logo
رغم تأخرها في السباق.. الذكاء الاصطناعي يتصدر أولويات استراتيجية أبل

رغم تأخرها في السباق.. الذكاء الاصطناعي يتصدر أولويات استراتيجية أبل

الصحراءمنذ 2 أيام
في لقاء نادر، التقى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، بموظفي الشركة في مقرها الرئيسي بمدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، واستعرض رؤية الشركة المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى عدد من الموضوعات المحورية التي تعكس التوجهات الاستراتيجية والإدارية والتوسعية لأبل في المرحلة المقبلة.
وبحسب "بلومبرغ"، فقد أعرب كوك عن قناعته العميقة بأن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولاً جذرياً لا يقل أهمية عن الإنترنت أو الهواتف الذكية أو الحوسبة السحابية أو التطبيقات الإلكترونية.
وقال كوك، خلال اللقاء الذي استمر ساعة كاملة: "أبل يجب أن تقوم بذلك، وأبل ستقوم بذلك، وهذه فرصتنا لنغتنمها"، مؤكداً أن الشركة ستقوم بالاستثمار اللازم لتكون في طليعة هذا المجال.
ورغم أن أبل دخلت سباق الذكاء الاصطناعي في وقت متأخر نسبياً، بإطلاق أدوات Apple Intelligence، بعد أشهر من تقديم شركات مثل OpenAI وجوجل ومايكروسوفت منتجاتها في هذا المجال، فإن كوك تبنى نبرة متفائلة، مذكراً بأن الشركة نادراً ما كانت أول من يدخل إلى سوق تقني جديد، لكنها غالباً ما تعيد تعريفها بدخولها إليه.
وأضاف: "كان هناك حاسوب شخصي قبل الماك، وهاتف ذكي قبل الآيفون، وأجهزة لوحية قبل الآيباد، ومشغل MP3 قبل الآيبود.. لكن أبل هي من ابتكرت النسخ الحديثة من تلك الفئات، وهكذا أشعر حيال الذكاء الاصطناعي".
مستقبل سيري
وتضمن الاجتماع حديثاً مفصلاً عن مستقبل المساعد الصوتي "سيري"، إذ أشار كريج فيدريجي، نائب رئيس هندسة البرمجيات، إلى أن الشركة كانت تعتزم في البداية العمل بهيكلية هجينة تجمع بين النظام الحالي القائم على الأوامر المباشرة، والنظام الجديد المعتمد على نماذج لغوية.
ولكن، بحسب فيديرجي، فإن هذا النهج لم يحقق المستوى المطلوب من الجودة، مما دفع الشركة إلى تغيير المسار نحو تصميم بنية جديدة كلياً تضم جميع قدرات "سيري" تحت مظلة واحد.
وأوضح رئيس هندسة البرمجيات في أبل، أنه من المقرر طرح التحديث المقبل لـ"سيري" في أقرب وقت خلال ربيع العام المقبل، على الرغم من عدم تأكيد الشركة رسمياً لهذا الجدول الزمني.
وأضاف أن جهود إعادة التصميم الشاملة وضعت أبل في موقع يمكّنها من تقديم تحديث يفوق التوقعات.
