logo
ارتفاع تكلفة التأمين على ديون تركيا والليرة تتراجع

ارتفاع تكلفة التأمين على ديون تركيا والليرة تتراجع

الجزيرةمنذ 7 أيام
ارتفعت تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد على ديون تركيا اليوم الاثنين إثر ملاحقات قانونية ضد مسؤولين بحزب المعارضة الرئيسي مطلع الأسبوع.
وأشارت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس إلى أن مبادلات التخلف عن سداد الديون التركية لأجل 5 سنوات ارتفعت 13 نقطة أساس مقارنة مع إغلاق يوم الجمعة، لتصل إلى 292 نقطة أساس، وفق ما نقلت رويترز.
كما تراجعت الليرة التركية بنحو 0.2%، ليتجاوز سعرها 40 مقابل الدولار، قبل أن تقلص خسائرها عند 39.98 ليرة للدولار الواحد.
ولامست الليرة مستوى 40 لكل دولار في وقت متأخر من أمس الأحد خلال ساعات انخفاض السيولة.
وتراجعت العملة التركية 11.3% منذ بداية العام حتى الآن وسط مخاوف بشأن السياسة الداخلية والصراعات في الدول المجاورة.
واعتقل رؤساء بلديات المدن الجنوبية الكبرى أضنة وأديامان وأنطاليا في إطار تحقيق فساد مطلع الأسبوع، مما يوسع نطاق اعتقالات انطلقت في البداية من إسطنبول.
وشهدت تركيا في الأشهر الأخيرة ملاحقات قانونية واعتقالات بحق مسؤولين في حزب الشعب الجمهوري، بينهم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول المسجون بتهم "فساد ومساعدة منظمة إرهابية".
وفتح المدعي العام في أنقرة ، أمس الأحد، تحقيقا جديدا بحق زعيم المعارضة أوزغور أوزيل بتهمة "إهانة الرئيس" رجب طيب أردوغان وجرائم أخرى، على خلفية تصريحات أدلى بها بعد توقيف رؤساء بلديات معارضين بتهم فساد، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية تركية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المفوضية الأوروبية: المجر لم تحرز أي تقدم في مطالب سيادة القانون
المفوضية الأوروبية: المجر لم تحرز أي تقدم في مطالب سيادة القانون

الجزيرة

timeمنذ 21 ساعات

  • الجزيرة

المفوضية الأوروبية: المجر لم تحرز أي تقدم في مطالب سيادة القانون

أعلنت المفوضية الأوروبية مجددا أن المجر لم تحرز أي تقدم في مجموعة من المطالب الرامية إلى معالجة الفساد، وتعزيز المجتمع المدني، وضمان استقلالية وسائل الإعلام. وحذرت المفوضية -في تقرير- مما اعتبرتها "أوجه القصور الخطيرة في سيادة القانون بالمجر". وأشار التقييم السنوي على مستوى الاتحاد الأوروبي إلى إحراز تقدم ضئيل في العديد من المجالات المهمة، ومن بينها حماية المجتمع المدني واستقلال القضاء ومكافحة الفساد. وأوضح التقرير أنه من بين 8 توصيات من العام السابق لم تحقق بودابست أي تحسن ملحوظ سوى في مجال واحد فقط، وهو رواتب القضاة وممثلي الادعاء العام والموظفين القضائيين. وأشار التقرير السنوي لسيادة القانون الصادر عن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي لدول الاتحاد الـ27 إلى أن بودابست فشلت في تحسين سجلها في معالجة قضايا الفساد رفيعة المستوى وتعزيز حرية الإعلام. وأضاف التقرير "لقد ازداد الضغط على الصحفيين وغيرهم من الإعلاميين، حيث لا يزالون يواجهون تحديات عديدة وخطيرة في عملهم". وفي غضون ذلك، أشارت التقارير إلى وجود "بيئة متدهورة" لمنظمات المجتمع المدني. وقالت هينا فيركونن نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية للصحفيين في بروكسل إنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به مع المجر. كما ينتقد تقرير سيادة القانون عدم إحراز تقدم في محاكمة الفساد بين كبار المسؤولين في المجر.

