
مستقبل غامض يواجه حزب الله المطالب بنزع سلاحه - مقال في نيويورك تايمز
صواريخ أرض-أرض تتجه نحو الجنوب (باتجاه إسرائيل) على جانب الطريق من قانا إلى بنت جبيل في جنوب لبنان.
نتناول في عرض الصحف ليوم الثلاثاء الخامس من أيار/مايو 2025، أبرز ما تداولته صحف بريطانية وأمريكية. ونبدأ من صحيفة نيويورك تايمز التي تحدثت عن رفض حزب الله اللبناني لنزع سلاحه.
تقول نيويورك تايمز في مقالها الذي حمل عنوان "حزب الله الضعيف يقاوم الضغوط للتخلي عن سلاحه"، إن الحزب اللبناني المسلح فقد جزءاً كبيراً من قوته منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل، لكنه مع ذلك يرفض التخلي عن ما تبقى من ترسانته التي كانت قوية للغاية سابقاً.
ويلفت كاتبا المقال نيل ماكفاركوهار وهويدا سعد، إلى أنه عقب اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"تراجعت قوة الجماعة المدعومة من إيران منذ ذلك الحين، وبعد عقود من بناء دولة قوية داخل الدولة، يواجه حزب الله مستقبلاً غامضاً".
"مخاوف مشروعة"
تنقل الصحيفة عن السياسي اللبناني مصطفى فحص قوله إن حزب الله عبارة حسن نصر الله والسلاح.
قال السياسي فحص إن "حزب الله هو حسن نصر الله والسلاح"، فيما تكافح الجماعة، في لحظة ضعف، للحفاظ على سلاحها الذي تعتبره جوهر هويتها. ويتمسك الحزب بحق امتلاك الصواريخ لمواجهة أي هجوم إسرائيلي، بحسب نائبه نعيم قاسم. في المقابل، يرى الرئيس اللبناني جوزيف عون أن على الحزب تسليم سلاحه، رغم تفهمه لمخاوفه، مشدداً على أن حماية اللبنانيين مسؤولية الدولة والجيش.
وتذكر الصحيفة أيضاً أن "إيران، الراعي الرئيسي لحزب الله، تتراجع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. خلال حرب قصيرة بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران، امتنع حزب الله عن شن هجمات جديدة على إسرائيل، مكتفياً بالإدلاء بتصريحات تضامن شفهية. بينما سوريا، التي كان يقودها حليف قوي لحزب الله، يحكمها الآن ثوار سابقون معادون للمسلحين اللبنانيين. كما حاولت الحكومة السورية تفكيك شبكات التهريب الإيرانية التي تمر عبر سوريا وكانت تنقل الأموال والأسلحة إلى حزب الله في لبنان، ما أدى إلى تقليص مواردها".
كما زار توماس باراك الابن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بلاد الشام عدة مرات للضغط من أجل نزع سلاح حزب الله.
وتشير إلى أن الحزب كان "في يوم من الأيام أقوى عناصر ما يسمى بمحور المقاومة الإيراني، وهو سلسلة من القوى بالوكالة عبر الشرق الأوسط تهدف إلى مواجهة إسرائيل والغرب. ومع ذلك، في الحروب الأخيرة مع إسرائيل، أثبت التحالف أنه نمر من ورق".
Getty Images
قنبلة نووية محتملة
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحقيقاً تحدث عن رحلة سرية لخبراء نووين إيرانيين إلى روسيا.
وكشف تحقيق الصحيفة عن أن الوفد الإيراني "زار معاهد عسكرية روسية تُنتج تقنيات ذات استخدام مزدوج، وتطبيقات مدنية، لكن، كما يقول الخبراء، لها صلة محتملة بأبحاث الأسلحة النووية".
يستند التحقيق إلى رسائل ووثائق سفر وسجلات شركات إيرانية وروسية، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين غربيين وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي، تقول الصحيفة.
