logo
هل يعود باسيل إلى التحالف مع "حزب الله"؟

هل يعود باسيل إلى التحالف مع "حزب الله"؟

ما حقّقه "التيار الوطني الحر" من "انتصارات" في الانتخابات البلدية والاختيارية، ولاسيما في جزين، وصفها البعض بأنها "وهمية"، فيما رأى فيها آخرون بأنها جاءت لتعويض ما خسره في أكثر من منطقة "صافية" مسيحيًا بالمعنى الطائفي والمذهبي كبلديات جونيه وجبيل وزحلة من جهة، ولشدّ العصب المتراخي بفعل ما يُقال عن "خيارات خاطئة" قام بها النائب جبران باسيل في الآونة الأخيرة، والتي أدّت إلى إفقاد "تياره" وهجه "التسونامي" على أثر عودة "الجنرال" من المنفى الباريسي، وبالأخصّ في الوسط المسيحي في مواجهة "القوات اللبنانية"، التي عرفت كيف تستفيد من هذه "الثغرات" لتخرق "الجدار العوني"، فراكمت بعض النجاحات في هذه الانتخابات من خلال سلسلة من التحالفات العائلية، ولاسيما في المدن المسيحية الكبرى، إذا جاز التعبير، والتي لها رمزيتها في الوجدان المسيحي السوريالي.
قيل الكثير هنا وهناك عن نتائج هذه الانتخابات. البعض أعتبر أنها أتت لمصلحة تياره أو حزبه. والبعض الآخر رأى فيها جسر عبور للاستحقاق الأهم والمفصلي في ربيع سنة 2026. وقد يستفيد بعض هذه الأحزاب أو التيارات مما تحقّق على أرض الواقع البلدي من نتائج لرفع رصيده النيابي في البرلمان الجديد كـ "القوات اللبنانية" مثلًا، أو كـ "التيار الوطني"، الذي خسر أربعة نواب من كتلة "لبنان القوي" في محاولة للتعويض عن هذه الخسارة، وذلك من خلال نسج تحالفات جديدة في أكثر من منطقة، وبالتحديد في جزين وبعبدا والمتن الشمالي وجبيل، مع أن عينه ستبقى شاخصة على كسروان – الفتوح وزحلة.
وفي اعتقاد كثيرين أن الهدف الانتخابي الذي يتطلع إليه باسيل لا يمكن أن يتحقّق إلا إذا أعاد النظر في خياراته السابقة، وبالتالي أعاد النظر إلى تحالفاته القديمة، التي شكّلت له في الماضي رافعة نيابية جعلت من تكتله أكبر كتلة نيابية قبل انسحاب نوابه الأربعة من تكتل "لبنان القوي". فلكي يستطيع أن يعيد "أمجاده" بالمعنى المجازي للكلمة عليه أن يسلك مسارًا مختلفًا عمّا سلكه في الآونة الأخيرة، وبالأخصّ عندما تخّلى عن "حليفه الاستراتيجي"، "
حزب الله"، في الوقت الذي كان يحتاج فيه إلى أن يكون "التيار" إلى جانبه في حربه الشرسة ضد إسرائيل تمامًا كما فعل الرئيس ميشال عون في حرب تموز، فأمّن له غطاء مسيحيًا لم يكن ليتوفر له لو لم يتمّ الاتفاق بين المكّونين الأقويين على الساحتين المسيحية والشيعية في ذاك الوقت بعد "التسونامي العوني" في ما سُمّي بـ "اتفاق مار مخايل".
ويعتقد كثيرون أنه ليس أمام باسيل سوى العودة إلى إحياء هذا الاتفاق، ولو بصيغة متطورة ومختلفة عن السابق، والعودة إلى تحالفه مع "حزب الله" عبر بوابة "عين التينة"، بعدما أكدّت له أرقام الانتخابات البلدية في جزين أهمية تحالفه مع حركة "أمل" في أكثر من منطقة مختلطة، وذلك لكي يستطيع أن "ينتزع" من "القوات اللبنانية" النائبين عن هذه المنطقة المتداخلة انتخابيًا مع صيدا، الأمر الذي يحتّم عليه أيضًا تحسين علاقته بتيار "المستقبل"، الذي سيخوض تجربة الانتخابات النيابية في المناطق التي كانت تميل إلى اللون" الأزرق" من حيث الهوى السياسي، وبالأخصّ في صيدا وعكار وقضاء زحلة.
أمّا في بعبدا وجبيل فلا مناص لباسيل من التحالف مع "حزب الله"، أقّله انتخابيًا، على أساس المصالح المشتركة، التي تفرض على الطرفين التحالف في هاتين الدائرتين في مواجهة "المدّ القواتي"، إضافة إلى ما يمكن أن يشكّله هذا التحالف من رافعة شيعية في زحلة والبقاعين الشمالي والغربي.
أمّا في المتن الشمالي فإن تحالفه مع آل المرّ قد أصبح أمرًا مفروغًا منه بعد فوز رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر برئاسة الاتحاد مرّة جديدة. وهذا التحالف من شأنه أن يعوضّ عليه ما يمكن أن يواجهه من صعوبات في مواجهة أي تحالف آخر قد يتشكّل في وجهه، مع ما يمكن أن يجيّره كل من النائبين الياس أبو صعب وإبراهيم كنعان من أصوات لمصلحة الفريق، الذي سيقف في وجه تحالف "التيار الوطني الحر" مع آل المر وحزب "الطاشناق"، مع الأخذ في الاعتبار توق المتنيين إلى وجوه جديدة ذات خلفية مدنية مختلفة عن الأسماء التقليدية. وقد تكون التجربة التي خاضها الصحافي جاد غصن، الذي كاد أن يخرق جدار الأحزاب التقليدية في هذه الدائرة، خير دليل عن إمكانية إحداث فرق مغاير عن النهج السابق في هذه الدائرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صفقة سعودية – أميركية حول لبنان؟
صفقة سعودية – أميركية حول لبنان؟