وأشاد بالقيادة الجديدة للمشروع، والتي يقودها مايك روكويل، مبتكر نظارة Vision Pro، وفريقه المتخصص في برمجيات الواقع الممتد، مؤكداً ضخ "طاقة هائلة" في هذا المشروع الحيوي.
كانت "بلومبرغ" رجحت، في وقت سابق، احتمالية استعانة أبل بأحد الشركات الناشئة في سوق الذكاء الاصطناعي مثل أنثروبيك وOpenAI لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي المتطورة، عقب التأجيل المتكرر لطرح إصدار "سيري" المطور.
موظفون جدد وأسواق ناشئة
في إطار تأكيده على التزام الشركة بتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، أعلن كوك أن أبل وظّفت 12 ألف موظف جديد خلال العام الماضي، منهم 40% في مجالات البحث والتطوير.
كما أكد اعتزام أبل التوسع في الأسواق الناشئة، حيث تعمل على افتتاح متاجر جديدة في الهند والإمارات والصين خلال العام الجاري، مع الاستعداد لافتتاح أول متجر لها في السعودية، العام المقبل. وأوضح أن الشركة ستواصل الاستثمار في متجرها الإلكتروني، مؤكداً أن نمو أبل سيتحقق بشكل غير متوازن في الأسواق الناشئة بشكل خاص، رغم استمرارها في الاهتمام بالأسواق الأخرى.
الذكاء الاصطناعي مركز الاهتمام
كما أشار مدير أبل إلى أن جهود تطوير الشرائح، بقيادة جوني سروجى، تلعب دوراً محورياً في استراتيجية الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير شريحة حوسبة سحابية جديدة تحمل الاسم الرمزي Baltra، وتأسيس منشأة جديدة لتصنيع خوادم الذكاء الاصطناعي في مدينة هيوستن.
وحث كوك موظفي شركته أيضاً، على تسريع وتيرة تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية، قائلاً: "جميعنا نستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل، ويجب علينا استخدامه أيضاً على مستوى الشركة. عدم القيام بذلك يعني أن نتخلف عن الركب، وهذا أمر غير مقبول".
كما دعا الموظفين إلى تحفيز مديريهم والفرق المعنية بالخدمات والدعم على تسريع استخدام تلك الأدوات الذكية.
ورغم تحفظه على الكشف عن تفاصيل المنتجات المقبلة، عبّر كوك عن حماسه الكبير لما تعمل عليه الشركة حالياً، قائلاً: "لم أشعر بهذا القدر من الحماس والطاقة من قبل".
وتعمل أبل، وفق تسريبات، على تطوير أول هاتف "آيفون" قابل للطي، وأجهزة ذكية منزلية، ونظارات ذكية، ومنتجات روبوتية، إلى جانب إصدار جديد من هواتف "آيفون" احتفالاً بالذكرى العشرين لإطلاقها.
نقلا عن الشرق للأخبار
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أنثروبيك" تحظر وصول OpenAI إلى واجهة Claude بعد انتهاك شروط الاستخدام
"أنثروبيك" تحظر وصول OpenAI إلى واجهة Claude بعد انتهاك شروط الاستخدام

