
زيلينسكي يرى في مجيء بوتين إلى ألاسكا "انتصارا" للكرملين
وفي حديثه لصحفيين في أوكرانيا، أورد زيلينسكي أيضا أن "مجموعات" من الجنود الروس تمكَّنت من التقدُّم لمسافة تناهز عشرة كيلومترات في قطاعات مُعيَّنة من الجبهة، لكنه أكَّد أنه سيتم القضاء عليها.
تُثير هذه التطورات مخاوف من حدوث اختراق يصب في مصلحة الكرملين قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي في ألاسكا لمناقشة تسوية محتملة للنزاع.
وكان تبادلٌ للأراضي بين البلدين من بين الحلول التي جرى تداولها، من دون تفاصيل بشأنه، لكنّ هذا الاقتراح رفضته كييف وحلفاؤها الأوروبيون.
اعتبر زيلينسكي الثلاثاء زيارة فلاديمير بوتين للولايات المتحدة، المعزولة بلاده عن العالم الغربي منذ هجومها الشامل لأوكرانيا في شباط 2022، "انتصارًا" للكرملين.
وقال زيلينسكي "سيعقد (بوتين) لقاءً على الأراضي الأميركية، الأمر الذي يُشكِّل بالنسبة إليه انتصارًا شخصيًّا"، مضيفًا أن هذا الاجتماع يُخرج الرئيس الروسي من "عزلته" ويُؤخِّر فرض عقوبات أميركية محتملة على موسكو.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف مكالمة هاتفية الثلاثاء ناقشا فيها "التحضير" للقمة، بحسب موسكو.
وفي وقت سابق، قال روبيو في تصريح لإذاعة أميركية إن هذا اللقاء مع بوتين بالنسبة إلى ترامب "ليس تنازُلًا".
من جهتها، أكَّدت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت أن الهدف من القمة بالنسبة إلى ترامب هو "أن يكون لديه فَهمٌ أفضل لكيفية قيامنا بوضع حد لهذه الحرب".
وأوضحت أن الاجتماع سيتم في أنكوراج، كبرى مدن ألاسكا، وأن الرئيس الأميركي يأمل بعقد اجتماع ثلاثي مع بوتين وزيلينسكي في وقت لاحق لتسوية النزاع.
لا انسحاب من دونباس
استبعد الرئيس الأوكراني أي انسحاب لقواته من شرق أوكرانيا كجزء من اتفاق محتمل مع موسكو بوساطة أميركية.
وقال لصحافيين "لن ننسحب من دونباس (التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين)"، معتبرًا أن سيطرة موسكو على هذه الأراضي ستُشكِّل لاحقًا منصة للكرملين لشن "هجوم مُقبل" على أوكرانيا.
قبل عودته إلى البيت الأبيض، تباهى الرئيس الأميركي بقدرته على إنهاء ثلاث سنوات من الهجوم الروسي في غضون "24 ساعة".
لكن طموحاته تبدَّدت بفشل ثلاث جولات من محادثات السلام بين كييف وموسكو عُقدت أخيرًا في تركيا.
في هذه المرحلة، تُطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن أربع مناطق محتلة جزئيًّا (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمَّتها روسيا لأراضيها عام 2014، والتخلِّي عن إمدادات الأسلحة الغربية ومشروع عضويتها في حلف شمال الأطلسي.
غير أن هذه المطالب غير مقبولة لدى كييف التي تطالب بانسحاب القوات الروسية من أراضيها والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تُعارضه موسكو.
وأعلن ترامب الاثنين أنه "منزعج بعض الشيء" من رفض كييف التنازل عن الأراضي، "لأنه سيكون هناك تبادلٌ لأراضٍ".
ومن المقرر أن يجري زيلينسكي وقادة أوروبيون مشاورات مع ترامب الأربعاء.
هجمات روسية على الجبهة
لا يزال القتال محتدمًا على الجبهات. وقد تسبَّب هذا النزاع، وهو الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف.
تواصل القوات الروسية، الأكثر عددًا والأفضل تسليحًا، تحقيق مكاسب ميدانية.
وفي الساعات الأخيرة، تقدَّمت كيلومترات عدة في منطقة استراتيجية في منطقة دونيتسك في شمال شرق مدينة بوكروفسك، وفق الجيش الأوكراني ومحللين.
