logo
مفارقات العلاقة بين دمشق وواشنطن

مفارقات العلاقة بين دمشق وواشنطن

العربي الجديدمنذ 18 ساعات
لا نملك معطيات كافية لفهم طبيعة الدور الذي لعبته إدارة الرئيس الأميركي السابق بايدن، في التحولات العميقة التي شهدتها سورية في الهزيع الأخير من العام الماضي، لكنّنا بتنا، مع ذلك، نعرف أن المفاوضات ظلت مستمرّة مع نظام الأسد، بوساطة عُمانية، حتى بعد سيطرة فصائل المعارضة على حلب، بحسب تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. تضمن العرض استعداد إدارة بايدن لسحب القوات الأميركية من مناطق شرق الفرات إذا وافق الأسد على فكّ تحالفه مع إيران، وأوقف خط إمداد حزب الله عبر سورية. لكن إدارة بايدن، وفيما كانت تغري الأسد بالانقلاب على حلفائه، كانت تمنع، في الوقت نفسه، المليشيات العراقية (جماعة الحشد الولائي) من عبور الحدود لدعم نظامه الذي تهاوى بسرعة صدمت حتى إدارة بايدن نفسها بشهادة كبار مسؤوليها (وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن). سوف تُبدي لنا الأيام، بالتأكيد، تفاصيل إضافية تساعد في رسم صورة أكثر وضوحاً لمجريات الأيام الـ 12 التي هزّت سورية والمشرق، لكن الواضح أن إدارة بايدن لزمت الحذر في التعامل مع "زلزال" سقوط نظام الأسد، ووصول هيئة تحرير الشام إلى الحكم في دمشق، ولم تشأ تقييد خلفها بسياسة معينة تجاه دمشق.
خلال الشهور الثلاثة الأولى من حكمها، لم تبدِ إدارة ترامب اهتماماً كبيراً بسورية، حتى إنّ ترامب نفسه لم يذكرها سوى مرّة أو اثنتين عرضاً، وكملف ملحق بقضايا إقليمية أكثر أهمية بالنسبة إليه، أبرزها عندما أبدى خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطلع إبريل/ نيسان الماضي، في البيت الأبيض، استعداداً للوساطة في الصراع بين حليفيه في أنقرة وتل أبيب حول سورية، كاشفاً أنه قال لأردوغان "أعرف أنك أنت من أخذ سورية". كان واضحاً خلال هذه الفترة وجود تيارين داخل إدارة ترامب يتنازعان السياسة حول سورية؛ الأول تعبّر عنه وزارة الخارجية، ويرى بضرورة منع انزلاق سورية إلى الفوضى، وإعطاء إدارة دمشق الجديدة فرصة لإثبات أنها تغيّرت، وقطعت مع ماضيها. والتيار الثاني يعبّر عنه الجناح الأمني في الإدارة، ويقف على رأسه سبستيان غوركا، مسؤول ملف الإرهاب في مجلس الأمن القومي، وتولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية، ويتخذ موقفاً متشكّكاً ومتشدّداً من حكّام دمشق الجدد. ساعد تدخل تركيا ودول خليجية، في مقدمتها السعودية وقطر، في ترجيح كفة وزارة الخارجية في واشنطن، من طريق التأثير على ترامب، وإقناعه بأهمية الانخراط مع دمشق، والاستثمار في التحول الكبير الذي مثله سقوط الأسد.
