logo
محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان

محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان

يورو نيوزمنذ 2 أيام
أظهر تمرين محاكاة، كشفت تفاصيله وكالة "رويترز" في تقرير موسع، أن سيناريو حصار صيني شامل لتايوان قد يضع دول جنوب شرق آسيا أمام تحدٍ هائل يتمثل في إجلاء مئات الآلاف من رعاياها العالقين على الجزيرة، وأن نجاح هذه المهمة قد يعتمد بشكل كبير على تدخل سنغافورة.
واستضاف أحد فنادق سنغافورة في نيسان/أبريل الماضي وعلى مدى يومين نحو 40 مشاركًا، بينهم مسؤولون وعسكريون حاليون ومتقاعدون من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى باحثين في الأمن، للمشاركة في لعبة حرب افتراضية نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
السيناريو الافتراضي كان حصارًا جويًا وبحريًا تفرضه الصين على تايوان، مع وجود ما يصل إلى مليون من مواطني دول جنوب شرق آسيا بين العالقين على الجزيرة.
ووفق ما جاء في تقرير رويترز، انقسم المشاركون بين مقترح لتحرك موحد عبر رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وآخر يدعو للتفاوض مع الولايات المتحدة والصين واليابان لفتح ممرات خاصة للإجلاء. ومع تقدم الوقت، برزت قناعة عامة بأن تنفيذ العملية بنجاح يتطلب جسرًا جويًا تقوده سنغافورة.
تدخل سنغافوري في اللحظة الحاسمة
أكد أحد المشاركين في المؤتمر أنه "لم يتحرك شيء حتى تدخّل السنغافوريون في اللحظة الأخيرة. وجدوا طريقة لإخراج شعبهم، وعرضوا إخراج الآخرين أيضًا".
وأشار التقرير إلى أن سنغافورة استفادت من وجودها العسكري الممتد لعقود في تايوان، حيث تجري تدريبات لقواتها، ما منحها إمكانية الوصول إلى المطارات والطائرات. ومع ذلك، توقفت المحاكاة قبل بحث تفاصيل الاتفاق الافتراضي مع الصين أو كيفية تنفيذه.
أهمية الحدث وسياقه
وبحسب "رويترز" فان المحاكاة لم تمثل سياسات رسمية، لكنها استندت إلى مواقف معروفة لتسع حكومات، بينها سنغافورة والصين وتايوان والولايات المتحدة وإندونيسيا وفيتنام والفلبين. وتشير بيانات وكالة الهجرة الوطنية في تايوان إلى أن مواطني جنوب شرق آسيا يشكلون 94% من نحو مليون أجنبي يعيشون في الجزيرة، معظمهم من إندونيسيا وفيتنام والفلبين.
ونفت وزارة الدفاع السنغافورية لـ"رويترز" أي مشاركة في التمرين، كما لم تُجب هي أو وزارة الخارجية على أسئلة حول وجود قواتها في تايوان أو خطط الإجلاء. أما وزارة الخارجية الصينية فأكدت معارضتها لأي علاقات رسمية، بما في ذلك التعاون العسكري، بين تايوان والدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية، وقالت إنها ليست على علم بالمحاكاة.
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أوضح أن المشاركين حضروا بصفتهم الشخصية. البنتاغون بدوره نفى معرفته بمشاركة أميركية رسمية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتعاون بانتظام مع حلفائها للتأهب لمختلف الاحتمالات.
تصعيد في الخطاب بين واشنطن وبكين
أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث بعد أسابيع من المحاكاة، خلال مؤتمر أمني بسنغافورة، إن تهديد الصين باستخدام القوة ضد تايوان "وشيك"، مشيرًا إلى تكثيف العمليات العسكرية الصينية حول الجزيرة. وردت السفارة الصينية في سنغافورة بوصف تصريحاته بأنها "استفزازية ومحرضة".
ويشير تقرير رويترز إلى أن القوات السنغافورية تجري منذ عام 1975 تدريبات عسكرية في تايوان ضمن ما يعرف بـ"مشروع ستارلايت"، حيث يتناوب ما يصل إلى ثلاثة آلاف جندي سنويًا على معسكرات تدريب في جنوب الجزيرة ذات تضاريس مشابهة لشبه جزيرة الملايو. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني غربي قوله إن هذا الوجود يمنح سنغافورة "منصة مراقبة مفيدة" لمضيق تايوان والجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي.
ورغم اعتراض الصين منذ عقود على هذا الترتيب، فإن سنغافورة حافظت عليه باعتباره جزءًا من توازنها الاستراتيجي، إلى جانب تدريبات أخرى في أستراليا وفرنسا وبروناي والولايات المتحدة. ويُصنف جيشها على أنه الأفضل تجهيزًا في جنوب شرق آسيا، وفقًا لتقارير دولية أوردتها رويترز.
وتختتم رويترز تقريرها بالإشارة إلى تحذيرات محللين من أن أي نزاع في تايوان قد يضع القوات السنغافورية هناك في خطر أو يجعلها ورقة ضغط بيد بكين. كما نقلت عن دراسة لمركز "كارنيغي" للسلام الدولي أن إجلاء رعايا دول "آسيان" سيكون مهمة شاقة، لكن الصين قد ترى في تسهيل هذه العمليات فرصة لضمان حياد هذه الدول في أي أزمة مقبلة، لما لذلك من أثر على صورتها الدبلوماسية في المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي تغيير للحدود بالقوة
قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي تغيير للحدود بالقوة