ليبانون ديبايت

timeمنذ 26 دقائق

  • ليبانون ديبايت

صفقة سعودية – أميركية حول لبنان؟

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح منذ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبح جزءً من تفاهمات أميركية - سعودية أوسع. وفي إطار إستراتيجية شاملة للمنطقة، أظهر ترامب اهتماماً ملحوظاً بلبنان، حين خصّه بتعليقات مهمة للغاية في سياق خطابه السعودي. لكنه في الوقت نفسه تعمّد استبعاده من اللقاء الثنائي السريع مع الرئيس السوري للفترة الإنتقالية أحمد الشرع، بحضور ولي العهد السعودي. فُهم يومذاك أن إدارة ترامب فوّضت السعودية إدارة الملف اللبناني سياسياً، وبالتالي لم تعد واشنطن الطرف الوحيد المؤثر أو المقرّر فيه، ورضيت قبول وتشارك الرؤية السعودية للملف من ضمن إستراتيجية شاملة للمنطقة تشمل سوريا أيضاً. من هنا، جاءت مبادرة الرياض لعقد لقاءات بين بيروت ودمشق في جدّة، في مؤشر واضح على أن المملكة تسعى إلى بناء منصة حوار إقليمي انطلاقاً من أراضيها. حتى أن دمشق، حين طُلب منها بيروت عقد اجتماع جديد، اقترحت استضافته في جدّة. توكيل الملف اللبناني إلى السعودية من قبل إدارة ترمب يعني أنها ستتبنى الرؤية السعودية تجاه لبنان، وهو أمر نادر الحدوث، وقد يكون مرتبطاً بسلسلة تفاهمات أعمق وذات إمتدادات بين الجانبين، وربما بأوراق وأثمان اقتصادية قدمتها الرياض. ويُحتمل أن يكون بن سلمان قد أقنع ترمب بأن أي توسيع لاتفاقات "إبراهام" يتطلب تغييراً شاملاً في الإقليم، يشمل لبنان وسوريا. وهنا تحضر بقوّة الترتيبات والمناقلات التي أجرتها الإدارة الأميركية من ضمن ما سُمي "إعادة هندسة ملف الشرق الأوسط" لديها، من بينها تخفيض مستوى التدخل السياسي الأميركي في لبنان وهو ما فهم مع قرار إعفاء مورغان أورتاغوس من مهامها. ومن المحتمل أن يكون جزءً من الصفقة غير المعلنة مع السعودية أو من جراء تفاهم معهم. تعتقد السعودية أن الوضع اللبناني لم يتعافَ بعد، ومن يتحدثون معها يدركون أنها تُحجم حالياً عن تقديم أي دعم فعلي، مكتفية بمواقف سياسية عامة. اما الوعود التي أُطلقت بشأن مساعدات خليجية أو إنعاش السياحة، فتظل معلّقة بانتظار تطورات ملموسة في ملفات عدّة، أبرزها سلاح حزب الله. وإلى حين تحقق هذه الأهداف، ستبقى السعودية في موقع المراقب. على الأرض، لا مؤشرات فعلية على عودة الخليجيين بالكثافة التي جرى الحديث عنها مؤخراً، رغم رفع بعض القيود على السفر. منازلهم الصيفية لا تزال خالية إلى حد