
رضا الشكندالي: على تونس أن تتصرف بدبلوماسية ذكية توازن بين المبادئ الوطنية والمصالح الاقتصادية
خلفيات القرار
وأوضح الشكندالي في فقرة Arrière-Plan من برنامج صباح الورد أن القرار الأمريكي يأتي في سياق إعادة ترتيب التوازنات التجارية العالمية ومحاولة ترامب كبح ما يعتبره ممارسات تجارية غير عادلة. وأضاف أن الرسوم تشمل دولاً تربطها علاقات تجارية معتبرة بالصين، أو سعت في السنوات الأخيرة إلى الاقتراب من مجموعة "البريكس" ، وهو ما ينطبق جزئياً على تونس نتيجة علاقاتها المتزايدة مع الجزائر وتركيا والصين.
كما لم يستبعد الشكندالي أن يكون الموقف السياسي لتونس من القضية الفلسطينية، وخاصة قافلة "الصمود إلى غزة" التي انطلقت من تونس ، أحد العوامل غير المعلنة وراء هذا الضغط الأمريكي.
التأثيرات الاقتصادية المباشرة
من حيث الأرقام:
* صادرات تونس إلى الولايات المتحدة بلغت 2 مليار دينار في سنة 2024، أي ما يعادل 3.2% فقط من إجمالي الصادرات التونسية.
* واردات تونس من الولايات المتحدة قاربت 1.8 مليار دينار.
* العجز التجاري مع الولايات المتحدة لا يتجاوز 216 مليون دينار.
* الصادرات موجهة أساساً إلى أوروبا (أكثر من 43 مليار دينار).
لكن، بحسب الشكندالي:
"تداعيات القرار ليست كبيرة من حيث الحجم الجملي للمبادلات، لكنها حرجة على مستوى القطاعات التي تصدّر إلى السوق الأمريكية مثل التمور وزيت الزيتون والنسيج والملابس والجلد."
وأشار إلى أن فرض هذه الرسوم قد يُضعف التنافسية ويؤدي إلى انسحاب مستثمرين أجانب نحو بلدان بديلة مثل المغرب، حيث الرسوم أقل (10%).
البعد السياسي والتفاوضي
حسب تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض، تم تأجيل تنفيذ الرسوم إلى 1 أوت لإتاحة فرصة للتفاوض. وعلّق الشكندالي قائلاً:
"فرصة قصيرة زمنياً ومحدودة، لكنها تفتح المجال لتفاوض متعدد الأبعاد، يشمل ملفات سياسية وتجارية واستثمارية."
ورجّح أن تطالب الولايات المتحدة بـ:
* معاملة جمركية تفضيلية شبيهة باتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
* تحسين مناخ الأعمال في تونس لجذب استثمارات أمريكية مباشرة.
* مراجعة الاتفاقيات التجارية التونسية ، خاصة مع شركاء تسجل معهم تونس عجوزات ضخمة (الصين، تركيا، الجزائر).
توصيات وتقييم استراتيجي
دعا الشكندالي الحكومة التونسية إلى:
* تحرك دبلوماسي عاجل خلال فترة التفاوض القصيرة.
* تحسين مناخ الاستثمار من خلال تبسيط الإجراءات والتشريعات.
* إعداد استراتيجية جديدة للتجارة الخارجية تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيو-اقتصادية العالمية.
* دعم مباشر للقطاعات الفلاحية المصدرة المتضررة من هذه الرسوم، خاصة التمور وزيت الزيتون، حفاظاً على تموقعها في السوق الأمريكية.
قراءة في وضع الدينار والعملة الصعبة
أكد الشكندالي أن تحسن العائدات السياحية والتحويلات من التونسيين بالخارج ساهم في تعزيز الموجودات من العملة الصعبة، ما قد يخفف جزئياً من تأثير القرار الأمريكي. لكنه حذر من أن الفشل في التفاوض قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي يرفع نسب الفائدة، ويؤثر سلباً على قيمة الدولار والاقتصاد التونسي برمّته.
"الرسوم الجمركية الأمريكية على تونس ليست مجرد إجراء اقتصادي، بل هي رسالة سياسية ضمن صراع النفوذ الدولي، وعلى تونس أن تتصرف بدبلوماسية ذكية توازن بين المبادئ الوطنية والمصالح الاقتصادية."