يورو نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • يورو نيوز

قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي تغيير للحدود بالقوة

أعرب قادة من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن ترحيبهم بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل، في إطار جهود لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنهم شددوا على أن أي تسوية سلمية يجب أن تُبنى بمشاركة أوكرانية كاملة، وأن تحترم سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية. وجاء الموقف الأوروبي الموحّد في أعقاب اجتماع عُقد يوم السبت في "تشيفينينغ هاوس"، الفيلا الرسمية جنوب شرق لندن، ضم نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وممثلين عن أوكرانيا وعدد من القادة الأوروبيين، بينهم من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية. وأصدر القادة المشاركين بيانًا مشتركًا نقلته "رويترز"، أكدوا فيه أن "أي حل دبلوماسي لا يمكن أن يُفرض من الخارج، ولا يمكن أن يُقرّر دون أوكرانيا". وشددوا على أن "المصالح الأمنية لأوكرانيا وأوروبا لا تُفاوض عليها، ويجب أن تكون الضمانات الأمنية جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق مستقبلي". وأوضح البيان أن "الخط الأمامي الحالي لا يمكن أن يُعتبر حدودًا رسمية"، وأن "مبدأ عدم تغيير الحدود بالقوة يظل ركيزة أساسية للنظام الدولي"، داعين إلى أن تُشكّل وقف إطلاق النار شرطًا مسبقًا لأي مفاوضات جوهرية، وليس العكس. وتأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه الإدارة الأمريكية ترتيبات لقمة ثنائية بين ترامب وبوتين في ألاسكا، الجمعة المقبل، بعد زيارة قام بها مستشار ترامب، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "حققت تقدمًا كبيرًا". وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية تضم زيلينسكي وبوتين، لكنه سيبدأ بلقاء ثنائي بناءً على طلب من الجانب الروسي. وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن "تبادلًا جزئيًا للأراضي لصالح الطرفين"، دون توضيح الطبيعة الجغرافية أو القانونية لهذا التبادل. وعلّق كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه ييرماك، الذي شارك في اجتماع تشيفينغ: "وقف إطلاق النار ضروري، لكن الخط الأمامي ليس حدودًا". وأضاف عبر "إكس": "نقدّر الجهود الأمريكية والأوروبية، ونشكر نائب الرئيس فانس على احترامه لجميع وجهات النظر"، مؤكدًا أن "أوكرانيا لن تقبل بأي تسوية لا تُعيد كامل أراضيها". وفي باريس، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، في سلسلة مكالمات مع زيلينسكي وستارمر وميرتس، أن "مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يُقرّر دون الأوكرانيين"، مضيفًا أن "الأمن الأوروبي مهدد، وبالتالي فإن أوروبا لن تكون متفرجة، بل شريكًا أساسيًا في أي حل دائم". وأجرى زيلينسكي، من جانبه، سلسلة اتصالات مع حلفائه، ووصف اجتماع تشيفينينغ بأنه "بنّاء"، لكنه شدد في خطابه المسائي على أن "طريق السلام يجب أن يُقرّر معًا، وبشكل حصري مع أوكرانيا. هذا هو المبدأ الأساسي". وأعربت روسيا عن تمسكها بمطالبها، بما في ذلك اعتراف أوكرانيا بضم مناطق لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إلى جانب القرم التي ضمتها عام 2014. لكنها تنفي وجود قوات أوكرانية في منطقة كورسك الروسية، رغم تأكيدات كييف باحتفاظها بوجود عسكري هناك منذ العام الماضي. وفي تقييم لمركز كارنيغي لأوراسيا، قالت الباحثة تاتيانا ستانوفايا إن المبادرة الأمريكية "تمثّل أول محاولة واقعية نسبيًا لإنهاء الحرب"، لكنها أبدت شكوكًا حيال قدرة الأطراف على الالتزام بأي ترتيبات ناتجة عنها، مشيرة إلى أن "النتائج المطروحة قد تكون كارثية لأوكرانيا إن لم تُرافق بضمانات دولية قوية". ويستمر القتال على طول الجبهة التي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء دون تحقيق اختراقات حاسمة، وفق تقييمات عسكرية أوكرانية.

محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان
محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

محاكاة تكشف اعتماد دول آسيان على سنغافورة لإجلاء رعاياها في حال حصار صيني لتايوان

أظهر تمرين محاكاة، كشفت تفاصيله وكالة "رويترز" في تقرير موسع، أن سيناريو حصار صيني شامل لتايوان قد يضع دول جنوب شرق آسيا أمام تحدٍ هائل يتمثل في إجلاء مئات الآلاف من رعاياها العالقين على الجزيرة، وأن نجاح هذه المهمة قد يعتمد بشكل كبير على تدخل سنغافورة. واستضاف أحد فنادق سنغافورة في نيسان/أبريل الماضي وعلى مدى يومين نحو 40 مشاركًا، بينهم مسؤولون وعسكريون حاليون ومتقاعدون من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى باحثين في الأمن، للمشاركة في لعبة حرب افتراضية نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS). السيناريو الافتراضي كان حصارًا جويًا وبحريًا تفرضه الصين على تايوان، مع وجود ما يصل إلى مليون من مواطني دول جنوب شرق آسيا بين العالقين على الجزيرة. ووفق ما جاء في تقرير رويترز، انقسم المشاركون بين مقترح لتحرك موحد عبر رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وآخر يدعو للتفاوض مع الولايات المتحدة والصين واليابان لفتح ممرات خاصة للإجلاء. ومع تقدم الوقت، برزت قناعة عامة بأن تنفيذ العملية بنجاح يتطلب جسرًا جويًا تقوده سنغافورة. تدخل سنغافوري في اللحظة الحاسمة أكد أحد المشاركين في المؤتمر أنه "لم يتحرك شيء حتى تدخّل السنغافوريون في اللحظة الأخيرة. وجدوا طريقة لإخراج شعبهم، وعرضوا إخراج الآخرين أيضًا". وأشار التقرير إلى أن سنغافورة استفادت من وجودها العسكري الممتد لعقود في تايوان، حيث تجري تدريبات لقواتها، ما منحها إمكانية الوصول إلى المطارات والطائرات. ومع ذلك، توقفت المحاكاة قبل بحث تفاصيل الاتفاق الافتراضي مع الصين أو كيفية تنفيذه. أهمية الحدث وسياقه وبحسب "رويترز" فان المحاكاة لم تمثل سياسات رسمية، لكنها استندت إلى مواقف معروفة لتسع حكومات، بينها سنغافورة والصين وتايوان والولايات المتحدة وإندونيسيا وفيتنام والفلبين. وتشير بيانات وكالة الهجرة الوطنية في تايوان إلى أن مواطني جنوب شرق آسيا يشكلون 94% من نحو مليون أجنبي يعيشون في الجزيرة، معظمهم من إندونيسيا وفيتنام والفلبين. ونفت وزارة الدفاع السنغافورية لـ"رويترز" أي مشاركة في التمرين، كما لم تُجب هي أو