كبير، والحجوزات الفندقية تكاد لا تذكر. دبلوماسياً لا حراك فعلي: لا عودة إماراتية كما سبق وأعلن، ولا تحديث إستثنائي في العلاقات مع السعودية ولا تطور في البحرينية أو الكويتية. قد يُفهم أن إعفاء مورغان أورتاغوس من مهامها مرتبطٌ بشؤون لبنانية وأميركية بحتة، وهذا صحيح. لكنه لا يُلغي التأثير السعودي. إذ ترى الرياض أن على واشنطن تخفيف اندفاعتها السياسية في لبنان، والابتعاد عن الضغوط السياسية المباشرة، ببساطة لأن الأجواء السياسية اللبنانية الراهنة لا توحي بأن الحلول قريبة. فحزب الله لا يبدو في وارد تسليم سلاحه شمالي الليطاني أو تقليص حضوره الداخلي. بل إن المعطيات تشير إلى أنه يربط سلاحه بسياقات تتجاوز الخطر الإسرائيلي، ولبنان لا يبدو قادرًا على التعافي، رغم كل ما قُدّم مؤخرًا. على هذا الأساس، يُحتمل أن واشنطن استبدلت نموذج التدخل المباشر الذي كانت تمثله أورتاغوس، بنهج جديد يتماشى والتوجه السعودي. هذا النهج قد يتمثل في رفع وتيرة العسكرة جنوباً، وهو ما رافقته تعليقات من مقربين من واشنطن والرياض في بيروت بشأن تغيّر الرؤية الأميركية للبنان. وقد اتفق هؤلاء على أن الفترة المقبلة قد تترافق وتصعيد عسكري إسرائيلي مُتجدّد، إنطلاقاً من أن إسرائيل حافظت وتحافظ على أجواء العسكرة ضمن الحيّز الجنوبي. وليس من الضروري أن يكون ذلك عبر حرب شاملة كما حدث بين 17 أيلول و27 تشرين الثاني 2024. إذاً، يصبح غياب الخليجيين عن لبنان، رغم قرارات رفع حظر السفر، أمراً مفهوماً. فلماذا تغامر دول الخليج وتسمح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان، في حين أن إسرائيل تقول صراحة إنها بصدد تنويع نشاطها العسكري هناك؟ كذلك، تصبح التبدلات الأميركية مفهومة إلى حدٍّ ما: تخفيف الضغوط السياسية مقابل السماح لإسرائيل بحرية عسكرية أكبر، بشرط أن تكون مضبوط. وعليه، لم تعد هناك حاجة إلى نموذج مورغان أورتاغوس التصعيدي، طالما أن اليد الإسرائيلية الخشنة حاضرة. ولا توجد أولوية لأن تنخرط إدارة ترامب في تفاصيل الملف اللبناني من خلال مبعوث خاص، بل تفضل إعادة هذا الملف إلى كنف وزارة الخارجية مما يمكن تفسيره على أنه تخفيض لمنسوب الإهتمام الدبلوماسي الأميركي بلبنان، ما قد إلى إعادة أحياء أفكار أخرى، كإستبدال "اللجنة الخماسية" بأخرى ثنائية أو ثلاثية على أبعد تقدير تشمل فرنسا التي يُخطّط مبعوثها الدائم، جان إيف لودريان لزيارة بيروت خلال الفترة المقبلة، مع الإشارة إلى أن الأخير شريك إستراتيجي للرياض!

