ما السلاح الذي قصفت به أميركا منشآت إيران النووية؟
جاء ذلك بعد تصريحات وردت في اليومين الماضيين عن أن ترامب سيتخذ قراره بشأن المنشآت النووية في غضون الأسبوعين القادمين. وتماما كما جرت الضربة الأولى التي شنتها طائرات جيش الكيان بصورة مباغته في قلب إيران ، كذلك فعلت أميركا.
تتالت الأنباء لاحقا بأن الجيش الأميركي قام باستخدام القاذفة الأميركية "بي-2 سبيريت" (B-2 Spirit) التي تمتلك مواصفات تقنية تجعلها الوحيدة تقريبًا القادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة المعقدة، فما هي هذه القاذفة؟
بي2- سبيريت
لفهم عمق الأمر، سنتعرف بداية إلى الطبيعة الخاصة جدا لهذه النوعية من الطائرات المسماة بي-2 سبيريت والتي كثر الحديث عنها مؤخرًا ورُبطت بمنشأة فوردو تحديدا.
فالقاذفات نوع من الطائرات المصممة خصيصًا لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية بإسقاط القنابل أو إطلاق الصواريخ، وتتخصص بشكل أساسي في مهام القصف الإستراتيجي (ضمن مهام أخرى)، أي استهداف البنية التحتية، أو المراكز الصناعية، أو خطوط الإمداد، أو الأصول الأخرى ذات القيمة العالية بهدف إضعاف قوة الخصم وتقويض قدراته الأساسية.
وبشكل خاص، تمتاز "بي-2" بقدرتها على حمل أسلحة ضخمة مثل القنابل الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) والأسلحة النووية، وذلك ما يجعلها عنصرًا أساسيا في عمليات الردع الإستراتيجي. هذه العمليات تتطلب مهام طويلة المدى بعيدًا عن قواعد الانطلاق وبتخفٍّ تام عن رادارات الخصم.
ويفهم مما سبق أن هذه النوعية من العمليات غالبًا ما تنطوي على مهام بعيدة المدى في عمق أراضي الخصم المستهدف، ولتحقيق هذا الغرض يجب أن تكون هذه القاذفات قادرة على السفر لمسافات طويلة من دون رصدها تحت أي ظرف.
ورغم أن قاذفة إستراتيجية أخرى هي "بي 52" قادرة على حمل مثل هذه القنابل الضخمة، فإنها ليست مؤهلة للقيام بالعمليات التشغيلية من هذا النوع، إذ إنها لا تتمكن من فرض التفوق الجوي والمناورة والتخفي من الرادارات، ولذلك فهي بحاجة لوجود طائرات أخرى للحماية.
في الحرب الباردة كانت القاذفات، مثل "بي-52′′ الأميركية، جزءا رئيسيا من إستراتيجيات الردع النووي، إلا أن الولايات المتحدة احتاجت إلى قاذفة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية السوفياتية من دون أن يتم كشفها بسبب التقدم الكبير في تقنيات الرادار، مما جعل القاذفات التقليدية أكثر عرضة للخطر.
بحلول منتصف السبعينيات، ابتكر مصممو الطائرات العسكرية طريقة جديدة لتجنب الصواريخ الاعتراضية، والمعروفة اليوم باسم "التخفي".
وفي عام 1974، طلبت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "داربا" معلومات من شركات الطيران الأميركية عن أكبر مقطع عرضي لطائرة تكون غير مرئية فعليا للرادارات.
وإثر ذلك، وفي عام 1979، أطلقت القوات الجوية الأميركية برنامجا لقاذفة متطورة تكنولوجيا يتركز على قدرات التخفي، وفي عام 1981 فازت شركتا نورثروب وبوينغ بعقد تطوير القاذفة الشبحية الجديدة بموجب "مشروع سي جي سينيور"، وبحلول عام 1988 كشف النقاب رسميا عن القاذفة "بي-2 سبيريت" للجمهور.
