلفة حيث ترتكز على أن روسيا ليست خصما إستراتيجيا وأن بوتين ليس عدوا وأن من شأن التعاون بين البلدين أن يكون له انعكاسات إيجابية سواء على العلاقات الثنائية أو فى حل القضايا والأزمات الدولية, ولذلك كانت أبرز رسائل ومخرجات القمة هى الحفاوة الكبيرة التى استقبل بها الرئيس ترامب الرئيس بوتين وتمثلت فى استقباله على مدرج المطار على السجادة الحمراء وقيام الطائرات الأمريكية مثل الشبح بعرض عسكرى واسقلال الرئيسين سيارة الرئاسة الأمريكية الوحش بمفرديهما ودون مترجم, فى رسالة واضحة بتدشين فترة جديدة من التقارب بين البلدين وهو ما أثار استياء وغضب الديمقراطيين وبعض القوى الأخرى داخل أمريكا, خاصة إذا ما قورنت الحفاوة بالرئيس بوتين بمقابلة الرئيس ترامب مع الرئيس زيلينسكى فى البيت الأبيض والتى قام خلالها بتوبيخه على الهواء. كما أن أبرز مخرجات القمة هو أن الحفاوة الكبيرة التى استقبل بها بوتين تعنى فشل السياسة الأمريكية والأوروبية بعزل روسيا والرئيس بوتين دوليا، خاصة فى ظل العقوبات الغربية غير المسبوقة على روسيا وفى ظل مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين, فرئيس أكبر دولة فى العالم يستقبل الرئيس بوتين على الأراضى الأمريكية وفى ولاية ألاسكا التى كانت فى السابق جزءًا من الإمبراطورية الروسية, لتؤكد اعتراف أمريكا الواضح بدور ومكانة روسيا فى النظام الدولى. أما فيما يتعلق بمسار الحرب الأوكرانية, فإن القمة لم تحدث اختراقا كبيرا بشأن إنهاء الحرب وطبيعة التسوية المنتظرة, فالرئيس ترامب أشار عقب القمة إلى أنه تم الاتفاق على بعض القضايا، بينما هناك قضايا خلافية أخرى مهمة لم يتم حسمها, ودارت بالأساس حول بعض القضايا مثل الوقف الفورى لإطلاق النار، سواء بشكل شامل أو جزئى, حيث أعاد بوتين التأكيد على ثوابت الموقف الروسى المتمثلة فى أن إيقاف إطلاق النار لابد أن يكون فى إطار واضح يعالج الأسباب الجذرية للصراع, المتمثلة بشكل أساسى فى عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وتحييد أوكرانيا، وتخفيض أعداد وتسليح جيشها, إضافة إلى تمسك روسيا بضرورة اعتراف أوكرانيا والغرب بسيطرتها على الأقاليم الأربعة فى شرق أوكرانيا, وهى جمهوريتا لوجانسك ودونيتسك ومقاطعتا زابوريدجيا وخيرسون باعتبارها أراضى روسية وأغلب سكانها من أصول روسية ويعانون اضطهاد نظام كييف, وهنا سعى الرئيس ترامب لحل هذه القضايا الجوهرية المتعلقة بالتسوية