تضيف أن الزيارة إلى روسيا جاءت "في وقتٍ لاحظت فيه الحكومات الغربية، نمطاً من الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها علماء إيرانيون، بما في ذلك محاولات الحصول على تكنولوجيا ذات صلة بالمجال النووي من الخارج".
تعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن "إيران كانت تمتلك برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، منفصلاً عن جهودها لإنتاج الوقود النووي التي أوقفها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عام 2003".
وقبل أن تشن إسرائيل والولايات المتحدة ضرباتهما على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران، "اعتقدت واشنطن أن إيران لم تُجدد ترخيص برنامج الأسلحة هذا. لكن الولايات المتحدة حذّرت من أن إيران اتخذت خطواتٍ من شأنها أن تُسهّل صنع قنبلة نووية، إذا ما اختارت ذلك".
وتلفت الصحيفة إلى فرض الولايات المتحدة عقوباتٍ جديدة على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية في مايو/أيار، مُحذّرةً من أنها تعمل على "أنشطة بحث وتطوير ذات استخدام مزدوج تُطبّق على الأسلحة النووية وأنظمة إيصالها".
ويقول خبراء تابعوا الأنشطة النووية الإيرانية إن "استراتيجيتها لطالما اتسمت بالغموض المُدروس. إن هذا النهج يتجنب الانتهاكات الصريحة لمعايير منع الانتشار، بينما يستخدم البحث العلمي لتعزيز معرفة قد تكون مفيدة في حال قررت طهران يوماً ما السعي إلى امتلاك قنبلة نووية"، بحسب الصحيفة.
في 20 يونيو/حزيران الماضي، "بعد سبعة أيام من بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب مقر المشروع النووي لمنظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية، للمرة الثانية خلال الصراع".
وتلفت الصحيفة إلى اغتيال "أحد عشر عالماً نووياً في الغارات الإسرائيلية.
من بينهم عباسي دواني، المشرف على رسالة الدكتوراه لمحتشمي، والمسؤول النووي الذي كانت إسرائيل تُحاول اغتياله لما يقرب من عقدين. قبل شهر من وفاته، تحدث عباسي دواني بهدوء وحسم. قال: "قوتنا تكمن في علمائنا".
كان هذا تحذيراً من رجلٍ يأمل أن يكون قد سلّم زمام المبادرة بالفعل. "هذا النوع من النشاط البحثي سمح للقيادة بالقول إنه لا يوجد برنامج أسلحة نووية".
لكن تختم الصحيفة في مقالها بالقول إنه "من المقلق أن يتمكن هؤلاء الأشخاص من عقد هذا النوع من الاجتماعات في روسيا، في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه كل من روسيا وإيران".
"اشتر الآن وادفع لاحقاً"
Getty Images
وإلى صحيفة الإيكونوميست البريطانية التي تحدثت عن الاستهلاك عبر الاقتراض، لشراء سلع غير أساسية.
وقالت في مقالها الذي حمل عنوان "اشتر الآن وادفع لاحقاً تجتاح العالم"، إن سلعاً مثل طعام "البوريتو"، أو تذاكر لحضور مهرجان أو حقن البوتوكس، كانت ضمن قوائم الشراء ببطاقات الدفع بالتقسيط.
غالباً ما تكون مثل هذه المشتريات محل سخرية. فبالنسبة للبعض، يُعد دفع ثمن الغداء بالتقسيط شكلاً من أشكال الاستهلاك في أكثر صوره عبثية. بينما يرى آخرون جانباً مظلماً في ذلك، حيث يستغل هذا النوع من الإقراض، من يعيشون أوضاعاً مالية غير مستقرة، تلفت الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن الجيل الحالي أكثر استخداماً للبطاقات المالية التي تسهل الدفع اللاحق، ما يعني أن تزايد الإنفاق بين المستهلكين الأصغر سناً يؤدي إلى نمو هذا السوق.