الأنباء: لبنان رهينة رسالة عراقجي .. الدولة على المسار الصحيح
الأنباء: لبنان رهينة رسالة عراقجي .. الدولة على المسار الصحيح

وزارة الإعلام

timeمنذ 28 دقائق

  • وزارة الإعلام

الأنباء: لبنان رهينة رسالة عراقجي .. الدولة على المسار الصحيح

كتبت صحيفة 'الأنباء' الالكترونية: قد يكون السؤال الأبرز لدى اللبنانيين ماذا سيحمل في جعبته وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال زيارته الى لبنان وماذا سيقول لحزب الله؟ وهل سنكون أمام أيام ساخنة أو ننتظر حلحلة داخلية فيما يتعلق بمصير سلاح الحزب؟ وهل سيطلب عراقجي من الحزب التمسك بالسلاح أو يوصي بليونة معينة لشراء الوقت بانتظار ما سيرشح عن مفاوضات واشنطن – طهران حول الملف النووي الإيراني. الأجوبة على هذه الأسئلة معلّقة بعض الشيء الى أن تتضح الصورة في الخارج، كما أشار مصدر الى جريدة 'الأنباء' الإلكترونية، وسأل بدوره، هل صحيح أنها تحرز تقدماً كما يصوّر؟ أو يرتقب؟'. كشف عراقجي أن الاقتراح الأميركي الذي تلّقته بلاده في الأيام القليلة الماضية 'غامض وغير واضح'. وخلال حفل توقيع كتابه 'قوة التفاوض' في بيروت، قال في مقابلة صحفية الى أن طهران سترد على هذا الاقتراح الذي يحتوي على العديد من الغموض والتساؤلات، والنقاط في غير الواضحة، في الأيام المقبلة. وفيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم في إيران وموقف الرئيس الأميركي الرافض، لفت الى أن طهران لن 'تطلب الإذن من أحد لمواصلة عملية التخصيب في إيران وهذا الملف خط أحمر'. وعليه، هل الخط الأحمر سينعكس أياماً 'حمراء' في لبنان؟ وهل سيكون رد طهران على واشنطن في لبنان، مستغلة ما تبقى من رصيد أحد أذرعتها؟ صفحة جديدة ولكن؟! وصل عراقجي صباح أمس الى بيروت قادماً من مصر، في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي. وكان إستهل عراقجي تصريحاته في لبنان بالحديث عن 'فتح صفحة جديدة مع لبنان، انطلاقاً من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة'. كما استقبل الرؤساء الثلاثة عراقجي، وتم البحث في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية وملف إعادة الإعمار والعلاقات الثنائية بين البلدين. من جهته، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، أن 'لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات من دولة إلى دولة مع إيران'، مشدداً على أن 'الحوار الداخلي هو المدخل لكل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيداً من العنف'. أما اللقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام، فأشار مصدر مطلع الى جريدة 'الأنباء' الإلكترونية الى أنه كان ايجابياً، ولم يتم التطرق الى مسألة سلاح حزب الله. ولفت المصدر الى أن اللقاء تناول 'فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادتهما، وعدم تدخل اي دولة بشؤون الدولة الأخرى'. ووفق المصدر، تم البحث في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. كذلك، تم تناول مسألة تعزيز وتطوير علاقات إيران مع دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية، إذ أثنى الرئيس سلام على هذه الخطوة. وبعد اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، صرّح عراقجي أن بإمكان لبنان أن يعتمد على إيران بخصوص الجهود الدبلوماسية التي يبذلها من أجل إنهاء الاحتلال وإعادة إعمار لبنان والإصلاح الاقتصادي، وبطبيعة الأمر هذا الأمر هو قائم على العلاقات الودية والأخوية فيما بيننا وليس بمعنى التدخل في الشؤون الداخلية، معرباً