عبر طرح مقاربة واقعية وفق الوضع الميدانى والعسكرى على الأراضى تتضمن تبادل بعض الأراضى بين روسيا وأوكرانيا, لكن روسيا اكدت على ثوابتها وخطوطها الحمراء المتعلقة برفض التنازل أو الانسحاب من تلك الأقاليم الأربعة, وأنه يمكن الانسحاب من أراض أخرى تسيطر عليها فى مقاطعات خاركيف وسومى ودنيبروبتروفسك, مقابل أن ينسحب الجيش الأوكرانى من الأقاليم الأربعة التى يسيطر على جانب محدود منها. كما أن روسيا أيضا تربط إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا بتقديم ضمانات مكتوبة لها من قبل أمريكا والغرب بالحفاظ على أمنها وعدم توسع الناتو تجاه الحدود الروسية أو نشر أسلحته الإستراتيجية بالقرب من تلك الحدود فى شرق أوكرانيا. وبالتالى أهمية قمة بوتين وترامب أنها كسرت الجمود وحالة اللاحسم السياسى واللاحسم العسكرى التى سيطرت على الأزمة الأوكرانية, خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية, ودشنت لمسار سياسى جديد, لكن شكل ومضمون التسوية وتوقيت إنجازها مازال يواجه تحديات كثيرة، خاصة فى ظل رفض أوكرانيا وأوروبا وقوى عديدة داخل أمريكا, تقديم تنازلات لروسيا أو تخلى أوكرانيا عن بعض أراضيها, والمراهنة على الدعم العسكرى المطلق لأوكرانيا لاستنزاف روسيا. الرئيس ترامب تحركه دوافع اقتصادية بالأساس وراء جهوده المستميتة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية, وأبرزها تقليل النفقات العسكرية الأمريكية فى دعم أوكرانيا، واستعادة تلك الأموال عبر اتفاق المعادن مع كييف, لكن هذا الاتفاق لن يفعل فى ظل استمرار الحرب خاصة أن غالبية المعادن النادرة الأوكرانية موجودة فى مناطق الشرق التى تسيطر عليها روسيا, وبالتالى يستخدم الرئيس ترامب سياسة الجزرة لإنهاء الحرب من خلال الحفاوة الكبيرة بالرئيس بوتين وإعطاء روسيا مزايا وحوافز من قبيل تسهيل وصولها إلى المعادن النادرة فى ألاسكا ورفع بعض العقوبات الأمريكية خاصة على صناعة الطائرات الروسية والإفراج عن بعض الأموال الروسية المجمدة فى البنوك الأمريكية, لكن فى ظل معارضة الدولة العميقة الأمريكية ومواقف أوكرانيا وأوروبا فإن مسار التسوية سيأخذ وقتا طويلا, خاصة أن القمة سيعقبها لقاءات مكثفة، سواء بين ترامب وزيلينسكى أو بين زيلينسكى وبوتين, وكلها تؤكد أن قطار تسوية الحرب الأوكرانية قد انطلق مع رغبة كل الأطراف فى إنهائها فى ظل التداعيات السلبية الكبيرة التى طالت الجميع.

