logo
مساعٍ إسرائيلية مشبوهة لتنصيب الفلسطيني سمير حليلة حاكماً لقطاع غزة

مساعٍ إسرائيلية مشبوهة لتنصيب الفلسطيني سمير حليلة حاكماً لقطاع غزة

العربي الجديدمنذ 2 أيام
كشف موقع "شومريم" (الحراس) للتحقيقات الاستقصائية، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، عن محاولات إسرائيلية لتنصيب
إدارة
جديدة في قطاع غزة تدور في الشهور الأخيرة خلف الكواليس. في محورها هذه المرّة رجل الأعمال الفلسطيني، سمير حليلة.
وفقاً لمسؤولين على صلة بتفاصيل الموضوع، فضلاً عن وثائق قُدّمت لوزراة القضاء الأميركية، يدور الحديث عن محاولة لتنصيب حاكم على قطاع غزة يعمل برعاية الدول العربية، ويكون مقبولاً في الوقت ذاته لإسرائيل والولايات المتحدة، ويتيح تعيينه في نهاية المطاف التوصل لصيغة بشأن "اليوم التالي" للحرب، في كل ما يتصل بمسألة السيطرة على قطاع غزة وإدارته.
مساعي تنصيب سمير حليلة تقودها جهات عدّة أبرزها لوبي مثير للجدل، يقف على رأسه إسرائيلي يُدعى آري بن ميناشي ويعمل من كندا. بحسبه فقد اكتسبت مبادرته زخماً في الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً إثر اجتماعات عُقدت في الولايات المتحدة واتصالات أجراها حليلـة في مصر للتداول في مسألة التنصيب.
حليلـة، المقيم في رام الله، درس وتخصص في الاقتصاد، ويُعد شخصية سياسية واقتصادية معروفة في السلطة الفلسطينية. سيرته الذاتية تزخم بمناصب عليا في السلطة إلى جانب شبكة علاقات تجارية واسعة. في عام 2005 شغل منصب الأمين العام للحكومة الفلسطينية، ثم نائب وزير الاقتصاد والتجارة، ورئيس مجلس إدارة "المعهد الفلسطيني لأبحاث السياسات الاقتصادية"، مروراً بعضوية مجلس إدارة "مركز التجارة الفلسطيني"، والمدير العام لشركة "باديكو" (PADICO) – أكبر شركة قابضة في السلطة، وليس نهايةً برئاسته البورصة الفلسطينية. يُعرف خليلـة بقربه الشديد من رجل الأعمال الفلسطيني–الأميركي الملياردير بشار المصري، الذي أسس مدينة روابي الفلسطينية، وتربطه علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب.
وثائق وزارة القضاء الأميركية تُظهر أن بن ميناشي سُجّل كلوبي لصالح حليلـة قبل عدة أشهر، وأن الهدف المعلن للحملة هو التأثير على صناع القرار الأميركيين لدعم حملة ترشيحه حاكماً لغزة. أساس المبادرة يستند على أن جميع الأطراف الفاعلة تفضّل أن تُدار غزة بواسطة شخصية فلسطينية تعمل برعاية الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية.
مسار تنصيب سمير حليلة بدأ العام الماضي في نهايات ولاية الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، غير أن الزخم الذي حرّك المبادرة حدث بعد عودة ترامب إلى سُدّة البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني. وتشير وثائق أخرى، قُدمت الأسبوع الماضي، إلى أن بن ميناشي أجرى محادثات حول الموضوع مع أطراف في قطر والسعودية ومصر.