في الأصل، خططت الولايات المتحدة للحصول على 132 قاذفة من طراز "بي 2′′، ولكن بسبب التكاليف المرتفعة تم تخفيض العدد إلى 21 طائرة فقط، حيث قُدِّرت التكلفة الإجمالية لكل طائرة -بما يشمل الصيانة والتطوير- بنحو 2.1 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية التي بنيت على الإطلاق.
وفي 17 يوليو/تموز 1989 قامت قاذفة "بي-2 سبيريت" بأول رحلة لها من مصنع القوات الجوية 42 في كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين بات ينظر إلى القاذفة الشبحية الأميركية على أنها القاذفة الإستراتيجية الأكثر تقدمًا في العالم، بسبب قدرتها الفائقة على التخفي.
وتعزى هذه القدرة بالأساس إلى تصميم جناح الطائرة القادر على الإفلات من الرصد الراداري، فضلا عن كونها مطلية بمواد تمتص أشعة الرادار، وتمتلك قدرات على قمع الأشعة تحت الحمراء (بصمتُها الحرارية منخفضة)، كما تعمل أنظمة التشويش المتقدمة الخاصة بها على تعطيل رادار الخصم وأنظمة اتصالاته.
ووفقًا لسلاح الجو الأميركي، يوجد 19 قاذفة بي-2 عاملة، يمكنها أن تحلق بسرعات دون سرعة الصوت، لكنها قادرة على التزود بالوقود جوًا، وذلك ما يسمح لها بالطيران لمسافات طويلة للغاية.
وخلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، حلّقت طائرات بي-2 ذهابًا وإيابًا من قاعدتها في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف، وفي عام 2017 حلّقت طائرتان من طراز بي-2 لمدة 34 ساعة للوصول إلى ليبيا، ويجري ذلك أيضا على عمليات في العراق (2003)، وأفغانستان (2001-2021)، وسوريا (2017)، وصولا إلى العمليات الأميركية الأخيرة في اليمن.
وهي الطائرة التي يعود الاهتمام بها اليوم بعد استهداف منشآت إيران النووية المحصنة.
تحصينات منشأة فوردو
إذا ما تحدثنا عن استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية ، والتي تعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم، فهي قد صُمّمت خصيصًا لتكون قادرة على الصمود أمام الضربات الجوية وحتى بعض الهجمات النووية التكتيكية، أي تلك التي تستخدم أسلحة نووية صغيرة ذات أثر محدود.
تقع "فوردو" على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران ، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، ويقدر أن عمق المنشأة عن سطح الأرض يصل إلى 80 أو 90 مترًا، بهدف واحد وهو حماية المنشأة من القنابل الخارقة للتحصينات.
المنشأة محاطة بطبقات من الصخور الجبلية الطبيعية والخرسانة المسلحة العالية الكثافة، مع جدران فولاذية أو دروع معدنية داخلية، وتصميم داخلي يمثل "متاهة"، ليعقّد الاختراق، ويحد من تأثير الانفجارات.
كذلك فإن هناك دفاعات جوية متعددة تحيط بالمنشأة، منها بطاريات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأنظمة تشويش إلكتروني لمنع استهداف دقيق، مع كاميرات حرارية، وأجهزة استشعار، وحراسة دائمة.
وتتألف المنشأة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، وقد صممت لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الغازي من طراز "آي آر-1" (IR-1)، موزعة بالتساوي بين وحدتين، بإجمالي يبلغ نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي.
قنبلة واحدة فقط
وحسب المعلومات المتاحة، لا توجد سوى قنبلة واحدة يحتمل أن تصل إلى هذا العمق قد تستخدمها إسرائيل لضرب منشآت مثل فوردو ونطنز النوويتين، وهي القنبلة الأميركية "جي بي يو-57 إيه بي".
