
أسهم العملات المشفرة تقفز بعد توقيع ترمب قانوناً تاريخياً لتنظيمها
وأقرّ ترمب قانون «جينيوس»، في وقت متأخر من مساء الجمعة، مانحاً الصناعة إطاراً تنظيمياً طال انتظاره، يُضفي طابعاً شرعياً أكبر على سوق العملات الرقمية التي تواجه منذ سنوات ضغوطاً تنظيمية متصاعدة. وقد صوّت مجلس النواب الأميركي على المشروع بأغلبية 308 أصوات مقابل 122، بدعم من معظم الجمهوريين ونحو نصف أعضاء الحزب الديمقراطي، بعد أن نال موافقة مجلس الشيوخ في وقت سابق، وفق «رويترز».
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن التكنولوجيا الجديدة «ستعزّز مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية، وتوسع نطاق الوصول إلى الاقتصاد الأميركي، وتزيد الطلب على سندات الخزانة التي تُستخدم لدعم العملات المستقرة».
وفي رد فعل مباشر، ارتفعت عملة «البتكوين» -أكبر عملة مشفرة في العالم- بنسبة 1 في المائة تقريباً يوم الاثنين، لكنها لا تزال تُتداول دون أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 123.153 ألف دولار، الذي سجلته الأسبوع الماضي. في حين قفز سعر «الإيثريوم» إلى 3.783.2 ألف دولار، ليقترب من أعلى مستوياته منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، مدعوماً بتوقعات تحول المستثمرين نحو العملة المشفرة الثانية عالمياً؛ بهدف تحقيق العائد من خلال منصات التمويل اللامركزي، خصوصاً بعد أن حظر القانون الجديد تقديم الفوائد على العملات المستقرة الخاضعة للتنظيم، حسب ما أفاد به «دويتشه بنك».
مجسمات لعملات مشفرة في صورة توضيحية (أرشيفية - رويترز)
وفي أسواق الأسهم، سجلت شركات التكنولوجيا والعملات المشفرة مكاسب ملحوظة. وارتفعت أسهم شركة «بيتماين»، التي يُعد الملياردير التكنولوجي، بيتر ثيل، مستثمراً رئيسياً فيها، ويرأس مجلس إدارتها، توم لي، من مؤسسة «فاندسترات»، بنسبة 5.3 في المائة. وارتفعت أيضاً أسهم شركات أخرى قابضة لـ«الإيثر»؛ مثل: «بيت ديجيتال»، و«بي تي سي إس»، و«شاربلينك للألعاب»، بمعدلات تتراوح بين 3.1 في المائة و12.6 في المائة.
من جهتها، ارتفعت أسهم شركة «سيركل إنترنت»، المُصدّرة للعملات المستقرة، بنسبة 1.9 في المائة، في حين سجّل سهم منصة تداول العملات الرقمية «كوينبيس غلوبال» ارتفاعاً بنسبة 2 في المائة. أما سهم «غايم سكوير هولدينغز» فقد قفز بنسبة 4.6 في المائة، بعد إعلان الشركة التي تتخذ من ولاية ديلاوير مقراً لها، خططاً لبيع جزء من أسهمها لتمويل استثمارات جديدة في قطاع العملات الرقمية.
وفي تحرك مشابه، تسارعت شركات، مثل «غايم ستوب»، لإضافة العملات الرقمية إلى ميزانياتها العمومية، على غرار شركة «استراتيجي»، التي تُعد من أكبر مالكي «البتكوين» في العالم. وقد ارتفع سهمها بنسبة 2.2 في المائة يوم الاثنين، بعد مكاسب تاريخية قاربت 3000 في المائة منذ عام 2020.
كما واصلت العملات الرقمية الأخرى مسارها الصاعد، إذ بلغت «سولانا» أعلى مستوى لها منذ فبراير (شباط)، وقفز صندوق «بروشيرز ألترا سولانا» المتداول في البورصة بنسبة 16.2 في المائة.
وفي مؤشر على الزخم الذي يشهده القطاع، بلغت القيمة السوقية لسوق العملات الرقمية العالمي 4 تريليونات دولار يوم الجمعة، وفقاً لبيانات منصة «كوينجيكو».
ويُلزم القانون الجديد مُصدري العملات المستقرة بربط تلك العملات بأصول سائلة مثل الدولار الأميركي وسندات الخزانة قصيرة الأجل، مع الإفصاح الشهري العلني عن تركيبة احتياطياتهم. وتهدف هذه المتطلبات إلى تعزيز الشفافية والثقة، لا سيما لدى المؤسسات المالية والمستهلكين.