أوروبا أمام خيارات صعبة
أوروبا أمام خيارات صعبة

بوابة الأهرام

timeمنذ ثانية واحدة

  • بوابة الأهرام

أوروبا أمام خيارات صعبة

تبدو الأيام القليلة المقبلة حاسمة فى مسار الحرب الروسية ــ الأوكرانية، ليس فقط على جبهات القتال، بل أيضا فى ممرات الدبلوماسية الدولية. فبعد قمة آلاسكا التى جمعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، خرج العالم بخلاصتين واضحتين: الأولى: أنه لا يوجد اتفاق جاهز بعد، لكن الخاسر الأكبر حتى الآن هو أوكرانيا، حتى قبل معرفة ملامح التسوية المحتملة. الثانية: أن تأثير بوتين على ترامب يفوق تأثير حلفاء واشنطن الأوروبيين. فبعد القمة بدا واضحا أن ترامب انحاز للرؤية الروسية القائمة على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، ليقطع بذلك الطريق على مطالب كييف بوقف إطلاق النار أولا كشرط لبدء مفاوضات إنهاء الحرب. بالنسبة لأوكرانيا وغالبية الدول الأوروبية،وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، فإن اقتناع ترامب بمنطق بوتين يشكل ضربة قاسية لتصوراته. فطموحه كان التوصل إلى هدنة مؤقتة تتيح وقتا للضغط على موسكو لوقف الحرب بشروط أقرب إلى الموقف الأوروبى، وفرض حزم جديدة من العقوبات على روسيا، واستمرار دعم أوكرانيا عسكريا على أمل تحقيق كييف أى انتصارات على جبهات القتال تساعد فى دعم موقفها فى المفاوضات. أما البديل، وهو صفقة شاملة تُنهى الحرب وفق موازين القوى الحالية، مما يعنى هزيمة الأوروبيين. الموقف الروسى الثابت هو أن موسكو مستعدة لوقف القتال وفق الحدود الراهنة، أى الاعتراف بسيادتها على الأراضى التى سيطرت عليها منذ 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم منذ 2014. وهذا سيناريو مؤلم بالنسبة لأوكرانيا وأوروبا، لأنه يعنى اقتطاع مساحات واسعة من الأراضى الأوكرانية كثمن لإنهاء الحرب. ويعتقد ترامب أن عامل الزمن لا يخدم أوكرانيا، وأن على الأوروبيين التحلى بقدر أكبر من الواقعية السياسية. وعمليا تقول إدارته للأوكرانيين والأوروبيين: لملموا خسائركم الآن، وواشنطن جاهزة لتقديم ضمانات أمنية بأن روسيا، بعد إنهاء الحرب بشكل شامل، لن تواصل التوسع فى الأراضى الأوكرانية. قناعة أن الوقت ليس فى مصلحة أوكرانيا كانت من أبرز أسباب لهجة ترامب الحادة خلال توبيخه للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أثناء لقائهما الشهير فى المكتب البيضاوى فى فبراير الماضى، حين أبدى زيلينسكى تشككا فى جدوى المسار السياسى وطالب بدعم عسكرى غربى غير محدود. واليوم، مازالت المعطيات التى دفعت ترامب إلى الميل نحو خيار «الصفقة الشاملة» لإنهاء الحرب على حالها دون تغيير. ومن أبرز هذه المعطيات: أولا: أن أوكرانيا غير قادرة على الانتصار عسكريا وتحرير أراضيها، إذ إن أداء الجيش على جبهات القتال لم يتحسن برغم استمرار الدعم العسكرى الغربى. ثانيا: أن وتيرة استهلاك الجيش الأوكرانى للأسلحة والذخيرة والمعدات تفوق قدرة مصانع الغرب على التعويض، لدرجة أن ألمانيا وبريطانيا