المحرَر المبعد إسحاق عرفة: حرية القدس قريبة ومدينون بحريتنا لأهل غزة
المحرَر المبعد إسحاق عرفة: حرية القدس قريبة ومدينون بحريتنا لأهل غزة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

المحرَر المبعد إسحاق عرفة: حرية القدس قريبة ومدينون بحريتنا لأهل غزة

إسطنبول- كُتب للأسير المقدسي المحرر إسحاق عرفة، والمقيم الآن في تركيا ، أن يولد مرتين، الأولى عندما رأت عيناه النور في 3 يوليو/تموز 1988 في مدينة القدس ، والثانية في 25 يناير/كانون الثاني المنصرم عندما تحرر في الدفعة الثانية من صفقة " طوفان الأحرار" التي أُبرمت بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و إسرائيل ، وأُبعد خارج فلسطين. وفي حوار خاص أجرته معه الجزيرة نت، انساب على لسان هذا المحرَر المبعد -الذي قضى 14 عاما خلف قضبان سجون الاحتلال- سيل من قصص الألم والأمل التي عاشها مع رفاقه، ولم يخْبُ حبّه للمسجد الأقصى طيلة مدّة لقائه، وقال إن حبّه هو الثابت الذي لا يتغير. وتاليا نص الحوار كاملا: بداية من هو المقدسي إسحاق عرفة، كيف تحب أن تعرف به نفسك؟ ولدت في القدس، ومن يولد في القدس تولد المدينة فيه أيضا، وتصبح كلّ كيانه وطفولته وشبابه، فيعيش لأجلها، وفقدانها يعني فقدان عضو من الجسد، ولا شك أنني أتمنى أن أموت فيها. ترعرعت في كنف أسرة متوسطة الدخل، لكنها بفضل الله ملتزمة دينيا، كان والدي يعمل حارسا في المسجد الأقصى وترك ذلك بصمته على شخصيتي، لأنه كان يصطحبني برفقته دائما. تطلّ نافذة منزلنا على المسجد الأقصى وكنت أطيل النظر لقبة الصخرة الذهبية لعلّي أشبع من النظر إليها، وأفهم معاني هذا الذهب وبريقه. وترعرعت أيضا في بيت جدتي في البلدة القديمة ، وبالتحديد ما يطلق عليه الاحتلال "حارة اليهود" وأشتاق لعبق تلك الحارة والبلدة القديمة وروائح الخبز والكعك. كنت تتمتع بعلاقات واسعة مع المقدسيين قبل اعتقالك، خاصة أنك كنت تعمل في مجال التصوير الصحفي، وعُرف عنك ذلك داخل السجون أيضا، ما الفرق في العلاقات داخل السجون وخارجها؟ الإنسان بطبيعته اجتماعي ولا يمكن أن يتخلى عن محيطه، والأصدقاء أمر أساسي في حياتي، وحرصت دائما أن تكون علاقاتي مع الآخرين مبنية على الوضوح والصراحة. حملت هذه المبادئ معي إلى السجون، ووجدت هناك أن الفرص أفضل لإنشاء علاقات بحكم أننا نعيش على مسافة "صفر" من بعضنا البعض، وبالمجمل قررت أن تكون علاقاتي طيبة مع الجميع وأن تكون مشاكلي معهم "صفر" وهذه نظرتي للحياة. دخلت السجن بعمر 25 عاما وخرجت منه وعمرك 39، ماذا غيّرت فيك هذه التجربة؟ هذا السؤال سأجيب عليه بدقائق، لكن الإجابة عليه تحتاج إلى ضعف الـ14 عاما التي قضيتها بالأسر، لأنه عميق جدا، وهناك تفاصيل كثيرة لن أستطيع أن أتطرق لها بسبب ضيق الوقت لكنني سأذهب لمواقف حدثت معي للإجابة عنه. دخلت الأسر وعمري 23 عاما، وولدت من جديد قبل أشهر بعدما دفنت حيا خلف القيود والسلاسل والقضبان الحديدية، ولو خيروني بأن أقبل عيش قصة أسري من بدايتها حتى خاتمتها التي انتهت على يد المقاومة لقبلتها كما هي. في السجن حققت كثيرا مما لم أكن سأحققه لو أنني خارجه، فحصلت