logo
إيلون ماسك يعود إلى «المريخ» و«تسلا» وسط تنافسه مع الصين

إيلون ماسك يعود إلى «المريخ» و«تسلا» وسط تنافسه مع الصين

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

بعد نجاحه في تحقيق طموحه بخلق «موجة حمراء» في الولايات المتحدة، مستخدماً إمكاناته المالية بشكل لا مثيل له في أي انتخابات رئاسية أميركية، لانتخاب الرئيس دونالد ترمب، بدا إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، الذي قاد جهود تقليص الحكومة الفدرالية، كأنه يتحسس خطورة انعكاسات دوره السياسي على أعماله التجارية. وبعد إنفاقه ما لا يقل عن 288 مليون دولار في انتخابات 2024، وقبل أن تمضي 100 يوم على ولاية ترمب الثانية، واجه إيلون ماسك موجة من الانتقادات بسبب نشاطه السياسي، ما دفعه إلى الإعلان عن نيّته الانسحاب من المشهد السياسي في واشنطن. وأكد أنه سيكرّس وقتاً «أقل بكثير» للسياسة، قائلاً إنه «قام بما يكفي»، وأنه يعتزم العودة إلى ما يستهويه أكثر.
ماسك يرتدي قميصاً يحمل علامة وكالة كفاءة الحكومة (دوج) في البيت الأبيض 9 مارس 2025 (أ.ب)
وكانت السياسة محور هوية ماسك وشغفه خلال معظم العام الماضي، والأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، ليقود وكالة كفاءة الحكومة (دوج) التي أطلقت عمليات تسريح واسعة النطاق للموظفين الفيدراليين وتخفيضات في الميزانية. غير أنه لم يكن يتوقع مستوى ردود الفعل العنيفة ضده شخصياً أو ضد شركاته، بما في ذلك حوادث العنف التي تعرضت لها صالات عرض سيارات «تسلا»، ما جعله يدرك التكلفة الشخصية التي بدأ يدفعها، وقلقه على سلامته الشخصية وسلامة عائلته.
وخلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، قال ماسك إنه سينفق «أقل بكثير» على الحملات الانتخابية ما لم يجد «سبباً» لذلك في المستقبل. ونقل عن أحد الأشخاص المقربين منه قوله إن ماسك يشعر بخيبة أمل من تأثير أمواله على النظام السياسي، ويفضل إنفاق وقته وثروته في مكان آخر. وأضاف ماسك أن اهتمامه بشركتي «تسلا» و«سبيس إكس» اللتين بنتا سمعته بوصفه مبتكراً تكنولوجياً، ويشغل فيهما منصب الرئيس التنفيذي، ضروري.
لوغو شركة «تسلا» الأميركية (أ.ف.ب)
وبعدما تكبدت «تسلا» خسائر مالية جسيمة، وتراجعت قيمتها السوقية بشكل كبير، تخطط لإطلاق سيارة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل في يونيو (حزيران). كما من المتوقع أن تطلق شركة «سبيس إكس» صاروخ «ستارشيب» من الجيل التالي الأسبوع المقبل.
ويعتزم ماسك إرسال أسطول من المركبات غير المأهولة إلى المريخ بحلول عام 2026، في خطوة تُعد مفصلية، ضمن مسعاه الممتد منذ عقود لتحقيق هدفه الكبير: إيصال البشر إلى الكوكب الأحمر (المريخ). إلا أن أحد العوامل البارزة التي دفعته إلى اتخاذ قرار الانسحاب من المشهد السياسي تمثّل في الفجوة الكبيرة بين الوعود والعوائد الفعلية؛ إذ إن التخفيضات في الإنفاق التي تعهّد بها، والتي قدّرها بنحو تريليوني دولار ضمن ميزانية الولايات المتحدة، لن تُحقق سوى وفورات لا تتجاوز 160 مليار دولار في السنة المالية 2026.
وتبدو هذه العوائد ضئيلة بالمقارنة مع مشروع القانون المالي الذي وصفه الرئيس ترمب بـ«الجميل»، والذي أقره مجلس النواب الخميس الماضي، وينتظر مصادقة مجلس الشيوخ. ووفقاً لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، سيضيف هذا المشروع نحو 2.4 تريليون دولار إلى الدين الوطني خلال السنوات العشر المقبلة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن شخص مقرب من ماسك، قوله إنه لم يتوقع مطلقاً أن تكون مشاركته السياسية سهلة، وأنه كان يأخذ في الاعتبار الأخطار الشخصية والمالية التي سيتحملها، نتيجة دعمه مرشحاً يعارضه الديمقراطيون الذين يعدون أكبر قاعدة عملاء لشركة «تسلا». ومع ذلك، كان ثابتاً في التزامه السياسي، مُعلناً أن دعمه لترمب ينبع من مُثُل «فلسفية» حول الهجرة والجريمة والتعديل الأول للدستور الأميركي، وليس من مصلحته الشخصية.