أخبار
التحديثات الحية
القناة 12: مقترح أميركي إسرائيلي لاتفاق شامل وإدارة أممية لقطاع غزة
خدم في "الموساد" وتورط في "إيران-كونترا"
بن ميناشي، إسرائيلي سابق مولود في إيران وخدم في الاستخبارات الإسرائيلية، يُعد شخصية متلوّنة ومتناقضة مثيرة للجدل؛ إذ ارتبط اسمه بقضايا بارزة بعضها سلبية. في أوائل الثمانينيات، ارتبط اسمه بما يُعرف بـ"قضية إيران–كونترا" (التي عقدت بموجبها الحكومة الأميركية تحت إدارة الرئيس رونالد ريغان، اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة لاستخدامها في حربها مع العراق، لقاء إطلاق سراح أسرى أميركيين احتُجزوا في لبنان). على خلفية تورطه في هذه القضية، حُوكم ميناشي في الولايات المتحدة قبل تبرأته. في وقت لاحق، هاجر إلى استراليا وبعدها إلى كندا، وقد عمل سابقاً في "الموساد"، وكذلك إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، يتسحاق شامير.
منذ تسجيله في الولايات المتحدة كلوبي، عمل ميانشي لصالح أطراف عدة، بينها رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي، والمجلس العسكري في ميانمار، وغيرها. أمّا قائمة عملائه الحاليين، فتشمل وفقاً لوثائق وزارة القضاء، كل من: قيرغيزستان، الكونغو، فانواتو، رئيس بوركينا فاسو، والحكم العسكري في السودان، وغيرهم.
بن ميناشي، أكدّ في مقابلة مع "شومريم" تفاصيل دور حليلة، موضحاً أن مبادرة تنصيب رجل الأعمال الفلسطيني "مهمة له على المستوى الشخصي"، وليس محض صفقة أو تسوية باعتبار ذلك "أمر جيّد لليهود" كما وصفه. وبحسبه فإن المبادرة تُدفع قدماً مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، وأن النية هي أن يعمل حليلـة برعاية جامعة الدول العربية، وخصوصاً مصر والسعودية، ما سيحل عملياً مسألة الاعتراض الإسرائيلي على دخول السلطة الفلسطينية رسمياً إلى غزة، ومشاركتها في إدارة القطاع.
بن ميناشي أكد أن الأسابيع الأخيرة شهدت تقدّماً ملحوظاً، دون الخوض في التفاصيل. لكن الوثائق التي قدّمها في الولايات المتحدة تكشف أن خطته تتضمن نشر قوات أميركية وعربية في غزة، واعتراف الأمم المتحدة بوضع خاص للقطاع، واستئجار أراضٍ من مصر لإقامة مطار وميناء في سيناء، والحصول على حقوق تنقيب عن الغاز قبالة سواحل غزة، وغيرها.