على شهادتَي بكالوريوس، إحداهما في تخصص التاريخ والأخرى في العلوم السياسية، وعلى شهادتَي ماجستير أيضا إحداهما في الاقتصاد الإسلامي والأخرى في الدراسات الإقليمية. في السجون أصبحت حرّا أكثر بعدما رفضت الاحتلال وقاومته بكامل إرادتي وحريتي وبصوتي المرتفع الذي رددت به أنني لن أعترف بهذا الاحتلال الذي منعني من دخول الأقصى لأنني كنت ممن يصلّون فيه دائما. وهذا كان سبب ما قمت به من مقاومة، لأنني أُبعدت دون وجه حق، وبالتالي كنت حرّا وأعلنت عشقي للمسجد الأقصى على عكس الآخرين ممن لا يمكنهم قول ذلك صراحة خوفا من خسارة شيء أو من تقييد حريتهم.. دخلت الأسر وأنا أقول: هذا الاحتلال مجرم ويجب مقاومته ومقارعته وخرجت منه وأنا أقول ذات العبارة. ما أكثر ما يخشى منه الأسير ويؤرقه خلف القضبان؟ أشياء كثيرة كانت تمخر رأسي، كخشيتي من فقدان والدي ووالدتي بسماع خبر وفاتهما كما حدث مع الكثير من الأسرى، وعندما كان يموت أحد من ذوي الأسرى أقول لنفسي ربما يقف ملك الموت على باب منزل عائلتي وأنا في الأسر، لأن أمي وأبي كبار في السن. كان هذا الهاجس يرافقني، وكلما تواصلت معهم خشيت أن أسمع كلمة "موت" وهذا سبب لي قلقا كبيرا خلال سنوات اعتقالي، وكان طموحي أن أتحرر وأتزوج وأن يرى أبي وأمي أولادي، وهذه أمنية أمي التي تحقق منها بفضل الله 70% بتحرري، وبقي أن أتزوج وأنجب الأطفال. أنت تتحدث عن شخص حُكمه مؤبد بالإضافة لـ60 عاما، أي مدى الحياة، ويعني ذلك أنه سيموت داخل السجن، وكثيرون ماتوا قبل انتهاء فترة حكمهم، والآن يقضون ما تبقى منها في ثلاجات الموتى. كتب الأسير الراحل وليد دقّة مسرحية ملحمية عن هذا الموضوع، ودار في أحداثها حوار بين الأسرى الشهداء القابعين في ثلاجات الموتى، وكانوا يتساءلون من سيزورهم أولا، هل هو الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، أم الأسير المريض بالسرطان أيضا وليد دقّة.. لكن ناصر ذهب قبل وليد ولحقه الأخير، وانتهت هذه المسرحية لأن القلم سقط من يد كاتبها، وبقيت هذه الذكرى في أذهاننا ننقلها لنقول "هذه معاناة الأسير الفلسطيني". كنت إحدى دعائم الوحدة الوطنية داخل السجون، لماذا أخذت هذه المسؤولية على عاتقك؟ لديّ قناعة أنه يجب أن تحاول فعل شيء، ولا أؤمن بالمثل الفلسطيني القائل "اللي بجرب المجرب عقله مخرّب" وصممت أن أجرب المجربين وأن يكون عقلي مُخَرّبا، وقلت لربما الظروف تتغير وأنجح، فحاولت لملمة شمل الكوادر المقدسية من الأسرى في جميع الفصائل وتواصلت مع العديد منهم، وحاولت الوصول لورقة تفاهم لطي صفحة الانقسام التي طالت، ولا تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته. قلت إنه يجب أن نتجه معا نحو مقارعة هذا الاحتلال وتوجيه البوصلة نحوه فقط، وهذا ما سعيت إليه.. لم أنجح كما يجب، لكنني حاولت واكتسبت معرفة، ومجرد المحاولة نجاح. خضت تجارب قاسية بالسجون كالإضراب عن الطعام، والعزل الانفرادي، والمنع من زيارة الأهل. هل نجحت في تحويل هذه المحن إلى منح وكيف؟ اكتشفت من خلال الإضراب عن الطعام أن الإنسان لديه قدرات لا يعرفها، وفي أول إضراب خضته عام 2012 كانت معلوماتي صفر عن هذه التجربة لأنني كنت حديث الأسر، وأضربت حينها 29 يوما كاملة زادتني قوة وهذا أعطاني ثقة بنفسي. انتصرنا حينها، واستطعنا إخراج الأسرى المعزولين من الزنازين الانفرادية، بالإضافة لتحقيق زيارات الأهل لأسرى غزة، وكان شعورا لا يوصف، لأنني كنت أحد جنود هذه المعركة. شاركت أيضا في عدد من الإضرابات الأخرى، ومنها ما خضته مع الأسرى المعتقلين إداريا احتجاجا على هذا الاعتقال التعسفي. قال أسير مقدسي محرر إن السجون انتقلت بعد السابع من أكتوبر من "الحكم الذاتي" إلى "الحكم العسكري". اسرد لنا شيئا مما عشته بعد هذا التاريخ؟ كان حكما ذاتيا بالفعل لأننا أقوياء، وكان الاحتلال يحسب ألف حساب للمقاومة، وعندما اشتبكت معه قرر أن يفعل بنا الأفاعيل، فسقط القناع عن وجه الاحتلال، ومارس سلوكه الطبيعي النازي الذي يمارسه بشكل دائم، ومارس بحقنا كل أساليب التعذيب. نتحدث عن 73 شهيدا خلال فترة الحرب مقارنة بـ11 شهيدا في سجن غوانتنامو خلال عامين.. وعندما تحررت كنت قد فقدت من وزني 50 كيلوجراما، وظنّ الجميع أنني مريض، لكن الحقيقة أن الطعام الذي كنّا نأكله خلال فترة الحرب هو فقط من أجل أن نتحمل الضرب والإهانات والقمع، وكي لا نموت.. وكان هذا الهدف الوحيد للطعام. حدثنا عن نشاطك الثقافي خلف القضبان، وما السجون التي تنقلت بينها خلال فترة اعتقالك؟ كتبتُ يوما مقالا تحت عنوان "دولة السجون" بعدما مررت على كافة السجون تقريبا، بدءا من مركز تحقيق المسكوبية، مرورا بكل من جلبوع وعسقلان وإيشل، ثم نفحة الصحراوي وهداريم وشطّة، والنقب الذي تحررت منه، وبعض السجون عشتُ فيها على فترتين بسبب التنقلات الدائمة. بخصوص نشاطي الثقافي، فبالإضافة إلى الشهادات الجامعية، كتبت العديد من المقالات والأوراق البحثية، وألفت كتابا يتحدث عن قرى القدس المهجرة أطلقت عليه اسم "الذاكرة الغربية للقدس" وهو كتاب إلكتروني وأسعى الآن لتطويره ليكون على شكل تطبيق، كما كتبت رواية سأنشرها قريبا وستصدر عن دار الشروق تحت عنوان "حجارة تعشق السور" وهي مخصصة للجيل الناشئ، وتتحدث عن الأقصى، وأننا لسنا وحدنا من نعشقه، بل الحجارة تعشقه أيضا. هل كان حلم التحرر من السجون بصفقة تبادل يراودك أم أن اليأس تسلل إلى قلبك مع مرور السنين؟ كنّا نصلي الفجر، وفُتحت أبواب الزنزانة بوقت مبكر جدا على غير العادة، وبدأت مكبرات الصوت تنادي على أسماء بعض الأسرى، ولم نعلم إن كان الإفراج أم النقل أم الإعدام هو ما ينتظرنا، لكن الأرجح كان الإفراج بسبب توارد بعض الأخبار عن الصفقة إلى مسامعنا. لم أتوقع بنسبة 1% أن أكون من بين المفرج عنهم بحكم أنني لست من بين القدامى في السجون، فغيري يمكث فيها منذ 30 و40 عاما، ورغم ذلك كانت لدي قناعة أنني سأتحرر، وأن الباب سيفتح لي، وكان السجان يعرف أن هذا اليوم آت، لكن حتى يحين موعده استمر بالفتك بنا وقمعنا قدر الإمكان. نادوا على الأسير عبد الله الشرباتي وقالوا اخرج الآن ولا تأخذ معك شيئا.. رأيت في عيونه الصدمة والكثير من الأسئلة، فاقتربت منه وقلت له: ليس وقت الأسئلة الآن جهّز نفسك واخرج، ثم جاء دوري وسمعت اسمي فأصابني ما أصابه وقال لي الأسرى ما