وتُعرف هذه القنبلة أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة (إم أو بي)، وهي قنبلة تقليدية موجهة بدقة لتدمير الأهداف المدفونة والمحصنة على عمق كبير، مثل المنشآت والمخابئ تحت الأرض، وهي تزن نحو 13-14 طنا، ويبلغ طولها 6 أمتار.
وفق التقديرات العسكرية، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترا من الخرسانة المسلحة أو ما يصل إلى 12 مترا من الصخور الصلبة، ولا يمكن حملها بواسطة الطائرات المقاتلة الأميركية العادية، بل تحتاج لقاذفة الشبح الأميركية "بي 2 سبيريت" التي تشغَّل بواسطة القوات الجوية الأميركية.
ويتطلب الأمر، لتنفيذ مهمة كهذه، أن يحلّق عدد من طائرات بي-سبيريت، لتبدأ أولا حرب إلكترونية متخصصة، مهمتها تشويش أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على نطاق واسع، وعزل المنطقة المستهدفة عن أي اتصالات خارجية.
ومع الوصول إلى منطقة الهدف فوق جبل فوردو، تبدأ أنظمة الاستهداف العالية الدقة على متن الطائرات بتحديد الموقع الدقيق للمنشأة تحت الأرض، ثم تطلق القنابل، لكن الأمر أعقد من مجرد الحاجة لقنبلة واحدة، إذ يتطلب ضربات متتالية على النقطة نفسها، ربما تبدأ بقنابل أخرى غير جي بي يو-57 إيه بي، لإحداث صدمة أولية أو لإزالة الطبقات السطحية من الصخور التي قد تعيق الاختراق الأعمق، أو حتى لاختبار استجابة الدفاعات المتبقية التي لم يتم تشويشها بالكامل، ثم تطلق القنابل الرئيسية بعد ذلك.
عند الاصطدام، تخترق كل قنبلة طبقات صلبة من الصخور والخرسانة المسلحة، معتمدة على طاقتها الحركية الهائلة. وقد يتم إطلاق قنابل متتالية على النقطة نفسها لتعميق الاختراق، أو على نقاط مختلفة لتوسيع دائرة التدمير. وبعد اختراق عشرات الأمتار في عمق الأرض، تنفجر الشحنة المتفجرة داخل القنبلة بقوة هائلة، مُحدثة موجة صدمية تدمر البنية الداخلية للمنشأة.
وفي هذه الحالة، فالهدف الإسرائيلي ليس تدمير المنشأة في العمق (لأن إمكانية تحقيق ذلك غير مؤكدة)، بل شلّ أنظمة الدعم الحيوية المحيطة الخاصة بها.
عائق أعمق
يفسر ما سبق إلحاح إسرائيل على التدخل الأميركي المباشر في هذه المواجهة، وحاجتها الشديدة للقاذفة الأميركية وقنبلتها الضخمة.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "المنشآت النووية الإيرانية لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية"، وبنت الصحيفة ذلك الاستنتاج على التصريحات الصادرة عن البلدين فضلًا عن مقاطع الفيديو والصور للمواقع المتضررة.
وتوضح الصحيفة أنه يبدو أن إسرائيل شنت هجومًا قرب فوردو، لكنها لم تُصب المنشأة تحت الأرض نفسها. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران ، قد دمرت منشآت عدة وألحقت أضرارًا بالنظام الكهربائي.
وأوضح المحللون الذين اطلعوا على صور الأقمار الصناعية أن معدات التخصيب تحت الأرض في نطنز لم تتضرر على الرغم من وجود آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض.
ورغم أن إسرائيل استطاعت عبر العقود الماضية تنفيذ ما يُعرف "بعقيدة بيغن" التي تقوم على توجيه ضربات استباقية لمنع خصومها في المنطقة من امتلاك قدرات نووية، كما حدث عند تدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981، ومنشأة الكبر السورية عام 2007، فإن الملف الإيراني يطرح تحديات من نوع مختلف تمامًا.
فالمنشآت المستهدفة من قبل كانت منفردة وظاهرة ولا تزال في مراحل مبكرة من التشييد، مما جعل ضربها ممكنًا وفعالًا.
