الأسهم الأوروبية ترتفع لأعلى مستوى في 4 أشهر بعد اتفاق تجاري أمريكي أوروبي
وارتفع المؤشر الرئيسي للأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.7% عند الافتتاح، فيما تراجع اليورو بنسبة 0.3% مقابل الدولار مع بداية أسبوع يُتوقع أن يكون حاسمًا في الحرب التجارية العالمية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الاتفاق الإطاري، الذي وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنه «أفضل ما يمكن أن تحصل عليه الكتلة»، سيفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، وسيشهد استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، مع فتح بعض الأجزاء المهمة من السوق الأوروبية.
وقال المحلل في بنك ING كريس تيرنر: «الاتفاق أفضل من الرسوم الجمركية التي تراوحت بين 30% و50% والتي تم التهديد بها خلال الأشهر الماضية، على الرغم من أنه قد يكون سيئًا بقدر التعريفات العالمية التي نوقشت أواخر العام الماضي».
ورغم أن الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجنب مواجهة أكثر ضررًا بين الكتلتين، اللتين تمثلان ما يقارب ثلث التجارة العالمية، فإن عددًا من العواصم الأوروبية اشتكت من أن الصفقة غير متوازنة وتميل لصالح واشنطن.
ولا تزال اقتصادات كبرى أخرى تسابق الزمن لتوقيع اتفاقيات قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس. وتُجرى محادثات بين الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم، ويتوقع أن تؤدي إلى تمديد الهدنة التجارية بينهما 90 يومًا إضافية، فيما يأتي اتفاق أوروبا بعد أيام قليلة من توقيع صفقة مماثلة مع اليابان.
وقال ديريك هالبني، استراتيجي العملات في بنك MUFG، إن الصفقة مع الاتحاد الأوروبي تُعتبر «أخبارًا جيدة من وجهة نظر الأسواق المالية لأنها تقلل من حالة عدم اليقين قبل الأول من أغسطس، الذي يبدو الآن وكأنه موعد غير مهم».
أما براشانت نيوناها من TD Securities فوصف الصفقة بأنها «انتصار كبير للولايات المتحدة» نظرًا لعمليات الشراء القسري للطاقة والمعدات العسكرية الأمريكية، مع عدم وجود رد أوروبي بفرض رسوم مماثلة.
وارتفعت مؤشرات الأسهم في ألمانيا (DAX)، وفرنسا (CAC 40)، وإيطاليا (FTSE MIB)، وإسبانيا (IBEX) بنسبة تراوحت بين 0.4% و0.8% بعد الساعة الأولى من التداول، بينما أشارت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وناسداك إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة عند افتتاح وول ستريت.
وكان اليورو قد بدأ الجلسة الآسيوية بقوة، لكنه تراجع تدريجيًا مع ارتفاع الدولار مقابل أغلب العملات الأخرى.
كما تراجعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو، التي تعد مؤشرًا على تكاليف الاقتراض. فقد انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات – وهو المؤشر المرجعي في منطقة اليورو – بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.71%، بعد أن كان قد ارتفع بأكثر من 10 نقاط أساس في نهاية الأسبوع الماضي عندما قلص البنك المركزي الأوروبي الحديث عن خفض أسعار الفائدة في المدى القريب.
ترقب لاجتماعات الفيدرالي وبنك اليابان
في آسيا، أغلق مؤشر MSCI الأوسع لأسهم المنطقة على تراجع بنسبة 0.3%، في حين انخفض مؤشر نيكي الياباني بأكثر من 1% بعد أن سجل أعلى مستوى له خلال عام الأسبوع الماضي.
واستقر الدولار الأسترالي – والذي يُنظر إليه غالبًا كمؤشر على شهية المخاطرة العالمية – عند 0.657 دولار، بالقرب من أعلى مستوى له منذ ثمانية أشهر.
وفي أسبوع مزدحم بالأحداث، يترقب المتداولون قرارات السياسة النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان، إلى جانب بيانات الوظائف الأمريكية وموسم أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل، ومايكروسوفت، وأمازون.
ورغم أنه من المتوقع أن يبقي الفيدرالي وبنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير، فإن تصريحات مسؤولي البنوك المركزية ستكون حاسمة للمستثمرين لتقييم المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. وقد مهدت الصفقة مع اليابان الطريق أمام بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة مجددًا خلال هذا العام.
في المقابل، من المرجح أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي متحفظًا إزاء أي تخفيضات للفائدة، بينما ينتظر المزيد من البيانات لتقييم تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل اتخاذ أي خطوة جديدة.