ويرى مؤيدو القانون أن إقراره يعزّز من مصداقية العملات المستقرة، ويمهّد الطريق أمام استخدامها على نطاق أوسع من قِبل البنوك وتجار التجزئة والمستهلكين في عمليات الدفع الفوري. وقدّر بنك «ستاندرد تشارترد» في وقت سابق من العام أن سوق العملات المستقرة -التي تُقدّر قيمتها حالياً بأكثر من 260 مليار دولار، حسب بيانات «كوينجيكو»- قد تصل إلى تريليونَي دولار بحلول عام 2028 بموجب الإطار الجديد.
ويأتي توقيع القانون تتويجاً لحملة ضغط مكثفة قادها قطاع العملات المستقرة الذي أنفق أكثر من 245 مليون دولار خلال الانتخابات الأخيرة لدعم مرشحين مؤيدين للعملات الرقمية، بمن فيهم ترمب نفسه، حسب بيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية. وقال ترمب خلال مراسم التوقيع: «تعهدت بإعادة الحرية والقيادة الأميركية، وجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة في العالم، وقد أوفينا بهذا الوعد».
وعلى الرغم من ذلك أثار القانون انتقادات من الديمقراطيين وبعض النشطاء، الذين رأوا أنه كان ينبغي أن يتضمّن قيوداً إضافية، مثل منع شركات التكنولوجيا الكبرى من إصدار عملاتها المستقرة الخاصة، وفرض ضوابط أقوى لمكافحة غسل الأموال، وحظر مُصدري العملات المستقرة من خارج الولايات المتحدة.
وقال نائب المدير التنفيذي لمنظمة الشفافية الدولية في الولايات المتحدة، سكوت غريتاك: «بفشله في سد الثغرات المعروفة وحماية البنية التحتية للدولار الرقمي الأميركي، يهدّد هذا القانون بتحويل النظام المالي الأميركي إلى ملاذ آمن للمجرمين والأنظمة المعادية».
متداولون يعملون في بورصة نيويورك فيما تُعرض مراسم توقيع قانون تنظيم العملات المستقرة على الشاشة 18 يوليو 2025 (أ.ب)
من المتوقع أن يؤدي القانون إلى تعزيز الطلب على سندات الخزانة الأميركية، نظراً إلى أن مُصدري العملات المستقرة سيكونون ملزمين بشراء مزيد من أدوات الدين قصيرة الأجل لضمان تغطية أصولهم.
وتتطلّع العديد من شركات العملات المشفرة، بما في ذلك «سيركل» و«ريبل»، إلى الحصول على تراخيص مصرفية، ما يُتيح لها تجاوز الوسطاء وتقليص التكاليف التشغيلية. في الوقت نفسه، تُجري البنوك الأميركية الكبرى مناقشات داخلية لاستكشاف فرص التوسع في مجال الأصول الرقمية، وفق ما أوردته «رويترز» في مايو (أيار)، لكن تلك الخطوات تظل حذرة ومحدودة، وتقتصر على مشروعات تجريبية أو شراكات أولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 28 دقائق
- صحيفة سبق
رغم ارتكابها مجازر يومية ضد جوعى غزة.. "الشيوخ" الأميركي يرفض وقف صفقة تسليح لإسرائيل
في قرار أثار غضباً واسعاً، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، مبادرة لوقف بيع أسلحة بقيمة 675 مليون دولار لإسرائيل، تشمل قنابل وبنادق هجومية أوتوماتيكية، تستخدم في عمليات عسكرية تودي بحياة مدنيين فلسطينيين، بما في ذلك جوعى يبحثون عن الطعام، وقاد المبادرة السيناتور بيرني ساندرز، وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، حيث تُرتكب مجازر يومية وتتفاقم الأزمة الإنسانية، ويعكس التصويت انقساماً متزايداً بين الديمقراطيين، مما يكشف توترات حول استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل. وأظهر التصويت دعماً غير مسبوق لمقترح ساندرز، حيث صوت 27 سيناتوراً ديمقراطياً لصالح وقف بيع البنادق الهجومية، و24 لوقف بيع القنابل، مقارنة بـ18 صوتاً في نوفمبر الماضي، ويعكس هذا التحول استياءً متزايداً من استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية في قتل مدنيين، بما في ذلك هجمات استهدفت جوعى يتجمعون حول شاحنات المساعدات، وساندرز، المستقل من فيرمونت، أكد أن الشعب الأمريكي "سئم إنفاق المليارات على حكومة إسرائيلية تجوّع الأطفال وتقتل المدنيين"، وفقًا لـ"أسوشيتد برس". وأشارت تقارير دولية إلى أن غزة تواجه "مجاعة كارثية"، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يعرقل توزيع المساعدات ويستهدف المدنيين، مما يفاقم معاناة السكان الذين يواجهون الجوع والدمار. ورفض جميع السناتورات الجمهوريين، بقيادة