لذلك يمثل استهداف منشأة فوردو تحديًا مختلفًا عما واجهته إسرائيل سابقًا. فالبرنامج النووي الإيراني موزع على مواقع متعددة ومحمي جيدًا تحت الأرض، كما أنه مدعوم بخبرات تقنية وعلمية راسخة، وذلك ما يجعل القضاء عليه بالكامل من خلال ضربات جوية أمرًا معقدًا للغاية.
في النهاية، يظل الملف النووي الإيراني أكثر تعقيدًا من مجرد استهداف منشآت مادية، إذ يتعلق الأمر بمنع دولة لديها المعرفة العلمية والإرادة السياسية من استئناف نشاطاتها، وذلك ما يجعل التعامل الناجح معه بعيدًا كل البعد عن مجرد حل عسكري سريع.
وعلى إثر الهجوم الأميركي، يبدو أن حسابات المواجهة ستتغير، فالرئيس الأميركي يقول إنه حان وقت السلام، بينما تنتظر إيران حساب الأضرار، والإعلان عن موقفها الرسمي الذي ربما يشعل المنطقة برمتها أو يوصل المواجهة العسكرية إلى نهايتها كما تريد أميركا وإسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 20 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : خوف متزايد داخل إسرائيل من "حرب أبدية" بعد ضرب إيران .. اعرف التفاصيل
الأحد 22 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - ألقت صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية الضوء على تداعيات التصعيد الإيراني- الإسرائيلي على الإسرائيليين داخل تل أبيب، لاسيما بعدما دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط المواجهة ووجه ضربة لـ3 مواقع نووية إيرانية. وقالت إن هناك خوف متزايد من انزلاق إسرائيل إلى حربٍ أبدية. ونقلت الصحيفة عن رافيتا يمني التي دُمّرت شقتها في شمال تل أبيب "بالكامل": "أعتقد أنها حربٌ غبية". أعتقد أن كل حربٍ حمقاء. أعتقد أننا متنمرون، وهم متنمرون. الجميع مجانين... نريد أن نعيش بسلام. الإيرانيون يريدون أن نعيش بسلام، وهم [قادة العالم] لا يسمحون لنا بذلك. جميع الديكتاتوريين يحكمون العالم الآن، ولا يسمحون لنا بالعيش بسلام. وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لكثير من الإسرائيليين الذين دمرت حياتهم، كما دُمرت حياة الكثيرين على يد إسرائيل في إيران وغزة، أصبح "ماذا بعد" في المنطقة هو محور الاهتمام. ويزعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه سيطر على الوضع فى إيران. وبعد أن أطلقت الولايات المتحدة 30 صاروخ توماهوك كروز، وألقت ست قنابل خارقة للتحصينات على موقع فوردو النووي، ادعى أنه "دمر" القدرة النووية الإيرانية تمامًا. ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن هذا التقييمٌ خيالي إذ تقع منشآت فوردو النووية على بُعد نصف ميل داخل جبل، ورغم أنها قد تكون عرضة لقنبلة خارقة للتحصينات، إلا أن الولايات المتحدة ستستغرق أيامًا قبل أن تتمكن من الجزم بنجاح غارتها. ومن ناحية أخرى، تشعر القيادة الإسرائيلية بالسرور لانضمام الولايات المتحدة إلى جهودها الحربية. وصرح نتنياهو بأن "قرار ترامب الجريء" باستهداف "المنشآت النووية الإيرانية بقوة الولايات المتحدة الجبارة سيغير التاريخ". وقالت الصحيفة إنه ربما يكون محقًا، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك لمصلحة إسرائيل أم الولايات المتحدة. وأكدت إيران أن منشآت فوردو سليمة.


