
تقرير أميركي: الصين تسعى للهيمنة على قطاع الطاقة الأوروبي انطلاقًا من ليبيا
ليبيا – سلط تقرير تحليلي صادر عن منظمة 'ليغال إنسراكشن' الأميركية الضوء على ما وُصف بأنه 'سعي الصين لاستهداف نقطة ضعف أوروبا في قطاع الطاقة عبر ليبيا'.
الحرب في أوكرانيا تفتح المجال أمام ليبيا كمورد بديل للطاقة لأوروبا
وبحسب ما تابعته وترجمته صحيفة 'المرصد'، أكد التقرير أن الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا أدت إلى عواقب طويلة المدى غير مقصودة، أبرزها تزايد أهمية واردات أوروبا من المنتجات النفطية، في ظل البحث عن بدائل للنفط الروسي.
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي استحوذ على 72.8% من إجمالي صادرات ليبيا خلال النصف الأول من عام 2024، ما يعكس تزايد اعتماد أوروبا على النفط الليبي، في وقت تسعى فيه دول الاتحاد إلى تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن روسيا.
الصين تستغل مبادرة الحزام والطريق لتعزيز نفوذها في ليبيا
وأوضح التقرير أن ليبيا أعادت ترسيخ مكانتها كمورد رئيسي للطاقة لأوروبا، نظرًا لصعوبة تلبية احتياجات القارة من خلال موردين آخرين أكثر تكلفة وأبعد جغرافيًا، ما جعل الصين ترى في ليبيا نقطة استراتيجية لاستهداف ضعف أوروبا الطاقي.
وأشار التقرير إلى أن الصين تستخدم مبادرة 'الحزام والطريق'، التي انضمت إليها ليبيا في عام 2018، كأداة لتحقيق هذا الهدف، حيث تستعد الشركات الصينية لبناء مصفاة نفط ضخمة في مدينة طبرق بقيمة 10 مليارات دولار، بقدرة تكرير تصل إلى نصف مليون برميل يوميًا.
مصفاة طبرق مشروع استراتيجي لتعزيز النفوذ الصيني في أوروبا
وأكد التقرير أن المصفاة ستصدر المنتجات المكررة مباشرة إلى الأسواق الأوروبية، ما يمنح أوروبا مصدرًا بديلًا ومستقرًا للطاقة، في حين يرى الاستراتيجيون الصينيون أن طبرق تمثل قاعدة لمعالجة قيود موانئ أوروبا.
وأشار التقرير إلى أن الصين تخطط لتحويل طبرق إلى مركز لوجستي ضخم، وأن موافقة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر على هذه الاستثمارات يعزز استعداد بكين لضخ استثمارات إضافية قد تتجاوز 50 مليار دولار في جميع أنحاء ليبيا على المدى القريب والمتوسط.
مشاريع صينية واسعة النطاق في طبرق لربط إفريقيا وأوروبا
وبيّن التقرير أن مشروع المصفاة لا يُعد مستقلًا، إذ تشمل الخطط الصينية إقامة منشآت تخزين للوقود ومحطات إعادة شحن ومستودعات للنقل البحري والبري، مستفيدة من موقع طبرق الاستراتيجي القريب من قناة السويس، ما يسهل الوصول إلى شرق المتوسط ووسط إفريقيا.
وحذر التقرير من أن سيطرة الصين على مصفاة وميناء رئيسيين في ليبيا سيمنحها نفوذًا كبيرًا على شبكات إمدادات الطاقة إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن بكين لا تنفذ هذه المشاريع بدافع الود، بل لتعزيز هيمنتها الجيوسياسية.
الصين توسع حضورها الصناعي في ليبيا بمشاريع جديدة
وتناول التقرير إعلان شركة 'هانزو موتورز' الصينية عن نيتها إنشاء أول مصنع سيارات لها في مدينة بنغازي، وفق ما أكدته 'الغرفة التجارية الليبية الصينية'، التي وصفت المشروع بأنه سيجعل من بنغازي بوابة إفريقيا نحو التكنولوجيا الصينية.
واعتبر التقرير أن هذا الإعلان يمثل إنجازًا استثنائيًا يعكس طموح ليبيا الصناعي، مؤكدًا أن المشروع خطوة استراتيجية لبناء صناعة متطورة وفتح آفاق واسعة للشراكة الصينية الليبية في مجالي التكنولوجيا والتصنيع.