أما سمير حليلة نفسه، والذي كان في عمّان على ما يبدو لعقد اجتماعات في الخصوص، فقد بدا أكثر تحفظاً خلال مقابلته مع "شومريم"؛ إذ أوضح أن المبادرة وُلدت بفكرة من بن ميناشي، الذي جاء من كندا للقاءه وعرض الفكرة عليه فقبلها. وبشأن تمويل أنشطة الضغط على صناع القرار، قال: "المال لم يكن يوماً المشكلة"، مضيفاً أنه دفع حتى الآن 130 ألف دولار لبن ميناشي لهذا الغرض، في إطار عقد تبلغ قيمته نحو 300 ألف دولار.
من دون بقاء حماس في غزة
يؤكد سمير حليلة أن الخطوة الأولى الضرورية هي التزام الأطراف بوقف إطلاق نار دائم وإنهاء الحرب؛ إذ بحسبه "فقط حينها يمكننا الحديث عن اليوم التالي". وعندما يحدث ذلك، يرى نفسه بمثابة "مدير المشروع" لإعادة إعمار غزة. وتشمل خطته "إدخال كميات كبيرة من المساعدات، لا تقل عن 600 إلى 1000 شاحنة يومياً، وفتح ما لا يقل عن أربعة أو خمسة معابر حرة للبضائع التي لا تستطيع إسرائيل تقييدها".
في المقابل، يضيف أن هناك حاجة لإعادة فرض القانون والنظام في القطاع؛ إذ بحسبه "على الناس أن يشعروا أن ثمة سلطة – ليست سلطة السلطة الفلسطينية ولا حماس – بل سلطة ينبغي احترامها". ويؤكد أن "القطاع لا يمكن أن يظل مليئاً بالسلاح من بقايا حماس أو الجهاد، لأن الناس بحاجة للشعور بالأمان في منازلهم". المرحلة التالية، وفق حليلـة، ستكون ضخ أموال هائلة في القطاع. وحسب تقديره، تتطلب إعادة الإعمار استثمار 53 مليار دولار؛ إذ يقول: "لقد حددنا دول الخليج المستعدة للاستثمار، لكن ينبغي أيضاً أن تضخ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مبالغ كبيرة".
سمير حليلة يكرر أن شيئاً لن يتقدّم قبل إنهاء الحرب، لكنه أبدى بارقة أمل. ففي الأيام الأخيرة، كما يقول، يبدو أن إسرائيل وافقت لأول مرة على مناقشة إنهاء الحرب وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ويستمد حليلـة أقواله من تصريح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قال مؤخراً خلال لقاء مع عائلات الأسرى الإسرائيليين إن "الخطة ليست لتوسيع الحرب، بل لإنهائها. نعتقد أنه يجب تحويل المفاوضات إلى صيغة الكل أو لا شيء: إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى في الوقت نفسه – هذه هي الطريقة الوحيدة".
ومذّاك ما حصل هو أن المجلس الوزاري للشؤون الأمنية-السياسية (الكابينت) أقر، الخميس الماضي، خطة احتلال قطاع غزة، مع تهجير مليون فلسطيني من مدينة غزة ومخيمات الوسط إلى مناطق مسيّجة جنوباً. وعلى هذه الخلفية، يبقى السؤال ما إذا كانت خطة ميناشي-حليلة، تنفيذية أم وسيلةً للضغط على حماس؟ الأيام ستكشف. لكن الثابت أن ثمة من يسعى لتهيأة الأرضية لغزة في "اليوم التالي" للحرب، وخصوصاً داخل الأروقة في واشنطن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"واينت": ترامب قد يزور إسرائيل في حال إبرام اتفاق بشأن غزة
"واينت": ترامب قد يزور إسرائيل في حال إبرام اتفاق بشأن غزة