نافذة على العالم
منذ 20 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : خطة الخداع الأمريكية الثانية لإيران تحت ستار "فرصة للدبلوماسية".. وول ستريت تكشف التفاصيل
الأحد 22 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - مكر خفى، هكذا وصفت صحيفة وول ستريت جورنال خطة الخداع الأمريكية الثانية لتضليل إيران فى الوقت الذى كانت تستعد فيه لتوجيه ضربة مدمرة للمنشآت النووية الأمريكية. ففى صباح السبت، رصد متتبعو حركة الطيران مجموعة من قاذفات الشبح الأمريكية B-2 أقلعت من قاعدتها الجوية فى ميسورى واتجهت غربا فوق المحيط الهادى، لكنها لم تكن سوى خدعة. فبعد ساعات، هاجمت مجموعة من قاذفات الشبح أهم منشآت إيران النووية من الشرق، بحسب ما قال مسئولو الدفاع الأمريكيون، وضربت المنشآت بقنابل بانكر باستر، أو الخارقة للتحصينات، والتى يعتقد أن لديها الفرصة الأكبر للنجاح. وقال الرئيس ترامب إن الغواصات الأمريكية أطلقت صواريخ كروز على منشآتى نطنز وأطفهان. وقالت وول ستريت إن الخطوة سمحت للولايات المتحدة بإدخال القاذفات فوق إيران بشكل أسرع وبخطر أقل لاحتمال رصدها. كما أن التوقيت ساعد أيضا فى إخفاء الهدف الرئيسى للمهمة. ففى الأيام الماضية، قال ترامب إنه سينتظر أسبوعين ليقرر ما إذا كان سينضم إلى حرب إسرائيل ضد غيران، وسيمنح الدبلوماسية فرصة. وحتى صباح السبت، لم تكن هناك أوامر صدر صدرت بعض لتجهيز الضربة. وكان تأثير هذه المناورات والاتصالات هو توليد انطباع بأن إيران أمامها مزيد من الوقت قبل وصول القنابل. وقال أحد مسئولى الدفاع عن الخدعة الغربية التى حجبت القاذفات المنفذة للهجوم: "كانت خدعة بالفعل. كان إخفاؤها والحفاظ على عنصر المفاجأة أمرًا بالغ الأهمية". وأصدر ترامب الأمر النهائى بالمضى قدمًا بعد ظهر يوم السبت بتوقيت شرق امريكا فى ناديه الخاص فى نيوجيرسي. وقال مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية عن توقيت أمر الرئيس: "كان الهدف هو خلق وضع لم يتوقعه الجميع". مثلت الضربة الأمريكية المرة الثانية فى الصراع المستمر منذ أسبوع التى ربما تكون فيها إيران قد تم تضليلها، جزئيًا على الأقل، بالحديث عن الدبلوماسية. وجاءت الضربة الإسرائيلية الأولى قبل أيام من اجتماع مسؤولين أمريكيين وإيرانيين فى عُمان لعقد جولة سادسة من المحادثات النووية. واشتكى وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى من الخداع فى الضربة الأخيرة. وقال عراقجي، متحدثًا للصحفيين فى إسطنبول، عن التوقيت: "كنا فى خضم المفاوضات". وفى إشارة إلى إدارة ترامب، قال: "أعتقد أنهم أثبتوا أنهم ليسوا رجال دبلوماسية وأنهم لا يفهمون إلا لغة التهديد والقوة، وهذا أمر مؤسف للغاية".