التغيير في الموقف الأميركي، عقب لقاء ترامب برئيس السلطة الانتقالية السورية أحمد الشرع، في زيارته الرياض في 13 مايو/ أيار الماضي، كان عميقاً وسريعاً، إذ رفعت الولايات المتحدة أو جمّدت أكثر العقوبات عن سورية، وبعضها يمتد عقوداً، وتوجت ذلك برفع هيئة تحرير الشام، أخيراً، من قائمة التنظيمات الإرهابية، التي كانت دخلتها عام 2012. لا شكّ أن الوساطات العربية الخليجية والتركية لعبت دوراً مهمّاً في تغيير موقف ترامب، لكن الواضح أيضاً أن الولايات المتحدة بدأت تدرك حجم المصالح المرتبطة بالتغيير الذي شهدته دمشق. بالنسبة إلى إدارة ترامب، وآخر همها الديمقراطية، تمثل سورية فرصة لإحداث تحوّل عميق في الشرق الأوسط لا يقلّ أهمية عن التحوّل الذي أحدثه غزو العراق عام 2003، بل هي فرصة لمحو بعض آثاره، من ذلك تفكّك الدولة المشرقية، وهيمنة جماعات ومليشيات مسلّحة يصعب السيطرة عليها، بعكس السلطات المركزية، فضلاً عن تغوّل النفوذ الإيراني، وصعود التنظيمات الجهادية ردَّ فعل عليه. السلطة الجديدة في دمشق يمكن أن تؤدي دوراً مهمّاً في الترتيب الجديد للمنطقة، وهي تبدي كل الاستعداد لذلك. طبعاً، لا يمكن أن يكتمل المشهد الجديد، بالنسبة لواشنطن، إلّا بالتطبيع مع إسرائيل، الذي قال المبعوث الأميركي، توماس برّاك، أنه أحد الشروط الخمسة لرفع العقوبات عن سورية. برّاك يتولى حاليّاً إدارة شؤون سورية ولبنان، وهو يقود التوجّه الأميركي الجديد في المنطقة، ومثل رئيسه، ترامب، يتعامل مع القضايا السياسية الحسّاسة بكثير من "الشخصنة"، بما في ذلك إفراطه في التعبير عن "مشاعر الحب" للسلطة السورية الجديدة، رغم أنه، يدرك، باعتبار جذوره المشرقية (لبنانية)، أن الكثير من الحب قد يكون مؤذياً، لكنه، يعطي، من جهة ثانية، فكرة عن مقدار التحوّل في العلاقة بين دمشق وواشنطن، من العداء إلى الاحتضان، في ستة شهور.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ذا أتلانتيك: ترامب يحرق 500 طن أغذية بـ 800 ألف دولار ويحرم منها الجياع
ذا أتلانتيك: ترامب يحرق 500 طن أغذية بـ 800 ألف دولار ويحرم منها الجياع