تحذير من فخ الديون المرتبط بمبادرة الحزام والطريق
واختتم التقرير بدعوة الليبيين إلى توخي الحذر من الدبلوماسية الصينية المرتبطة بما يُعرف بـ'فخ الديون'، المتأصل في مبادرة الحزام والطريق، والتنبه للعواقب الاقتصادية طويلة الأجل لمثل هذه المشاريع.
ترجمة المرصد – خاص

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 6 ساعات
- أخبار ليبيا
ارتفاع أسعار الدولار واليورو والباوند والذهب في ختام السوق الموازي 9 يوليو 2025
سجل سعر الدولار الامريكي مقابل الدينار الليبي في خـتام تعاملات السوق الموازية، يوم الاربعاء 09 يوليو 2025 صعوداً مستمراً مع تراجع طفيف مسجلاً 7.94 دينار في تداولات مدينة طرابلس، و8.030 دينار لفئة 5 وفئة 20 دينار، فيما سجل صعوداً طفيفاً في تداولات الغرف مسجلا 7.960 دينار. وبلغ سعر الدولار الامريكي في مدينة زليتن في ختام التعاملات 7.945 دينار، كما سجل سعر الدولار في مدينة بنغازي واجدابيا 7.92 دينار. وسجل سعر اليورو في ختام التعاملات المسائية صعوداً نسبياً إلى 9.18 دينار، فيما سجل الجنيه الإسترليني صعوده بشكل ملحوظ إلى 10.55 دينار، حسب متداولين وصفحات معنية بالسوق على مواقع التواصل الاجتماعي. في حين سجل سعر جرام كسر الذهب عيار 18 تراجعه إلى 614 دينار، وسجل دولار الحوالات تركيا 7.925 دينار، وسجل دولار الحوالات دبي 7.900 دينار عند الاغلاق.


أخبار ليبيا
منذ 7 ساعات
- أخبار ليبيا
ارتفاع جديد.. اسعار الدولار بالصكوك في البنوك الليبية الاربعاء 9 يوليو 2025
سجلت اسعار دولار الصكوك في البنوك الليبية صعوداً مستمراً في ختـام تداولات يوم الاربعاء 09 يوليو 2025 مقارنة بالاسعار التي سجلتها في وقت سابق. وفيما يلي ننشر اسعار الدولار الامريكي مقابل الدينار الليبي بالصكوك (الشيك) في عدد من البنوك الليبية في ختام التداولات لهذا اليوم برصد المشهد الليبي: ــ دولار صكوك مصرف الجمهورية: البيع 8.200 دينار، الشراء 8.1975 دينار. ــ دولار صكوك التجارة والتنمية/طرابلس: البيع 8.210 دينار، الشراء 8.2075 دينار. ــ دولار صكوك التجاري الوطني : البيع 8.200 دينار، الشراء 8.1975 دينار ــ دولار صكوك الأمان: البيع 8.170 دينار، الشراء 8.1675 دينار. ــ دولار صكوك الوحدة/طرابلس : البيع 8.200 دينار، الشراء 8.1975 دينار. ــ دولار صكوك التنمية/بنغازي: البيع 8.210 دينار، الشراء 8.2075 دينار. ــ دولار صكوك الوحدة/ بنغازي: البيع 8.200 دينار، الشراء 8.1975 دينار. ــ دولار صكوك شمال افريقيا: البيع 8.165 دينار، الشراء 8.1625 دينار. ــ دولار صكوك الصحاري: البيع 8.155 دينار، الشراء 8.1525 دينار. ــ دولار صكوك الواحة: البيع 8.165 دينار، الشراء 8.1625 دينار. ــ دولار صكوك الإسلامي: البيع 8.155 دينار، الشراء 8.1525 دينار. ــ دولار صكوك المتحد: البيع 8.1450 دينار، الشراء 8.1425 دينار. ــ دولار صكوك النوران: البيع 8.1450 ، الشراء 8.1425 دينار. وأصدر مصرف ليبيا المركزي قرارًا رسميًا يحمل رقم (18) لسنة 2025، يقضي بـتخفيض سعر صرف الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية بنسبة 13.3%، وبموجب القرار، تم تعديل قيمة الدينار الليبي من 0.1555 وحدة سحب خاصة إلى 0.1349 وحدة سحب خاصة لكل دينار.


