
أوروبا المتفائلة تأمل في اتفاق مع أمريكا يحقق مصالحها مع تراجع حدة الحرب التجارية
وقبيل اجتماع يُعقد في بروكسل اليوم، رحّب المسؤولون بالتحركات الأمريكية الأحدث لتخفيف حدة الحرب التجارية؛ لكنهم أكدوا في الوقت ذاته رغبتهم في ضمان أن يصب أي اتفاق في مصلحة التكتل التجاري.
قال ميخال بارانوفسكي، نائب وزير الدولة في وزارة التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا في بولندا: "نشهد بعض مظاهر التفاؤل لأننا نرى مؤشرات على خفض التصعيد من الجانب الأمريكي. المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تتسارع"، وفقا لما نقلته عنه "بلومبرغ".
كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وقعتا اتفاقا وصفه ترمب بأنه "كامل وشامل"، يخفض الرسوم الجمركية الأمريكية على على 100 ألف سيارة بريطانية الصنع سنويا من 27.5% إلى 10%، مع إلغاء الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم تماما.
وبينما خفضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الصين إلى 30% لمدة 90 يوما، وقابلت بكين ذلك بخفض الرسوم على السلع الأمريكية إلى 10% لمدة مماثلة، فقد ذكر بيان أمريكي - صيني أنه سيتم إطلاق آلية لمواصلة المفاوضات التجارية.
تحول في نهج ترمب
يأتي التفاؤل الأوروبي المتزايد، مع إظهار ترمب استعدادا للتراجع عن الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على شركاء تجاريين رئيسيين بعد أن أبدوا استعدادا لتقديم تنازلات للولايات المتحدة.
لكن وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية السويدي بنيامين دوسا، قال "إنه إذا كان اتفاق واشنطن ولندن هو ما ستحصل عليه أوروبا، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقع إجراءات مضادة من جانبنا. لن نكون راضين عن مثل هذا النوع من الاتفاقات".
وبينما واصل ترمب نهجه التصادمي مع الاتحاد الأوروبي، وقال هذا الأسبوع "إنه في نواح كثيرة أكثر شراسة من الصين"، يستعد التكتل الأوروبي لفرض جولة جديدة من الرسوم ضد الولايات المتحدة إذا فشلت المحادثات.
وأجلت الولايات المتحدة مؤقتا بعض رسومها الجمركية على الاتحاد الأوروبي لإتاحة مجال للتفاوض.
كذلك انتقد ترمب الهند بشدة، عندما وصفها بأنها تفرض رسوما جمركية من بين الأعلى في العالم، وفي حين قال "إن من الصعب جدا البيع في الهند"، فقد كشف في الوقت ذاته عن أن الهند عرضت إلغاء جميع الرسوم الجمركية المفروضة على منتجات بلاده ضمن مفاوضات بشأن اتفاق تجاري.
وقال الرئيس الأمريكي: "هم راغبون حرفيا في ألا يفرضوا علينا أي رسوم جمركية". لكن هذا لم يمنعه من إبداء عدم رضاه عن توسع شركة "أبل" في الهند ومطالبتها بالتحول إلى تعزيز الإنتاج في الولايات المتحدة.
أوروبا تفاوض "من موقف قوة"
قبيل الاجتماع المرتقب للتكتل، عبرت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايش عن أملها في التوصل إلى "حل معقول" مع الولايات المتحدة؛ مؤكدة أن "النزاعات التجارية ضارة؛ فهي تُبطئ تبادل السلع والنمو الاقتصادي، وفي النهاية لا يوجد فائزون".
قالت الوزيرة الألمانية: "نحن نتفاوض من موقع قوة اقتصادية، ويجب استخدام هذه القوة بحذر".