وأكَّد زيلينسكي الثلاثاء أن "مجموعات" الجنود الروس التي تقدَّمت نحو 10 كيلومترات في هذا الجزء من الجبهة "ليست مزوَّدة أسلحة (ثقيلة)، فقط أسلحة خفيفة"، مضيفًا "بعضها تم تدميره وبعضها بات أسيرًا. سنعثر على الآخرين وندمِّرهم قريبًا".
وفقًا لزيلينسكي، تهدف هذه الهجمات إلى تكريس "سردية" مفادها أن "روسيا تتقدَّم" وأن "أوكرانيا تخسر" قبيل اجتماع بوتين وترامب.
كما صرَّح بأن موسكو تستعد "لعمليات هجومية جديدة" في ثلاثة قطاعات من الجبهة هي "زابوريجيا وبوكروفسك ونوفوبافليفكا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 25 دقائق
- رؤيا نيوز
باستثناء الناتو.. ترامب يوافق على منح أوكرانيا ضمانات أمنية
كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على منح أوكرانيا ضمانات أمنية، باستثناء مسألة انضمامها لحلف الناتو، قبل قمة مرتقبة تجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال اجتماع عن بُعد، قبل قمة ألاسكا حضره مسؤولون أوروبيون كبار، أوضح الرئيس الأميركي أن أي ضمانات أمنية تُقدم لأوكرانيا في إطار اتفاق سلام محتمل مع روسيا لن تشمل حلف شمال الأطلسي (الناتو). لكن ترامب وافق على تقديم ضمانات أخرى بشكل مشترك من الولايات المتحدة وأوروبا، وفقًا لما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حضر الاجتماع. وأشار ماكرون إلى تغيير كبير محتمل في موقف ترامب من هذه القضية. وقال ماكرون للصحفيين بعد الاجتماع: 'كان الرئيس ترامب واضحًا جدًا بشأن رغبة الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اجتماع ألاسكا'. وصرح مشاركان آخران للصحيفة ذاتها أن ترامب أشار إلى استعداد الولايات المتحدة للمساهمة في ضمانات أمنية مستقبلية بالتعاون مع أوروبا. وأضافا أن ترامب لم يُقدم أي تفاصيل. وقال المستشار الألماني، فريدريتش ميرتس، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أظهر في الاجتماع أن أوكرانيا مستعدة لمناقشة مسألة الأراضي (التنازل عن أراضٍ لروسيا)، لكن زيلينسكي قال أيضًا إن نقطة البداية لأي مفاوضات يجب أن تكون خط المعركة الحالي. وقال زيلينسكي، الذي سافر إلى برلين لحضور المؤتمر مع ميرتس، إن الاجتماع أظهر أن جميع القادة كانوا مجمعين فيما يتعلق بالمحادثات مع روسيا. وأضاف زيلينسكي: 'أي شيء له علاقة بأوكرانيا لا يمكن التفاوض عليه إلا مع أوكرانيا'. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الذي حضر الاجتماع الافتراضي أيضًا، إنه كان رائعًا وأظهر أن الجميع 'متحدون' في الضغط لإنهاء الحرب. وكتب روته على حسابه في موقع 'X': 'الكرة الآن في ملعب بوتين'.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
"لا مجازر مرة أخرى".. شعار فارغ في زمن الإبادة
سام كيلي* - (الإندبندنت) 2025/7/20 اضافة اعلان في ذكرى الإبادة الجماعية الثانية التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي، لا يمكننا الادعاء بأننا لا نعلم ما يحدث في غزة اليوم. ما يزال الإفلات من العقاب يُغذي الإبادة الجماعية في أوكرانيا وغزة، بينما يواصل الغرب التعامل بازدواجية أخلاقية مع الضحايا وفقاً لهويتهم. ما يحدث اليوم يعيد إنتاج الجرائم التي ظن العالم أنه لن يراها ثانية.***عندما اضطر صحفي جنوب أفريقي منفي إلى شرح ما جرى في المحرقة النازية لابنه البالغ من العمر سبع سنوات، فهم الطفل على الفور أنه لا أحد من البالغين في ألمانيا كان يستطيع أن يقول بصدق: "لم نكُن نعلم".كبر ذلك الصبي ليصبح مراسلاً صحفياً غطى حالتين متتاليتين من الإبادة الجماعية في تسعينيات القرن الماضي، صُنفتا، وفق التعريف الرسمي، كـ"إبادتين جماعيتين": الأولى في البوسنة، والثانية في رواندا.