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

ذا أتلانتيك: ترامب يحرق 500 طن أغذية بـ 800 ألف دولار ويحرم منها الجياع

كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية، في 14 يوليو/تموز الجاري، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ، وبعد خمسة أشهر من البدء في تفكيك غير مسبوق لبرامج المساعدات الخارجية، أصدرت أوامرها بإتلاف 500 طن من الأغذية المخصصة للمساعدات الطارئة عبر إحراقها، بدلاً من إرسالها إلى المحتاجين حول العالم. وأكدت أن هذه الأغذية، وهي عبارة عن بسكويت عالي الطاقة مخصص للأطفال الصغار و ضحايا الحروب والكوارث، التي سيتم حرقها تقدر بـ 800 ألف دولار، ويتم حرقها بتكلفة 130 ألف دولار أخرى يدفعها دافعو الضرائب الأميركيون وفقاً لما ذكره للمجلة موظفو الإغاثة الفيدراليون الحاليون والسابقون. وتزامن هذا مع كشف صحيفة "الغارديان" البريطانية في 15 يوليو/تموز الجاري، أن الجمهوريين من إدارة ترامب يسابقون الزمن لإلغاء 9.4 مليارات دولار في الكونغرس مخصصة للمساعدات الخارجية، قبل الموعد النهائي الذي حدده القانون لصرفها يوم الجمعة 18 يوليو الجاري. وأكدت أن تحرك الجمهوريين في مجلس الشيوخ بهدف إقرار تشريع يخفض 9.4 مليارات دولار من الأموال التي وافق عليها الكونغرس في وقت سابق لبرامج المساعدات الخارجية، بوصفها جزءاً من حملة دونالد ترامب لخفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير. وأنه ما لم يتم إقرار مشروع القانون، المعروف باسم "حزمة الإلغاءات"، في الكونغرس، ستُجبر إدارة ترامب على إنفاق الأموال على المساعدات وهو ما لا تريده. اقتصاد عربي التحديثات الحية حملة لوقف خطر المجاعة في السودان: قصص مروعة وسط ضعف التمويل تكفي لإطعام 1.5 مليون طفل وبحسب تقرير، مجلة "ذا أتلانتيك" خصصت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مع نهاية ولايتها، حوالي 800 ألف دولار للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (التي عطل ترامب عملها) لشراء أنواع من البسكويت عالي الطاقة لتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة، الذين يعانون الجوع، والذي يستخدم أيضاً في حالات فقدان الناس منازلهم في كارثة طبيعية أو فرارهم من الحروب، وقد خزن البسكويت في مستودع بدبي، وكان من المقرر توزيعه على الأطفال هذا العام. ولكن بعد خمسة أشهر من تفكيك إدارة ترامب برامج المساعدات الخارجية، ووقف عمل الوكالة بصورة كبيرة، ومع اقتراب انتهاء صلاحية ما يقرب من 500 طن من أغذية الطوارئ، وهي كمية تكفي لإطعام حوالي 1.5 مليون طفل لمدة أسبوع، أصدرت إدارة ترامب أمراً بحرق الطعام بدلاً من إرساله إلى المحتاجين في الخارج. مجلة "ذا أتلانتيك" نقلت عن موظفين حكوميين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على الحصص، أن الطعام المخصص للأطفال في أفغانستان وباكستان سيتحول إلى رماد في أفران الحرق بدلاً من أفواه الجياع، وستباد المساعدات الأميركية بدلاً من إنقاذ الأرواح بقرار من ترامب. وبحسب المجلة تم حجز هذه الكميات المهولة في المخازن ومنع التصرف فيها حتى انتهت صلاحيتها يوم 16 يوليو/تموز الجاري، ثم تقرر حرقها، مع أنه كان من الممكن توزيعها على مليون ونصف مليون إنسان وتكفيهم لمدة أسبوع كامل، في أماكن تعصف بها المجاعة والحصار، مثل غزة. وقال خبراء اقتصاد إن القرار الأميركي بإحراق الطعام بدلاً من توزيعه لا يأتي فقط بوصفه خطوة بيروقراطية باردة، بل يعبر عن تحول خطير في فلسفة السياسة الأميركية الخاصة بالانكفاء نحو الداخل واتباع خطوات احتكارية حتى لو احترق العالم من حولها جوعاً. وأضافوا: "تموت أسر كاملة من الجياع في مخيمات النزوح، خاصة في غزة وغيرها من دول العالم، وترسم عظام الأطفال على بطونهم الخاوية، بينما يلقى بالطعام في الأفران، لا لأنه فاسد، بل لأن السياسة الاقتصادية الفاسدة التي اتبعتها إدارة ترامب قررت أنه لم يعد هناك من لا يستحق الحياة. اقتصاد الناس التحديثات الحية غزة نحو مجاعة مريرة... السلع تنفد وعائلات تنبش النفايات قصة المأساة بدأت المأساة، عندما أصدرت إدارة ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، أمراً تنفيذياً أوقفت بموجبه تقريباً جميع المساعدات الخارجية الأميركية، وحينها وجه الموظفون الفيدراليون طلبات متكررة إلى