عن 'دعم الحوار الوطني في لبنان والوحدة الوطنية والوفاق الوطني'. الى ذلك، تعتبر مصادر مراقبة أن 'بين تصريحات عراقجي وواقع الحال، مسألة وقت تكشفها الأيام المقبلة، انطلاقا من الاتصال العضوي والبنيوي بين إيران وحزب الله'، ومدى التزم حزب الله بالقرار الإيراني العام، ونتائج المفاوضات الأميركية الإيرانية، فإذا شهدناً تطوراً إيجابياً وملموساً فيها، سينعكس ذلك بإحراز تقدم في الداخل اللبناني على مختلف الصُعد، أما إذا تعثرت المفاوضات، فستترجم سلباً في لبنان'. وفي هذا الصدد، شدد مصدر مطلع لـ 'الأنباء' على أن المصلحة الوطنية اللبنانية تستوجب خطوة أكثر جرأة من الحزب وإدراكاً لكل المتغيرات في المنطقة، وتداعيات الضغوط الخارجية على لبنان، فلا خيار الا بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ووضع إستراتيجية مستقبلية للأمن الوطني، مشيراً الى أن استمرار السير في الارتباطات الإستراتيجية أو بقاء الحزب معبراً للرسائل، إذا حصل، لن يوصل الى نتائج مرجوة'. وأضاف المصدر: 'ماذا سيكون موقف قيادة الحزب السياسية إذا توصلت المفاوضات الإيرانية الأميركية الى تخلي إيران عن أذرعها في المنطقة، وسلاح الحزب الذي أصدر مواقف تعيدنا الى زمن أو مرحلة انتهت بما تضمنه البيان الوزاري، بحصر السلاح بيد الدولة؟ مع التأكيد أن الخصوصية اللبنانية تقتضي عدم فرض أي مسار على فريق، أو عزله، على أن يكون الحوار الخيار الأول بما يتعلق في سلاح حزب الله'، وهذا المسار الذي ينتهجه رئيس الجمهورية'. وعلى خط المساعي الدبلوماسية، أبلغ الرئيس عون، وفدا من مجلس النواب الفرنسي زاره أمس في قصر بعبدا برفقة السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، 'ان لبنان نفذ اتفاق وقف النار في الجنوب بكل حذافيره والجيش انتشر بنسبة تفوق 85 في المئة في منطقة جنوب الليطاني، وهو يتعاون مع قوة 'اليونيفيل' لتطبيق القرار 1701 ومتمماته لجهة حصر السلاح في يد القوى المسلحة اللبنانية، مشيراً الى أن 'ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار إسرائيل في احتلالها للتلال الخمس وعدم اطلاق الاسرى اللبنانيين، إضافة الى استمرارها في الاعمال العدوانية'. كما أكد 'ان الوضع في الجنوب هو من الأولويات ولبنان طالب المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيتي اتفاق وقف الاعمال العدائية، بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها'. رسائل الود واللقاء بعد رسائل 'الود' بين الرئيس سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، كشف مصدر لـ 'الأنباء' أن ما من معطيات حتى الآن حول أي لقاء بين الرئيس سلام ورعد، ولم يُطلب أي موعد للقاء رئيس الحكومة. الحكومة الذكية والقرار التطورات السياسية قابلتها مشهدية تعبّر عن تطلعات شباب لبنان وأجياله القادمة، والإلتحاق بركب الدولة التي تعتمد أبرز الممارسات في الأداء الحكومي، وذلك بانطلاقة مؤتمر 'الحكومة الذّكيّة: خبرات اغترابيّة من أجل لبنان' الذي عقد أمس برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون. الرئيس عون إختصر كل الكلام في جملة 'لدينا ذكاءٌ يشهد العالم كلّه له، وكلّ ما ينقصنا هو قرار'، مشدداً على أن الرقمنة 'ليست فقط مشروع حكومة بل مشروع وطن، والتحول الرقمي ليس خيارا تقنيا بل قرارا سياديا ببناء مستقبل أفضل'.

إنذار مبكر لدولة "ناشئة"!
إنذار مبكر لدولة "ناشئة"!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 35 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

إنذار مبكر لدولة "ناشئة"!