السيناتور جيم ريش، قرارات ساندرز، محمّلين حماس مسؤولية النزاع، وزعم ريش أن "حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية وتسرق المساعدات"، مدافعاً عن استمرار الدعم العسكري لإسرائيل كوسيلة لـ"تدمير حماس"، لكن هذا الموقف يتجاهل التقارير التي توثق استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية في هجمات تودي بحياة مدنيين، بما في ذلك أطفال ونساء يبحثون عن الإغاثة. ورغم إعلان إسرائيل عن هدن إنسانية وإنزال جوي للمساعدات، أكدت الأمم المتحدة أن الأوضاع لم تتحسن، حيث تُعرقل العمليات العسكرية توصيل الإغاثة، وتتعرض شاحنات المساعدات لهجمات أو نهب بسبب اليأس، والديمقراطيون، في خطوة رمزية، ألقوا خطابات في مجلس الشيوخ لتسليط الضوء على الأطفال الذين يموتون جوعاً، داعين إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى توسيع المساعدات عبر منظمات ذات خبرة. ودعا السيناتور تشاك شومر إلى زيادة عاجلة للمساعدات، لكنه صوت ضد القرار، مؤكداً أن دعم إسرائيل يرتبط بالشعب الإسرائيلي، لكن أصواتاً ديمقراطية بارزة، مثل السيناتور باتي موراي، عارضت بيع الأسلحة، معتبرة أن سياسات حكومة نتنياهو غير مقبولة لتسببها في قتل المدنيين. ووصف السيناتور ديك دوربين التصويت ضد إسرائيل بـ"المؤلم"، لكنه أشار إلى أن سياسات نتنياهو تتسبب في "موت غزة جوعاً" عبر هجمات تستهدف المدنيين، وهذا الانقسام بين الديمقراطيين يكشف تحولاً محتملاً في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، مع تصاعد الغضب من استخدام الأسلحة الأمريكية في مجازر يومية.


العربية
منذ 28 دقائق
- العربية
"استراتيجي" تشتري 21 ألف عملة بيتكوين على متوسط سعر 117 ألف دولار
كشفت شركة "Strategy" الأميركية، المملوكة لرائد الأعمال مايكل سايلور، عن استحواذها على أكثر من 21 ألف عملة بيتكوين في أحدث توسع لمحفظتها الرقمية، بصفقة بلغت قيمتها نحو 2.5 مليار دولار، وذلك بمتوسط سعر شراء بلغ 117 ألف دولار للعملة الواحدة. وجاءت عملية الشراء عقب إصدار الشركة السلسلة الرابعة من أسهمها الممتازة (STRC)، والتي تمثل أكبر طرح عام أولي (IPO) في الولايات المتحدة خلال العام الجاري. وساهمت هذه الخطوة التمويلية في توسيع أصول الشركة من البيتكوين، لتتجاوز حالياً 628 ألف عملة، بقيمة سوقية إجمالية تفوق 75 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر الجهات المؤسسية المالكة للعملة المشفرة عالميًا. انتعاش متزايد ويأتي هذا التوسع في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية انتعاشًا متزايدًا واهتمامًا مؤسسيًا غير مسبوق، لا سيما من الشركات المدرجة في البورصات الأميركية. وفي تطور لافت، من المتوقع أن يعلن البيت الأبيض خلال الساعات المقبلة عن تفاصيل قانون جديد لإنشاء "احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة"، في خطوة تهدف إلى تنظيم القطاع وتقليل تقلباته، مع التركيز على عملة البيتكوين كأصل احتياطي محتمل ضمن منظومة الأصول المالية الوطنية. ومن شأن مثل هذا القرار – حال صدوره رسميًا – أن يعزز من شرعية الأصول الرقمية ويعطي دفعة قوية للأسواق والمؤسسات المستثمرة فيها.


العربية
منذ 41 دقائق
- العربية
استطلاع: 14% فقط من البالغين في أميركا يمتلكون عملات مشفرة
أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة غالوب أن 14% فقط من البالغين في الولايات المتحدة يمتلكون عملات مشفرة ، في حين ذكر 60% من المشاركين أنهم غير مهتمين مطلقًا بهذا النوع من الاستثمار. وأشار الاستطلاع إلى وجود فجوة ديموغرافية واضحة في سوق العملات المشفرة، حيث تبيّن أن الرجال الأصغر سنًا وذوي الدخل المرتفع هم الأكثر ميلًا لامتلاكها، في المقابل تبقى النساء، وكبار السن، وذوو الدخل المنخفض أقل تمثيلًا في هذا المجال. وجاء في التقرير أن سهولة شراء العملات المشفرة لم تؤدِّ بالضرورة إلى زيادة الإقبال عليها، إذ لا تزال غالبية الأميركيين مترددة في دخول هذا السوق، رغم تحسّن البيئة التنظيمية ووجود رئيس أميركي مؤيّد للعملات المشفرة في البيت الأبيض.