في يوغوسلافيا السابقة، شهد مطاردة المسلمين في شوارع سراييفو كما تطارد الفرائس، ورأى شوارع كاملة وهي تغطى بستائر لإخفاء المتسوقين المدنيين عن قناصة الصرب.أما في رواندا، فقتل مليون شخص خلال ثلاثة أشهر فقط، بمعدل إبادة يماثل ما ارتكبه النازيون. لكن القتل هناك تم بأيدي القتلة مباشرة، من دون وساطة أسلحة حديثة، حتى انسدت الأنهار بالجثث وتحولت إلى ما يشبه "الحساء البشري".والآن، نحن نشهد جميعاً جولة جديدة ثالثة من محاولات الإبادة الجماعية في كل من أوكرانيا وغزة. والأكيد أنه لا يمكن وصف أي منها بأنها عمليات "تجري في الخفاء".في يوغوسلافيا السابقة، لم يتدخل المجتمع الدولي إلا بعد فوات الأوان في محاولة لوقف عمليات التطهير العرقي بعد مجزرة سريبرينيتسا. وفي رواندا، لم يتدخل المجتمع الدولي على الإطلاق، على الرغم من أن المجازر وقعت هناك قبل عام من تدخله المتأخر في البوسنة. بل تجنب العالم حتى استخدام مصطلح "إبادة جماعية"، على الرغم من أن الأمم المتحدة تلقت تحذيرات واضحة من أن خطة شاملة لإبادة قبائل التوتسي كانت قيد الإعداد قبل أن تنفذ في السابع من نيسان (أبريل) 1994.اليوم، فرضت العقوبات على روسيا، ووجهت إلى فلاديمير بوتين تهم بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وتحظى أوكرانيا بدعم غربي لتعزيز دفاعها، ويدفع بوتين ثمن عدوانه.أما إسرائيل، فما تزال تتلقى الأسلحة من الولايات المتحدة، من دون أن تلوح في الأفق أي عقوبات اقتصادية ضدها.النمط السائد هو أن الغرب يتعامل مع القتل الجماعي للمسيحيين البيض بجدية أكبر من تعامله مع استئصال جماعات عرقية أخرى أو مسلمين.كان الحلفاء على علم بـ"الحل النهائي" (الخطة النازية الممنهجة لإبادة يهود أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية) الذي تبناه هتلر بحلول العام 1942، لكنهم لم يفعلوا شيئاً لوقفه. وعلينا أن نسأل التاريخ، وأن نسأل أنفسنا اليوم: ألم يكُن غض الطرف عن اقتياد الأبرياء إلى موتهم أسهل قليلاً لو كانوا "مختلفين"؟ يهوداً، أو مسلمين، أو أفارقة سوداً، والآن فلسطينيين؟اتفاقية العام 1951 الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حول منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، تلزم الدول بمعاقبة مرتكبي الإبادة الجماعية ومنع وقوعها. لكن سجل المجتمع الدولي في هذا المجال متباين حين يتعلق الأمر بالعقاب، وكارثي حين يتعلق بالمنع، سواء في حالات الإبادة الجماعية أو الأفعال التي ترقى إلى مستواها.بينما نحيي الذكرى الثلاثين لمذبحة سريبرينيتسا التي قتل فيها أكثر من 8.000 رجل وصبي مسلم من البوسنيين على يد القوات الصربية في العام 1995، يتضح أن شعار "لن يتكرر هذا أبداً" ليس سوى عبارة قديمة وجوفاء.الحقيقة أن البشر يقتلون بعضهم بعضاً بسهولة، خصوصاً عندما يكون القتل مجازاً أو مدعوماً من قبل الدولة. ويصبح القتل أسهل، بل يغدو من الأسهل غض الطرف عنه، إذا كان الضحايا من "الآخرين".يكمن مفتاح كبح الغريزة البشرية التي تدفع إلى ارتكاب المجازر الجماعية على نطاق واسع في إنهاء الإفلات من العقاب. علينا أن نضع حداً للإفلات من المحاسبة. وعلينا أن نعترف بإنسانية الجميع، بصدق ومن دون استثناء. ولكي نحقق ذلك، لا بد من وضع حد للإفلات من العقاب. وللقيام بذلك، علينا أن نواجه ما يحدث أمام أعيننا.لقد خضع القتلة الصرب للمحاكمة ودينوا على جرائمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا. وأتاح ذلك المسار لحظة من المساءلة. وفي العام 2010، اعتذرت صربيا عن الفظائع التي ارتكبت في البوسنة، ودعت إلى اعتقال المسؤول الرئيس عنها، راتكو ملاديتش.