logo
هل ينضمّ «آل ترمب» إلى قائمة العائلات السياسية الأكثر نفوذاً في أميركا؟

هل ينضمّ «آل ترمب» إلى قائمة العائلات السياسية الأكثر نفوذاً في أميركا؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
تُعدّ الولايات المتحدة من كبرى الديمقراطيات في العالم، ومع ذلك، فهي لا تخلو من سلالات عائلية نافذة لطالما كان لها حضور فاعل في بناء الدولة ورسم توجهاتها السياسية والاقتصادية. وتميل هذه الأسر التي أصبحت تُعرف بـ«السلالات السياسية» إلى تركيز نفوذها على منطقة جغرافية محدّدة، بهدف وضع أُسس متينة للفوز بمناصب حكام الولايات ومقاعد مجلس الشيوخ، التي غالباً ما تُمهّد الطريق إلى البيت الأبيض.
ويُحدّد خبراء السياسة والتاريخ الأميركي «السلالات السياسية» في 11 عائلة أميركية تُعدّ الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة؛ بناءً على إرثها التاريخي، وصافي ثروتها، ونفوذها المستمر، وقدرتها على إنتاج «ورثة» سياسيين. ومن بين أبرز هذه العائلات، أُسر هاريسون وآدامز وروزفلت وبوش.
المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يقف مع أفراد عائلته الممتدة (رويترز)
وتستعد هذه اللائحة إلى إضافة اسم محتمل جديد، بعد تلميح إريك ترمب، الابن الأوسط للرئيس دونالد ترمب، إلى اهتمامه بخلافة والده، مُنضمّاً بذلك إلى شقيقه دونالد جونيور وشقيقته إيفانكا اللذين أثارا تكهّنات واسعة حول رغبتهما في تولي هذا المنصب. وأشار إريك، الذي يركّز عادةً على الأعمال التجارية، خلال مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» إلى أنه قد يكون مُهتمّاً أيضاً بخوض غمار السياسة يوماً ما.
وبرز إريك، البالغ 41 عاماً، مدافعاً شرساً عن والده على شبكات التلفزيون، بينما يُعدّ شقيقه الأكبر دونالد جونيور لاعباً رئيسياً في الدائرة السياسية المقربة من الرئيس ترمب، ويُشكّل مع نائبه جي دي فانس ثنائياً مثالياً في قيادة حركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، ويستخدم «بودكاسته» وحضوره على وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز قاعدة الرئيس.
ألمح إريك ترمب إلى أن عائلته لم تستبعد السعي إلى تأسيس سلالة سياسية، مع احتمال ترشحه هو وأفراد آخرين من العائلة للمنصب الأعلى في الولايات المتّحدة. وعدّ السعي إلى العمل السياسي «سهلاً» على أفراد العائلة، بعد انتهاء الولاية الثانية لوالده عام 2029. وقال إن «السؤال الحقيقي هو: هل ترغب في إشراك أفراد آخرين من عائلتك في ذلك؟»، مضيفاً: «هل أرغب في أن يعيش أطفالي التجربة نفسها التي عشتها خلال العقد الماضي؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فأعتقد أن المسار السياسي سيكون سهلاً، أي أنني أعتقد أنني قادر على ذلك».
إريك وأعضاء من العائلة يراقبون خلال ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات في نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وأشادت حركة «ماغا» بإريك، واصفةً إياه بأنه «الاستمرار المثالي» لوالده. ولطالما انخرط أبناء الرئيس وعائلته المقربة في حياته المهنية، وتولّوا أدواراً رئيسية مع انتقاله إلى السياسة وفوزه بالرئاسة للمرة الأولى عام 2017. وفي ولايته الأولى، شغلت إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر مناصب إدارية عليا، إلا أنهما انسحبا من العمل السياسي العلني في ولايته الثانية.
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يظهر أمام إريك ولارا ترمب يناير 2024 (أ.ب)