نافذة على العالم
منذ 20 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
السبت 21 يونيو 2025 03:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل 3 ساعة أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أسفه لعدم حصوله على جائزة نوبل للسلام لـ"وقفه" الحرب بين الهند وباكستان، أو لجهوده لحل الصراعات بين روسيا وأوكرانيا، وإسرائيل وإيران، على حد قوله. وفي منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، يوم الجمعة، قال ترامب: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت". بدأ منشوره بالإشارة إلى أنه "سعيد للغاية" بالإعلان عن أنه رتّب، بالتعاون مع وزير خارجيته ماركو روبيو، معاهدة "رائعة" بين الكونغو ورواندا، بشأن حربهما. وأشار ترامب إلى أن ممثلين من رواندا والكونغو سيزورون واشنطن، يوم الاثنين المقبل، لتوقيع وثائق في هذا الصدد، واصفاً إياه بأنه "يوم عظيم لأفريقيا، وبصراحة، يوم عظيم للعالم!" ثم تابع قائلاً إنه، مع ذلك، لن يحصل على جائزة نوبل للسلام عن أي من جهوده. وأعلنت الدولتان الإفريقيتان المتحاربتان، في بيان مشترك الأربعاء، أنهما وقعتا بالأحرف الأولى على اتفاق ينهي النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وسيتم توقيعه رسمياً في العاصمة الأمريكية الأسبوع المقبل. وقال ترامب: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام عن ذلك، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين الهند وباكستان، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين صربيا وكوسوفو". ويزعم ترامب أن الولايات المتحدة منعت الهند وباكستان من القتال. إلا أن الهند دأبت على تأكيد أن التفاهم على وقف الأعمال العدائية مع باكستان قد تم التوصل إليه، عقب محادثات مباشرة بين مديري العمليات العسكرية للجيشين. وحدثت مواجهات عسكرية بين الدولتين في مايو/ أيار الماضي، بعد هجوم دامٍ استهدف سُيّاحاً في منطقة باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، ما فاقم التوترات بين الجارتين النوويتين. وانتهت الأعمال العدائية على الأرض بتفاهم على وقف العمليات العسكرية، عقب محادثات بين مديري العمليات العسكرية لكلا الجانبين في 10 مايو/أيار. وفي منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي، صرّح ترامب بأنه لن يحصل على جائزة نوبل للسلام "لحفاظه على السلام بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة". وقال الرئيس الأمريكي إنه لن يحصل على جائزة نوبل للسلام لإبرامه الاتفاقيات الإبراهيمية في الشرق الأوسط، والتي، إذا سارت الأمور على ما يرام، "سوف تتوج بانضمام دول أخرى، وستُوحد الشرق الأوسط لأول مرة على مر العصور". وقال: "لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك روسيا/أوكرانيا، وإسرائيل/إيران، مهما كانت النتائج، لكن الناس يتفهمون، وهذا كل ما يهمني". في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية في بيان أنها قررت "التوصية رسمياً" بترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، "تقديراً لتدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية، خلال الأزمة الهندية الباكستانية الأخيرة". وأضاف البيان أن هذا "التدخل" يُعد دليلاً على دوره "كصانع سلام حقيقي، والتزامه بحل النزاعات من خلال الحوار". "على غرار أوباما" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، باراك أوباما (يمين) خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام، في ديسمبر/ كانون الثاني عام 2009 وفي منشور على منصة إكس، قال جون بولتون، الذي كان مستشاراً للأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس، إن الزعيم الجمهوري يريد جائزة نوبل للسلام، لأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حصل عليها. وقال بولتون: "لن يحصل عليها لحل الحرب الروسية الأوكرانية (الأزمة قائمة ولم تُحل). لقد حاول دون جدوى أن ينسب لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار الأخير بين الهند وباكستان. وهو الآن يفشل في التوصل إلى اتفاق مع إيران، وتطلب منه إسرائيل المساعدة في تدمير برنامج طهران للأسلحة النووية. وما زال لم يحسم أمره بعد". كان أوباما لم يكمل مدة ثمانية أشهر رئيساً للولايات المتحدة، عندما مُنح جائزة نوبل للسلام عام 2009، لكن ترامب اعتبر خلال حملته الانتخابية لعام 2024 أن سلفه الديموقراطي لم يكن جديراً بهذا الشرف. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى، التي يبدي فيها ترامب انزعاجه من عدم حصوله على جائزة نوبل وعدم تقدير جهوده، حسب رأيه، حيث أثار الأمر مؤخراً في فبراير/ شباط الماضي، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.