logo
هل تنجح «بريكس» في صياغة بديل عالمي للنظام الاقتصادي الحالي؟

هل تنجح «بريكس» في صياغة بديل عالمي للنظام الاقتصادي الحالي؟

الوسطمنذ يوم واحد
تستضيف البرازيل، بدءا من اليوم الأحد، قمة دول «بريكس» في ظل تساؤلات جدية بشأن تداعيات السياسات التجارية الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحالة من الضبابية المتنامية تخيم على اتجاه الاقتصاد العالمي.
ومن المقرر أن يصدر قادة «بريكس» في ختام القمة، نهاية الأسبوع الجاري، بيانا مشتركا يدين ما يوصف بـ«التدابير الحمائية الأحادية الجانب غير المبررة»، وكذلك «الرفع العشوائي للرسوم الجمركية»، في إشارة واضحة إلى سياسات الرئيس الأميركي التي ألقت بالفعل ظلالا على أداء الاقتصاد العالمي خلال النصف الأول من العام، كما نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية.
إشارة واضحة إلى ترامب
قالت «بلومبرغ»: «في حين أنه من غير المرجح أن يذكر البيان الختامي للقمة بشكل مباشر الولايات المتحدة، فإن المجموعة الاقتصادية تبعث إشارة لا لبس فيها إلى إدارة ترامب، قبل أيام قليلة من الموعد النهائي المحدد في التاسع من يوليو لتطبيق الرسوم الجمركية».
ويتفق أعضاء «بريكس»، وعلى رأسهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على التأثير السلبي للرسوم الجمركية. وقال سفير جنوب أفريقيا، زوليسا مابهونجو: «تلك الرسوم الجمركية ليست فعالة، وليست جيدة للاقتصاد العالمي أو التنمية».
هل تملأ «بريكس» الفراغ؟
رأت «بلومبرغ» أن «بريكس» تسعى إلى ملء الفراغ الذي خلفته سياسات الرئيس الأميركي في المسرح الدولي، في الوقت الذي يثير فيه ترامب العداء مع حلفائه التقليديين، لتحقيق أجندة «أميركا أولا».
وقالت: «تقدم المجموعة نفسها الآن على أنها المدافع عن القيم الأساسية للنظام العالمي، بما في ذلك التجارة الحرة والتعددية. حاولت دول (بريكس) فترة طويلة صياغة بديل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة».
وأشارت إلى تصريحات للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الجمعة، كررت الصدى نفسه، إذ قال: «التعددية العالمية تمر بمرحلة هي الأسوأ لها منذ الحرب العالمية الثانية».
في سياق متصل، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة صحفية الأربعاء الماضي، أن «الصين ستعمل مع دول (بريكس) على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وحماية التعددية».
النفوذ العالمي
على الرغم من أن سياسات ترامب قد أسهمت في توحيد مواقف دول المجموعة، رأت «بلومبرغ» أن «بريكس» لا تزال بعيدة تماما عن ممارسة النفوذ العالمي الذي لطالما سعت إليه الدول الأعضاء.
فمنذ تأسيسها بالعام 2009، واجهت «بريكس» عديد الصعوبات بسبب غياب القيم المشتركة بين أعضائها الذين لا تجمعهم سوى قواسم مشتركة محدودة، أبرزها كونهم اقتصادات ناشئة كبرى تسعى إلى تحقيق دور أكثر تأثيرا على المسرح الدولي، الذي تهيمن عليه أميركا والغرب.
وقد أسهم انضمام مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات إلى المجموعة في تعزيز تمثيلها الدولي، إذ باتت تمثل 40% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتقريبا نصف سكان العالم.
وسيغيب الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي من المقرر أن يحضر قمة المناخ «كوب 30» في البرازيل نهاية العام، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن قمة «بريكس» لهذا العام.
انقسام «بريكس»
من اللافت أن تكتل «بريكس» يشهد انقساما حول مسألة الإشارة إلى الحرب، حيث تعارض كل من روسيا والصين إدراج أي إشارات بارزة في هذا الصدد بالبيان الختامي.
في المقابل، ذكرت مصادر «بلومبرغ» أن مصر تضغط باتجاه تضمين فقرة تتعلق بالسلام بالشرق الأوسط والأمن في البيان، وذلك رغبة في التوصل إلى حل للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
معضلة ترامب
في سياق متصل، تخلق السياسات العدائية لترامب «معضلة جديدة» أمام تكتل «بريكس»، إذ يحرص بعض الأعضاء على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والصين، بحسب «بلومبرغ».
في المقابل، يهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بـ100% على دول «بريكس» إذا تخلت عن الدولار في تجارتها الثنائية، ما يثير الاهتمام بتطوير أنظمة دفع محلية، وأدوات أخرى تُسهّل التجارة والاستثمار بين الدول. وقد أكد مسؤولون برازيليون لـ«بلومبرغ» أن فكرة التخلي عن الدولار ليست قيد النقاش.
وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي ارتفاع حجم التجارة بين الدول الخمس الأصلية في مجموعة «بريكس»، وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، 40% خلال الفترة بين 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنويا.
وتأمل حكومة لولا دا سيلفا أن يحقق قادة «بريكس» تقدما صوب حلول بديلة، وذلك لأن التهديدات التجارية التي تمثلها سياسات ترامب قد حفزت الدول للبحث عن بدائل وشراكات جديدة.
تمويل آليات مكافحة التغير المناخي
كما من المقرر أن تناقش مجموعة «بريكس» أيضا آليات لتعزيز تمويل المناخ بين الأعضاء للمرة الأولى، وهي القضية التي اكتسبت أهمية أكبر بعد انسحاب ترامب من اتفاقية باريس.
وتواصل الصين العمل عن كثب مع دول «بريكس» فيما يتعلق بمكافحة التغير المناخي، وأظهرت أنها حليف ذو موثوقية ومصداقية أكبر من الولايات المتحدة. وقد أجرت بكين مناقشات مع إندونيسيا والبرازيل حول جدول أعمال قمة الأمم المتحدة السنوية للمناخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تلغي تصنيف «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية
الولايات المتحدة تلغي تصنيف «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