كما شاركت زوجة إريك، لارا ترمب، في قيادة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وحظيت بإشادة الرئيس ترمب. وأصبح لدى لارا برنامجها الخاص على قناة «فوكس نيوز»، ما يُعزّز حضورها في المجال السياسي. وقالت أخيراً إنها تُفكّر جدياً في الترشح لمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نورث كارولاينا، بعدما أعلن السيناتور الجمهوري توم تيليس عدم ترشحه مرة أخرى، إثر معارضته لمشروع ميزانية ترمب «الضخم والجميل»، الأسبوع الماضي.
بارون ترمب تفاعل مع تصفيق الحاضرين بعد أن رحَّب به الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد تنصيبه 20 يناير 2025 (أ.ف.ب)
وفيما يتوقّع البعض أن يكون بارون ترمب، الابن الوحيد للرئيس من زوجته ميلانيا، والبالغ 19 عاماً، التالي على قائمة «الورثة السياسيين»، أشار والده إلى أنه مهتم بالسياسة، وبأنه ساعده في جذب الناخبين الشباب عبر «البودكاست» و«تيك توك» في حملته الانتخابية الناجحة التي فاز فيها بجميع الولايات المتأرجحة في مواجهة الديمقراطية كامالا هاريس.
ومع اتّساع لائحة المرشّحين المحتملين لـ«وراثة» إنجازات ترمب السياسية من بين أفراد أسرته، رفض إريك تأكيد عزمه - أو أحد أشقائه- عن دخول المعترك السياسي أو حتى الترشّح للرئاسة عام 2028. كما تحفّظ ابن ترمب الأوسط استبعاد ترشّح والده مجدّداً على الرغم من العائق الدستوري، واكتفى بالقول: «الوقت كفيل بالكشف عن ذلك. وبالمناسبة، أعتقد أن أفراداً آخرين من عائلتنا يستطيعون القيام بذلك أيضاً».
إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر خلال تجمّع انتخابي بعد الانتخابات الرئاسية في فلوريدا 6 نوفمبر 2024 (رويترز)
وفيما يتساءل البعض عمّا ستتحوّل عائلة ترمب إلى «سلالة سياسية» جديدة، يجادل البعض الآخر أنها «سلالة اقتصادية» بالفعل. وبحسب مسلسل وثائقي بعنوان «سيرة ذاتية»، عُرض على قناة أميركية أخيراً، فقد أسّست ثلاثة أجيال من عائلة ترمب، شُهرة دونالد ترمب وثروته. ففي عام 1885، جاء فريدريك ترمب إلى أميركا من ألمانيا ليُحقق لنفسه اسماً وثروة. مُستغلاً «حُمّى الذهب»، افتتح ترمب الجدّ أعمالاً تجارية تُوفر الغرف والطعام والمشروبات لعُمّال المناجم في مدن التعدين الحدودية. ثم عاد إلى نيويورك، حيث وضع بذور إمبراطورية العقارات الخاصة بمنظمة «ترمب».
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يسلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب شهادة ميلاد جده فريدريش ترمب المولود في ألمانيا (أ.ف.ب)
وبدأ ابنه، فريد ترمب، مسيرته المهنية ببناء المنازل، ثم انتقل إلى إدارة العقارات. وفي عام 1968، وبقرضٍ شهير من والده، وضع دونالد ترمب نصب عينيه الاستثمار في العقارات بمانهاتن، ليبدأ بعدها مسيرته وطموحه وشهرته في مجال الأعمال والسياسة.
ووفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز»، فقد أصبحت استثمارات العائلة في العملات المشفرة، سواء من شراء العملات الرقمية المشهورة أو من عملتها الخاصة «ترمب ميمكوين» -التي تعرّضت لانتقادات شديدة لأنها خلقت فرصة لشراء النفوذ في البيت الأبيض-، تُنافس استثماراتها العقارية والأندية الخاصة والسلع والمنتجات الفاخرة.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يظهر برفقة زوجته ميلانيا وابنهما بارون في فلوريدا 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وفيما قال إريك إن عائلة ترمب أنفقت ما يقرب من نصف مليار دولار «للدفاع عن نفسها من التدليس السياسي حول (التدخل) الروسي، والأكاذيب، والملفات القذرة»، رفض أيضاً مزاعم تضارب المصالح. وقال: «إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلة ترمب». ومع ذلك، أقرّ بأن قيمة «منظمة ترمب» تتراوح الآن بين 8 و12 مليار دولار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يفرض رسوماً جمركية باهظة على أكثر من 7 دول بدءاً من أغسطس
ترامب يفرض رسوماً جمركية باهظة على أكثر من 7 دول بدءاً من أغسطس

