
الضربات الأميركية على إيران.. هل أوقفت برنامجها النووي حقاً؟
رأت صحيفة "بوليتيكو" أن الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، رغم وصفها بـ"الناجحة"، قد لا تكون كافية لمنع طهران من استئناف برنامجها النووي ، وربما تؤدي إلى تسريع قرارها السياسي نحو تصنيع سلاح نووي.
وأكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الضربات التي شنتها واشنطن مساء السبت أعادت البرنامج النووي الإيراني خطوات إلى الوراء بشكل كبير. كما أعلن الرئيس دونالد ترامب أن العملية دمرت بالكامل منشآت رئيسية داخل إيران، مستشهداً بصور أقمار صناعية أظهرت مبانٍ مدمرة.
لكن "بوليتيكو" أشارت إلى أن هذه التصريحات قد تكون مبالغاً فيها، نقلت عن مصادر مطلعة ومحللين استخباراتيين قولهم إن إيران لا تزال تمتلك المقومات الأساسية لإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، بما في ذلك كميات من اليورانيوم عالي التخصيب، ومكونات أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى الخبرات البشرية المتخصصة.
وأوضحت الصحيفة أن المواقع الثلاثة التي استهدفتها الضربات، منها منشأة فوردو تحت الأرض، تعرضت لأضرار شديدة، لكن التقييم النهائي لحجم الدمار سيستغرق وقتاً.
تُثار تساؤلات حول كمية اليورانيوم المخصب التي تم تدميرها، حيث أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران كانت قد خزنت نحو 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تكفي لصنع عدة قنابل نووية بعد مزيد من التخصيب. وأشار المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إلى احتمال نقل إيران جزءاً من هذه المواد أو كلها من المنشآت الخاضعة للرقابة قبل الضربات، ما يعني استمرار احتفاظها بها.
وأضافت المصادر أن إيران قادرة على إخفاء هذه المواد بسهولة بسبب صغر حجم حاوياتها، كما أن مكونات أجهزة الطرد المركزي صغيرة وسهلة النقل، وقد خرجت من الرقابة الدولية بعد انهيار الاتفاق النووي عام 2018.
وأفادت التقارير بأن معظم العلماء النوويين الإيرانيين قد أُجلوا من المنشآت المستهدفة قبيل الضربات، ما يعني بقاء الكوادر البشرية الأساسية. وبوجود يورانيوم مخصب بنسبة 60% وعدد يتراوح بين 100 و200 جهاز طرد مركزي، يمكن لإيران إنتاج كمية كافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أن إيران لا تحتاج لمنشآت كبيرة مثل "فوردو" أو "نطنز" لصنع سلاح نووي، إذ يمكنها إنشاء منشأة صغيرة في مواقع مدنية أو جبلية يصعب استهدافها. ورغم احتمال تأجيل بناء منشأة جديدة، فإن قدرتها على تشغيل واحدة خلال عام تظل كبيرة.
وحذرت "بوليتيكو" من أن استهداف منشأة فوردو قد يكون نقطة تحول تدفع القيادة الإيرانية لاتخاذ قرار سياسي بإنشاء قنبلة نووية، بعد سنوات من الاكتفاء بالقدرات التقنية دون السعي المباشر للسلاح.
وفي حال اتخاذ هذا القرار، ستبدأ إيران بعملية "سلحنة" اليورانيوم، أي تحويله إلى رأس نووية قابلة للإطلاق. وتختلف التقديرات بشأن الزمن اللازم، لكن بعض التقييمات الأميركية تشير إلى إمكانية إتمام هذه المرحلة خلال عام، مع إمكانية العمل بالتوازي على التخصيب وتصميم القنبلة.
وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن السيناريو الأسوأ هو امتلاك إيران منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وتصميم نووي شبه مكتمل، ما قد يمكنها من إنتاج قنبلة خلال أشهر. أما السيناريو الأفضل، وهو الأقل احتمالاً، فهو نجاح الضربات في تدمير كامل مخزون اليورانيوم عالي التخصيب والمكونات التقنية، لكن حتى في هذه الحالة، تظل لديها القدرة على إعادة بناء برنامجها خلال سنوات قليلة. (سكاي نيوز)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 30 دقائق
- النهار
لماذا يتم تغييب الأمم المتحدة عن الأحداث الكبرى الجارية؟
تجارب الحرب الضروس التي جرت من فوق المحيطات والصحاري والبحار بين إيران وإسرائيل، وما رافقها من مواقف وتصريحات، وصولاً إلى إعلان وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً من الهلع الذي أصاب الشرق الوسط والعالم، تُبيِّن أن الضحية السياسية الأولى كانت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، حيث لم يُعر أي من أطراف النزاع هذه الهيئة الاهتمام المطلوب، حتى إبان الانتهاء من العمليات القتالية، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخبر، ناسباً له الإنجاز الذي خلّص الشرق الأوسط من الويلات، والعالم من كارثة (كما قال) بينما الجميع يعلم أن انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران يوم 13 حزيران/ يونيو لم يكُن ليحصل من دون تنسيق مع الإدارة الأميركية. وسياق تطورات الحرب على غزة، كما عمليات التفاوض الثنائية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي انطلقت في 12 نيسان / أبريل تجاهلت كلها الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين، وهو ذات السياق الذي ينطبق على كل مفاصل الأحداث الأخرى، وصولاً إلى تعطيل الحراك داخل أروقة مقرّ المنظمة الدولية في واشنطن، والتي كانت ستستضيف مؤتمراً دولياً هاماً لتبني حلّ الدولتين في الشرق الأوسط. ولا يمكن اعتبار الفيتو الذي أعلنته الولايات المتحدة الأميركية ضد مشروع قرار يهدف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كأنه من سياق العمل المُتعارف عليه في مجلس الأمن الدولي، ذلك أن التوافق العام الذي حصل على المشروع الذي عُرض في جلسة 4 حزيران/ يونيو 2025 (موافقة 14 دولة من أصل 15 أعضاء في المجلس) حالة جديدة ولم تحصل من قبل، ويؤكد الإرادة العارمة لدى المجتمع الدولي في ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، حيث يموت الأبرياء من القصف ومن الجوع والعطش ومن فقدان العناية الطبية. الفيتو الذي لحظه ميثاق الأمم المتحدة للعام 1945، أعطيَ للدول التي ربحت الحرب العالمية الثانية إضافة إلى الصين (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وبريطانيا) خشية من تمرير قرار قد يهُدِّد الأمن والسلام الدوليين. وقد استعملته المحاور المتقابلة إبان الحرب الباردة لمساندة مواقفها، وفي مواضيع لها طابع سياسي وعسكري، أو حماية للمؤيدين لهذا الطرف الدولي أو ذاك. أما استخدامه في وجه قرار إنساني صرف، يتعلق بإنهاء مأساة شعب يئنُّ تحت وطأة القتل والعذاب والتشريد والجوع منذ أكثر من عام ونصف العام من دون أن يكون لهذا الشعب أي إرادة بما يحصل – كما هو عليه الحال في قطاع غزة – فهو سابقة، ولا يمكن اعتبارها واحدة من مثيلاتها التي مضت. تبرير وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو بأن الفيتو استخدم لإتاحة الفرصة أمام المجهودات الديبلوماسية التي يبذلها مندوبه ستيف ويتكوف للوصول إلى اتفاق لوقف النار، لم يُقنع أحداً، ذلك أن مشروع القرار لو قدر له أن ينفُذ، كان سيساعد الجهود التي تبذل لتوفير أرضية مناسبة للحل، وسيضبط جنوح المتطرفين الذين لا يُعيرون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني، ويتغطون تحت مظلات دعائية واهية، منها "حق الدفاع عن النفس" وهو شعار لا ينطبق اطلاقاً على قوة تحتل أراضي الغير. يشعر المراقبون من أصحاب الاختصاص والمتابعة، أن شيئاً ما يحصل على المستوى الدولي، لا يُشبه عوارض الصراعات المتتالية منذ ما بعد تأسيس هيئة الأمم المتحدة في العام 1945، برغم أن بعض الأحداث في هذه الحقبة كانت كبيرة، ومتشعِّبة. وخلاصة القول، إن استهدافاً واضحاً تتعرض له المنظمة الدولية ووكالتها المُتخصصة، بما في ذلك مجلس الأمن كجهة مسؤولة عن السلام العالمي. وتقويض دور الأمم المتحدة واضح للعيان في الأزمات الإقليمية المتفجرة في أكثر من مكان من العالم، لا سيما في حرب أوكرانيا، وفي العدوان على الفلسطينيين وعلى دول عربية أخرى. وقد تراجعت المجهودات الأممية لحل هذه النزاعات إلى الحدود الدنيا، وتقلَّص دور وكالة الهيئات