لدى ألمانيا مصطلح مركب يلخص ما فعلته للاعتراف بماضيها، وإصلاحه، والمصالحة معه: "التعامل مع عبء الماضي". وقد بدأ هذا المسار مع محاكمات جرائم الحرب في نورمبرغ.أما في رواندا، فقد أطلق التوتسي الناجون من إبادة العام 1994 عملية الحقيقة والمصالحة من خلال محاكم "غاتشاتشا" المحلية -وهي محاكم شعبية جماعية، قُدمت فيها الاعترافات مقابل أحكام مخففة بحق مرتكبي الإبادة الجماعية من الهوتو. كما جرت بعض المحاكمات أيضاً أمام المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا.لكن كثيراً من أسوأ الجناة في مجازر العام 1994 فروا إلى المنفى، حيث لم يخضعوا لأي مسار عدالة على جرائمهم. بل إنهم شرعوا في التخطيط للعودة واستكمال المهمة، ونشر أيديولوجيا القتل على نطاق أوسع، في ما كان يعرف آنذاك بزائير.لقد تمددت أيديولوجيا "اقتل جارك قبل أن يقتلك" على مدى الأعوام الثلاثين في المنطقة، وأفضت، من بين نتائج أخرى، إلى عملية سميت "تنظيف السجل"، قتل خلالها نحو 40 في المائة من أبناء عرقية الأقزام -أو كما يُطلق عليهم بدقة أكبر، "باتوا" في وسط أفريقيا خلال العامين 2002 و2003. هؤلاء "مختلفون"... إنهم أقصر قامة.إن التركيز فقط على ما يجعل الآخرين "مختلفين" هو ما يتيح استمرار محاولات إبادتهم ومحو ثقافاتهم وتهجيرهم من أوطانهم -في شتى أنحاء العالم. فقد حظرت السلطات السوفياتية اللغة الأوكرانية وقمعت شعراءها وفنانيها وأعادت كتابة تاريخها. وقتل ما بين 3 و5 ملايين شخص في المجاعة المتعمدة التي دبرتها موسكو في العامين 1932-1933، المعروفة باسم "هولودومور". واليوم، تعود روسيا من جديد. ويواصل فلاديمير بوتين تأكيد أنه "لا وجود لشيء اسمه أوكرانيا".ويتمتع الرئيس الروسي بحصانة داخل بلاده. ويواجه خارجياً لائحة اتهام من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب. لكن من غير المرجح أن يعتقل يوماً. فدونالد ترامب، في نهاية المطاف، يعتبره صديقاً، وقد فرض عقوبات على الجهة نفسها -المحكمة الجنائية الدولية- التي تسعى إلى محاكمته.في الوقت نفسه، زار بنيامين نتنياهو البيت الأبيض للمرة الثالثة هذا العام. وهو، مثل بوتين، ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب. وتضم حكومته متطرفين يدعون علناً إلى "تشجيع" سكان غزة على مغادرة القطاع "طوعاً". لكن سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة لن يملكوا خياراً يذكر بعد توقف إطلاق النار، إذ لم يبقَ في القطاع مكان صالح للعيش، حيث سُويت منازلهم بالأرض بفعل القصف الإسرائيلي.وتفيد السلطات المحلية في غزة بأن أكثر من نصف الضحايا الـ57.000 الذين قتلوا في غزة على يد إسرائيل هم من النساء والأطفال. وتستخدم الأمم المتحدة بصورة صريحة مصطلح "إبادة جماعية" عند الإشارة إلى سلوك إسرائيل تجاه جيرانها.أوضحت البارونة هيلينا كينيدي، وهي من أبرز محامي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، موقفها بجلاء مما تقوم به إسرائيل في غزة. فقالت خلال مقابلة مع "بي بي سي": "لقد وصلتُ إلى قناعة بأننا نشهد إبادة جماعية ترتكب أمام أعيننا... كنت مترددة جداً في قول ذلك لأن عتبة وصف الإبادة مرتفعة جداً، ولا بد من وجود نية محددة لتنفيذها. لكن ما نشهده الآن يرقى إلى سلوكيات الإبادة الجماعية".