وكشف المفوض الأوروبي لشؤون التجارة والأمن الاقتصادي ماروش شيفتشوفيتش عن أنه أجرى مكالمة أخرى مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أمس الأربعاء، بخلاف اجتماعات أخرى مخطط لها بينهما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 23 دقائق
- العربية
ماكرون يدعو إلى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية" بعد رسوم ترامب الجديدة
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت عبر منصة إكس عن "استياء" فرنسا "الشديد" ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية" بعدما هدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 30% على السلع الأوروبية في الأول من أغسطس/آب. ودعا الرئيس الفرنسي المفوضية الأوروبية إلى "تسريع وتيرة التحضير لإجراءات مضادة ذات صدقية، عبر استنفار كل الأدوات المتوافرة لها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب ". وإذ أوضح أن الاتحاد الأوروبي يخوض مفاوضات مع واشنطن منذ أسابيع عدة "على قاعدة عرض صلب وصادق النية"، أكد ماكرون أنه يعود "إلى المفوضية أكثر من أي وقت مضى أن تؤكد عزم الاتحاد على الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". وأضاف ماكرون أن "فرنسا تدعم في شكل تام المفوضية الأوروبية في التفاوض الذي سيتكثّف، للتوصل إلى اتفاق يقبل به الجانبان بحلول الأول من أغسطس/آب، بحيث يعكس الاحترام الواجب توافره لدى الشركاء التجاريين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والمصالح المشتركة". وطرح وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتان إمكان صدور "رد متناسب" من فرنسا، خصوصا فيما يتعلق بالسلع والخدمات الأميركية، إذا لم تتوصل بروكسل إلى "اتفاق عادل" مع واشنطن. وأضاف الوزير عبر منصة إكس أنه "اعتبارا من الاثنين سأعمل في بروكسل مع نظرائي الـ26 على دعم المفوضية في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة حتى الأول من أغسطس/آب ". وانتقدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين يوم السبت إعلان ترامب، مع تأكيدها استعداد التكتل لمواصلة العمل من أجل بلوغ اتفاق مع واشنطن. برر الرئيس الأميركي الذي أعلن أيضا فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المكسيك، قراره بالإشارة إلى اختلال التوازن التجاري بين بلاده والاتحاد الأوروبي. ففي عام 2024، سجلت الولايات المتحدة عجزا تجاريا قدره 236 مليار دولار مع الاتحاد (بزيادة قدرها 13% على أساس سنوي)، وقد صدّر الأخير بضائع بقيمة 606 مليارات دولار إلى أكبر اقتصاد في العالم، وفق أرقام مكتب الممثل التجاري الأميركي.

العربية
منذ 23 دقائق
- العربية
حذر من موجة تضخم جديدة في أميركا وعودة ارتفاع أسعار الفائدة
لم يتردد الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان"، جيمي ديمون ، في توجيه انتقادات لاذعة لأوروبا عندما تحدث في وزارة الخارجية الأيرلندية. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة فاينانشال تايمز: "أنتم تخسرون"، متحدثاً عن القدرة التنافسية الأوروبية مع الولايات المتحدة وآسيا. وأضاف: "لقد انحسر الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا من 90% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى 65% على مدى 10 أو 15 عاماً. هذا ليس جيداً". وأضاف ديمون يوم الخميس: "لدينا سوق ضخمة وقوية، وشركاتنا كبيرة وناجحة، ولديها نطاق عالمي هائل. لديكم هذا، ولكن يتضاءل شيئاً فشيئاً"، بحسب ما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business". لن يكون هذا الشعور مفاجئاً لقادة المنطقة ورجال الأعمال، الذين لطالما أكدوا على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بخفض الحواجز التجارية، واستكمال أسواق رأس المال والاتحادات المصرفية، وتبسيط أنظمته التنظيمية والضريبية والقانونية لزيادة الاستثمار وتعزيز النمو في المنطقة. كما سلطت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتصدع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة والصين الضوء على افتقار أوروبا للسيادة في مجالات تتراوح من الطاقة والمعادن الحيوية إلى مراكز البيانات والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والخدمات الرقمية. وفي معرض حديثه عن مسألة التنافسية، قال ديمون: "يجب أن يكون كل شيء سوقاً واحدة". وقال: "إن تحقيق ذلك في السوق الموحدة يعني أيضاً بنوكاً مشتركة، وقوانين إفصاح مشتركة، وبورصات مشتركة، وقوانين شفافية مشتركة، ومناخاً". شهدت مواقف المستثمرين تجاه أوروبا تحولاً إيجابياً ملحوظاً في النصف الأول من عام 2025، مدعومةً بتوقعات بدفعة مالية كبيرة في ألمانيا، أكبر اقتصاداتها، وزيادة الإنفاق الدفاعي الإقليمي، وانخفاض أسعار الفائدة، وفترة من الاستقرار السياسي النسبي - لا سيما في ظل تقلبات صنع السياسات والخطابات الصادرة عن البيت الأبيض. وقد أدى ذلك إلى أداء قوي ومتفوق في الأسواق العامة، ولفت انتباه المستثمرين في الأسواق الخاصة الباحثين عن فرص قيمة. مع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تنتظر الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تنفيذ الإصلاحات الداعمة للنمو، وترسيخ علاقته مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري واستثماري ثنائي له. وقال ديمون أيضاً إن التضخم قد يعود للظهور كمشكلة كبيرة للولايات المتحدة، وإن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة مجدداً أعلى مما يعتقده معظم الناس. وأضاف: "يُقدر السوق احتمال رفع أسعار الفائدة بنسبة 20%، وأنا أقدر احتمالاً بنسبة 40-50%. أعتبر ذلك مدعاة للقلق". وفي الشهر الماضي، صرح ديمون في مؤتمر بأن الاقتصاد الأميركي مُعرض "لانكماش في الأشهر المقبلة"، مع "احتمال تدهور الأرقام الحقيقية قريباً".


