
بالإغراء والمقايضات.. كيف تحولت ليبيا وسوريا إلى خيارات أمريكية لتهجير الفلسطينيين تحت غطاء إعادة الإعمار؟
ترامب والتهجير.. كلمات تتصدر محركات البحث العالمية والصحف ووكالات الأنباء الدولية منذ بدء الرئيس الأمريكي ترامب الولاية الجديدة له، حيث بدأ ترامب منذ الأيام الأولى له كرئيس للبيت الأبيض أن يعلن عن خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى خارجها، بداية من العرض على مصر والأردن، وبعد الرفض القاطع من الدولة المصرية عرض على السودان ثم دول إفريقية وآسيوية أخرى، ومع ثابت الموقف الفلسطيني، تبددت أحلام الرئيس الأمريكي، ولكن خرجت علينا شبكة NBC News الأمريكية منذ قليل بالإعلان عن خطط لإدارة ترامب بتهجير مليون فلسطيني إلى ليبيا، وذلك في تطور مفاجئ.
شبكة NBC News الأميركية كشفت عن مناقشات جدية داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى نقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم، ضمن رؤية لإعادة إعمار القطاع تحت ما يُسمى مشروع ريفييرا الشرق الأوسط.
خطة ترامب لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا
وفقًا لتقرير الشبكة، فإن الخطة نوقشت مع قيادات ليبية، وتقوم على مقايضة سياسية واضحة: إعادة توطين الفلسطينيين في ليبيا مقابل إطلاق مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
رغم أن الخطة لم تُبرم رسميًا، فإن ثلاثة مصادر مطلعة، بينهم مسؤول أمريكي سابق، أكدوا أن إسرائيل أُبلغت بالمحادثات، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية أو مجلس الأمن القومي، كما امتنعت الحكومة الإسرائيلية عن التصريح.
حركة حماس، نفت علمها بأي ترتيبات من هذا النوع، حيث قال القيادي باسم نعيم لـNBC إن الفلسطينيين متجذرون في وطنهم، ومستعدون للتضحية من أجله، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني وحده من يملك حق تقرير مصيره، وليس أي جهة خارجية.
في الجانب الليبي، لم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة عبد الحميد دبيبة أو قوات خليفة حفتر، ويأتي ذلك في ظل أوضاع داخلية هشة تعاني منها ليبيا، حيث تتنازع حكومتان على السلطة وسط انفلات أمني وانهيار مؤسساتي.
الخطة تطرح أسئلة لوجستية وأمنية معقدة، فوفقًا لتقرير شبكة NBC News الأمريكية، نقل مليون شخص من غزة إلى ليبيا يتطلب عمليات بحرية وجوية وبرية معقدة ومكلفة، فقط من الناحية الجوية، فإن الأمر يحتاج إلى أكثر من 1170 رحلة على متن طائرة A380 – أكبر طائرة ركاب في العالم – مع عدم وجود مطار داخل غزة.
وبحسب تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يبلغ عدد سكان ليبيا حوالي 7.36 مليون نسمة، وإذا تم توطين مليون فلسطيني، فإن ذلك يعادل من حيث التأثير السكاني ما يشبه إضافة 46 مليون نسمة إلى سكان الولايات المتحدة دفعة واحدة.
من التوطين إلى التصعيد السياسي
المثير أن هذه الخطة لم تكن ضمن بنود مفاوضات دولية رسمية، بل جاءت ضمن رؤية شخصية للرئيس ترامب، الذي عبّر في فبراير 2024 عن رغبته في الاستيلاء على غزة وتحويلها إلى وجهة اقتصادية وسياحية، لكنه اعتبر في الوقت ذاته أنه لا يمكن العيش فيها، داعيًا إلى البحث عن بدائل دائمة لتوطين سكانها في مكان يُسعدهم.
وجاءت تصريحات ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يصدر عنه أي رد علني، رغم تصاعد التوتر حينها بينه وبين ترامب بسبب الموقف من الحرب على غزة.
أثارت هذه الفكرة – حتى قبل الإعلان الرسمي عنها انتقادات حادة من أوساط سياسية أمريكية وعربية، فقد عبّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترامب، عن تشككه قائلًا: سيكون ذلك إشكاليًا على مستويات عدة.
لم تتوقف أفكار الإدارة الأمريكية السابقة عند ليبيا، إذ يشير التقرير إلى نقاشات داخل إدارة ترامب حول إمكانية استخدام سوريا كموقع لإعادة التوطين، وذلك بعد ما قيل إنه إطاحة مفترضة ببشار الأسد وتولي أحمد الشرع الرئاسة في دمشق – وهو تطور لم تؤكده أي مصادر مستقلة حتى الآن.
حيث تدرس إدارة ترامب عدة مواقع لإعادة توطين الفلسطينيين المقيمين في غزة، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة، ومسؤول أمريكي سابق مطلع على المناقشات، وأحد الأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بالجهود.