القادة السياسيين الجدد للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لشحن البسكويت طالما كان مفيداً، وفقاً لموظفي الوكالة. حيث اشترت الوكالة البسكويت بقصد أن يوزعه "برنامج الأغذية العالمي"، وفي ظل الظروف السابقة، كان مقرراً أن يسلم الموظفون البسكويت إلى الوكالة التابعة للأمم المتحدة لتوزيعه، ولكن منذ أن قامت إدارة كفاءة الحكومة التابعة لإيلون ماسك بحل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وضمها إلى وزارة الخارجية، توقفت جميع عملياتها وتم تسريح الموظفين إلا قليلاً. حيث صدرت قرارات بمنع نقل أي أموال أو مساعدات من دون موافقة الرؤساء الجدد للمساعدات الخارجية الأميركية، وتم وقف توزيع هذه المساعدات ومنها أغذية البسكويت وتخزينها حتى تلفت، بحسب الموظفين الحاليين والسابقين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقد زعم وزير الخارجية ماركو روبيو أمام لجنة المخصصات بمجلس النواب في مايو/أيار الماضي، أنه سيضمن وصول المساعدات الغذائية إلى متلقيها المقصودين قبل إفسادها، ولكن عاد ليأمر بحرق البسكويت والمساعدات الغذائية. ورغم وعود الإدارة المتكررة بمواصلة المساعدات الغذائية، وشهادة روبيو بأنه لن يسمح بهدر الطعام الموجود، لكن المزيد من الطعام ستنتهي صلاحيته قريباً. فهناك مئات الآلاف من صناديق معاجين الطعام الطارئة، التي تم شراؤها بالفعل، تتراكم عليها الغبار حاليًّا في المستودعات الأميركية، ووفقًا لقوائم جرد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشهر يناير، كان أكثر من 60 ألف طن متري من الطعام - معظمه مزروع في أميركا، وجميعه مشترى من الحكومة الأميركية - محفوظاً في مستودعات حول العالم. وشمل ذلك 36 ألف رطل من البازلاء والزيت والحبوب، التي كانت مخزنة في جيبوتي ومخصصة للتوزيع في السودان ودول أخرى في القرن الأفريقي وفق مسؤولة كبيرة سابقة في مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية. اقتصاد الناس التحديثات الحية المضاربات تُشعل أسعار أساسيات الحياة في غزة... ثمن باهظ للطحين وفي 11 إبريل/نيسان الماضي، كشفت الإذاعة الأميركية الرسمية NPR، أن الحكومة الأميركية ألغت جميع المساعدات الإنسانية لأفغانستان واليمن، وبررت وزارة الخارجية ذلك بأن "توفير الغذاء ينطوي على مخاطر تفيد الإرهابيين"، مع أنها تذهب لأطفال في معسكرات جائعين أو متضررين من الحروب. وقالت إنه كان من الممكن توزيع هذه المساعدات لبلدان أخرى يتضور أطفالها جوعاً بسبب الحرب مثل غزة والسودان حيث تغذي الحرب أسوأ مجاعة في العالم، لكن ظل البسكويت في مستودع دبي يقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها، وسيتم حرقه لأنه حتى دبي تمنع سياستها إعادة استخدام البسكويت المنتهي الصلاحية علفاً للحيوانات. وفي السنة المالية 2023، اشترت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أكثر من مليون طن متري من الغذاء من المنتجين الأميركيين، لكن وقف إدارة ترامب المساعدات الخارجية الأميركية جعل هذه الأغذية تتحول إلى رماد بدل من نقلها إلى الجياع. ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن 58 مليون شخص على مستوى العالم معرضون لخطر الجوع الشديد أو المجاعة لأنه يفتقر هذا العام إلى المال لإطعامهم. وفي 25 يونيو/حزيران الماضي، قال الرئيسان التنفيذيان للشركتين الأميركيتين اللتين تصنعان نوعاً آخر من أغذية الطوارئ للأطفال الذين يعانون سوء التغذية لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الحكومة لا تنوي شحن الأغذية التي اشترتها بالفعل (لمناطق المجاعة). وهو ما يعني أن العالم باتت تحكمه المعايير المزدوجة، وتصاغ فيه الأخلاقيات على مقاس المصالح، حتى أصبح حرق الغذاء أهون من إرساله إلى الضحايا، وفق محللين اقتصاديين وسياسيين. وأصبح مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في خطر، وأحاط الغموض بمستقبلها وتمويلها، بعد اتهام الرئيس دونالد ترامب لها يوم 2 فبراير/شباط الجاري بأنها "تدار من قبل مجموعة من المجانين المتطرفين"، ووصفها وزيره لإدارة الكفاءة إيلون ماسك بأنها " منظمة إجرامية " و"حركة سياسية يسارية راديكالية"، وتم طرد عدد من كبار موظفيها وغلق مقرها، بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" في 4 فبراير/شباط الماضي.