قلته لمن سبقني وخرجت. نحن خرجنا بقدرة الله، ثم بإرادة أهلنا في غزة، وهؤلاء سبب حريتنا وسيكونون سبب حرية هذه الأمة، بل وحرية هذا الكون من الصهيونية إذا سُئلتُ عن شعوري في تلك اللحظة سأقول إنه شعور من أوتي كتابه بيمينه، وشعور من كان في بحر يتكئ على قطعة خشبية وينتظر من ينقذه من أسماك القرش التي تحوم حوله، وشعور من أُلقي من طائرة وفُتحت مظلته للهبوط الآمن في آخر لحظة، ومهما كتبت وقلت فلن أصف هذا الشعور، لكن الفرحة كانت منقوصة لأن خلفي إخوة لا أحد يعرف مدى معاناتهم. أولا وآخرا نحن خرجنا بقدرة الله، ثم بإرادة أهلنا في غزة ، والله لو حفرت نفقا من غزة إلى رأس الناقورة لن أوفيهم الدين الذي في رقابنا تجاههم، وهؤلاء سبب حريتنا وسيكونون سبب حرية هذه الأمة، بل وحرية هذا الكون من الصهيونية. حدثنا عن لحظات اللقاء الأولى مع والديك بعد غياب قسري عنهما دام 14 عاما؟ تأثر والداي كثيرا عند رؤيتي، ووثقت العدسات هجومي على قدم أمي عندما رأيتها.. لم أفكر بتقبيل جبينها أو كفها بل قدمها فقط، ونذرت أن أفعل ذلك بمجرد رؤيتها. هاتان القدمان تعبتا كثيرا معي، فسارتا من سجن إلى آخر، ومن سوق إلى آخر لشراء ملابسي واحتياجاتي، وتعذبتا على أعتاب السجون من أجل التفتيش، وكل ذلك حاضر في ذهني. أمي هي التي أرضعتني حب هذه البلاد وحب المسجد الأقصى، وكأن في تركيبة الحليب شيء يربطنا بالمسجد، وبالمناسبة من يشرب من مياه المسجد الأقصى يعشق هذا المقدس، ومياهه بالنسبة لنا مقدسة كماء زمزم. نُفيت إلى مصر ثم استقررت في تركيا، حدثنا عن هاتين المحطتين، وهل تشعر أن عودتك إلى فلسطين ستكون قريبة؟ لحظة الانتقال من بين أيدي الاحتلال إلى أيدي المخابرات المصرية قد أُصدر في المستقبل عنها كُتيّبا. فجأة أصبحت حرّاً بلا قيود ولا تعليمات، وفجأة انتقلت من حافلة مقاعدها حديدية إلى أخرى مقاعدها إسفنجية، ومن أشخاص كانوا طوال الرحلة يشتمونني إلى أشخاص قالوا لي بمجرد رؤيتي أهلا وسهلا شرفت ونوّرت. من رفح انتقلت إلى القاهرة ، وبعد فترة انتقلت إلى هذا البلد الحبيب "تركيا" الذي لنا فيه نحن أهل القدس الكثير من الذكريات، لأن بصمات الدولة العثمانية حاضرة في أزقة القدس حتى يومنا هذا. تركيا محطة احتضنتنا، وأشكر رئيسها رجب طيب أردوغان الذي استقبلنا، على عكس الكثيرين ممن خافوا من استقبالنا، وبإذن الله فإن السفن التي فُتحت فيها القسطنطينية التي كانت لمدة 800 عام عصية على الفتح، ستفتح فيها مدينة القدس أيضا.. وكما تحررت وكان ذلك مستحيلا ستكون حرية هذه المدينة قريبة إن شاء الله. ما أكثر ما اشتقت إليه في القدس، وما هو أول مكان ستزوره بالمدينة في حال عدت إليها؟ إجابتي عن هذا السؤال ستكون سريعة وبدون أي تفكير: المسجد الأقصى، وأول شيء سأفعله عندما أصل القدس هو الذهاب إليه والسجود على ترابه سجدة طويلة جدا أذرف بها الدموع حتى يتبلل التراب، ثم أزرع زهرة حنون صغيرة وأسقيها بدموعي، لأن هذا المقدس هو محور الكون بالنسبة لي، ولا مثيل لوجوده على هذه الأرض فهو نسخة واحدة فقط. ولو قالوا إن الحياة ممكنة على أي كوكب آخر فستكون تعيسة لأن الأقصى غير موجود هناك.