وأمريكا نفسها جمدت إرسال بعض شحنات السلاح لأوكرانيا خشية من تراجع جاهزيتها القتالية فى الداخل. ثالثا: أن استمرار الحرب لسنوات مقبلة يزيد احتمالات سوء الحسابات، وبالتالى خطر الانزلاق إلى مواجهة نووية. ومع الانحياز الأمريكى الضمنى للرؤية الروسية، يسود اعتقاد واسع أن أوروبا خسرت «جولة» قمة آلاسكا. لكن القارة العجوز تراهن على جولات أخرى فى الأيام المقبلة لإعادة ضبط البوصلة. أولى هذه الجولات ستكون زيارة زيلينسكى لواشنطن اليوم الاثنين. وسيدخل الرئيس الأوكرانى البيت الأبيض وهو يستعيد فى ذهنه أجواء اللقاء الصعب مع ترامب ونائبه جى دى فانس. وسيكون مضطرا للسير على حبل مشدود، لتجنب إغضاب أركان الإدارة الأمريكية، وعلى رأسهم ترامب نفسه. ويحمل زيلينسكى قائمة مطالب أوكرانية – أوروبية، أبرزها: إقناع ترامب بأن وقف إطلاق النار أولا شرط لا غنى عنه قبل أى تسوية دائمة، والحصول على ضمانات أمريكية أمنية مكتوبة وملزمة. أوروبا ستتابع هذه الزيارة عن كثب وستواصل العمل على إقناع واشنطن أن أى تسوية دائمة يجب أن تنال دعم كل الأوكرانيين. وبالتوازى، دعت لندن وبرلين وباريس مطلع الأسبوع لاجتماع من «تحالف الراغبين» لدعم كييف عسكريا وتعزيز موقفها. وسيُقاس نجاح أو فشل مباحثات واشنطن بمدى قدرة زيلينسكى على إعادة بند «وقف إطلاق النار» إلى الطاولة. فإذا نجح الرئيس الأوكرانى فى تجميد فكرة إنهاء الحرب فورا، فإن الأوروبيين سيدفعون نحو صياغة إطار مبدئى يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار، والتزامات أمنية «مستوحاة من المادة الخامسة» فى معاهدة الناتو لكن بصياغة جديدة، وجدولا زمنيا لمفاوضات السلام، مع حزم عقوبات اقتصادية إضافية للضغط على موسكو. أما إذا فشل زيلينسكى واستمر ترامب فى تبنى رؤية بوتين، فإن اتفاقا شاملا قد يُفرض بضغط أمريكى يتضمن وقفا فوريا للقتال، وترسيم الحدود بما يضمن الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضى التى سيطرت عليها حتى الآن، ورفع العقوبات عن موسكو، وإغلاق ملف انضمام أوكرانيا للناتو. هذا السيناريو سيعتبر ضربة هائلة لأوكرانيا وحلفائها، لكن موازين القوى على الأرض وأين تقف أمريكا، قد يجبر كل الأطراف على قبول تسوية سيئة، خوفا من الأسوأ. قادة أوروبا كرروا مرارا أنهم سيقبلون بما يقبل به الأوكرانيون. وهنا يبرز الدور المرتقب للقمة الثلاثية المحتملة نهاية أغسطس الحالى بين ترامب وبوتين وزيلينسكى. فإذا انعقدت، ستكون اللحظة الأهم منذ اندلاع الحرب. وبالتالى الأيام المقبلة ستكون مفصلية وحاسمة فيما يخص مصير أوكرانيا، والأمن الأوروبى، والعلاقات مع روسيا وأمريكا. وفى المحصلة، لا تبدو أوكرانيا، ولا أوروبا، فى موقع قوة أو لديهم أوراق كافية لتغيير الموقف الأمريكى وهذا قد يكون نذير اختبار صعب فى العلاقات الامريكية ــ الأوروبية. ففرض رؤية للحل تقوم على موازين القوى والتى عبر عنها ترامب بقوله: «روسيا قوة عظمى وأوكرانيا ليست كذلك»، رسالة إنذار صريحة للأوكرانيين، وضمنية للأوروبيين.