العملات الرقمية بين فتاوى التحريم وحملات التخويف
العملات الرقمية بين فتاوى التحريم وحملات التخويف

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

العملات الرقمية بين فتاوى التحريم وحملات التخويف

تقف العملات الرقمية الأسرع نموا في العالم شبه مشلولة في منطقتنا العربية، ملاحقة من فتاوى التحريم وحملات التخويف والملاحقات الرسمية، في الوقت الذي تشهد تطورات سريعة عالميا سواء على مستوى التداول أو التشريعات. وفي الوقت الذي كان فيه سعر بيتكوين، العملة الأشهر بين العملات المشفرة ، يسجل ارتفاعاً قياسياً أمس ويتخطى حاجز 123 ألف دولار لأول مرة في تاريخها، كانت الأجهزة الأمنية في بلادنا تنشط وتلاحق المستثمرين في تلك العملات، وتلقي القبض على ما أسمتها بتشكيلات عصابية ترتبط بالعملات المشفّرة، بين تداول ووساطة وتعدين. وفي الوقت الذي كان فيه ترامب يخرج علينا قائلاً: "يعلم الجميع أنّني ملتزم بجعل أميركا عاصمة العملات المشفّرة"، وأنه رئيس مؤيد بشدة للعملات المشفّرة، كانت النيابة العامة المصرية، تقرر حبس متهمين على خلفية اتهامهم بالاتّجار في العملات المشفّرة، وممارسة أعمال البنوك دون الحصول على التراخيص القانونية، مستندة في ذلك إلى قانون يجرم بشدة المخالفين لهذا الحظر؛ إذ تصل العقوبة إلى الحبس والغرامة التي لا تقل عن مليون جنيه ولا تتجاوز عشرة ملايين جنيه، ويمكن أن يجري تطبيق إحدى هاتين العقوبتين أو كلتيهما معاً في حال تكرار المخالفة. وفي الوقت الذي تشهد فيه واشنطن العاصمة هذه الأيام "أسبوع الكريبتو" الذي يحدّد المسار المستقبلي للإطار التنظيمي للعملات المشفرة، على نحوٍ يحمي المستهلكين والمستثمرين، ويتحرك الكونغرس بقوة لدعم خطة ترامب الرامية إلى جعل الولايات المتحدة عاصمةً للعملات الرقمية في العالم، كانت بنوكنا في المقابل تصدر تحذيرات بشأن التعامل في العملات الرقمية، وأنه يجب التعامل معها بحذر شديد؛ لما في ذلك من حماية للمستثمرين وتقليص مخاطر الاحتيال أو الخسائر المالية. العملات الرقمية هي عملة المستقبل، بعد أن فرضت نفسها وبقوّة على سوق التعاملات النقدية والتحويلات المالية عبر العالم، ووصلت قيمتها السوقية إلى 3.81 تريليونات دولار وفي الوقت الذي كان فيه مدير الوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان في الولايات المتحدة ويليام بولتي، يطلب من شركتَي التمويل العقاري "فاني ماي" و"فريدي ماك"، تقديم مقترح لإضافة العملات المشفّرة ضمن ضمانات القروض العقارية للأفراد، ويتزايد فيه اهتمام المستثمرين والمؤسّسات المالية حول العالم بالأصول الرقمية، كانت المؤسّسات الدينية ودور الإفتاء في دول المنطقة تتلقى أسئلة من نوعية : " هل شراء بيتكوين وأخواتها حرام أم حرام ؟"