عين ليبيا
منذ 9 ساعات
- عين ليبيا
بعد رسوم ترامب.. تونس تواجه موجة غلاء وتضخم
واردات من عدة دول، من بينها تونس، صدمة واسعة في الأوساط الاقتصادية التونسية، وسط تحذيرات من تداعيات مباشرة على صادرات البلاد، خاصة المنتجات الزراعية والصناعات الميكانيكية، ومخاوف من تقويض الميزان التجاري الهش ودفع التضخم نحو مستويات مقلقة. ووفق الخبير الاقتصادي ماهر قعيدة، فإن القرار يهدد صادرات تونس الزراعية بشكل مباشر، وعلى رأسها زيت الزيتون والتمور من نوع 'دقلة النور'، المعروف بجودته العالية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة استوردت في عام 2023 أكثر من 40 ألف طن من التمور التونسية بقيمة تتجاوز 100 مليون دولار، ما يجعل هذه المنتجات مهددة بفقدان قدرتها التنافسية بفعل ارتفاع أسعارها النهائية. وأضاف قعيدة في تصريح لـ'سبوتنيك' أن قطاع الصناعات الميكانيكية والإلكترونية، وقطع غيار السيارات، الذي يمثل قرابة 20% من إجمالي الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة، قد يواجه أيضًا صعوبات كبيرة في الحفاظ على حصته السوقية في ظل الرسوم الجديدة. وأوضح أن الصادرات التونسية إلى السوق الأمريكية بلغت حوالي 2.016 مليار دينار (660 مليون دولار) خلال عام 2024، بفائض تجاري يناهز 216 مليون دينار، وهو ما قد يتقلص بشكل كبير نتيجة الإجراءات الأمريكية. من جهتها، اعتبرت الخبيرة الاقتصادية جنات بن عبد الله، في حديثها لـ'سبوتنيك'، أن الإجراءات الجديدة تمثل سياسة حمائية صريحة من الإدارة الأمريكية، تهدف إلى تقليص الاعتماد على الواردات وتحفيز الصناعة الوطنية قبيل الانتخابات الرئاسية. ورأت أن القرار ستكون له تداعيات مزدوجة على تونس، ليس فقط من جهة تعطيل الصادرات، بل أيضًا من خلال ارتفاع كلفة المواد الموردة، بما يغذي معدلات التضخم ويرهق القدرة الشرائية للمواطنين، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة. وأكدت بن عبد الله أن تنفيذ هذه الإجراءات يشكل جزءًا من مشروع أوسع يسعى ترامب من خلاله إلى إعادة توطين الشركات الأجنبية في الداخل الأمريكي، وفرض توازنات جديدة في النظام التجاري العالمي، حتى وإن كان ذلك على حساب دول الجنوب. القرار لم يمرّ دون رد شعبي،سبوتنيك'، إلى تبني سياسات اقتصادية بديلة تنطلق من 'الاعتماد على الذات'، من خلال تقليص التبعية لاقتصادات الشمال وبناء شراكات مغاربية وأفريقية داعمة للتنمية الوطنية. واعتبر بن خليفة أن الخطوة الأمريكية تمثل محاولة جديدة من ترامب 'لفرض هيمنة تجارية تتناغم مع دعمه غير المشروط لإسرائيل'، مؤكداً أن 'مقاطعة السلع الأمريكية' باتت خياراً شعبياً مشروعاً لمواجهة هذه السياسات، لا سيما في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة. يُذكر أن تنسيقية العمل المشترك دعت في الأشهر الماضية إلى مقاطعة شاملة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، ونظّمت وقفات احتجاجية أسبوعية أمام السفارة الأمريكية والمسرح البلدي في العاصمة التونسية، مطالبة بطرد السفير الأمريكي ووقف استيراد السلع الداعمة للاحتلال. هذا وتشير بيانات المعهد الوطني للإحصاء إلى أن صادرات تونس نحو السوق الأمريكية بلغت نحو 869.3 مليون دينار (300 مليون دولار) خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، مقابل واردات بقيمة 1.023 مليار دينار، ما يعني أن الفائض التجاري بات مهددًا بالتحول إلى عجز. كما أكدت إحصاءات 'المرصد الوطني للفلاحة' أن دول أمريكا الشمالية تمثل حوالي 24% من سوق زيت الزيتون التونسي، ما يعكس أهمية هذه السوق الحيوية التي ستتأثر سلبًا بأي تصعيد جمركي.