العربية

timeمنذ 31 دقائق

  • العربية

ترامب يفرض رسوماً جمركية باهظة على أكثر من 7 دول بدءاً من أغسطس

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، أن واردات ما لا يقل عن سبع دول ستخضع لرسوم جمركية شاملة مرتفعة بدءاً من الأول من أغسطس المقبل. وفي سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر ترامب صوراً لخطابات موحدة أرسلها إلى قادة اليابان، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وكازاخستان، وجنوب أفريقيا، ولاوس، وميانمار، تتضمن تفاصيل الرسوم الجديدة. وبحسب تلك الخطابات، ستُفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وكازاخستان، بينما ستخضع واردات جنوب أفريقيا لرسوم بنسبة 30%، في حين ستُفرض رسوم بنسبة 40% على واردات لاوس وميانمار. وأشارت الخطابات الموقعة من ترامب إلى أن الولايات المتحدة "قد" تعيد النظر في مستويات الرسوم الجمركية الجديدة "اعتماداً على علاقتها بكل دولة". وتُعد هذه الخطابات أول دفعة ترسل قبل حلول يوم الأربعاء، وهو الموعد الأصلي لعودة تطبيق الرسوم "المتبادلة" المرتفعة التي أعلن عنها ترامب في أبريل الماضي، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business". وشملت قرارات ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على تونس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن 14 خطاباً سيتم إرسالها يوم الإثنين، مع توقع إرسال المزيد خلال الأيام المقبلة. وأشارت إلى أن ترامب سيوقع أيضاً أمراً تنفيذياً لتأجيل الموعد النهائي من الأربعاء إلى الأول من أغسطس. تسببت هذه الإعلانات في تراجع الأسواق الأميركية، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 637 نقطة (1.4%)، وتراجع مؤشرا S&P 500 وناسداك المركب بنسبة 1.2% لكل منهما. الرسوم الشاملة منفصلة عن الرسوم القطاعية وتتطابق الرسوم الجديدة إلى حد كبير مع ما تم الإعلان عنه في "يوم التحرير التجاري" في 2 أبريل، إذ كانت واردات اليابان تخضع لرسوم بنسبة 24%، وواردات كوريا الجنوبية بنسبة 25%. لكن ترامب أعلن في 9 أبريل عن تجميد مؤقت لمدة 90 يوماً خفض الرسوم إلى نسبة موحدة قدرها 10%، وكان من المقرر أن ينتهي التجميد الأربعاء، قبل أن يعلن البيت الأبيض تمديده لأكثر من ثلاثة أسابيع. وأكدت الخطابات أن هذه الرسوم الشاملة منفصلة عن الرسوم القطاعية الإضافية المفروضة على بعض المنتجات الرئيسية، مشددة على أن "السلع التي تُنقل عبر دولة وسيطة للتهرب من الرسوم الأعلى ستخضع لتلك الرسوم الأعلى". ويقصد بعملية "النقل العابر" (transshipping) إرسال السلع إلى بلد ثالث قبل شحنها إلى الولايات المتحدة بغرض الالتفاف على الرسوم. وبررت الخطابات فرض الرسوم الجديدة بالحاجة لتصحيح العجوزات التجارية المستمرة للولايات المتحدة مع الدول المعنية. ويشير ترامب، المعروف بتأييده للرسوم الجمركية ومعارضته لاتفاقيات التجارة الحرة، إلى تلك العجوزات كدليل على استغلال الشركاء التجاريين لأميركا، وهي وجهة نظر ينتقدها خبراء يرون أن العجز التجاري ليس بالضرورة أمراً سلبياً. عجوزات تجارية كبيرة مع اليابان وكوريا الجنوبية ويُذكر أن بعض الدول المستهدفة لا تمتلك فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة، فبينما بلغ العجز التجاري الأميركي مع اليابان 68.5 مليار دولار في 2024، ومع كوريا الجنوبية 66 مليار دولار، فإن العجز مع ميانمار بلغ 579.3 مليون دولار فقط. وتستورد الولايات المتحدة من اليابان وكوريا الجنوبية سيارات وآلات وإلكترونيات، ومن كازاخستان النفط الخام والسبائك المعدنية، بينما تأتي المكونات الإلكترونية من ماليزيا، والمعادن النفيسة من جنوب أفريقيا، والألياف البصرية والملابس من لاوس، والأسِرّة والمفروشات من ميانمار. وحذرت الخطابات الدول السبع من فرض رسوم انتقامية، قائلة: "إذا قررتم رفع رسومكم لأي سبب، فسنضيف النسبة التي حددتموها إلى نسبة الـ25% المفروضة حالياً". وأضافت: "إذا أزلتم الرسوم والحواجز التجارية غير الجمركية، فقد نعيد النظر في هذه الرسوم". وأكدت الرسائل أن "هذه الرسوم قد تخضع للتعديل، صعوداً أو هبوطاً، بناءً على علاقتنا ببلدكم"، مضيفة: "لن تشعروا يوماً بخيبة أمل تجاه الولايات المتحدة". اتفاقات قليلة جدا مقارنة بالمستهدف وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في أبريل عن إمكانية إبرام 90 اتفاقاً تجارياً خلال 90 يوماً، لكن بحلول نهاية فترة التجميد، لم تُبرم سوى أطر عامة مع المملكة المتحدة وفيتنام، إضافة إلى اتفاق مبدئي مع الصين. وقال ترامب إن الاتفاق مع فيتنام ينص على فرض رسوم بنسبة 20% على وارداتها، ورسوم بنسبة 40% على السلع التي يتم شحنها بشكل غير مباشر، مقابل منح الولايات المتحدة دخولاً معفياً من الرسوم إلى الأسواق الفيتنامية. وفي مايو، ألغت محكمة فدرالية تلك الرسوم "المتبادلة"، معتبرة أن ترامب لا يمتلك الصلاحيات القانونية لفرضها استناداً إلى قوانين الطوارئ. وقد استأنفت الإدارة الحكم أمام محكمة أعلى، ما سمح باستمرار الرسوم مؤقتاً أثناء مراجعة القضية.

