logo
خبراء: ضريبة مبيعات الرقائق الأمريكية للصين تخلط بين الأمن القومي والمصالح التجارية

خبراء: ضريبة مبيعات الرقائق الأمريكية للصين تخلط بين الأمن القومي والمصالح التجارية

خبرنيمنذ 6 أيام
خبرني - في خطوة غير مسبوقة تهزّ أسس الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، أبرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقاً مثيراً للجدل مع عملاقي الرقائق «إنفيديا» و«إيه إم دي».
يسمح الاتفاق لعملاقي التكنولوجيا الأمريكية بمواصلة بيع منتجاتهما في الصين مقابل دفع رسوم تصدير بنسبة 15% من عائداتهما هناك.
هذه الخطوة، التي قد تدر على الخزانة الأمريكية مليارات الدولارات سنوياً، جاءت وسط ضغوط سياسية وأمنية هائلة، وانتقادات حادة من خبراء يرون أنها تضعف الأمن القومي لصالح مكاسب مالية قصيرة الأمد، بينما يرى مؤيدوها أنها تحافظ على الهيمنة الأمريكية في سوق أشباه الموصلات عالمياً.
اتفاق غير مسبوق ومثير للجدل
يرى خبراء أن الاتفاق يخلق سابقة خطيرة، إذ يجعل الحكومة الأمريكية مستفيداً مالياً من مبيعات شركات لا تملك أسهمًا فيها، ويثير تساؤلات حول الخلط بين الأمن القومي والمصالح التجارية. بيتر هاريل، المسؤول السابق في الإدارة الأمريكية، سخر قائلاً: "الصينيون سيدفعون كثيرًا أيضاً مقابل طائرات F-35 والتقنيات العسكرية المتقدمة"، محذراً من أن فرض رسوم مقابل تخفيف قيود أمنية هو "سابقة سيئة".
كما أكد مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه الرقابة على التصدير وجدت لحماية الأمن القومي "وليس لجني الأموال للحكومة"، معتبراً أن الترتيب الحالي "أشبه بالابتزاز أو الفساد، أو ربما كليهما".
من جانبه، قال الدكتور إتيان لوران، الباحث في مركز الأبحاث الاقتصادية الدولية في باريس، لـ"العين الإخبارية" إن الصفقة تحمل أبعاداً متناقضة، موضحاً إنه "اقتصادياً، هذه الخطوة قد تمنح الخزانة الأمريكية موارد جديدة دون زيادة الضرائب الداخلية.
وأضاف أن الصفقة أيضاً أنها تحافظ على حصة الشركات الأمريكية في السوق الصينية المربحة. لكن من منظور استراتيجي، هي مقامرة محفوفة بالمخاطر، إذ تمنح الصين وقتاً ومساحة لتسريع تطوير صناعتها المحلية للرقائق".
وأشار إلى أن تلك الخطوة قد تضعف النفوذ التكنولوجي الأمريكي في المدى المتوسط. إذا لم تترافق هذه السياسة مع استثمار أكبر في البحث والتطوير المحلي، فإنها قد تتحول إلى فوز قصير الأمد وخسارة استراتيجية على المدى الطويل.
وتصدرت قضية الوصول إلى الرقائق الإلكترونية جدول المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إذ أصبحت هذه المكوّنات في قلب الحرب التكنولوجية الشرسة بين القوتين منذ الولاية الأولى لدونالد ترامب، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، ألمح مسؤولون صينيون إلى واشنطن بأن تخفيف قيود تصدير المكوّنات الأمريكية المتقدمة قد يكون شرطاً أساسياً لأي اتفاق تجاري محتمل.
ومنذ عام 2018، كثّفت إدارتا ترامب وبايدن القيود على شركات أشباه الموصلات الأمريكية، لمنع بيع منتجاتها الأكثر تقدماً في الصين بهدف إبطاء تقدم بكين في التكنولوجيا الاستراتيجية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2024، أصبح الحظر المفروض على رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (HBM) – التي توضع بجانب معالجات الرسوميات GPU لنقل البيانات إليها – عائقاً كبيراً أمام الشركات الصينية.
وشركة هواوي، التي تنتج شريحتها الخاصة Ascend لخدمة شركات الذكاء الاصطناعي، تعتمد على هذه المكوّنات المصنعة من قبل "سامسونغ" و"إس كيه هاينكس". ورغم تمكنها من تخزين نحو 13 مليون وحدة قبل الحظر، فإن الطلب المحلي المتزايد يدفعها إلى السعي للحصول على إمدادات جديدة، ليس فقط للسوق المحلية، بل أيضاً للتصدير.
لذلك، يبدو أن بكين تفضل الحصول على إعفاء من قيود تصدير رقائق HBM لتعزيز استقلالها في رقائق الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الحصول على ضوء أخضر لرقائق GPU أمريكية مثل H20 من إنفيديا.
يرى محللون أمريكيون أن هذا التخفيف سيقوّي هواوي ويسرّع لحاق الصين بالولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ولم تعلّق إدارة ترامب بعد على احتمال إبرام الصفقة، لكن منذ عودته الثانية إلى البيت الأبيض، وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً جديداً لرقابة تصدير الرقائق، وهدد مؤخرًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على استيراد الرقائق إلى أمريكا.
ترامب استمع باهتمام إلى "جنسن هوانغ" رئيس إنفيديا، الذي يرى أن العقوبات فشلت في إبطاء الصين، وأن إغراق السوق العالمية بالرقائق الأمريكية هو السبيل للحفاظ على الريادة الأمريكية.
ونتيجة لذلك، ألغى ترامب سياسة "إطار نشر الذكاء الاصطناعي" التي حدّت بشكل كبير من وصول الدول الأخرى إلى الرقائق الأمريكية بحجة الأمن القومي، وأعاد منح ترخيص بيع شريحة H20 في الصين، مما أثار حفيظة بعض الجمهوريين في الكونغرس.
لكن وفقاً لاستراتيجيته المعروفة بالمقايضة، طالب ترامب بمقابل كبير: التزام إنفيديا باستثمار 500 مليار دولار في بناء خوادم ذكاء اصطناعي في الولايات المتحدة، وقبول كل من إنفيديا وAMD بدفع رسوم تصدير بنسبة 15% من إيرادات رقائقهما في الصين. هذه الرسوم التي فضّل العملاقان دفعها مقابل الحفاظ على السوق الصينية قد تدر على الخزانة الأمريكية مليارات الدولارات سنوياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يتراجع بفعل انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية
النفط يتراجع بفعل انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية

الدستور

timeمنذ 28 دقائق

  • الدستور

النفط يتراجع بفعل انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية

الدستور- انخفضت أسعار النفط، الاثنين، مع عدم ممارسة الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال تنفيذ المزيد من الإجراءات لتعطيل صادرات النفط الروسية بعد اجتماع رئيسي البلدين الجمعة. وبحلول الساعة 00:28 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتا أو 0.39% إلى 65.59 دولارا للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط 18 سنتا أو 0.29% إلى 62.62 دولارا للبرميل. والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة وظهر أكثر توافقا مع موسكو بشأن السعي للتوصل إلى اتفاق سلام بدلا من وقف إطلاق النار أولا. ويلتقي ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين الاثنين للتوصل إلى اتفاق سلام سريع لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 عاما. وقال الرئيس الأميركي يوم الجمعة إنه لا يحتاج إلى النظر على الفور في فرض رسوم جمركية مضادة على دول مثل الصين بسبب شرائها النفط الروسي، ولكنه قد يضطر إلى ذلك "في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، مما يهدئ المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات الروسية. وتعد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أكبر مشتر للنفط الروسي تليها الهند. وقالت المحللة لدى آر بي سي كابيتال حليمة كروفت في مذكرة "ما كان مطروحا في المقام الأول هو التعريفات الثانوية التي تستهدف المستوردين الرئيسيين للطاقة الروسية، وأشار الرئيس ترامب بالفعل إلى أنه سيتوقف مؤقتا عن متابعة الإجراءات الإضافية على هذه الجبهة، على الأقل بالنسبة للصين". وأضافت "لا يزال الوضع الراهن على حاله إلى حد كبير في الوقت الحالي"، مضيفة أن موسكو لن تتراجع عن المطالب المحلية في حين أن أوكرانيا وبعض القادة الأوروبيين سيحجمون عن صفقة الأرض مقابل السلام. كما يراقب المستثمرون أيضا تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في اجتماع هذا الأسبوع للبحث عن مؤشرات تدعم مسار خفض أسعار الفائدة الذي قد يدفع الأسهم إلى تسجيل المزيد من الارتفاعات القياسية. رويترز