الصحراء

timeمنذ يوم واحد

  • الصحراء

"أنثروبيك" تحظر وصول OpenAI إلى واجهة Claude بعد انتهاك شروط الاستخدام

في خطوة تعكس تصاعد التوتر في سباق الذكاء الاصطناعي، أقدمت شركة "أنثروبيك" على سحب صلاحية الوصول الخاصة بشركة OpenAI إلى واجهة برمجة التطبيقات (API) لنموذجها اللغوي Claude، وذلك بعد أن اتهمتها بانتهاك شروط الاستخدام المنصوص عليها في الاتفاق التجاري بين الطرفين. ونقلت مجلة WIRED عن مصادر مطلعة، أن عملية الإيقاف أجريت الثلاثاء الماضي، حيث تم إخطار OpenAI بأن قرار المنع جاء نتيجة لاستخدام غير مصرح به للواجهة البرمجية الخاصة بـClaude. وقال المتحدث باسم "أنثروبيك"، كريستوفر نولتي، إن Claude Code "بات الخيار الأول للمبرمجين على مستوى العالم، لذلك لم يكن مفاجئاً أن نعلم أن موظفين تقنيين من OpenAI كانوا يستخدمون أدواتنا البرمجية قبيل طرح GPT-5. إلا أن هذا يشكل انتهاكاً صريحاً لشروط الخدمة". وتتضمن شروط الاستخدام التجاري لـ"أنثروبيك" بنوداً تحظر على العملاء استخدام خدماتها لبناء منتجات أو نماذج ذكاء اصطناعي منافسة، أو محاولة تحليل أو استنساخ خوارزميات الخدمة. ويأتي قرار الحظر في وقت تشير فيه التقارير إلى قرب إعلان OpenAI عن إطلاق نموذجها الجديد GPT-5، والذي يُتوقع أن يحمل تحسينات كبيرة في مجالات البرمجة التوليدية. وفقًا للمصادر، كانت OpenAI تستخدم Claude ضمن أدواتها الداخلية باستخدام صلاحيات مطورين خاصة، بدلاً من الواجهة العامة، وذلك لتقييم قدراته في البرمجة والكتابة الإبداعية، واختباره في سياقات حساسة تشمل خطاب الكراهية، والانتحار، والتشهير، وغيرها من المحاور الأمنية. الهدف من تلك الاختبارات أن تجري OpenAI مقارنات مع نماذجها الداخلية لتحسين الأداء وضمان التوافق مع معايير السلامة. معايير قياسية في ردها على القرار، قالت هانا وونج، رئيسة الاتصالات في OpenAI، إن اختبار النماذج المنافسة يمثل "ممارسة قياسية" في الصناعة، مشيرة إلى أن API الخاصة بـOpenAI لا تزال متاحة لـ"أنثروبيك" دون قيود. وأضافت: "بينما نحترم قرارهم بقطع الوصول، إلا أننا نشعر بخيبة أمل إزاء ذلك". من جهته، أكد نولتي، أن "أنثروبيك" ستواصل إتاحة وصول OpenAI فقط لأغراض السلامة والتقييم، وهي ممارسات متعارف عليها بين الشركات، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت القيود الحالية ستؤثر على هذا التوجه. وقائع سابقة وهذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها سحب واجهات البرمجة كأداة تنافسية بين شركات التقنية، فقد سبق أن حظرت "ميتا" الوصول عن تطبيق "فاين" المملوك لمنصة "إكس"، في خطوة وُصفت لاحقاً بأنها سلوك احتكاري. كما اتخذت "سيلزفورس" في يوليو الماضي، خطوة مشابهة بمنع منافسين من الوصول إلى بيانات عبر Slack API. أما بالنسبة لـ"أنثروبيك"، فكانت قد منعت الشهر الماضي شركة Windsurf الناشئة من الوصول إلى Claude بعد شائعات عن نية OpenAI الاستحواذ عليها، وهي صفقة لم تكتمل في النهاية. وقال كبير العلماء في أنثروبيك، جاريد كابلان، في تصريحات سابقة لموقع TechCrunch: "سيكون من الغريب أن نبيع Claude لشركة مثل OpenAI". وقبل يوم واحد فقط من قطع الوصول إلى OpenAI، أعلنت Anthropic، فرض حدود جديدة على معدل استخدام Claude Code، بسبب تزايد الإقبال بشكل كبير، وبعض الانتهاكات لشروط الخدمة. نقلا عن الشرق للأخبار

رغم تأخرها في السباق.. الذكاء الاصطناعي يتصدر أولويات استراتيجية أبل
رغم تأخرها في السباق.. الذكاء الاصطناعي يتصدر أولويات استراتيجية أبل