قمة ألاسكا.. تقدم دبلوماسى دون اتفاق!
قمة ألاسكا.. تقدم دبلوماسى دون اتفاق!

بوابة الأهرام

timeمنذ ثانية واحدة

  • بوابة الأهرام

قمة ألاسكا.. تقدم دبلوماسى دون اتفاق!

فى مشهد عكس حجم التحولات فى العلاقات الدولية، شهدت ولاية ألاسكا الأمريكية قمة استثنائية جمعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ اندلاع الحرب الأوكرانية. ورغم ترقب العالم لاتفاق يضع حدًا للنزاع الدامى، خرجت القمة دون إعلان لوقف إطلاق النار، لكنها حملت إشارات واضحة على تبدّل فى الموقف الأمريكى وتقدّم روسى على الساحة الدبلوماسية. فبينما سعى ترامب إلى تسويق فكرة «السلام الشامل» بدلا من هدنة مؤقتة، استغل بوتين اللحظة لاستعادة موقعه الدولى وتثبيت حضوره فى ملفات أوكرانيا وأمن أوروبا. القمة التى وصفها المراقبون بأنها «نصر رمزى لروسيا» و«تراجع تكتيكى للغرب»، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الضغوط على كييف، وتضع العواصم الأوروبية أمام اختبار صعب بين التمسك بدعم أوكرانيا أو التكيف مع قواعد لعبة يعاد رسمها فى الشمال الأمريكى. تجديد الثقة وتعزيز التعاون وتوقع لقاء آخر كان غريبا أن يوكل المضيف لضيفه افتتاح المؤتمر الصحفى الذى أعقب مباحثاتهما التى وعلى النقيض من كل التوقعات لم تستمر أكثر من الساعتين ونصف الساعة، وكان متوقعا لها أن تستمر لمدة خمس أو ست ساعات. وفيما أسهب الرئيس فلاديمير بوتين فى سرد تاريخ العلاقات بين البلدين والدور الذى لعبته آلاسكا فى توطيد علاقات البلدين قبل أن تبيعها الإمبراطورية الروسية إلى الولايات المتحدة فى عام 1867، استهل الرئيس الأمريكى كلمته بإيجاز نتائج مباحثاتهما فى بضع كلمات مفادها أن «الجانبين لم يتوصلا إلى الحلول المنشودة»، وإن أشار إلى ما أحرزاه من تقدم ملموس يتمثل فى أن لقاء آلاسكا يعتبر نقطة انطلاق لما سوف يتلوها من خطوات ولقاءات وكان من الغريب أن يعترف الرئيس الأمريكى بصحة ما يطرحه نظيره الروسى حول ضرورة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق حول السلام يضع حدا لإنهاء الحرب بين الجانبين، وليس حول وقف إطلاق النار الذى كتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: أن وقف إطلاق النار لا يتم احترامه فى كثير من الأحيان. وكان الرئيس بوتين قد سبق وقال فى معرض رفضه لقبول مثل هذه الفكرة، أن الجانب الأوكرانى سوف يستغل ذلك لإعادة حشد قواته وتنظيم خطوط دفاعاته وتعزيزها بالمزيد من الأسلحة الغربية، وهو ما سبق ورفضه الرئيس الأمريكى نزولا على رأى الرئيس الأوكرانى وحلفائه الغربيين. وبينما عكست قسمات وجهى الرئيسين بما يفيد بعدم «ارتياحهما» لما توصلا إليه من نتائج لمباحثاتهما، حاول كل منهما إضفاء أكبر قدر من الواقعية على اتفاقهما حول تأكيد أنها كانت «بناءة وإيجابية ومفيدة». وإذ حرص الرئيسان على تأكيد ضرورة العمل من أجل التوصل إلى حلول لإزالة أسباب الحرب، خلصا إلى القول باتفاقهما حول ضرورة ضمان أمن كل الأطراف. وفى هذا الصدد قال بوتين: «نحن مقتنعون بأنه لكى تكون التسوية الأوكرانية مستدامة وطويلة الأجل، يجب القضاء على جميع الأسباب الجذرية للأزمة، التى تم ذكرها مرارا وتكرارا، ويجب أخذ جميع المخاوف المشروعة لروسيا فى الاعتبار، ويجب استعادة التوازن العادل فى المجال الأمنى فى أوروبا وفى العالم ككل»، مضيفا أنه يتفق مع فكرة ترامب بالحاجة إلى ضمان أمن أوكرانيا أيضا. ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكى ضرورة إقرار مبدأ تبادل الأراضى، وأهمية عقد لقاء آخر قال بأهمية أن يشارك فيه «الرئيس» الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى وثلاثة أو أربعة من زعماء البلدان الأوروبية. وذلك ما يمكن أن يكون تبريرا على ما يبدو لتراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن سابق إنذاراته وتهديداته بتوقيع العقوبات على روسيا ومضاعفة الرسوم الجمركية على صادراتها من النفط والغاز إلى الهند والصين، التى سبق وحدد الثامن من أغسطس موعدا لتنفيذها. وهو ما قال إنه من غير المنطقى فرض مثل هذه العقوبات فى الوقت الذى تجرى فيه المباحثات حول تسوية الأزمة الأوكرانية، وهو ما يقف على طرفى نقيض مما تطالب به أوكرانيا وحلفاؤها من الدول الغربية. وكان الرئيس بوتين قد اختتم حديثه فى المؤتمر الصحفى الذى اقتصر على كلمتى الرئيسين، بقوله بالإنجليزية «الخطوة التالية فى موسكو». وذلك ما لابد أن يخلق العراقيل أمام مشاركة زيلينسكى وزعماء البلدان الأوروبية. ومن اللافت أن الرئيس ترامب بدا أكثر إرهاقا عن نظيره الروسى، فضلا عن شدة تأثره بما أصيب به من إحباط نتيجة عدم توصله إلى النتائج التى كان ينشدها من اجتماع آلاسكا، ما جعله يختصر كلمته التى أوجز فيها نتائج القمة، ليغادرا المكان على عجل، حيث سرعان ما استقل طائرته عائدا إلى واشنطن. وكان بوتين الذى يعتبر أول رئيس روسى يزور آلاسكا فى التاريخ، قد لقى استقبالا «أسطوريا» من جانب الرئيس الأمريكى الذى حرص على استقباله بنفسه واصطحابه فى سيارته الرئاسية من مطار أحد أكبر القواعد العسكرية الأمريكية «المندورف ــ ريتشاردسون»، إلى مقر المباحثات داخل تلك القاعدة. وإذ كشف بوتين عما يراوده من آمال فى أن يصبح ما توصلا إليه من اتفاق فى آلاسكا نقطة مرجعية ليس فقط لحل المشكلة الأوكرانية، ولكن أيضا لبداية استعادة العلاقات التجارية والبراجماتية بين روسيا والولايات المتحدة». وكان بوتين قد حرص فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المختصر، على التوقف أيضا عند ما يمكن أن يجنيه البلدان من نتائج مثمرة فى المجالات التجارية والاقتصادية ولاسيما فى مجال التنقيب واستخراج المعادن النادرة، إلى جانب الاستفادة من الموقع الجغرافى لولاية آلاسكا التى لا يفصلها عن روسيا سوى أربعة كيلومترات فقط عبر ممر بيرينج. وكشفت المصادر الأمريكية عن أن الرئيس ترامب أجرى خلال رحلة العودة من آلاسكا إلى واشنطن، محادثة هاتفية طويلة مع زيلينسكى. وقالت السكرتيرة الصحفية الرئاسية الأمريكية كارولين ليفيت، إن المحادثة بين الرئيس ترامب والرؤساء الأوروبيين استغرقت جزءا كبيرا من الرحلة. وذكر مراقبون كُثُر أن مسئولين فى بعض الدول الأوروبية أعربوا عما يساورهم من شكوك فى نوايا الرئيس بوتين، بينما أبدت أوكرانيا تحفظها على أى حل يتضمن تنازلات إقليمية. وذلك فى الوقت الذى كشفت فيه بعض المصادر الغربية ومنها وكالة «بلومبرج» أن «مجرد عقد القمة يعد انتصارا لبوتين، كسر به عزلته الدولية». وثمة من يقول إن القمة لم تسفر عن وقف فورى لإطلاق النار، لكن ذلك لم يقلل من أهمية انعقادها. كما انه وعلى الرغم مما صادف فكرة تحقيقها من عقبات عديدة، فقد خلق انعقادها هذا التفاعل بين الزعيمين الروسى والأمريكى، وكانت بمثابة قناة اتصال، ومصدرا لتجديد الثقة بينهما. ولما كانت الثقة جزءا رئيسيا لإحراز المزيد من التقدم والتفاهم المتبادل، فإنه يمكن القول إن قمة آلاسكا «خطوة فى الاتجاه الصحيح». ويبقى أن ننقل تساؤلات الكثيرين حول الأسباب التى قد تكون وراء ظهور سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية لدى وصوله قادما من موسكو قبيل لقاء القمة، مرتديا «فانلة» مكتوبا عليها الأحرف الأربعة «CCCP» التى لطالما كانت اختصارا للكلمات الأربع «اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية»، الاسم السابق للاتحاد السوفيتى قبل انهياره فى ديسمبر 1991، وهو ما أثار الكثير من تعليقات الصحفيين الغربيين ممن ربطوا بين ذلك وبما يدور فى خلد الكثيرين من أبناء الاتحاد السوفيتى السابق، من رغبة فى استعادة ذلك الاتحاد، ومعه بطبيعة الحال بلدان البلطيق الثلاثة التى حرص حلف الناتو على سرعة انضمامها إلى عضويته فى عام 2004. وذلك انطلاقا مما سبق وقاله بوتين حول أن «انهيار الاتحاد السوفيتى كان أكبر كارثة جيوسياسية فى القرن العشرين، من لم يتأثر بها فهو إنسان بلا قلب، ومن يريد عودته إنسان بلا عقل».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store