وتجري حاليا مناقشة إمكانية تحويل سوريا، بقيادة قيادتها الجديدة بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر إلى موقع محتمل لإعادة توطين الفلسطينيين المقيمين حاليا في غزة، وفقا لأحد الأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بالجهود المبذولة ومسؤول أميركي سابق مطلع على المناقشات.
اتخذت إدارة ترامب خطواتٍ نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ذلك بعد إعلان ترامب يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا، والتقى لفترة وجيزة بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يوم الأربعاء.
تقرير أمريكي: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا
ترامب في رحلة العودة من جولته الخليجية: لقد حصلنا على 4 تريليونات دولار
إدارة ترامب تفصل 600 موظف من إذاعة صوت أمريكا.. وتعرض بعضهم لخطر الترحيل
مصر تقف ضد التهجير
في بيان سابق لوزارة الخارجية، حذرت جمهورية مصر العربية من تداعيات التصريحات التي تصدر حول تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبما يعد خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة.
وشددت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، على أنها ترفض تماما أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي، محذرة من تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافا وتعديا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفا فيه.
في موقفها ضد التهجير، وضعت مصر رؤية مكتملة الأركان لإعادة إعمار غزة وتنمية القطاع مرة أخرى، بعد الكارثة الإنسانية التي حلت بالقطاع عقب أحداث السابع من أكتوبر 2023.
الرؤية المصرية لإعادة الإعمار استلهمت خطتها من تجارب إعمار ثلاث مدن في العالم بداية من هيروشيما وبرلين وبيروت، وذلك بعد دراسة حالات إعادة التأهيل العمراني لتلك المدن بعد أثار الحروب المدمر التي ألمت بها.
أعلنت مصر الخطة، خلال القمة العربية التي انعقدت لرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي صورة أو بأي مسمى، سواء تهجير طوعي أو قسري، ففي النهاية هو تهجير، وأصبحت خطة مصرية أعدتها مصر مع فلسطين وأصبحت خطة عربية مؤيدة بالكامل من الدول والأمة العربية.
حصلت خطة مصر علي موافقة وتأييد الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوربي وروسيا، وغيرها من الدول، بينما رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل في مارس الماضي مقترحًا مصريًا لإعادة إعمار غزة دون نقل سكانها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
يزعم المحامون أن المهاجرين الآسيويين في رحلة للترحيل إلى جنوب السودان
أخبر محامو الهجرة قاضًا اتحاديًا يوم الثلاثاء أنهم تلقوا معلومات تشير إلى أن الحكومة الأمريكية ربما تكون قد وضعت المهاجرين من بلدان مثل ميانمار وفيتنام في رحلة ترحيل إلى جنوب السودان ، وهي دولة شرق إفريقيا ابتليت بالصراع وعدم الاستقرار السياسي. في ملف الطوارئ إلى محكمة المقاطعة الفيدرالية في ولاية ماساتشوستس ، قال المحامون إن رحلة الترحيل المبلغ عنها إلى جنوب السودان ستنتهك بشكل مباشر الحكم الذي صدره قاضي محكمة المقاطعة الأمريكية براين ميرفي الذي منع إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة دون منحهم حقوقًا معينة في الإجراءات الواجبة. وقال المحامون إن أي مهاجر تم ترحيله إلى جنوب السودان 'يواجه احتمالًا قويًا لإلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه' ، مشيرًا إلى تقارير توثق العنف الواسع والانتهاكات لحقوق الإنسان والصراع في البلد الأفريقي غير الساحلي ، وأصغر أمة في العالم. بعد فترة وجيزة من استقلالها في عام 2011 ، تحمل جنوب السودان حربًا أهلية دموية – وقد ظهرت مخاوف من صراع جديد مؤخرًا. وزارة الخارجية الأمريكية لديها A Level 4 Travel Convisory بالنسبة لجنوب السودان ، يحذر الأمريكيون من السفر إلى هناك بسبب 'الجريمة والخطف والصراع المسلح'. طلبت حركة الطوارئ من مورفي حظر ترحيل ترحيل البلد الثالث إلى جنوب السودان ، وطلب عودة أولئك الذين تم ترحيلهم هناك ، إذا حدثت عمليات الإزالة بالفعل. في وقت متأخر من يوم الثلاثاء ، أمر ميرفي بإدارة ترامب 'الحفاظ على الحضانة والسيطرة' على المهاجرين الذين تم إرسالهم إلى جنوب السودان أو دولة ثالثة أخرى ، لضمان أن يتمكنوا من العودة إلى الولايات المتحدة إذا وجد أن ترحيلهم غير قانوني. وأمر محامو الحكومة بأن يكونوا مستعدين لتقديم معلومات معينة خلال جلسة استماع مقررة يوم الأربعاء ، بما في ذلك أسماء المرحلين والتفاصيل حول