الولايات المتحدة تلغي تصنيف «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية

ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب تصنيف جماعة «هيئة تحرير الشام» المتطرفة في سورية، «منظمة إرهابية أجنبية»، بحسب وثيقة رسمية صادرة عن الخارجية الأميركية اليوم الإثنين، وذلك في إطار الرفع التدريجي للعقوبات الأميركية المفروضة على سورية. وستُنشر الوثيقة المؤرخة في 23 يونيو والموقّعة من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو رسميا في السجل الفيدرالي الثلاثاء، وتدخل حيز التنفيذ اعتبارا من ذلك التاريخ، بحسب «فرانس برس». أعلن ترامب رفع معظم العقوبات المفروضة على سورية في مايو الماضي، استجابة لمناشدات من السعودية وتركيا بعد أن أنهى تحالف فصائل مسلحة قادته «هيئة تحرير الشام»، الفرع السابق لـ«تنظيم القاعدة»، نصف قرن من حكم عائلة الأسد. إنهاء «حالة الطوارئ الوطنية» وبأمر تنفيذي أنهي ترامب، الإثنين الماضي، «حالة الطوارئ الوطنية» القائمة بشأن سورية منذ عام 2004 والتي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق، ما أثر على معظم المؤسسات التي تديرها الدولة ومن بينها البنك المركزي. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين «يأتي هذا في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام». وأضافت أن الولايات المتحدة ستبقي على العقوبات المفروضة على عناصر الحكومة السابقة، ومن بينهم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فر إلى روسيا أواخر العام الماضي. وأجرت سورية مؤخرا أول تحويل إلكتروني عبر النظام المصرفي الدولي منذ أن انزلقت إلى حرب أهلية دامية عقب احتجاجات شعبية قمعت بالقوة عام 2011.

مسؤول فلسطيني: انتهاء جلسة المفاوضات بشأن غزة في الدوحة «دون تحقيق اختراق»
مسؤول فلسطيني: انتهاء جلسة المفاوضات بشأن غزة في الدوحة «دون تحقيق اختراق»

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

مسؤول فلسطيني: انتهاء جلسة المفاوضات بشأن غزة في الدوحة «دون تحقيق اختراق»