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
التضخم الأمريكي يتجه للتسارع مع تمرير رسوم ترمب للمستهلكين
بعد أشهر من استقرار نسبي في معدلات التضخم، يُتوقّع أن تُظهر بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع تسارعاً في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال يونيو، وذلك مع بدء الشركات تمرير الزيادة في تكاليف البضائع المستوردة -الناتجة عن رسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية- إلى المستهلكين. رجّح استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء الاقتصاديين ارتفاع أسعار السلع والخدمات -باستثناء الغذاء والطاقة ذات الأسعار المتقلبة- بنسبة 0.3% خلال يونيو، مسجّلاً بذلك أقوى وتيرة صعود منذ خمسة أشهر، مقارنة بزيادة بلغت 0.1% في مايو. أقوى تسارع للتضخم الأمريكي في 5 أشهر يُتوقّع أن يشهد مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يُعتبر مقياساً أدق للتضخم الأساسي، أول تسارع سنوي له منذ يناير، ليبلغ 2.9%. ورغم أن التقرير المنتظر صدوره يوم الثلاثاء يُرجّح أن يُظهر تمريراً محدوداً للرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، إلا أن العديد من الاقتصاديين يتوقّعون تسارع التضخم بشكل تدريجي خلال ما تبقى من العام. في المقابل، يتردد عدد كبير من التجّار في رفع الأسعار على المستهلكين الأميركيين الذين باتوا أكثر تحفظاً في إنفاقهم وسط مؤشرات تباطؤ في سوق العمل، ما يعكس معادلة دقيقة وحساسة في ديناميكيات السوق. وعلى صعيد موازٍ، من المتوقع أن تُظهر أرقام مبيعات التجزئة المنتظر صدورها يوم الخميس زيادة متواضعة في يونيو بعد شهرين من التراجع. وستساعد تفاصيل البيانات، التي تعكس بشكل أساسي الإنفاق على السلع، الاقتصاديين على تعزيز تقديراتهم لنمو الاقتصاد في الربع الثاني. ورغم أن طلب المستهلكين تباطأ بالتزامن مع ضعف سوق العمل، فإن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي امتنعوا عن خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة في النهاية إلى تسارع التضخم. ويُنتظر أن عقد صانعو السياسات النقدية اجتماعهم المقبل يومي 29 و30 يوليو. رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس: "نعتقد أن هيكل زيادات الأسعار سيشبه تقرير مايو بشكل كبير، ليُظهر تمريراً محدوداً للرسوم الجمركية في فئات السلع للمستهلكين، وهو ما سيقابله على الناحية الأخرى استمرار الضعف في فئة الخدمات. على أن تُظهر بيانات الأسعار المجمعة صورة مختلطة، مع ارتفاع في فئات مثل الأجهزة الكهربائية والأثاث، مقابل تراجعات في تذاكر الطيران والسيارات المستعملة"، بحسب إستل أو، وستيوارت بول، وإليزا وينغر، وكريس جي كولينز خبراء بلومبرغ إيكونوميكس. وبجانب صدور تقرير "بيج بوك" الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وهو عبارة عن استبيان حول الأوضاع الاقتصادية الإقليمية، سيتابع المستثمرون خلال الأسبوع تصريحات عدد من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي، من بينهم كريستوفر والر، وأدريانا كوغلر، وليزا كوك.