مستوى الإجراءات القانونية التي تلقوها. لم تؤكد حكومة الولايات المتحدة علنًا ترتيبًا لترحيل المهاجرين الذين ليسوا من جنوب السودان إلى ذلك البلد. لم يستجب ممثلو وزارة الأمن الداخلي على الفور لطلبات التعليق. كانت إدارة ترامب تصاعد حملة دبلوماسية عدوانية لإقناع الدول في جميع أنحاء العالم بقبول المهاجرين الذين ليسوا مواطنينهم ، يقتربون من الدول البعيدة مثل ليبيا ورواندا لالتقاط المرحلين في البلد الثالث. لقد قام بالفعل بترحيل المهاجرين الأفارقة والآسيويين إلى كوستاريكا وبنما ، و المرحلين الفنزويليين إلى السلفادور. في وقت سابق من هذا الشهر ، CBS News وغيرها من المنافذ ذكرت وضعت الإدارة خططًا لإرسال المهاجرين إلى ليبيا ، لكن هذه الرحلة لم تتحقق أبدًا بمجرد ظهور تلك التقارير. في أبريل ، منع ميرفي ، القاضي الفيدرالي في ماساتشوستس ، الحكومة من ترحيل المهاجرين إلى البلدان الثالثة ، ما لم يقدم لهم لأول مرة ومحاموهم إشعارًا بالوجهة وفرصة للترحيل. في ملفهم يوم الثلاثاء ، قالت مجموعة من محامي الهجرة إن الحكومة قد انتهكت هذا الأمر في حالة اثنين من المهاجرين من ميانمار وفيتنام. تظهر رسائل البريد الإلكتروني المقدمة من المحامين أنه تم إرسال محامٍ للرجل من ميانمار إشعارًا يوم الاثنين يشير إلى أنه تم إخبار موكله بأنه سيتم ترحيله إلى جنوب إفريقيا. ثم تم إرسال المحامي بريدًا إلكترونيًا آخر ، مما يشير إلى أن موكله كان يواجه بالفعل الترحيل إلى جنوب السودان ، كما تظهر رسائل البريد الإلكتروني. في صباح يوم الثلاثاء ، قام محام آخر يساعد الرجل من ميانمار عبر البريد الإلكتروني إلى مركز احتجاز الهجرة في لوس فريسنوس ، تكساس ، حيث كان محتجزًا ، ويسأل عن مكان وجوده. قيل لها إن موكلها قد تم ترحيله في الصباح. عندما سألت أين ، تلقت رسالة بريد إلكتروني تقول ، 'جنوب السودان'. وقال المحامون إنهم تلقوا أيضًا رسالة بريد إلكتروني من امرأة قالت إنها تعتقد أن زوجها ، وهو رجل من فيتنام ، قد تم ترحيله إلى جنوب السودان ، إلى جانب محتجزين مهاجرين آخرين محتجزين في منشأة احتجاز لوس فريسنوس.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
ترامب ردا على زيلينسكى: الرئيس الأمريكى وحده المخول باتخاذ قرارات العقوبات
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على دعوة فلاديمير زيلينسكي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بأن القرار بهذا الشأن يعود للرئيس الأمريكي وحده. وقال في البيت الأبيض: "سيكون هذا قراري، لا أحد غيري. سنرى ما ستفعله روسيا وكيف سنتصرف"، مشيرا إلى أن اللحظة الحاسمة قد حانت لتسوية الأزمة الأوكرانية. وكان زيلينسكي قد صرح في اليوم السابق أنه خلال المكالمة الهاتفية مع ترامب، دعاه مجددا لفرض "عقوبات أقوى" على روسيا في ظل بدء المفاوضات. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقها على تصريحات زعيم نظام كييف أن روسيا لا تستجيب للإنذارات. وأوضحت أن زيلينسكي والمتطرفين الليبراليين في أوروبا الغربية لا يهتمون بتحقيق السلام، بل يسعون بأي ثمن إلى تأمين فترة "استراحة محارب" للقوات المسلحة الأوكرانية لإعادة بناء قدراتها العسكرية واستئناف المواجهة.

المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
«القبة الذهبية» خطة ترامب لفرض الهيمنة.. تكلفتها 175 مليار دولار وتعجز أمامها الصواريخ
«قبة ذهبية» بـ175 مليار دولار.. معلومات عن درع الدفاع الصاروخي لحماية أمريكا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه اختار تصميما لدرع الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية» التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولا. وأوضح ترامب أنه عين جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة، بحسب «سكاي نيوز». وأعلن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن الجنرال «مايكل جويتلاين» من سلاح الفضاء الأمريكي سيكون المدير الرئيسي للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترامب العسكري. وأشار ترامب، إلى أن القبة الذهبية ستحمي بلاده، مضيفًا أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه. وتهدف القبة الذهبية التي أمر بها ترامب لأول مرة في يناير، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. سيستغرق تنفيذ القبة الذهبية سنوات، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. وقال ترامب، إن القبة الذهبية ستكون درعًا لن يتوفر لدى أي بلد آخر، مؤكدًا أنها ستحمي بلاده بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ الفرط صوتية.