لكن التوترات بين البيت الأبيض والبنك المركزي الأمريكي بشأن السياسة النقدية تزايدت، إذ واصل ترامب انتقاداته لرئيس الفيدرالي جيروم باول بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، عبّر اثنان من المعينين من قبل ترامب في مجلس الفيدرالي عن دعمهما لخفض الفائدة هذا الشهر.
في أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وصعدت عقود خام برنت وخام غرب تكساس الأمريكي بنسبة 0.5%.
أما أسعار الذهب، فقد تراجعت بنسبة 0.1% إلى 3,334 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ نحو أسبوعين، في ظل انخفاض الإقبال على الملاذات الآمنة.
هاشتاغز
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
المشهد العربي
منذ 26 دقائق
- المشهد العربي
هبوط أسعار النحاس بعد قرار ترامب بشأن التعريفات الجمركية
سجلت أسعار النحاس تراجعًا طفيفًا في تعاملات الأسبوع المنتهي ببورصة لندن، مع تقييم الأسواق لقرار الإدارة الأمريكية باستثناء منتجات النحاس المكررة من الرسوم الجمركية البالغة 50%. انخفضت العقود الآجلة للمعدن الأحمر في بورصة لندن بنسبة 0.1% لتصل إلى 9603.5 دولار للطن. في المقابل، استقر العقد الأكثر تداولًا في بورصة شنغهاي عند 78400 يوان (10873.7 دولار) للطن، لينهي الأسبوع منخفضًا بنحو 1.34%. أوضح محللو "إيه إن زد"، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثناء منتجات النحاس المكررة من الرسوم المرتفعة، أدى إلى تلاشي العلاوة السعرية للعقود الآجلة الأمريكية مقارنة بنظيرتها في لندن. حذر المحللون من أن القرار قد يدفع بعض الجهات إلى إعادة تصدير كميات من النحاس المخزنة في مستودعات بورصة نيويورك إلى الأسواق العالمية، مما قد يشكل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار.
المشهد العربي
منذ 26 دقائق
- المشهد العربي
نينتندو تسجل أرباحًا فصلية قوية بفضل مبيعات سويتش 2
ارتفع صافي أرباح "نينتندو" الفصلية بنسبة 19% خلال الربع المالي الأول المنتهي في يونيو، لتسجل 96.06 مليار ين (636.9 مليون دولار)، بفضل ارتفاع المبيعات القوية لمنصة الألعاب الجديدة "سويتش 2". أعلنت الشركة اليابانية بيع 5.8 مليون وحدة من "سويتش 2" خلال الأسابيع السبعة الأولى من طرحها للبيع في الخامس من يونيو، وأبقت على توقعاتها لمبيعاتها عند 15 مليون وحدة للعام المالي الذي بدأ في أبريل. تتميز المنصة الجديدة، التي يبلغ سعرها 450 دولارًا، بشاشة أكبر وقدرة معالجة رسومات أقوى، كما تتيح للمستخدمين الدردشة ومشاركة شاشة ألعابهم عبر الإنترنت.
البورصة
منذ 26 دقائق
- البورصة
هل حان وقت الذهب فى ظل الأوقات الاقتصادية الغامضة؟
أكاش دوشي: 'إنه المال التاريخي.. يعود تاريخه إلى آلاف السنين كأصل حقيقي'. تحت مبنى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مانهاتن بنيويورك، يقع أكبر مخزون معروف من الذهب في العالم. ورغم أن الولايات المتحدة قد تخلت عن معيار الذهب بشكل كبير خلال الكساد الكبير ، وأعلنت نخليها عنه رسميًا في السبعينات، إلا أن خزينة الذهب الشهيرة في الاحتياطي الفيدرالي تحتوي على حوالي 6,331 طنًا متريًا من الذهب، أي ما يعادل حوالي 507 آلاف سبيكة. هذا المخزون يكفي لأكثر من مليار ميدالية ذهبية أولمبية (التي هي في الواقع مصنوعة أساسًا من الفضة)، وحوالي 750 ألف وعاء من الذهب المنتظر في نهاية كل موسم. كما يمكن إنفاق 694 مليار دولار في كوستكو لشراء سبائك الذهب التي تزن أونصة واحدة، رغم أن السبيكة التي يبلغ سعرها 3,410 دولارات غير متوفرة حاليًا. يواجه سعر الذهب تقلبات، لكن اعتبارًا من يوليو 2025، يمكن تقدير القيمة السوقية لجميع الذهب المخزن في خزينة بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بين 470 مليار دولار و680 مليار دولار، وذلك اعتمادًا على السعر الحالي للذهب الذي سجل أعلى مستوى له هذا العام، حسب ما أوضحته صحيفة 'يو إس أيه توداي' الأمريكية. من يملك الذهب المتواجد في خزينة الاحتياطي الفيدرالي؟ لكن لا يملك بنك الاحتياطي الفيدرالي أيًا من هذا الذهب، ومعظمه ليس أمريكيًا. ففي عام 2021، أفادت وزارة الخزانة الأمريكية أنها تخزن فقط حوالي 13.4 مليون أونصة 'تروي' من الذهب الخالص، أي حوالي 416 طنًا متريًا. والبقية تعود إلى حكومات أجنبية وبنوك مركزية أخرى ومنظمات دولية رسمية، التي تثق في بنك الاحتياطي الفيدرالي للاحتفاظ به تحت الأرض على عمق 80 قدمًا. في الواقع، تعتبر خزينة بنك الاحتياطي الفيدرالي واحدة من أكثر المنشآت أمانًا في العالم، وتنفيذ عملية سرقة هناك سيكون أمرًا شبه مستحيل. وتخزن الولايات المتحدة ، الذهب في أماكن أخرى أيضًا، إذ يقع أكبر مخزن للذهب المملوك للولايات المتحدة في فورت نوكس بولاية كنتاكي، حيث يضم حوالي 147.3 مليون أونصة تروي من الذهب الخالص، أي حوالي 4,583 طنًا متريًا. وتحتفظ دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا أيضًا بكميات كبيرة من احتياطيات الذهب. لماذا يفضل الناس الذهب؟ بعيدًا عن لمعانه، يرى بعض المستثمرين والبنوك المركزية والحكومات أن الذهب هو أصل جذاب يعزز الثقة، حتى في الأوقات الاقتصادية الغامضة. قال أكاش دوشي، رئيس استراتيجية الذهب العالمية لدى 'ستيت ستريت إنفستمنت مانجمنت': 'إنه المال التاريخي.. يعود تاريخه إلى عدة آلاف من السنين كأصل حقيقي .. ويرجع إلى العصور التوراتية، حيث كان أحد الهدايا من الرجال الحكماء الثلاثة'. في الوقت الحالي، ورغم أن الذهب لا يستخدم كوسيلة دفع واسعة النطاق، إلا أنه يعد أصلاً سائلاً للغاية لا يحمل خطرًا ائتمانيًا معينًا ولا يتم التحكم فيه مباشرة من قبل أي بنك مركزي، وفقًا لجوي كافاتوني، كبير الاستراتيجيين السوقيين لأمريكا في 'مجلس الذهب العالمي'. لكن بعض المستثمرين لا يزالون يرونه 'مالاً حقيقيًا'، شيء لا يمكن طباعته، وتحوطًا ضد التقلبات الاقتصادية والسوقية. لماذا ارتفع الطلب على الذهب؟ بينما لا يزال الدولار أو اليورو، بعيدين عن الزوال قريبًا، قال دوشي إن الطلب على الأصول الحقيقية التي تكمل العملات الورقية ارتفع في العقود القليلة الماضية، حيث زاد الدين العالمي وحصة الحكومات في هذا الدين. عام 2024، تجاوز الذهب اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي بعد الدولار الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن البنك المركزي الأوروبي في يونيو. ذكر دوشي الأزمة المالية لعام 2008، وحرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، والتحولات في التحالفات التجارية مثل إعادة ترتيب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والعقوبات الموسعة كعوامل ساعدت في زيادة اهتمام بعض البنوك المركزية بالذهب، إذ يسعى البعض لتحقيق الاستقرار وسط الصدمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية. قال كافاتوني، إن إقدام وكالات التصنيف الائتماني الأخيرة، على خفض تصنيف الائتمان الأمريكي والمخاطر المرتبطة بالاحتفاظ بالسندات الأمريكية قد تكون في أذهان الناس، مضيفًا أن كثيرا من الطلب المتزايد يأتي من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة. قفزات الذهب منذ بداية عام 2024 أوضح كافاتوني أن الذهب يتم تقييمه بشكل أعلى عندما يكون هناك عدم وضوح في السوق وارتفاع في حالة عدم اليقين، مضيفًا أن 'هذا هو العالم الذي نعيش فيه الآن'. وأضاف: 'عندما تفكر في مستوى الاحتياطيات المطلقة، فهي لا تزال منخفضة للغاية مقارنة بالنسبة المئوية من الاحتياطيات الإجمالية. وأعتقد أن هناك فرصة لهم للاستمرار في النمو، لكنني أعتقد أننا نرى في بيانات الربع الثاني وفي بعض التصريحات الأخرى أنهم يراقبون عن كثب أداء الذهب وكيف سيبدو'.
