
الوقت والحياة
في خضم الحياة اليومية وضغوطها المتزايدة، ننسى - في كثير من الأحيان - أن أعظم ما نمتلكه هو الوقت. وكما قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». وهذه الحكمة الخالدة تُلخص واقعاً يعانيه كثيرون في عصر السرعة والانشغال الظاهري. فالوقت مثل النهر الجاري الذي لا يرجع، وعلى الرغم من تساويه بين الجميع يظل من أكثر الموارد إهمالاً عند كثير من الناس. فالوقت بطبيعته لا يمكن ادخاره، ولا استرجاعه، ولا شراؤه ولا إيقافه، ومع ذلك فإننا نُهدره كما لو أنه لا قيمة له، أو يمكننا تعويضه.
الكثيرون يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات في متابعة ما لا يفيد، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها لساعات طويلة، أو في متابعة «التافهين»، أو في نقاشات عابرة لا فائدة منها، بينما يمكن لتلك الساعات أن تُستثمر في تطوير الذات، أو التقرب إلى الله، أو تعلم مهارة جديدة، أو الحصول على مؤهل دراسي جديد، أو تعلم لغة جديدة، أو حتى قضاء وقت حقيقي مع الأسرة. ومن المفارقات أن الجميع يشكون الملل، والكثيرون منا يتساءلون: ماذا أفعل؟ لدي متسع من الوقت، بينما الحقيقة أن لدينا كل يوم وليلة 24 ساعة كاملة، مثلما كان لدى عظماء التاريخ تلك الثواني والدقائق والساعات وحققوا للبشرية إنجازات عظيمة. فالطالب الذي يستغل وقت فراغه في المذاكرة، أو تطوير نفسه يسبق غيره، ومن يسعَ نحو تحقيق هدفه يتفوق على غيره، والفارق الوحيد هو في طريقة استغلالنا للوقت بما يفيد، فمن يشعر بالملل من المؤكد أنه لم ينظم وقته وجهده بالشكل الصحيح وفي المكان السليم.
ولابد أن نتفق على أن تنظيم الوقت ليس رفاهية، بل ضرورة حتى نستغل كل دقيقة من عمرنا في أعمال الخير والبر، وتطوير عقولنا وأنفسنا. وهذا من المؤكد أنه لا يعني أن نعيش حياة آلية، بل نضع لكل شيء وقته وحدوده وقيمته. فالكثير منا يجهل التفريق بين ما هو قيّم وغير قيّم، وعلينا أن نُوازن بين العمل والراحة، وبين الصالح والطالح، وبين المسؤولية والحقوق، دون مضيعة الوقت في ما لا نفع فيه.
إن إدراك قيمة الوقت بداية التغيير والانضباط الحقيقي في حياة أي إنسان، فحين نحترم وقتنا نُقدِّر أنفسنا، ونمنح حياتنا المعنى الذي نستحقه.
*أكاديمي وباحث
Dr. Khaledali123. X.com@
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
الوقت والحياة
في خضم الحياة اليومية وضغوطها المتزايدة، ننسى - في كثير من الأحيان - أن أعظم ما نمتلكه هو الوقت. وكما قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». وهذه الحكمة الخالدة تُلخص واقعاً يعانيه كثيرون في عصر السرعة والانشغال الظاهري. فالوقت مثل النهر الجاري الذي لا يرجع، وعلى الرغم من تساويه بين الجميع يظل من أكثر الموارد إهمالاً عند كثير من الناس. فالوقت بطبيعته لا يمكن ادخاره، ولا استرجاعه، ولا شراؤه ولا إيقافه، ومع ذلك فإننا نُهدره كما لو أنه لا قيمة له، أو يمكننا تعويضه. الكثيرون يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات في متابعة ما لا يفيد، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها لساعات طويلة، أو في متابعة «التافهين»، أو في نقاشات عابرة لا فائدة منها، بينما يمكن لتلك الساعات أن تُستثمر في تطوير الذات، أو التقرب إلى الله، أو تعلم مهارة جديدة، أو الحصول على مؤهل دراسي جديد، أو تعلم لغة جديدة، أو حتى قضاء وقت حقيقي مع الأسرة. ومن المفارقات أن الجميع يشكون الملل، والكثيرون منا يتساءلون: ماذا أفعل؟ لدي متسع من الوقت، بينما الحقيقة أن لدينا كل يوم وليلة 24 ساعة كاملة، مثلما كان لدى عظماء التاريخ تلك الثواني والدقائق والساعات وحققوا للبشرية إنجازات عظيمة. فالطالب الذي يستغل وقت فراغه في المذاكرة، أو تطوير نفسه يسبق غيره، ومن يسعَ نحو تحقيق هدفه يتفوق على غيره، والفارق الوحيد هو في طريقة استغلالنا للوقت بما يفيد، فمن يشعر بالملل من المؤكد أنه لم ينظم وقته وجهده بالشكل الصحيح وفي المكان السليم. ولابد أن نتفق على أن تنظيم الوقت ليس رفاهية، بل ضرورة حتى نستغل كل دقيقة من عمرنا في أعمال الخير والبر، وتطوير عقولنا وأنفسنا. وهذا من المؤكد أنه لا يعني أن نعيش حياة آلية، بل نضع لكل شيء وقته وحدوده وقيمته. فالكثير منا يجهل التفريق بين ما هو قيّم وغير قيّم، وعلينا أن نُوازن بين العمل والراحة، وبين الصالح والطالح، وبين المسؤولية والحقوق، دون مضيعة الوقت في ما لا نفع فيه. إن إدراك قيمة الوقت بداية التغيير والانضباط الحقيقي في حياة أي إنسان، فحين نحترم وقتنا نُقدِّر أنفسنا، ونمنح حياتنا المعنى الذي نستحقه. *أكاديمي وباحث Dr. Khaledali123. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


البيان
منذ 5 ساعات
- البيان
«فريق عطاء حمدان» يحصد جائزتين في «الشارقة للعمل التطوعي»
واصل فريق عطاء حمدان التطوعي المسجل لدى هيئة تنمية المجتمع في دبي حصد الإنجازات، وتأكيد حضوره في ساحة العمل التطوعي، بعد أن توّج بجائزتين مرموقتين، خلال الدورة الثانية والعشرين من جائزة الشارقة للعمل التطوعي، حيث نال لقب أفضل فريق تطوعي على مستوى الدولة، إلى جانب تحقيقه الرقم القياسي في عدد الساعات التطوعية المسجلة، والتي بلغت أكثر من 45 ألف ساعة موزعة على مختلف إمارات الدولة، ضمن فئة الفرق التطوعية. تقدير وتسلّم درع الجائزة أحمد بن عجلان، رئيس مجلس إدارة الفريق، ونائبه ماهر المريسي، إلى جانب عدد من أعضاء الفريق، تقديراً لجهودهم المتواصلة في خدمة المجتمع. وأكد أحمد بن عجلان أن الجائزة تمثل تتويجاً لمسيرة من العطاء والتفاني في العمل المجتمعي، وأن الفريق يؤمن برسالة التطوع كونه أحد أعمدة التنمية الاجتماعية، ويعمل بجهد لتعزيز روح المشاركة الإيجابية والمسؤولية لدى مختلف شرائح المجتمع. وأشار بن عجلان إلى أن الفريق يضم أكثر من ثلاثة آلاف متطوع من مختلف الجنسيات، إذ تتجاوز جنسياتهم 57 جنسية، ما يعكس البعد الإنساني والانفتاح الثقافي، الذي يتمتع به الفريق، ووجه شكره وتقديره لأعضاء مجلس الإدارة، ولجميع المتطوعين، والأعضاء الفخريين، الذين كان لهم بالغ الأثر في تحقيق هذه النجاحات المتوالية.


صحيفة الخليج
منذ 8 ساعات
- صحيفة الخليج
عبد الملك بن كايد يبحث تعزيز ثقافة البر بالوالدين
استقبل الشيخ عبد الملك بن كايد القاسمي، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، في مجلسه بمنطقة الزهراء وفداً من جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين، وذلك بمناسبة يوم الأب العالمي. وثمّن الشيخ عبد الملك خلال اللقاء مع الوفد برئاسة نادية صالح النعيمي المديرة التنفيذية لفرع الجمعية برأس الخيمة، وعدد من الأعضاء والقيادات المجتمعية جهود الجمعية الإنسانية في تعزيز ثقافة البر بالوالدين، وترسيخ القيم الأصيلة في نفوس الأجيال، مشيداً بمبادراتها المتنوعة التي تستهدف دعم فئة كبار المواطنين وتعزيز الترابط الأسري في المجتمع الإماراتي. كما أشاد الشيخ عبد الملك بن كايد بدور وأهداف الجمعية في رعاية الوالدين والمسنين، الذين لا عائل لهم أو الذين لا تسمح ظروف أسرهم برعايتهم، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم بالتنسيق مع الجهات المختصة «حكومة - خاصة»، واستثمار أوقات فراغهم وذلك عن طريق وضع برنامج العمل الذي يتناسب مع خبراتهم وميولهم وكذلك تدريبهم على بعض المهارات التي تعود عليهم بالنفع. وبارك برامج الجمعية في الإرشاد والتوجيه لأسر الوالدين وكبار السن وتشجيعهم على رعايتهم منزلياً بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة. ونوه الشيخ عبد الملك بن كايد بدور الجمعية في تنمية هوايات مرتادي الجمعية وتطويرها وتعليمهم بعض الحرف اليدوية الصغيرة البسيطة. (وام)