، بل إن بعضها حرًم وبشكل قطعي التعامل بالعملات الرقمية لأنها "أتت من عالم مجهول، ولا نعرف ما هي خوارزمياتها، وليس لها مقابل أو أصل ولا قيمة ثابتة، ولا تصدر من الجهات الحكومية، وتعد نوعاً من أنواع القمار وأشد ضرراً، وبالتالي فإنها محرمة وينبغي اجتنابها وعدم تداولها لما فيها من خطورة على المجتمع". موقف التحديثات الحية الاستثمار في بيتكوين ... حلال أم حرام؟ الحالة المصرية لا تختلف كثيراً عن الحالة العربية التي تشهد من وقت لآخر تحذيرات من الحكومات والبنوك المركزية من التعامل بالعملات الرقمية، مع خروج مزيد من الفتاوى التي تحرّم التعامل بتلك العملات الخطرة والخادعة، وصدور مزيد من التحذيرات بشأنها من البنوك المركزية ومؤسّسات النقد العربية. بل إن العديد من الجهات الرسمية في المنطقة العربية تحاول لصق كل نقيصة بتلك العملات، منها أنها باب واسع لغسل الأموال وتمويل الإرهاب وارتكاب كل الجرائم المالية من اتّجار في البشر ورقيق أبيض ومخدرات وأسلحة وآثار مهربة وغيرها. هذه الحالة الملفتة عربيا تأتي في الوقت الذي تسابق دول العالم فيه الزمن لوضع إطار تنظيمي أكثر وضوحاً لاحتضان تلك الأصول الافتراضية وفرضها على أرض الواقع، فالولايات المتحدة تدرس هذا الأسبوع ثلاثة مشروعات قوانين رئيسية لتنظيم سوق الأصول الرقمية من الجهات التشريعية في الكونغرس، وسط تدفقات غير مسبوقة على صناديق بيتكوين المتداولة في أسواق وول ستريت، وهو مطلب طال انتظاره من المستثمرين الراغبين في توفير ضمانات تحفظ حقوقهم في حال ضخ مليارات الدولارات في تلك العملات. العملات الرقمية هي عملة المستقبل، بعد أن فرضت نفسها وبقوّة على سوق التعاملات النقدية والتحويلات المالية عبر العالم، وبحسب أحدث بيانات، فقد وصلت القيمة السوقية لقطاع العملات الرقمية إلى نحو 3.81 تريليونات دولار. ومنذ انطلاق صناديق البيتكوين المتداولة في الأسواق الأميركية في يناير/كانون الثاني 2024، استقطبت تدفقات نقدية تزيد على 50 مليار دولار، كما أن دولاً عدّة اعترفت رسميا بهذه العملات ورفعت احتياطياتها النقدية من بيتكوين وغيرها. موقف التحديثات الحية جنون بيتكوين والعملات الرقمية... من يكبح فورة الأسعار؟ وكما فرضت بطاقات الدفع الإلكتروني مثل فيزا وماستر كارد وأميركان أكسبريس وداينرز كلوب نفسها لتصبح واحدة من أهم وسائل الدفع حول العالم، فإنّ العملات المشفّرة مثل بيتكوين وإيثريوم وريبل ستفرض نفسها ليس على الأسواق فحسب، بل على الحكومات والبنوك المركزية التي يجب أن تسارع لتنظيم العمل بها بما يحفظ حقوق الجميع. وربما تتحقق نبوؤة روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير"، الذي توقع وصول سعر بيتكوين إلى مليون دولار بحلول عام 2035.