ماسك يقفز في الهواء قرب ترمب خلال إحدى محطات حملته الانتخابية 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)
وكان ماسك يُخطط لمشاركة لجنته «أميركا باك» بشكل كبير في الإنفاق والتخطيط في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وسباقات المدعين العامين المحليين في جميع أنحاء البلاد. وفي الأسابيع القليلة الماضية، كانت اللجنة تُناقش خططاً أولية لانتخابات التجديد النصفي في ولايات مُحددة، على الرغم من إسهامات ماسك المحدودة. ومع ذلك كان من المتوقع أن يكون لها تأثير معنوي كبير. إلا أن تعليقات ماسك الأخيرة، أشارت إلى أن الوضع قد ساء أكثر بكثير.
ولم يتوقع ماسك شدة رد الفعل على دوره السياسي، وتصريحاته وتدخلاته حتى في السياسة الخارجية وتوجيهه انتقادات لبعض الدول الأوروبية. وأثارت جهوده في «دوج» التي فرضت تسريحات كبيرة في كل الإدارات الفيدرالية، احتجاجات محلية وعالمية في محطات شحن «تسلا» ومعارضها حول العالم، وفي بعض الحالات، أعمال عنف شملت التخريب وإلقاء قنابل المولوتوف وإطلاق النار.
وفي الشهر الماضي، أعلنت «تسلا» عن انخفاض بنسبة 71 في المائة في الأرباح، وانخفاض كبير في المبيعات خلال الربع الأول من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ماسك يحمل ابنه فوق كتفيه في واشنطن 21 مايو 2025 (إ.ب.أ)
كما أظهرت نتائج استطلاعات رأي عن تراجع شعبية ماسك؛ حيث وجد الاستطلاع أن 35 في المائة من الأميركيين يوافقون على طريقة تعامله مع منصبه في إدارة ترمب، في حين أبدى 57 في المائة عدم موافقتهم. ويعتقد أن مشاركة ماسك في إنفاق 50 مليون دولار على حملة المرشح الجمهوري الذي يدعمه ترمب في سباق المحكمة العليا في ولاية ويسكنسن الذي جرى قبل أشهر، هي السبب في خسارته أمام المرشحة الديمقراطية في ولاية فاز فيها ترمب العام الماضي. ودفعت النتيجة بعض الجمهوريين إلى التساؤل عما إذا كان تدخل ماسك قد أضر أكثر مما ساعد، ومن المرجح أن يكون هذا قد أسهم في قراره بالانسحاب.
ويُخطط ماسك للتركيز مجدداً على مستقبل «تسلا»، وقال إن هذا العام سيكون محورياً للشركة، التي تستعد لإطلاق مركبة ذاتية القيادة الشهر المقبل في مدينة أوستن بولاية تكساس، كان قد وعد بإطلاقها قبل عقد.
وقال إن المركبات ذاتية القيادة ستكون في سيارات «تسلا» متوسطة الحجم من طراز «واي». كما يركز ماسك على سيارة «سايبركاب»، وهي مركبة كُشف عنها العام الماضي من دون عجلة قيادة ودواسات، ووصفها بأنها سيارة فاخرة بسعر 30 ألف دولار، وقال إنها ستُطلق خلال السنوات القليلة المقبلة.
أميركي يحمل لافتة مكتوباً عليها: «أوقفوا ماسك» خلال احتجاج في واشنطن 2 فبراير 2025 (رويترز)
وفي ظل تصاعد المنافسة مع الصين، يتطلع ماسك أيضاً إلى إعادة تركيزه على «سبيس إكس»، وصرح بأنه سيزور «ستاربايس»، موقع صواريخ «سبيس إكس» في جنوب تكساس، هذا الأسبوع لإلقاء محاضرة «يشرح فيها خطة (سبيس إكس) للمريخ».
ومن المتوقع أيضاً أن تطلق الشركة صاروخ «ستارشيب» من الجيل التالي، وهو الأكبر والأقوى في العالم، في رحلة تجريبية أخرى بعد أن انتهت التجربتان السابقتان بفشل ذريع.
وهذا العام أطلقت الشركة ألف قمر صناعي لكوكبة «ستارلينك» للإنترنت، وهو قسم شهد في ظل إدارة ترمب تحسناً في توفير الإنترنت في المناطق الريفية الأميركية وخارجها. وواصلت «سبيس إكس» نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية لصالح وكالة «ناسا». ونجحت في إعادة رائدي الفضاء العالقين في المحطة، بعد أن قررت «ناسا» أن المركبة الفضائية التي كانا على متنها من إنتاج «بوينغ» ليست آمنة بما يكفي لإعادتهما إلى الأرض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سياسة جديدة للتأشيرات الأميركية تستهدف الأجانب الذين "يراقبون" الأميركيين
سياسة جديدة للتأشيرات الأميركية تستهدف الأجانب الذين "يراقبون" الأميركيين