وزارة الخارجية على أسئلة حول وجود قواتها في تايوان أو خطط الإجلاء. أما وزارة الخارجية الصينية فأكدت معارضتها لأي علاقات رسمية، بما في ذلك التعاون العسكري، بين تايوان والدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية، وقالت إنها ليست على علم بالمحاكاة. المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أوضح أن المشاركين حضروا بصفتهم الشخصية. البنتاغون بدوره نفى معرفته بمشاركة أميركية رسمية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتعاون بانتظام مع حلفائها للتأهب لمختلف الاحتمالات. تصعيد في الخطاب بين واشنطن وبكين أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث بعد أسابيع من المحاكاة، خلال مؤتمر أمني بسنغافورة، إن تهديد الصين باستخدام القوة ضد تايوان "وشيك"، مشيرًا إلى تكثيف العمليات العسكرية الصينية حول الجزيرة. وردت السفارة الصينية في سنغافورة بوصف تصريحاته بأنها "استفزازية ومحرضة". ويشير تقرير رويترز إلى أن القوات السنغافورية تجري منذ عام 1975 تدريبات عسكرية في تايوان ضمن ما يعرف بـ"مشروع ستارلايت"، حيث يتناوب ما يصل إلى ثلاثة آلاف جندي سنويًا على معسكرات تدريب في جنوب الجزيرة ذات تضاريس مشابهة لشبه جزيرة الملايو. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني غربي قوله إن هذا الوجود يمنح سنغافورة "منصة مراقبة مفيدة" لمضيق تايوان والجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي. ورغم اعتراض الصين منذ عقود على هذا الترتيب، فإن سنغافورة حافظت عليه باعتباره جزءًا من توازنها الاستراتيجي، إلى جانب تدريبات أخرى في أستراليا وفرنسا وبروناي والولايات المتحدة. ويُصنف جيشها على أنه الأفضل تجهيزًا في جنوب شرق آسيا، وفقًا لتقارير دولية أوردتها رويترز. وتختتم رويترز تقريرها بالإشارة إلى تحذيرات محللين من أن أي نزاع في تايوان قد يضع القوات السنغافورية هناك في خطر أو يجعلها ورقة ضغط بيد بكين. كما نقلت عن دراسة لمركز "كارنيغي" للسلام الدولي أن إجلاء رعايا دول "آسيان" سيكون مهمة شاقة، لكن الصين قد ترى في تسهيل هذه العمليات فرصة لضمان حياد هذه الدول في أي أزمة مقبلة، لما لذلك من أثر على صورتها الدبلوماسية في المنطقة.

نيودلهي تُجمّد مفاوضات شراء أسلحة أمريكية على خلفية تعريفات ترامب
نيودلهي تُجمّد مفاوضات شراء أسلحة أمريكية على خلفية تعريفات ترامب