ليس ثمة مغالاة إطلاقا إن صارت دعوات لبنان، بدولته الناشئة منذ بداية عهد الرئيس جوزف عون إلى التشبه بالسلطة الانتقالية في سوريا، مثار تشاؤم لدى كثيرين من اللبنانيين. أولا، هذا الجاري في سوريا إلى حدود "سماح" الإدارة الأميركية لأحمد الشرع بضم عشرات ألوف المقاتلين الأجانب إلى جيش سوري وطني ناشئ، يشكل أسوأ الأنماط على براغماتية أميركية مستعجلة فبركة السلطة الجديدة. وثانيا، نتساءل كيف يجري انهمار الدعم الغربي والسعودي والخليجي على سوريا فيما لا تتوقف فيها المجازر الطائفية والعرقية بعد، وكأن الحرب الأهلية في أوجها؟ لذا تتجه اهتمامات اللبنانيين فورا إلى أول ما يعنيهم من هذا التفجر الهائل في التناقضات الدولية، وهو تدفق عشرات ألوف النازحين السوريين بوتيرة يومية من الساحل السوري إلى الشمال اللبناني وعكار خصوصا، على ما تكشف وتثبت تقارير المفوضية الأممية للاجئين بالأعداد والأرقام الدقيقة. بإزاء ذلك، لا ترانا نفهم كيف يسكت الحكم والحكومة وسائر المكونات السياسية والحزبية المتباهية يوميا بإغداق المديح على الحكم الانتقالي في سوريا وداعميه الدوليين والخليجيين، عن إغراق لبنان بمزيد من عطايا الكارثة التهجيرية للسوريين، بعدما صمّت آذاننا بأناشيد الأخوة الجديدة الصاعدة على أنقاض الخلاص من النظام الأسدي البائد. وإذا كان لنا أن نتوغل أكثر في عمق هذه الظاهرة الخطيرة، فهي لا تكشف تحولا دوليا وإقليميا متدرجا لمصلحة إيلاء الملف السوري الأولوية على حساب لبنان فحسب، بل تتكشف عن وهن عضوي مبكر جدا في مسار العهد والحكومة في لبنان "الدولة الناشئة"، بحيث يخشى أن يلتحق مسار التخلص من كارثة النزوح واللجوء السوري في لبنان بمسار نزع سلاح "حزب الله" إياه. ففي كلا الملفين يفتقر لبنان بشدة إلى استراتيجية شاملة تعكس وحدة الحكم والدولة، في أخطر ملفين سياديين ذات طبيعة شديدة التأثير على إعادة بناء الدولة والأمن الحدودي والسلم الأهلي سواء بسواء. لم تحمل الأيام الأخيرة مشهدا مشرقا للبنانيين وهم يعاينون معالم تقهقر من شأنه أن يولّد خيبات مبكرة للغاية لدى الطامحين إلى رؤية مسار حكم مختلف عن كل الحِقَب المخزية السابقة. تتراكم على سطح الدولة الطالعة أعراض التعثر والتراجعات في مقاربات التعيينات التي تفوح منها المحاصصات، كما في مقاربات السيادة التي تلوح منها المسايرة المفرطة للثنائي الطامح إلى إعادة تعويم ورقة تسلطه، وفي مقاربات التباينات وتجاوز الصلاحيات وسواها مما لا يرى وراء أكمة العلاقات الرئاسية الحكومية، ناهيك بتخبط غير مفهوم في ارتجال إجراء ضريبي سارع وزراء إلى غسل أيديهم منه في ما يثير السخرية حيال هذه الشعبوية. ليس إيراد هذه النماذج إلا ضرورة حيوية عاجلة لاستدراك المعالم المبكرة لانحراف في مسار دولة بالكاد أقلعت نحو جبل من الأهداف الإصلاحية المشروعة التي تعهدت بالتزامات قاطعة تحقيقها. لذا لم يكن مشهدا مشرقا إطلاقا أن يغدو ترميم علاقات أركان السلطة ومراضاة الساخطين منهم العنوان الطاغي على المشهد الداخلي، فيما تتفتق من حولنا معالم تحولات لا تحمل الاستبشار للبنان إذا ظل أو عاد إلى سابق آفات السلطة لجهة المساهمة في تغييبه عن ولائم الصفقات الخارجية على حسابه. ولا نعتقد أننا في حاجة إلى مثل النافخ على اللبن لأن الحليب كواه!! نبيل بو منصف -" النهار" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store