العربية

timeمنذ 9 دقائق

  • العربية

سياسة جديدة للتأشيرات الأميركية تستهدف الأجانب الذين "يراقبون" الأميركيين

أعلنت الولايات المتحدة ، اليوم الأربعاء، سياسة جديدة مرتبطة بشروط التأشيرات تستهدف الأجانب الذين "يفرضون رقابة" على المواطنين الأميركيين. وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان: "من غير المقبول أن يصدر مسؤولون أجانب أو يهددوا بإصدار مذكرات اعتقال بحق مواطنين أميركيين أو مقيمين في الولايات المتحدة بسبب منشورات على منصات التواصل الاجتماعي الأميركية وفي أثناء وجودهم على الأراضي الأميركية". وأضاف روبيو أنه "من غير المقبول أيضًا" أن يطالب مسؤولون أجانب منصات التكنولوجيا الأميركية بمراقبة المحتوى، وفق وكالة "رويترز".

تراجع أرباح إتش بي 33% رغم نمو الإيرادات
تراجع أرباح إتش بي 33% رغم نمو الإيرادات

أرقام

timeمنذ 15 دقائق

  • أرقام

تراجع أرباح إتش بي 33% رغم نمو الإيرادات

تراجع صافي أرباح "إتش بي" بشكل حاد خلال الربع الثاني من عامها المالي 2025، رغم نمو الإيرادات بأكثر من المتوقع. قالت صانعة الطابعات وأجهزة الكمبيوتر في تقريرها المالي الذي صدر الأربعاء، إن نتائج أعمال الربع المالي الثاني تأثرت سلباً بتقلبات البيئة التنظيمية، لكنها سارعت لتوسعة طاقتها الإنتاجية لتقليص التكاليف التشغيلية. وفيما يتعلق بالآفاق المستقبلية، أوضحت الشركة أنها تتوقع تحقيق ربحية معدلة للسهم تتراوح بين 68 سنتاً و80 سنتاً، وهذا أقل من متوسط تقديرات المُحللين عند 90 سنتاً. وعلى صعيد العام المالي بأكمله، توقعت "إتش بي" أن تتراوح الربحية المعدلة للسهم بين 3 دولارات و3.30 دولار، مقابل تقديرات المُحللين عند 3.49 دولار. وأشارت "إتش بي" إلى أن هذه التوقعات تعكس التكاليف الإضافية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى التداعيات المرتبطة بها. تسبب ضعف توقعات الأرباح في هبوط سهم الشركة في تعاملات ما بعد إغلاق جلسة الأربعاء بنسبة 12.50% إلى 23.80 دولار في تمام الساعة 12:50 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.

سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة
سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة

الشرق السعودية

timeمنذ 23 دقائق

  • الشرق السعودية

سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، إن قبول إسرائيل بـ"اتفاق جزئي" للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة سيكون من "الجنون المحض"، متعهداً بـ"عدم السماح" لمثل هذه الخطوة. وقال سموتريتش وهو زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، إن حركة "حماس" تحت "ضغط كبير" نتيجة الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة، والعملية العسكرية الإسرائيلية الجارية. وطالب الوزير، بأن "تواصل إسرائيل إحكام الخناق على حماس، من أجل دفعها إلى اتفاق استسلام كامل". وأضاف: "سيكون من الجنون المحض تخفيف الضغط الآن، وتوقيع اتفاق جزئي"، معتبراً أن ذلك "سيمنح الحركة فرصة للتعافي. ولن أسمح بحدوث ذلك". وأثارت هذه التصريحات انتقادات داخل الائتلاف الحكومي، إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن على إسرائيل اتخاذ قرارات بشأن اتفاقات إطلاق سراح المحتجزين "وفقاً للمصالح الوطنية، وليس استناداً إلى الضغوط أو التهديدات السياسية". مقترح ويتكوف وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن "مسودة جديدة" لاتفاق غزة "على وشك الإرسال"، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "سيراجعها"، معرباً عن أمله في أن يتم تسليمها، الأربعاء، وذلك بعد ساعات من إعلان حركة "حماس" موافقتها على مقترح من ويتكوف. وأوضح ويتكوف، في تصريحات صحافية، أن المسودة تنص على وقف إطلاق نار مؤقت، لكنه استدرك: "لدي شعور إيجابي جداً بشأن التوصل إلى حل طويل الأمد وسلمي لهذا الصراع". وتابع: "أعتقد أننا على وشك إرسال مسودة شروط جديدة، ونأمل أن يتم تسليمها في وقت لاحق اليوم (الأربعاء)، الرئيس سيقوم بمراجعتها". من جانبه، قال ترمب، الأربعاء، إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف الرئيس الأميركي، للصحافيين في البيت الأبيض: "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان القطاع، الوضع سيء للغاية". "حماس" تنتظر وأعلنت "حماس"، في وقت سابق الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف، على "إطار عام" يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق. وقالت الحركة الفلسطينية في بيان عبر تليجرام، إنها تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب التي وصفتها بأنها "همجية" على قطاع غزة، موضحة أن الاتفاق يتضمّن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثامين، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، لافتة إلى أنها تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار. وقال قيادي بحركة "حماس"، في تصريحات لـ"الشرق"، إن "هذا البيان يمثل إعلاناً من الحركة بموافقتها على المقترح الذي قدمه ويتكوف، وتسلمته الحركة عبر الوسطاء"، مبيناً أن المقترح يتضمن أيضاً هدنة تمتد لـ70 يوماً، تتخللها مفاوضات حول هدنة طويلة الأمد ومتطلباتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store