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

"واينت": ترامب قد يزور إسرائيل في حال إبرام اتفاق بشأن غزة

كشف موقع واينت العبري، اليوم الخميس، أنّ البيت الأبيض يفحص إمكانية أن يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب تل أبيب قبيل زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة الشهر المقبل "إن توفرت الظروف لذلك"، بعدما اختار عدم التوقف في إسرائيل خلال أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه ولايته الرئاسية الثانية في مايو/ أيار الماضي، والتي شملت السعودية وقطر والإمارات. ونقل الموقع عن مصدر أميركي قوله إنّ "الزيارة ممكنة، ولكن الأمر لم يُحسم بعد"؛ في حين قال مصدر إسرائيلي إن "هناك تحركات أو نوعاً من جس النبض.. ثمة أجواء (تؤشر) على ذلك". وبحسب ما أورده "واينت"، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض ففي حال توفرت الظروف، سيزور ترامب إسرائيل الشهر المقبل. ويُنتظر أن يجري ترامب زيارة رسمية إلى بريطانيا في 17 سبتمبر/ أيلول المقبل تدوم يومين ويلتقي خلالها الملك تشارلز الثالث . وذكر أنّ البيت الأبيض يفحص إمكانية زيارته إسرائيل قبل ذلك، رابطاً ذلك بـ"تطورات في المباحثات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب (على غزة)؛ حيث يرغب ترامب بزيارة إسرائيل لو أفلحت المفاوضات في التوصل إلى حل". في غضون ذلك، لفت الموقع إلى أن الأميركيين يمارسون ضغوطاً من أجل التوصل إلى اتفاق شامل في غزة، متوقعين من رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، "إحراز تقدم" بهذا الخصوص، مضيفاً "بالنسبة إليهم بدأ العد التنازلي"؛ وبأنه كما أفيد أخيراً فإن "هناك تفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة بأن اتفاقاً جزئياً لم يعد مطروحاً، والخيار الوحيد على الطاولة هو اتفاق شامل". وبالتوازي مع المباحثات المنعقدة في القاهرة، بين قادة في حركة حماس ومسؤولين مصريين، وصل رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنيع، اليوم الخميس، إلى الدوحة؛ حيث التقى رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الثاني، وبحث معه إمكانية تجديد المباحثات للتوصل إلى صفقة تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، على ما أفادت به صحيفة يسرائيل هيوم العبرية. وأتت زيارة برنيع، بعد أيامٍ من لقاء جمع بن عبد الرحمن والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في إيبيزا الإسبانية. ووفق "واينت"، فإن زيارة برنيع إلى الدوحة هي الأولى من نوعها منذ انهيار المفاوضات للتوصل إلى صفقة تبادل وإنهاء الحرب، الشهر الماضي. وفي الواقع، يدور الحديث بحسب الموقع عن تجديد قناة الاتصال بين برنيع وقطر، كنتيجة لقرار نتنياهو إعادة إرساله إلى الدوحة باعتبار أنه "لعب دوراً كبيراً في المباحثات في السابق". ولفت الموقع إلى أن الأميركيين مهتمون بإبقاء قطر "طرفاً فاعلاً في الصورة"؛ وفي حال تحقق اختراق على صعيد المحادثات الجارية في مصر، تشير التقديرات التي نقلها الموقع إلى أن مباحثات أخرى ستُعقد في الدوحة. أخبار التحديثات الحية برنيع في الدوحة لبحث حرب غزة.. ومباحثات حماس والقاهرة مستمرة وتتزامن هذه التطورات مع الزيارة التي يجريها وفد حماس برئاسة، خليل الحية، إلى القاهرة منذ يومين؛ حيث عُرضت عليه وفق الموقع مبادرة جديدة في إطار المفاوضات. أمّا إسرائيل فلا تزال خارج هذه الدائرة، والاتصالات بين مصر وحماس تدور في ظل قرار المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) باحتلال مدينة غزة. وفي السياق نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على التفاصيل قولها إن الغاية من زيارة برنيع إلى الدوحة هي "محاولة استغلال الفترة الزمنية المتبقية" حتّى بدء عملية احتلال غزة، "في مسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي". وأوضح مسؤول إسرائيلي لم تحدد القناة هويته أن برنيع "لم يسافر إلى قطر في إطار المباحثات بشأن إطلاق سراح الأسرى (المحتجزين الإسرائيليين)"، مضيفاً أنه أوضح للقطريين أن "صفقة جزئية لم تعد مطروحة على الطاولة".

زامير يحدد إطار التجنيد الأوليّ لاحتلال غزة: الحرب ستستمر حتّى 2026
زامير يحدد إطار التجنيد الأوليّ لاحتلال غزة: الحرب ستستمر حتّى 2026