زلزال سياسي يضرب نيويورك
زلزال سياسي يضرب نيويورك

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

زلزال سياسي يضرب نيويورك

ضرب الأسبوع الماضي أكبر وأغنى وأشهر مدينة في العالم (نيويورك) زلزال سياسي، فقد فاز سياسي مسلم شاب هندي الأصل هاجر من أوغندا مع والديه (أبٌ مسلم وأمٌ هندوسية)، إلى الولايات المتحدة، طلباً لما يُزعم بالحلم الأمريكي، وحصلوا على الجنسية عام ٢٠١٨. إنجاز سياسي كبير، أحرزه هذا الشاب المسلم المهاجر (زهران محمود ممداني)، في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي، لتقلد منصب عمدة مدينة نيويورك، على المرشح الديمقراطي أندرو كومو، الحاكم السابق للولاية، الذي خرج من المنصب باتهامه بقضايا فساد. أهمية هذا الحدث السياسي (الزلزال)، تتمحور حول بعده السياسي، ليس في كونه ربما يأتي بأول مسلم لحكم مدينة نيويورك، بل لكونه، في المقام الأول، حدثٌ يمكن وصفه بأنه (تاريخي وثوري) يطال قيم وحركة مؤسسات النظام السياسي الأمريكي. صدمة الزلزال السياسي، الذي أحدثه فوز السيد ممداني، بترشيح الحزب الديمقراطي له في هذه الانتخابات التمهيدية، ليقابل المرشح الجمهوري في انتخابات المدينة لتقلد منصب عمدة نيويورك لفترة السنوات الأربع القادمة، نوفمبر القادم، أنه جاء نتيجةً لتحولات جذرية، غير مسبوقة، في قاعدة المجتمع الأمريكي العريضة، ممثلةً في الشباب والطبقة الوسطى والفقيرة، بعيداً عن تأثير ونفوذ النخب السياسية التقليدية والزعامات السياسية التاريخية.. والأهم: بعيداً عن تأثير رأس المال وطبقة المليارديرات، التي كانت تُطْبِقُ تاريخياً عنوةً، بسطوةِ رأس المال، على المدينة ومقدراتها. فاز السيد ممداني في تلك الانتخابات التمهيدية، بأكثر من ثماني نقاط على المرشح الديمقراطي أندرو كومو (٤٤.٥، ٣٦.٤)، على التوالي، في سابقة تاريخية لافتة، أنفق فيها على الدعاية أنصار السيد ممداني فقط ثمانية ملايين دولار جمعوها من قاعدة عريضة من الأفراد، ليس بينهم واحد ملياردير معروف ولا سياسي شهير، بينما أنفقت حملة السيد كومو ٣٢ مليون دولار جاء ربعها فقط من المليادير الأمريكي مايكل بلومبيرغ، عمدة سابق للمدينة! حتى كتابة هذا المقال لم يعرب عن تأييده، دعك تهنئته، بفوز السيد ممداني، لا زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفري، ولا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولا حتى أيٍ من رموز الحزب الديمقراطي المعروفين، بينما شارك في الحملة الانتخابية للسيد كومو الرئيس الأمريكي (الديمقراطي) السابق (بل كلينتون). الظاهرة اللافتة في هذه الانتخابات التمهيدية، ليس في كون تلك الانتخابات أحدثت زلزالاً