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات
تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات

يشكل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع أسلحته وحل نفسه خطوة مهمة وتاريخية في نظر مراقبين، لأنه سينهي عقودا من التمرد المسلح، ويفتح المجال أمام الحزب للانخراط في الحياة السياسية التركية، لكنّ مراقبين آخرين يرجحون أن تكون العملية محفوفة بتحديات ومخاطر. وبدأ حزب العمال الكردستاني أمس مراسم إلقاء سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث أضرم مقاتلون تابعون للحزب النار في أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، في خطوة جاءت استجابة لزعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان ، الذي طالب من سجنه في جزيرة إمرالي بإنهاء العمل المسلح المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدخول في العمل السياسي الديمقراطي. وفي تعليقه على العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن صفحة جديدة فُتحت لتركيا، مؤكدا أن بلاده انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب. واعتبر-في كلمته أثناء اجتماع استشاري لـ"حزب العدالة والتنمية" بأنقرة- أن مشاكل الأكراد في سوريا والعراق هي مشاكل مشتركة، وأن أنقرة تنسق مع بغداد ودمشق وهم سعداء بتخلي المنظمة عن سلاحها. وخاض حزب العمال الكردستاني على مدى عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا. ويرى محللون، أن هناك عدة عوامل قد تضمن نجاح عملية السلام الحالية بين الحزب الكردستاني والدولة التركية، يعددها الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- في الوضع الداخلي في تركيا ودعم القوميين هذه العملية، والتحولات التي طرأت على الحزب نفسه، حيث لم يعد قادرا على الاستمرار في التمرد المسلح بفعل الضربات القوية التي تلقاها خصوصا في العقدين الأخيرين. إضافة إلى انتهاء سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، حيث بدأ أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في إصلاحات فتحت الأبواب للأحزاب الكردية وللاعتراف بالهوية الكردية. ظروف إقليمية ودولية كما لعبت الظروف الإقليمية والدولية دورا في التأثير على الحالة الكردية في علاقتها بتركيا، ويشير علوش في هذا الصدد إلى الانعطافة التي حصلت في السياسة الأميركية، وإلى التحول الذي حصل في سوريا، وشكل -حسبه- منعطفا كبيرا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فضلا عن إيران التي قال، إنها استثمرت في الحالة الكردية على مدى سنوات طويلة في إطار التنافس مع تركيا وفي إطار طموحاتها الإقليمية. غير أن العوامل والظروف التي هيأت الأرضية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قد تعترضها حسابات وتحديات كبيرة، ومنها ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث إن عدم اندماج هذا الحزب في الدولة السورية سيكون انتكاسة على الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، كما يوضح علوش. ولم تبد "قسد" أي موقف علني اتجاه الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، منذ دعا أوجلان إلى إنهاء العمل المسلح، وهي متحفظة كثيرا من هذه الخطوة، كما يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إذ أشار إلى أن السيطرة على المشكلة الكردية في سوريا سيدفع المنطقة باتجاه التهدئة. ويأمل قادة حزب العمال الكردستاني، أن تتوجع عملية نزع سلاحه وتخليه عن العمل المسلح بإطلاق سراح زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، وهو ما أكده مكي، أن الإجراء الثاني ربما يكون الإفراج عن أوجلان. ويذكر أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 مايو/أيار الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي. وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب -الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"- وقف إطلاق النار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store