انتهت جلسة ثانية من المفاوضات غير المباشرة بين «إسرائيل» و«حماس» بعد ظهر، اليوم الإثنين في الدوحة «من دود تحقيق اختراق»، وفقما أفاد مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة. وقال المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه لوكالة «فرانس برس»: «انتهت بعد ظهر اليوم جلسة المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل في الدوحة، لافتا إلى أنه «لم يتم حقيق اختراق في اللقاء الصباحي لكن المفاوضات سوف تستمر». واستأنفت «إسرائيل» و«حماس» المحادثات غير المباشرة في قطر اليوم الإثنين، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساءً في واشنطن. ترامب يرى «فرصة جيدة» للتوصل إلى اتفاق ورأى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأحد، أن هناك «فرصة جيدة» للتوصل إلى اتفاق، وقال للصحفيين «لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع». من جانبه، قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية كمجرم حرب للصحفيين من أمام الطائرة في مطار بن غوريون قبيل توجهه إلى واشنطن «أعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعا». وفي وقت سابق الإثنين، قال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات «من المقرر أن تنطلق جلسة مفاوضات غير مباشرة قبل ظهر اليوم في الدوحة بين وفدي حماس وإسرائيل لمواصلة التفاوض حول آليات تنفيذ المقترح لوقف النار والتبادل». جلسة مفاوضات غير مباشرة ومن غير المتوقع أن يُعقد اللقاء بين ترامب ونتانياهو قبل الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي (22,30 بتوقيت غرينتش)، وذلك من دون الحضور المعتاد للصحافيين، حسبما أفاد البيت الأبيض. ويسعى الرئيس الأميركي إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا بعد 21 شهرا على بدء الحرب. ووفق المصدر الفلسطيني المطلع على المحادثات في قطر، فقد عُقدت جلسة مفاوضات غير مباشرة استكشافية مساء الأحد عبر الوسطاء. وأضاف أنّه «جرى تبادل وجهات النظر حول آلية تنفيذ تبادل الرهائن والأسرى، ووقف النار والانسحاب" الإسرائيلي من القطاع. وأشار إلى أنّ «وفد حماس (موجود) في غرفة والوفد الإسرائيلي في غرفة أخرى في المبنى نفسه» في الدوحة. «جادة وحريصة» وأكد المسؤول الفلسطيني أنّ «حماس جادة وحريصة للتوصل لاتفاق لوقف الحرب وإنهاء معاناة شعبنا، إن توفرت نوايا لدى الجانب الإسرائيلي بعدم التعطيل أو المماطلة». وكان نتنياهو قال الأسبوع الماضي «أرسلتُ فريقا للتفاوض مع تعليمات واضحة... إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها». وكان اعتبر السبت أن «التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على الاقتراح الأولي غير مقبولة».

الكرملين ردا على ترامب: التعاون في «بريكس» ليس موجها ضد بلد ثالث
الكرملين ردا على ترامب: التعاون في «بريكس» ليس موجها ضد بلد ثالث

الوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الوسط

الكرملين ردا على ترامب: التعاون في «بريكس» ليس موجها ضد بلد ثالث

أكّد الكرملين، اليوم الإثنين أن التعاون في مجموعة بريكس للدول الناشئة الكبرى وبينها روسيا والصين والبرازيل والهند، ليس موجّها ضدّ بلد ثالث، بعد تهديد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية إضافية على أي دولة تصطف مع التكتّل. ونقلت وكالات إعلام روسية عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن «التفاعل في سياق بريكس لم يكن أبدا ولن يكون يوما موجّها ضدّ بلد ثالث»، ردّا على سؤال عن تصريحات هدّد فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أيّ دولة تصطف مع التكتّل. وأكدت بكين، في وقت سابق الإثنين أن دول مجموعة «بريكس» لا تسعى إلى «المواجهة»، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على دول المجموعة. بكين: الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ «في ما يتعلق بفرض رسوم جمركية، لطالما أكدت الصين موقفها القاضي بأن الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها، وأن الحمائية لا تسمح بالتقدم». وأضافت أن دول بريكس «تدعو إلى الانفتاح والضم والتعاون الذي يكون الجميع فيها رابحا»، مؤكدة أن المجموعة «لا تعمد إلى المواجهة بين المعسكرات ولا تستهدف أي بلد». وأعلن الرئيس الأميركي الإثنين أنه سيوجه أولى الرسائل إلى عدة دول لحضها، إما للتوصل إلى اتفاق تجاري أو مواجهة فرض رسوم باهظة على سلعها، قبل بضعة أيام من انتهاء المهلة المحددة للشركاء التجاريين من أجل إبرام اتفاق. وأفاد الأحد بأنه سيوجه سلسلة أولى من الرسائل إلى 15 دولة، محذرا بأن الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة ستعود إلى المستويات العالية التي حددها في أبريل في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول. موازنة النظام العالمي لصالح «الجنوب العالمي كذلك، هدد دول «بريكس» وكتب على منصته «تروث سوشال» أن «أي دولة تصطف مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا سيتم فرض رسوم جمركية إضافية عليها بنسبة 10%. ولن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة». وتُمثل دول بريكس الـ11، وبينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حوالى نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي، وتوسعت المجموعة التي أنشئت العام 2009 لتكون قوة مقابلة للغرب تعيد موازنة النظام العالمي لصالح «الجنوب العالمي»، إذ انضمت إليها منذ العام 2023 السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران ثم إندونيسيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store