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

زامير يحدد إطار التجنيد الأوليّ لاحتلال غزة: الحرب ستستمر حتّى 2026

غداة تصديقه "الفكرة المركزية" لاحتلال مدينة غزة إنفاذاً للقرار الذي اتخذه المجلس الوزراي للشؤون السياسية-الأمنية (الكابينت) قبل أسبوع؛ من المتوقع أن يعقد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير مداولات أخرى في الموضوع خلال الأيام القريبة. وبناءً للإطار الأوليّ الذي حدده زامير، تشير التقديرات إلى أن العملية العسكرية الواسعة ستطلب تجنيد ما بين 80 ألف جندي احتياط و100 ألف بموجب "الأمر 8"، حسب ما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس. إلى جانب الإطار الأوّلي المُحدد، سيناقش كبار ضباط جيش الاحتلال في المداولات المزمعة مستويات تفصيلية تتعلق بطابع العمليات وأساليب المناورة البرية، وصولاً إلى تصديق الخطط لعرضها على "الكابينت"، ثم الدخول في عملية إدارة المعركة على مستوى الفرق والألوية التي ستنفذ المناورة. ولئن حَدَدَ الإطار الأولي تجنيداً حتّى مئة ألف جندي وضابط احتياط، فإن العدد النهائي سيُحدد لاحقاً وفقاً للصحيفة، التي أرجعت السبب إلى توقعات تفيد بأن المناورة الجديدة لاحتلال مدينة غزة ستدور في منطقة مبنية لتواجه قوات الاحتلال فيها حرب عصابات من جانب المقاومين الفلسطينيين، في معارك متوقع أن تستمر حتّى وقت متأخر من العام 2026. وفي الصدد، يُذكر أن رئيس الأركان صدّق على "الفكرة المركزية" لخطة احتلال غزة قبل يومين من الموعد المفترض للتصديق؛ حيث اجتمع، أمس الأربعاء، مع منتدى هيئة الأركان العامة، وممثلين عن جهاز "الشاباك"، وقادة آخرين. وعقب ذلك، أصدر الجيش بياناً قال فيه إن "رئيس الأركان شدد على أهمية رفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط من خلال عمليات انتعاش ومنح فترة لالتقاط الأنفاس قبل المهام المقبلة". رصد التحديثات الحية الكابينت يطالب زامير بخطة "فتّاكة" في غزة: فلتستنسخ مسح بيت حانون وفي وقتٍ سابق بداية الأسبوع، وقبل مصادقة زامير على الإطار الأوليّ، أوضح الجيش أنه لا يمكن احتلال مدينة غزة من دون استدعاء الاحتياط. وبحسب ما نقله موقع "واينت" عن مصادر عسكرية الأحد الماضي، فإن السؤال "ليس عما إذا كان سيُستدعى جنود الاحتياط فعلاً وإنما كم سيُستدعى منهم". وطبقاً للمصادر نفسها، "نحن نعطي الوقت للقيادة الجنوبية لتخطيط المسار كما ينبغي معاً مع قادة الفرق، وفي النهاية سيصدّق رئيس الأركان في نهاية الأسبوع على الأفكار المركزية"، وشدّدت المصادر على أنه "بالطبع سنجنّد الاحتياط والسؤال لن يكون إن سنجنّدهم بالفعل وإنما كم سنجنّد منهم"، وبحسبها، "الأنظار لا تتجه إلى قطاع غزة فحسب، بل إلى الضفة الغربية بسبب اقتراب (قرار احتلال غزة) مع فترة قطاف الزيتون في فصل الخريف (التي تندلع خلالها اشتباكات ومواجهات بين الجيش والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى؛ إذ يعمد الأولون إلى حرق المحاصيل وارتكاب جرائم إرهابية)". ولفتت المصادر إلى أن قرار استدعاء الاحتياط ونطاقه منوط بظروف عديدة بينها فترة الأعياد اليهودية، وعلى هذا الأساس، "ستستعرض بدائل عدّة بما يتسق مع ذلك". وكان الكابينت قد أقر الجمعة خطة طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع.

قمة ألاسكا.. إجماع أميركي على أمرين وهذه أبرز التوقعات
قمة ألاسكا.. إجماع أميركي على أمرين وهذه أبرز التوقعات