المتخصصة في إغاثة النازحين ورعاية شؤون المشردين وفي حماية الأماكن الثقافية والدينية والصحية، والسبب وراء ذلك ليس تقصيراً من الطاقم الذي يتولَّى تنفيذ المهام، بل في القرار الذي يمنع قيام هذه المؤسسات الدولية بدورها الطبيعي، أو محاصرتهم على أقل تقدير، ويمكن الإشارة إلى منع نشاط وكالة غوث اللاجئين "الأونروا" واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه بإسرائيل، كما عدم دفع المستحقات المالية لبعض وكالات المنظمة. تبدو الأمم المتحدة بغالبية مؤسساتها وقياداتها - بما فيها الأمانة العامة التنفيذية ورؤساء الوكالات المتخصصة - كهيئة مراقبة، ليس لديهم فعالية وتأثير على مجريات الأحداث، بينما الميثاق الدولي أعطى لهم دوراً محورياً في الوساطة، وفي معالجة المشكلات ونتائجها، وتوجيه الرأي العام العالمي للتفاعل مع النكبات والأزمات وفقاً لتقييم هذه المرجعيات. والنشاط الديبلوماسي الذي يحصل بين ممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة، وفي مجلس الأمن، لا يُبرِز دور الموظفين الدوليين، ويقتصر الأمر على إشراكهم في الرقابة، أو الاستشارة غالب الأحيان، بينما الأصول المرعية تعطي الأمين العام أحقية في اقتراح الحلول وفي توصيف المشكلات بتجرُّد وحيادية. وتجاهل دور هؤلاء في الحرب الأخيرة شاهد إضافي على هذه الوقائع. هل الاختلال في موازين القوى الدولية هو الذي وضع الأمم المتحدة في هذه الحالة؟ أم أن قراراً غير مُعلن استهدف تقويض المؤسسة؟ من الواضح أن قيادات حالية مؤثرة على المستوى الدولي لا تستسيغ إعطاء مهام متقدمة للمنظمة الدولية، ولا تحمي موظفيها وأجهزتها بما فيه الكفاية، وقد برز ذلك من خلال فرض عقوبات على بعض قضاة محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، لأنهم تجرأوا على إصدار مذكرات توقيف بحق مرتكبين من إسرائيل، ولأنهم تعاملوا بواقعية يفرضها القانون الدولي في قضايا طُرحت أمامهم، لا سيما في الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. هل هناك رؤى جديدة يُعمل على ترسيخها لرعاية الانتظام الدولي، بما يتجاوز المهام التقليدية لهيئة الأمم المتحدة؟ أم أن الفوضى القائمة على المستوى العالمي فرضت تجاهل الاعتبارات التي تعتمد على التسويات السلمية لصالح اعتبارات القوة؟ أسئلة لا بد من التوقف عندها، حيث ما يجري الآن يقود الى فوضى غير محمودة النتائج.


OTV
منذ 2 ساعات
- OTV
مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الثلاثاء 24 حزيران 2025
Post Views: 96 الحدث وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران. أما العنوان، فاسم واحد هو دونالد ترامب، ليس فقط كرئيس دولة عظمى هي اميركا، بل كشخصية قد تكون الاكثر جدلاً حول العالم منذ عقود. ففي وقت متأخر جداً من الليل بتوقيت الشرق الاوسط، فاجأ ترامب العالم القلق من احتمالات اتساع الحرب، بإعلان نهايتها، متوّجاً موقفه بعبارة 'بارك الله اسرائيل، بارك الله ايران، بارك الله الولايات المتحدة'. اما اليوم، فلم يتورَّع ترامب عن اللجوء الى الكلام النابي، غير المألوف في الادبيات السياسية طبعاً، تعبيراً عن غضبه من خرق الاتفاق، ولاسيما من جانب اسرائيل، معلناً أنه لا يرغب بإسقاط النظام الايراني كي لا تحلَّ الفوضى. وبهذا، حلَّ دونالد ترامب في طليعة الرابحين السياسيين بفعل التطورات الاخيرة، حيث نجح باحتواء الضغوط الاسرائيلية عليه، فسدد ضربات قاسية الى البرنامج النووي الايراني، لكنه لم يسمح لبنيامين نتنياهو بالتمادي، ولم يعرِّض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لخطر السقوط، بإعلانه وقف القتال، علماً ان الاخيرة اثبتت بما لا يقبل الشك قدرتها وفاعليتها وحضورها، حيث كسرت شوكة اسرائيل في معاقلها الرئيسية بصواريخها، كما وجهت رسائل واضحة جداً الى القواعد الاميركية على مساحة المنطقة العربية. ومن الرسائل العابرة للدول، الى تلك العابرة للضمائر، التي وجهها البطريرك يوحنا العاشر من قلب دمشق، خلال وداع شهداء التفجير الارهابي لكنيسة مار الياس، متوجهاً الى احمد الشرع بكلام هو الاجرأ على الاطلاق، ومشدداً على ان مسيحيي سوريا مكوِّن رئيسي فيها وفي المنطقة، وسيبقون كذلك، على رغم كل الآلام والمعاناة


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
هجوم جوي أميركي يستهدف ثلاث مواقع نووية في إيران
في تصعيٍد لافت شنّت الولايات المتحدة فجر اليوم هجوماً جوياً استهدف منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان. الضربة التي وُصفت بأنها "دقيقة" جاءت في لحظة إقليمية مشحونة وبتنسيق معلن مع "إسرائيل" لكن المفارقة أن طهران لم تُظهر ارتباكاً وسارعت إلى تطمين الداخل والخارج مؤكدة حقها في رد قوي.