أسعار الذهب تنتعش عالميا
أسعار الذهب تنتعش عالميا

عمون

timeمنذ 28 دقائق

  • عمون

أسعار الذهب تنتعش عالميا

عمون - ارتفعت أسعار الذهب، الاثنين، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، مدعوما بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية مع ترقب المستثمرين لاجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين لمناقشة اتفاق سلام مع روسيا. وبحلول الساعة 01:56 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 3345.64 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ أول آب. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول 0.3% إلى 3391.80 دولارا. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد "كان الذهب في حالة تراجع في بداية اليوم، ولكن... تمكن الذهب من عكس مساره مع صعود المشترين إلى مستوى 3330 دولارا تقريبا". ومن المقرر أن ينضم قادة أوروبيون إلى زيلينسكي لإجراء محادثات مع ترامب. وقالت مصادر مطلعة إن روسيا ستتخلى عن جيوب صغيرة تحتلها في أوكرانيا وستتخلى كييف عن مساحات من أراضيها الشرقية التي لم تتمكن موسكو من الاستيلاء عليها، بموجب مقترحات السلام التي ناقشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب في قمتهما في ألاسكا. ويترقب المستثمرون أيضا المؤتمر السنوي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في جاكسون هول. ويتوقع خبراء اقتصاديون إلى حد كبير أن يعلن المركزي الأميركي خفض سعر الفائدة في أيلول، وهو أول خفض له هذا العام، مع احتمال إجراء خفض ثان بحلول نهاية العام وسط تصاعد مشاكل الاقتصاد الأميركي. ويميل الذهب الذي لا يدر عائدا، والتي تعتبر من الأصول الآمنة خلال فترات الضبابية، إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 38.08 دولارا للأوقية. وارتفع البلاتين 0.8% إلى 1346.61 دولارا للأوقية، كما صعد البلاديوم 1.3% إلى 1126.85 دولارا للأوقية.

الرئيس الأوكراني وزعماء أوروبا في أمريكا لإنهاء الحرب
الرئيس الأوكراني وزعماء أوروبا في أمريكا لإنهاء الحرب

هلا اخبار

timeمنذ ساعة واحدة

  • هلا اخبار

الرئيس الأوكراني وزعماء أوروبا في أمريكا لإنهاء الحرب

هلا أخبار- يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحضور مجموعة من القادة الأوروبيين، في لقاء 'قد يمهد الطريق لاجتماع ثلاثي يجمع بين الرئيسين ونظيرهما الروسي فلاديمير بوتين'، بحسب تعبير الرئيس الأميركي. ومن المتوقع أن يجتمع ترامب بزيلينسكي بشكل فردي أولا، بعد ذلك من المتوقع أن ينضما إلى جلسة محادثات أكبر مع الزعماء الأوروبيين. ولدى وصوله إلى واشنطن، فجر الاثنين، قال زيلينسكي إنه يأمل في أن 'القوة المشتركة' التي تتمتع بها أوكرانيا مع نظرائها الأميركيين والأوروبيين ستجبر روسيا على السلام . وكتب على تطبيق 'تليغرام'، بعد وصوله إلى واشنطن: 'أنا ممتن لرئيس الولايات المتحدة على الدعوة. نحن جميعا نريد على حد سواء إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق'. وأضاف: 'آمل أن قوتنا المشتركة مع أميركا ومع أصدقائنا الأوروبيين ستجبر روسيا على السلام الحقيقي'. وقبلها، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر الأحد، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا 'على الفور'، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي 'الناتو'. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشال' عشية اجتماعه المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، 'بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال'. وأضاف: 'لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة)، ولا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي'. وسيبحث الرئيسان الأميركي والأوكراني برفقة قادة الدول الأوروبية، مخرجات قمة ألاسكا التي جمعت ترامب وبوتين، وسبل إنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم، بالإضافة لبحث المطالب الأوكرانية، حيث شدد زيلينسكي على ضرورة وقف إطلاق النار، ومنح كييف ضمانات أمنية تفضي لإقرار سلام دائم ومنع اندلاع الحرب مرة أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store