الصحراء

timeمنذ 2 أيام

  • الصحراء

رغم تأخرها في السباق.. الذكاء الاصطناعي يتصدر أولويات استراتيجية أبل

في لقاء نادر، التقى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، بموظفي الشركة في مقرها الرئيسي بمدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، واستعرض رؤية الشركة المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى عدد من الموضوعات المحورية التي تعكس التوجهات الاستراتيجية والإدارية والتوسعية لأبل في المرحلة المقبلة. وبحسب "بلومبرغ"، فقد أعرب كوك عن قناعته العميقة بأن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولاً جذرياً لا يقل أهمية عن الإنترنت أو الهواتف الذكية أو الحوسبة السحابية أو التطبيقات الإلكترونية. وقال كوك، خلال اللقاء الذي استمر ساعة كاملة: "أبل يجب أن تقوم بذلك، وأبل ستقوم بذلك، وهذه فرصتنا لنغتنمها"، مؤكداً أن الشركة ستقوم بالاستثمار اللازم لتكون في طليعة هذا المجال. ورغم أن أبل دخلت سباق الذكاء الاصطناعي في وقت متأخر نسبياً، بإطلاق أدوات Apple Intelligence، بعد أشهر من تقديم شركات مثل OpenAI وجوجل ومايكروسوفت منتجاتها في هذا المجال، فإن كوك تبنى نبرة متفائلة، مذكراً بأن الشركة نادراً ما كانت أول من يدخل إلى سوق تقني جديد، لكنها غالباً ما تعيد تعريفها بدخولها إليه. وأضاف: "كان هناك حاسوب شخصي قبل الماك، وهاتف ذكي قبل الآيفون، وأجهزة لوحية قبل الآيباد، ومشغل MP3 قبل الآيبود.. لكن أبل هي من ابتكرت النسخ الحديثة من تلك الفئات، وهكذا أشعر حيال الذكاء الاصطناعي". مستقبل سيري وتضمن الاجتماع حديثاً مفصلاً عن مستقبل المساعد الصوتي "سيري"، إذ أشار كريج فيدريجي، نائب رئيس هندسة البرمجيات، إلى أن الشركة كانت تعتزم في البداية العمل بهيكلية هجينة تجمع بين النظام الحالي القائم على الأوامر المباشرة، والنظام الجديد المعتمد على نماذج لغوية. ولكن، بحسب فيديرجي، فإن هذا النهج لم يحقق المستوى المطلوب من الجودة، مما دفع الشركة إلى تغيير المسار نحو تصميم بنية جديدة كلياً تضم جميع قدرات "سيري" تحت مظلة واحد. وأوضح رئيس هندسة البرمجيات في أبل، أنه من المقرر طرح التحديث المقبل لـ"سيري" في أقرب وقت خلال ربيع العام المقبل، على الرغم من عدم تأكيد الشركة رسمياً لهذا الجدول الزمني. وأضاف أن جهود إعادة التصميم الشاملة وضعت أبل في موقع يمكّنها من تقديم تحديث يفوق التوقعات. وأشاد بالقيادة الجديدة للمشروع، والتي يقودها مايك روكويل، مبتكر نظارة Vision Pro، وفريقه المتخصص في برمجيات الواقع الممتد، مؤكداً ضخ "طاقة هائلة" في هذا المشروع الحيوي. كانت "بلومبرغ" رجحت، في وقت سابق، احتمالية استعانة أبل بأحد الشركات الناشئة في سوق الذكاء الاصطناعي مثل أنثروبيك وOpenAI لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي المتطورة، عقب التأجيل المتكرر لطرح إصدار "سيري" المطور. موظفون جدد وأسواق ناشئة في إطار تأكيده على التزام الشركة بتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، أعلن كوك أن أبل وظّفت 12 ألف موظف جديد خلال العام الماضي، منهم 40% في مجالات البحث والتطوير. كما أكد اعتزام أبل التوسع في الأسواق الناشئة، حيث تعمل على افتتاح متاجر جديدة في الهند والإمارات والصين خلال العام الجاري، مع الاستعداد لافتتاح أول متجر لها في السعودية، العام المقبل. وأوضح أن الشركة ستواصل الاستثمار في متجرها الإلكتروني، مؤكداً أن نمو أبل سيتحقق بشكل غير متوازن في الأسواق الناشئة بشكل خاص، رغم استمرارها في الاهتمام بالأسواق الأخرى. الذكاء الاصطناعي مركز الاهتمام كما أشار مدير أبل إلى أن جهود تطوير الشرائح، بقيادة جوني سروجى، تلعب دوراً محورياً في استراتيجية الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير شريحة حوسبة سحابية جديدة تحمل الاسم الرمزي Baltra، وتأسيس منشأة جديدة لتصنيع خوادم الذكاء الاصطناعي في مدينة هيوستن. وحث كوك موظفي شركته أيضاً، على تسريع وتيرة تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية، قائلاً: "جميعنا نستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل، ويجب علينا استخدامه أيضاً على مستوى الشركة. عدم القيام بذلك يعني أن نتخلف عن الركب، وهذا أمر غير مقبول". كما دعا الموظفين إلى تحفيز مديريهم والفرق المعنية بالخدمات والدعم على تسريع استخدام تلك الأدوات الذكية. ورغم تحفظه على الكشف عن تفاصيل المنتجات المقبلة، عبّر كوك عن حماسه الكبير لما تعمل عليه الشركة حالياً، قائلاً: "لم أشعر بهذا القدر من الحماس والطاقة من قبل". وتعمل أبل، وفق تسريبات، على تطوير أول هاتف "آيفون" قابل للطي، وأجهزة ذكية منزلية، ونظارات ذكية، ومنتجات روبوتية، إلى جانب إصدار جديد من هواتف "آيفون" احتفالاً بالذكرى العشرين لإطلاقها. نقلا عن الشرق للأخبار

الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي… حين يتحوّل الحوار إلى شاهد إثبات…اشرف المذيوب
الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي… حين يتحوّل الحوار إلى شاهد إثبات…اشرف المذيوب

الصحفيين بصفاقس

timeمنذ 4 أيام

  • الصحفيين بصفاقس

الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي… حين يتحوّل الحوار إلى شاهد إثبات…اشرف المذيوب

الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي… حين يتحوّل الحوار إلى شاهد إثبات…اشرف المذيوب 1 أوت، 21:15 تصريح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة 'OpenAI'، كان كصافرة إنذار حين أقرّ بأن المحادثات مع روبوت الدردشة 'تشات جي بي تي' ليست محمية قانونيًا بشكل كامل، وقد تُستخدم ـ عند الحاجة ـ كدليل في الإجراءات القضائية ضد المستخدمين أنفسهم. تصريحٌ يبدو في ظاهره تقنيًا بحتًا، لكنه يُخفي في جوهره أزمة أخلاقية وقانونية معقدة: هل ما نقوله لروبوت الدردشة يُعدّ 'حديثًا خاصًا'؟ أم مجرد 'بيانات عامة قابلة للاستخدام'؟ في عالمٍ بات فيه الذكاء الاصطناعي طرفًا ثالثًا دائمًا في حياتنا الرقمية، لم تعد المسألة تتعلق فقط بما نقول، بل بمن يُنصت، وماذا يفعل بما يسمع. ✦ هل دخلنا عصر 'المراقبة الذكية' المقنّعة؟ إذا كانت المحادثات مع الأنظمة الذكية لا تحظى بأي حصانة قانونية، فهذا يعني أن كل فكرة نُفصح عنها، وكل اعتراف نشاركه، بل حتى كل شبهة نطرحها… قد تُستخرج ذات يوم من ذاكرة الخوارزمية وتُرفع كدليل ضدنا في قاعة محكمة. فما الفرق حينها بين الحديث مع روبوت ذكي، وبين الحديث مع مخبر سري؟ ✦ بين الشفافية والرقابة صحيح أن هناك حالات استثنائية قد تبرّر استخدام المحادثات الرقمية في السياقات القضائية، كتلك المتعلقة بالجرائم الإلكترونية أو التهديدات الأمنية. لكن هذا الاستخدام يجب أن يخضع لضوابط قانونية صارمة، وبعلم المستخدم الكامل والمسبق. لا يجب أن يتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى أداة رقابة ناعمة تتخفّى خلف ستار 'المساعدة'. الثقة هي الأساس في العلاقة بين الإنسان والتقنية، وحين تنهار هذه الثقة… لا يبقى سوى الصمت الرقمي، أو الخضوع للرقابة. ✦ ما السبيل إلى التوازن؟ يجب سنّ قوانين واضحة وصارمة تضمن خصوصية المستخدمين وتكفل حماية بياناتهم. يجب تنبيه المستخدم بشكل شفاف ومباشر إلى احتمالية استخدام محادثاته لأغراض قانونية. ويجب الفصل الصريح بين 'تفاعل تقني محدود' و'اعتراف قانوني يُستشهد به'. في نهاية المطاف، لا يمكننا بناء مستقبل آمن بالذكاء الاصطناعي ما لم نضمن للإنسان حقه في الخصوصية، وحقه في أن يتحدث دون أن يتحوّل حديثه إلى قيد أو تهمة. الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون حليفًا للحرية… لا حارسًا على الأبواب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store