هكذا ختم رضا الشكندالي تحليله، مشيراً إلى أن الفرصة متاحة، لكن ضيقة، وعلى تونس أن تتحرك سريعًا قبل 1 أوت 2025.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

منذ 13 دقائق
مواطن ضعف الميزان التجاري التونسي مجموعات ودول بعينها تزيد من متاعبه
الخلاص دون جدوى لتقليص العجز التجاري وتتآلف ظروف محلية وعالمية لتشكل تيار معاكس لوضع الميزان التجاري التونسي في انتظار انفراج لا يبدو ممكن على الآماد القصيرة والمتوسطة. كان حجم الصادرات خلال السداسي الاول نحو 31.8 مليار دينار فيما كان حجم الواردات في حدود 41.7 مليار دينار ، إن تطور الواردات بنسق أسرع من الصادرات يجعل اختلال الميزان التجاري مستمرا حيث بلغ 9.9 مليار دينار مسجل تطورا ب .23.5% مقارنة بالعام الفارط فالعجز مستمر تحت تأثير العوامل ذاتها ولسنوات فتواصل ارتفاع واردات المواد الأولية والطاقية من نفط وغاز يزيد من تدهور العجز التجاري إذ يمثل العجز الطاقي يمثل 52.7% من العجز الجملي وتمثل المواد الأولية والنصف مصنعة 32.9%من العجز الجملي مواد التجهيز تمثل 16% من العجز التجاري الجملي . وفق نشرية التجارة الخارجية لشهر جوان 2025 للمعهد الوطني للإحصاء. وفي الوقت الذي تركز فيه الإجراءات الهادفة إلى ترشيد الواردات على التحكم في توريد المواد الاستهلاكية فان النشرية تكشف عن أن المواد الاستهلاكية تمثل 6.7% من العجز التجاري الجملي ان تركيبة العجز التجاري تنقسم الى مساهمة كبيرة لمجموعات بعينها على غرار المواد الطاقية التي تتصدر اكثر المواد مساهمة في العجز التجاري التونسي تأثرا بارتفاع الواردات نتيجة ضعف الانتاج المحلي الذي يسجل من سنة الى اخرى تراجعا هذا التراجع ينتج عنه مزيد من المشتريات في ظل سوق عالمية متقلبة. والى جانب المساهمة مواد بعينها هناك دول تعد الاكثر مساهمة في العجز فمنذ سنوات تستمر الصين في كونها الأكثر مساهمة في العجز التجاري التونسي اذ تساهم بنحو 56% من العجز التجاري الجملي في ظل اختلال واضح بين الصادرات والواردات. من جهة أخرى وفي ظل سياق الحديث الأمريكي عن أن تسجيلها لعجز تجاري مع تونس وهو من أسباب الترفيع في الرسوم الجمركية على السلع التونسية المتجهة إلى أمريكا بنسبة 25% مطلع شهر أوت القادم فان نتائج التجارة الخارجية تكشف عن عجز تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية ب254 مليون دينار . وبغض النظر عن هذه الهنات ونقاط الضعف التي يواجهها الميزان التجاري نتيجة عدم تسجيل تقدم في طرق المعالجة من زيادة الإنتاج بهدف تنويع الصادرات والنجاح في تقييد التوريد العشوائي فان اتساع عجز الميزان التجاري من متاعب الميزان الجاري ويحد من التأثير الايجابي لتطور عائدات السياحة ومداخيل الشغل. لذلك يظل العجز التجاري هو المتحكم في الميزان الجاري .


جوهرة FM
منذ 2 ساعات
- جوهرة FM
وزارة الداخلية بصدد بناء 570 وحدة لمقرات الأمن والحرس الوطنيين
أفاد وزير الداخلية خالد النّوري، اليوم الإثنين، بأنّ الوزارة تعمل حاليا على تنفيذ مشروع بناء 570 وحدة لمقرات الأمن والحرس الوطنيين موزّعة على كامل جهات الجمهورية "من أجل تحسين الخدمات وتقريبها من المواطن ومكافحة الجريمة". وأضاف النوري، لدى استعراضه اليوم الإثنين برامج عمل الوزارة في جلسة حوار مع نواب المجلس الوطني للجهات والأقاليم، أنّ الوزارة خصصت اعتمادات تبلغ 242 مليون دينار من أجل تحسين الطرقات البلدية، فضلا عن تخصيص مبلغ 410 ملايين دينار في شكل مساعدات للبلديات المحدثة، ملاحظا أن نسبة تنفيذ المشاريع في هذه البلديات بلغت حوالي 78 بالمائة. وفي السياق ذاته، بيّن الوزير أنه تم إبرام صفقات لفائدة 411 مشروعا من بين حوالي 523 مشروعا للبلديات، وتم تحويل الاعتمادات بنسبة 62 بالمائة لخلاص 366 صفقة بصدد التنفيذ، مؤكدا أيضا أن 177 بلدية تنتفع حاليا ببرنامج البلديات الموسعة. وبشأن إنجاز المشاريع المعطّلة على المستوى المحلّي، قال النّوري إنّ وزارة الدّاخلية كوّنت لجانا بالشراكة مع الولاّة لتسهيل إنجاز هذه المشاريع، مضيفا أنها لجان تهم جميع المشاريع، ومنها المجال الثقافي والتربية والصحة والفلاحة والتجهيز. وأوضح أنه لجان مهمتها تحسين نجاعة إنجاز المشاريع وحلّ الاشكاليات التي تعترضها، سواء كانت اشكاليات عقارية أو إجرائية أو فنية والتشخيص العميق وتقديم الحلول. وتمكنت هذه اللجان، وفق وزير الداخلية، من المساهمة في إنهاء وتسليم 368 مشروعا، فضلا عن المساعدة في تجاوز الصعوبات لـ403 مشاريع، مبرزا أنّ الوزارة تعمل حاليا على تحسين الإطار القانوني والمؤسساتي لمؤسسة الوالي ومساعديه لتتلاءم مع مقتضيات الدّستور.