مدوياً في التركيبة التقليدية لرموز عتاة الحزب الديمقراطي، بل إنها أحدثت زلزالاً أعمق وأشدُ أثراً وصدىً، في نظام القيم الأمريكي. لقد تحدى السيد ممداني محرمات سياسية كان لا يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منها إن هو أراد أن يمارس العمل السياسي. المنطقة الحرام الأولى تحدي نظام القيم السائد في النظام السياسي الأمريكي، الذي يقوم أساساً على القيم والممارسات اليمينية الرأسمالية المحافظة، التي تربط بين قيم الليبرالية في الحرية الفردية، بجناحيها السياسي والاقتصادي، بعيداً عن تدخل الدولة في العملية السياسية، ومقاومة أي فكر يساري اشتراكي، يعلي من قيمة المساواة، بين فئات المجتمع الأمريكي متعدد الأعراق والديانات والثقافات ومستويات التفاوت الاقتصادي المتباينة. لم يتردد السيد ممداني في الإعلان عن أفكاره اليسارية، ومقاومة أي شكل من أشكاله المساومة على قيمها، التي يؤمن بها. هو يعلن: دون مواربة: أنه اجتماعي (اشتراكي) تقدمي ينحاز للفقراء والأقل حظاً في المجتمع، في مواجهة الأغنياء المليارديرات، الذين يتمترسون وراء القيم الليبرالية، بالذات شقها الرأسمالي. بصراحة، غير معهودة وعد الشاب ممنداني: بإدارة تقدمية اشتراكية لمدينة نيويورك، تجعل من المدينة أقل تكلفة متاح العيش فيها للجميع، مع شبكة مواصلات مجانية وسريعة.. وإعانات مجزية للطبقة الوسطى والأقل حظاً والفقيرة.. وتجميد الإيجارات، طوال فترة عموديته للمدينة.. وتحسين التعليم والخدمة الصحية والخدمات البلدية، تقديم إعانات مباشرة للأسر الكبيرة محدودة الدخل، كما طمأن مؤيديه أن ذلك لن يكلفهم شيئاً، بل سينفق على كل تلك الخدمات الاجتماعية من الضرائب التي يجمعها من الأغنياء، للإنفاق على برنامجه (الاشتراكي التقدمي). المنطقة الحرام الثانية، التي تخطاها السيد ممداني، تحدي زعم معاداة السامية، الذي تفوق في درجة إلزامها، على قيم الليبرالية وحقوق الإنسان! كان صوت السيد ممداني مدوياً في إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة وجرائم الحرب، التي ترتكبها إسرائيل هناك.. وشجب الإبادة الجماعية لأهل غزة، وأيّد الدعوة لإقامة الدولة الفلسطينية. بل لقد ذهب بعيداً في تهديده لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) بأنه لو أصبح عمدةً للمدينة، فإنه سيعتقل نتنياهو، لو حدث ووطأت رجله تراب المدينة. بهذه القوة والثقة في النفس وبدعم الإرادة العامة لسكان المدينة، لا عجب أن يصف السيد ممنداني نفسه، بأنه: أسوأ كابوس، يَقُضّ مضج الرئيس دونالد ترمب، الذي هدد باعتقال ممداني وترحيله، وحرمان المدينة من المخصصات المالية الفيدرالية. أخبار ذات صلة