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

قمة ألاسكا.. إجماع أميركي على أمرين وهذه أبرز التوقعات

ثمة شبه إجماع في واشنطن حول أمرين بشأن قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أولهما أنهما التقيا كل لحساباته المختلفة على الاستعجال في عقدها، وأن النتائج المتوقعة في ضوء المعطيات محكومة بأن تكون لصالح الكرملين سواء كانت شكلية أو ضبابية. تسعة أيام فقط فصلت بين طبخها خلال زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو في السادس من أغسطس/ آب وبين موعدها، وذلك في رقم قياسي غير مسبوق في الإعداد لقمم موسكو - واشنطن. في 1986 فشلت قمة ريغان - غورباتشوف في ريكيافيك، أيسلند، بسبب فقر الإعداد والتسرع في عقدها. وبعدها حذّر الرئيس جورج بوش الأب من أنه من الآن وصاعداً "لن تعقد قمة مستعجلة بين واشنطن وموسكو". صحيح أنه كانت الحرب الباردة آنذاك تقضي بإعداد "طبخة القمة على نار خفيفة" لاجتناب التعقيدات، لكن الظرف الحالي ينطوي على مخاطر لا يستهان بها؛ فحرب أوكرانيا مفتوحة على تمدد نيرانها في الجوار الأوروبي. تقارير دولية التحديثات الحية حكاية ألاسكا… هكذا تنازلت روسيا عن أراضي شمال أميركا التخوف من تمدد هذه النيران أعرب عنه الأوروبيون، كما لا تستبعده بعض الدوائر الأميركية، ومنها جمهوريون في الكونغرس، التي ضغطت على البيت الأبيض لاستئناف تسليح كييف ولو بصورة رمزية وعبر الحلفاء الأوروبيين، كما حصل أخيراً، خصوصاً أن الرئيس بوتين لم تصدر عنه بعد إشارات ولا حتى تلميحات جدّية تشي بحقيقة نواياه والمدى الذي يزمع الوصول إليه في هذه الحرب. في ضوء هذا الواقع، تقاطعت الردود على القمة عند اعتبارها مكسبا لبوتين حتى قبل انعقادها، إذ إن مجرد دعوة سيد الكرملين إلى لقاء فوق الأرض الأميركية وفي لحظة يتواصل فيها تقدم قواته في أوكرانيا "تعطي مشروعية لحربه"، بحسب ما يشير جون بولتون، مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي، أما المكسب الثاني للرئيس بوتين، حسب الجهات التي ترى في القمة خطوة خاطئة، أن ترامب ارتضى عقدها من دون مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخاصة أنه كان قد لوّح في البداية بضرورة حضوره. وثمة من يرى أن تراجعه هذا جاء من باب الحرص على ضمان انعقاد القمة وبناء على رغبة بوتين على رفض مشاركة هذا الأخير، بزعم أن ذلك "ما زال سابقاً لأوانه". في هذا السياق يندرج عزل الأوروبيين عن القمة (ما عدا تشاور افتراضي أجراه ترامب مع الأوروبيين). ويعزز موقف بوتين أن القمة ستنعقد من دون جدول أعمال معلن يكون وقف إطلاق النار المؤدي إلى مفاوضات لإنهاء الحرب على رأس بنوده، فيما تردد أن موسكو طرحت وقف إطلاق نار يُبقي خطوط التماس الميداني في مكانها وفق سقف زمني مفتوح "على أن تجري لاحقا مفاوضات لوقف الحرب"، وهي صيغة مفخخة عززت الشكوك بنوايا الكرملين. لكن العطب الأساسي في مقاربة الإدارة والذي أدى إلى القبول بقمة غير متماسكة في غاياتها، هو أنها ذاهبة إلى هذا اللقاء من "دون الورقة التي تحقق التوازن الميداني" وبما كان يمكن أن ينتزع من الرئيس بوتين تنازلات تفتح مسار مفاوضات طي صفحة الحرب، حيث أعطى وقف تسليح أوكرانيا اليد العليا لموسكو في ساحة القتال كما في ساحة الدبلوماسية، كما يجادل مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق في موسكو، ومعه قسم كبير من الكونغرس، خاصة في مجلس الشيوخ ومن الحزبين. رصد التحديثات الحية ترامب يتفق مع الأوروبيين على خطوط حمراء قبل قمة ألاسكا في الآونة الأخيرة وبعد المكاسب العسكرية المتتالية التي حققتها القوات الروسية، بدأ يتردد في واشنطن أن التنازل لروسيا عن الأجزاء التي خسرتها أوكرانيا صار مسألة تحصيل حاصل، وأن القمة قد تشهد تلميحاً في هذا الخصوص. في هذا الموضوع، أعرب أحد المحللين عن الخشية من أن يتكرر في التسليم لموسكو بمنطقة دونباس الأوكرانية، سيناريو ميونخ في 1938 عندما جرى تسليم منطقة في تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا مقابل وعدها بصرف النظر عن أطماعها في أجزاء أوروبية مجاورة. ورغم أن الظروف مختلفة، إلا أن التاريخ قد يكرر نفسه. في كلام منسوب لمسؤول في الكرملين سنة 2022، يقول فيه إن "حرب الامبراطور الروسي بطرس الأكبر مع السويد عام 1700، استمرت لمدة 21 سنة". هل هو يشير ضمنا إلى حرب طويلة في أوكرانيا.. وربما في جوارها؟ هل سارع الرئيس ترامب لاحتواء هذه الحرب كيفما تيسر قبل أن تستعصي على الحلول، أم أن حساباته خاطئة كما يرى معظم المراقبين؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store