Babnet
منذ 5 ساعات
- Babnet
"الحصاد تحت السيطرة": موسم الحبوب في تونس يسجّل أرقامًا مطمئنة رغم الصعوبات المناخية
في مداخلة إذاعية عبر برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم ، قدّم عز الدين الشلغاف ، المدير العام للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة، قراءة شاملة حول واقع موسم الحبوب لسنة 2025 ، مؤكدًا على استقرار المؤشرات ومحدودية الأضرار رغم تحديات الحرائق المفاجئة والأمطار الصيفية. أوضح الشلغاف أن نسبة تقدم موسم الحصاد بلغت حوالي 85% على المستوى الوطني، حيث تم إلى حدود يوم 12 جويلية تجميع نحو 10.32 مليون قنطار ، منها: * 570 ألف قنطار من البذور الممتازة * 9.75 مليون قنطار من الحبوب المخصصة للاستهلاك كما أشار إلى أن موسم الحصاد ما يزال متواصلاً ، رغم انتهاء الآجال الخاصة بـ"منحة التسليم السريع" للشعير التي تم تمديدها إلى غاية 15 جويلية ، لتيسير تسويق المحاصيل وحمايتها من التقلبات المناخية. إنتاج قياسي منذ سنوات تحدث المدير العام للإنتاج الفلاحي عن ارتفاع في إجمالي الإنتاج الوطني من الحبوب هذا الموسم إلى نحو 20 مليون قنطار ، مقابل متوسط سنوي يقدّر بـ16 مليون قنطار في المواسم السابقة، مما يُعدّ رقمًا متميّزًا مقارنة بالسنوات الأخيرة التي شهدت تقلبات مناخية صعبة. تحديات الحرائق والأمطار: استجابة ناجعة رغم تسجيل عدد من الحرائق، شدد الشلغاف على أن عمليات التدخل كانت سريعة وفعالة ، بفضل التنسيق بين الحماية المدنية والإدارة العامة للغابات والمزارعين أنفسهم. أما بخصوص الأمطار المفاجئة، فقد أشار إلى أنها لم تُسجّل تأثيرات سلبية تُذكر، خاصة بعد تعزيز إمكانيات الوقاية والتخزين. قدرات الخزن والتجميع: تطعيم إضافي لمنظومة السلامة أكد المسؤول بوزارة الفلاحة أنه تم توفير إمكانيات إضافية لـ: * التجميع: رفع الطاقة إلى 8 ملايين قنطار على مستوى مراكز التجميع * التخزين: تأمين إمكانيات خزن إضافية بنحو مليون قنطار عبر آلية الكراء وهو ما ساهم في حماية المنتوج الوطني وتفادي الضغط اللوجستي رغم "صعوبة الموسم"، على حد تعبيره. تقليص التوريد ودعم السيادة الغذائية في ختام مداخلته، ثمّن عز الدين الشلغاف الجهود الوطنية في هذا القطاع، معتبرًا أن ارتفاع الإنتاج الوطني من شأنه أن يحد من التوريد ويعزز الاستقلالية الغذائية لتونس. كما اعتبر أن هذا الإنجاز "ثمرة تعاون فعّال بين كل المتدخلين من هياكل رسمية ومزارعين ومؤسسات دعم". تقييم عام: موسم ناجح رغم التحديات رغم ما وُصف بـ"الموسم غير السهل"، إلا أن التقييم العام يُجمع على أن تونس تمكنت من إدارة موسم الحبوب بكفاءة عالية واستباقية فعّالة ، في انتظار الحصيلة النهائية التي من المرتقب أن تؤكد تسجيل إنتاج وطني قياسي هو الأكبر منذ سنوات.