وفي المقابل، يدعو الميثاق التأسيسي لحركة "حماس" التي ما تزال تسيطر على ما بقي من غزة، إلى القضاء على إسرائيل ككيان سياسي. وتعد "حماس" على نطاق واسع منظمة إرهابية، وكانت الجهة التي قادت الهجوم في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) العام 2023 الذي أودى بحياة ما يقارب 1200 شخص في إسرائيل، إلى جانب اختطاف نحو 250 آخرين. وهي ليست بمنأى عن المحاسبة، وتتعرض لهجوم مستمر من قبل إسرائيل.في غضون ذلك، قالت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة: "الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة كارثي. إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أقسى جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث".إن القتل الجماعي نادر الحدوث ضمن المجتمعات التي تحترم إنسانية خصومها. في رواندا، وصفت الحكومة التوتسي بـ"الصراصير". أما في أوروبا، فاستخدمت الشتائم المعادية للسامية على مدى قرون لتأجيج موجات الاضطهاد ضد اليهود.والآن، عمد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم" بالنبرة نفسها التي استخدمها السوفيات تجاه أوكرانيا، فقال: "لا وجود لأمة فلسطينية. لا وجود لتاريخ فلسطيني. لا وجود للغة فلسطينية".تقول هايدي كينغستون، مؤلفة كتاب "إبادة جماعية: قصص شخصية وأسئلة كبرى": "يستطيع الجلادون إقناع الجميع بأن الضحايا ليسوا بشراً، وأنه يجب القضاء عليهم. وبمجرد أن تبدأ بتجريد الناس من إنسانيتهم وتبرير ما يرتكب بحقهم وعزلهم وتصنيفهم، ثم جمعهم، وأخيراً إبادتهم... حينها تبدأ الكارثة. انظروا إلى ما يجري في فلسطين وإسرائيل -إنها المقدمات نفسها التي عرفناها من قبل، وهي تتكرر الآن. والأمر نفسه من الجانب الآخر: ليس كل اليهود يدعمون ما يجري، ولا كل الإسرائيليين".في اليوم الذي نتذكر فيه مذبحة المسلمين في البوسنة، لا يمكننا أن نقول: "لم نكن نعلم" ما يجري في غزة. ما بين الركام ليس حشرات تزحف.*سام كيلي: محرر للشؤون الدولية في "الإندبندنت".


الوكيل
منذ 4 ساعات
- الوكيل
"بوليتيكو": الولايات المتحدة أرسلت إشارة لأوكرانيا قبل...
الوكيل الإخباري- ذكرت صحيفة بوليتيكو أن البيت الأبيض دعا السلطات الأوكرانية إلى تقييم واقعي للقدرات القتالية لبلدهم قبل المحادثة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب. وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة حثت السلطات الأوكرانية على "أن تكون براغماتية"، كما نقلت الصحيفة عن مصدرها قوله: "الولايات المتحدة تطلب منهم تقييما واقعيا لما يمكنهم فعله بالقدرات القتالية المتاحة لديهم". يوم الاثنين الماضي، صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس سينظم، استعدادا للقاء بوتين وترامب، محادثات عن بعد في 13 أغسطس بمشاركة ترامب والأمين العام لحلف "الناتو"، بالإضافة إلى ممثلي قيادة أوكرانيا والدول الأوروبية الرئيسية ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية. اضافة اعلان من المقرر أن يجري ممثلو الدول الأوروبية محادثة منفصلة مع فلاديمير زيلينسكي قبل أن يتحدث معه الرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فانس. وكان الكرملين والبيت الأبيض قد أعلنا سابقا أن بوتين وترامب سيلتقيان في ألاسكا في 15 أغسطس. يذكر أن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أشار إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ذكر خلال زيارته لروسيا فكرة عقد لقاء ثلاثي بين بوتين وترامب وزيلينسكي، لكن الجانب الروسي لم يعلق على الاقتراح، مفضلا التركيز على التحضير للقاء الثنائي. من جانبه، قال الرئيس الروسي إن لقاءه مع زيلينسكي ممكن، لكنه يتطلب ظروفا معينة لا تزال بعيدة المنال. أما زيلينسكي، فقد أكد قبل لقاء بوتين وترامب أنه لن يقبل بأي تنازلات إقليمية.