استطلاع: تراجع شعبية ترامب عالمياً مقابل تحسن صورة شي جين بينغ
استطلاع: تراجع شعبية ترامب عالمياً مقابل تحسن صورة شي جين بينغ

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

استطلاع: تراجع شعبية ترامب عالمياً مقابل تحسن صورة شي جين بينغ

أظهرت دراسة استقصائية جديدة أجراها مركز بيو للأبحاث أن النظرة إلى الصين ورئيسها شي جين بينغ تحسنت في العديد من دول العالم، في حين تدهورت النظرة إلى الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب. وأوضحت نتائج استطلاع، شمل 24 دولة، أن الفجوة في الرأي العام العالمي بين القوتين العظميين وقادتهما أصبحت أضيق مما كانت عليه منذ عام 2020، في تحول كبير عن السنوات الأخيرة التي كانت فيها الولايات المتحدة ورئيسها السابق جو بايدن يحظيان بآراء أكثر إيجابية من الصين ورئيسها. وكشف الاستطلاع أن الولايات المتحدة حظيت بتقدير أكبر من الصين في ثماني دول، بينما نالت الصين آراء أكثر إيجابية في سبع دول، وكانت النظرة متقاربة بين الدولتين في الدول المتبقية. ولم يقدم المركز تفسيرات قاطعة لهذا التغير، لكن لورا سيلفر، نائبة مدير الأبحاث في المركز، قالت إنه من الممكن أن تتغير نظرة الشعوب إلى دولة ما عندما تتغير نظرتهم إلى قوة عظمى أخرى. وأضافت: "عندما تبدو الولايات المتحدة شريكاً أقل موثوقية، وعندما تكون لدى الناس ثقة محدودة، مثلا، في قدرة ترامب على قيادة الاقتصاد العالمي، فقد تبدو الصين مختلفة في نظر بعضهم". وأشارت سيلفر إلى أن السياسات الصينية المتعلقة بحقوق الإنسان وتعاملها مع جائحة كورونا، والتي كانت من أسباب النظرة السلبية السابقة تجاهها، قد لا يكون لها التأثير نفسه الآن. وفي سياق متصل، اتهم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين هذا الأسبوع إدارة ترامب بالتنازل عن النفوذ العالمي للصين، من خلال إغلاق برامج المساعدات الخارجية، وفرض رسوم جمركية على الحلفاء، والتضييق على الجامعات النخبوية، وفرض قيود على منح التأشيرات للطلبة الدوليين. ووفقا لنتائج استطلاع بيو، فإن 35% فقط من المواطنين في عشر دول ذات دخل مرتفع مثل كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لديهم آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة، انخفاضا من 51% في العام الماضي. رصد التحديثات الحية استطلاعات رأي: قصف إيران لم يحسّن شعبية ترامب المتراجعة وفي المقابل، قال 32% إن لديهم آراء إيجابية تجاه الصين، بارتفاع عن 23% في العام الماضي. وأعرب 24% فقط عن ثقتهم في ترامب، مقارنة بـ53% أعربوا عن ثقتهم في بايدن العام الماضي. أما الرئيس الصيني شي جين بينغ فحقق تحسنا طفيفا، إذ أعرب 22% في هذه الدول الغنية عن ثقتهم فيه، مقارنة بـ17% في العام الماضي. لكن الوضع كان مختلفًا في إسرائيل، حيث أظهر الاستطلاع أن الإسرائيليين ما زالوا يفضلون الولايات المتحدة على الصين بفارق كبير، حيث إن 83% من الإسرائيليين لديهم نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة، مقابل 33% فقط تجاه الصين. كما قال 69% من الإسرائيليين إنهم يثقون في ترامب، بينما عبر 9% فقط عن ثقتهم في شي جين بينغ. وشمل استطلاع مركز بيو أكثر من 30 ألف شخص وأجري بين الثامن من يناير/كانون الثاني و26 إبريل/نيسان. (أسوشييتد برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store