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

نيودلهي تُجمّد مفاوضات شراء أسلحة أمريكية على خلفية تعريفات ترامب

نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين حكوميين هنود أن نيودلهي أوقفت مفاوضاتها بشأن شراء أسلحة وطائرات عسكرية من الولايات المتحدة، في أول إشارة رسمية على تأثر التعاون الدفاعي بين البلدين جراء التوتر التجاري الناتج عن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية جديدة على الصادرات الهندية. وبحسب المصادر الحكومية، كان من المخطط إرسال وزير الدفاع راجناث سينغ إلى واشنطن في الأسابيع المقبلة لإعلان تفاصيل صفقات دفاعية مع شركات أمريكية، لكن هذه الزيارة تم تأجيلها. ومن بين الصفقات المطروحة شراء ست طائرات استطلاع من طراز "بوينغ بي 8 آي" ومنظومات دعم للبحرية الهندية، في اتفاق تبلغ قيمته المقترحة 3.6 مليار دولار. كما كانت المفاوضات جارية لشراء عربات قتال من طراز "سترايكر" تُنتجها شركة "جنرال دايناميكز لاند سيستمز"، إضافة إلى قذائف "جاڤلين" المضادة للدبابات، التي طوّرتها شركتا "رايثيون" و"لوكهيد مارتن"، بحسب ما أفادت رويترز. وأكد مصدران، وفقًا لرويترز، أن الزيارة قد تم إلغاؤها، في حين أشار مسؤول ثالث، تحدث إلى الوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن التجميد لم يُصدر عبر تعليمات خطية رسمية، لكنه يعكس قرارًا بالتريث في التحركات الثنائية حتى تُحلّ المسائل المرتبطة بالتعريفات الجمركية وطبيعة العلاقات المستقبلية مع واشنطن. وفي 6 أغسطس، فرض ترامب تعريفة إضافية بنسبة 25% على منتجات هندية، بذريعة اتهام نيودلهي بتمويل الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال استيراد النفط الروسي، ما رفع النسبة الإجمالية للرسوم على الصادرات الهندية إلى 50%. وأكد المسؤولون، أن الهند تواصل التشاور مع الإدارة الأمريكية، مشيرين إلى أن الصفقات الدفاعية قد تُستأنف بمجرد توفر وضوح حول السياسة التجارية الأمريكية، "لكن ليس في الأجل القريب الذي كان متوقعاً". وأوضح أحد المسؤولين، أن الشراكة الدفاعية الأوسع بين الولايات المتحدة والهند، والتي تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والمناورات العسكرية المشتركة، تستمر دون انقطاع. ولم ترد وزارة الدفاع الهندية ولا البنتاغون على طلبات رويترز للتعليق. كما وجهت شركات "بوينغ"، و"لوكهيد مارتن"، و"جنرال دايناميكز" استفسارات رويترز إلى الحكومتين الهندية والأمريكية. ولم ترد شركة "رايثيون" على طلب التعليق، بحسب الوكالة. وتُعتبر الهند ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وكانت روسيا المورد الرئيسي لها تاريخياً. لكن نيودلهي اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر التسليح، مع زيادة الواردات من فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ويأتي هذا التحوّل جزئياً نتيجة لقيود على قدرة روسيا في التصدير، نظراً لاستخدامها الكثيف لأسلحة مخزونها في أوكرانيا، إضافة إلى تقارير غربية حول أداء ضعيف لبعض الأنظمة الروسية في ساحة المعركة، بحسب ما أشارت إليه رويترز بناءً على مصادر تحليلية. وفي الوقت نفسه، تبقى نيودلهي منفتحة على تقليل وارداتها النفطية من روسيا، شريطة توفر عروض مماثلة من دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقًا للمصادر الحكومية. وأشار أحد المسؤولين، في حديث نقلته رويترز، إلى أن الضغوط الأمريكية والخطاب القومي المعادي لأمريكا المتصاعد في الهند جعل من الصعب على الحكومة اتخاذ خطوات علنية نحو التحول الكامل من روسيا إلى الولايات المتحدة. وأكد مصدر روسي على اطلاع بالمحادثات، بموازاة مسؤول هندي، أن موسكو عززت في الأشهر الأخيرة من مساعيها لعرض تكنولوجيات دفاعية متقدمة على نيودلهي، من بينها منظومة الصواريخ أرض-جو "إس-500"، وفقًا لما نقلته الوكالة عن الجانبين. لكن مسؤولين هنود اثنين أكدوا، في تصريحات لرويترز، أن الهند لا ترى حالياً حاجة لشراء أسلحة جديدة من روسيا. ورغم ذلك، يرى أحد المسؤولين، أن الاعتماد على الدعم اللوجستي والتقني الروسي سيستمر لسنوات، نظراً لترابط الأنظمة العسكرية الهندية بالبنية التحتية للأسلحة الروسية الموروثة من عقود طويلة الأمد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store