اتفاق الرسوم الجمركية.. لقاء مرتقب بين وزير الخزانة الأميركي ونظيره الصيني
اتفاق الرسوم الجمركية.. لقاء مرتقب بين وزير الخزانة الأميركي ونظيره الصيني

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

اتفاق الرسوم الجمركية.. لقاء مرتقب بين وزير الخزانة الأميركي ونظيره الصيني

كشف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الاثنين، أنه سيلتقي بنظيره الصيني خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساعيها للتوصل إلى اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية مع معظم دول العالم. وقال بيسنت في مقابلة مع قناة CNBC: "أعتقد أن هناك أموراً يمكننا القيام بها معاً إذا أراد الصينيون ذلك، لذلك سنناقش ما إذا كنا قادرين على تجاوز التجارة إلى مجالات أخرى". وفي سياق آخر صرح بيسنت، بأن الولايات المتحدة ستُصدر عدة إعلانات تجارية خلال الـ 48 ساعة القادمة، وذلك قبل الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة يوم الأربعاء لإتمام اتفاقيات التجارة. وأضاف بيسنت: "لقد غيّر الكثيرون موقفهم بشأن المفاوضات. لذا، كان بريدي ممتلئاً الليلة الماضية بالعديد من العروض الجديدة والمقترحات الجديدة"، مردفاً: "لذا، سيكون اليومان حافلين بالعمل". وذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة ستبدأ بتسليم خطابات التعريفات الجمركية اعتباراً من الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (16:00 بتوقيت جرينتش)، الاثنين. ولم تُشكّل هذه الخطابات بالضرورة إنذاراً نهائياً، وفقاً لبيسنت. وقال: "إنها مجرد رسالة شكر لرغبتكم في التجارة مع الولايات المتحدة الأميركية. نرحب بكم كشريك تجاري، وهذا هو السعر، إلّا إذا رغبتم في العودة ومحاولة التفاوض". ورفض بيسنت التعليق على ما إذا كانت مفاوضات حول الملكية الجديدة لتطبيق "تيك توك" للفيديوهات القصيرة، والتي أعلن الرئيس ترمب أنها ستبدأ هذا الأسبوع، سترتبط بمحادثات التجارة. تقارب محتمل وأعلن الرئيس الأميركي، الجمعة الماضية، أنه يعتزم زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج في الصين أو استقباله في الولايات المتحدة. وقال ترمب على متن طائرة الرئاسة: "طلب مني أن أذهب إلى هناك، قد أذهب، أو قد يأتي هو (شي) إلى هنا". وكان ترمب وشي قد تحدثا في مكالمة هاتفية مطلع يونيو، أعلن بعدها ترمب أن نظيره الصيني "دعاه والسيدة الأولى لزيارة الصين، وقد قابلت الدعوة بالمثل". وقال ترمب حينها في منشور عبر منصة "تروث سوشيال": "كرئيسين لدولتين عظيمتين، نتطلع نحن الاثنان إلى هذه الزيارة". ونهاية الأسبوع الماضي، قال ترمب إن الولايات المتحدة توصلت إلى صفقة "جيدة" مع الصين، معرباً عن أمله في أن تكون مفيدة للجميع. واعتبر ترمب أن إقامة علاقة جيدة مع بكين أمر جيد جداً، منوهاً إلى أن لديه علاقة ممتازة مع الرئيس شي جين بينج، لكن في الوقت نفسه فإن بكين "ستدفع الكثير من الرسوم الجمركية". وذكر تقرير سابق لـ"بلومبرغ" أن إدارة ترمب تسعى إلى التواصل مع عدد من كبار رجال الأعمال لاستطلاع مدى اهتمامهم بمرافقته في زيارة محتملة إلى الصين هذا العام، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر، في مؤشر على احتمال تعزيز الروابط بين الاقتصادين، رغم الرسائل الأميركية المتكررة بشأن السعي إلى فصل الاقتصاد الأميركي عن بكين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store