وتذكر الصحيفة في مقالها تجارب شركات عالمية مع توفير بطاقات تساعد العملاء على دفع ثمن مشترياتهم بشكل كامل أو بالتقسيط، بأسلوب تمويه شبيه بالتجارة الإلكترونية.
لكنها تطرح سؤالاً، "هل تُشجع هذه البطاقات المستهلكين على الاقتراض بشكل مفرط يفوق قدرتهم على السداد؟".
وتقول من "المؤكد أن عملاء هذه الخدمات غالباً ما تكون دخولهم أقل من أولئك الذين يستخدمون بطاقات الائتمان [المعتادة]. وقد ظهرت بعض المؤشرات المقلقة؛ فعلى سبيل المثال،أظهرت أبحاث مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن نسبة مستخدمي خدمات (اشترِ الآن وادفع لاحقاً) الذين تأخروا في السداد ارتفعت من 15 في المئة في عام 2021 إلى 24 في المئة في عام 2024".
وتخلص الصحيفة إلى أن فكرة الاقتراض عند نقاط البيع ليست حديثة، وأن تطورها الراهن الذي يلاقي سخرية لم يمنع من نموها وانتشار استخدامها بشكل كبير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
من واشنطن إلى موسكو… العالم يشتعل بين مفاجآت سياسية وكوارث طبيعية
تعددت مشاهد الأحداث حول العالم خلال الساعات الماضية، بين تصريحات مفاجئة، مناورات عسكرية، كوارث مناخية، ووداع رموز بارزة، ففي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب استبعاده الترشح لانتخابات 2028، لكنه أثار الجدل مجددًا بإشارات ضمنية إلى 'خيارات بديلة' للالتفاف على الحظر الدستوري للولاية الثالثة، وفي لوس أنجلوس، أدى إطلاق نار عقب مهرجان موسيقي إلى مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين، وفي اليابان، تستعد طوكيو وواشنطن لأكبر مناورات عسكرية في جزر كيوشو وأوكيناوا وهوكايدو الشهر المقبل، بالتزامن مع تسجيل البلاد حرارة قياسية بلغت 41.6 درجة، أما الصين، فأجلت أكثر من 82 ألف شخص من بكين بسبب أمطار غزيرة وإنذار أحمر بالطقس، وفي روسيا، غرقت موسكو بأمطار غير مسبوقة عطّلت أكثر من 200 رحلة طيران، بينما كشفت المكسيك عن مقبرة جماعية تضم 32 جثة مقطوعة في إحدى أبشع جرائم العصابات هذا العام، وفي غرب إفريقيا، أعلنت مالي تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة اختطفوا قرب النيجر، وسط تصاعد تهديد الجماعات المسلحة، وفي أوغندا، سلّمت مصر رسالة رسمية تؤكد تحركًا لحماية أمنها المائي في أزمة سد النهضة، رافضة الإجراءات الإثيوبية الأحادية، كما كانت الرياضة على موعد مع الحزن، بوفاة نجم بورتو جورج كوستا داخل مركز تدريب الفريق، وغرق الحارس البرازيلي جيفرسون ميرلي في نهر بالبرتغال، إضافة إلى رحيل المعلق العراقي الشهير شدراك يوسف عن عمر ناهز 83 عامًا، وفي مصر، أعلنت الفنانة سما المصري توبتها وظهرت بالحجاب، مؤكدة تقرّبها إلى الله وردّت على المشككين بقرارها. ترامب يستبعد الترشح لانتخابات 2028 ويثير الجدل مجددًا حول الولاية الثالثة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه يستبعد الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2028، مؤكّدًا أنه 'على الأرجح لن يترشح' بعد انتهاء ولايته الحالية، وذلك خلال مقابلة مع قناة CNBC. ورغم هذا التصريح، ألمح ترامب إلى أنه لا يزال يحتفظ بشعبية قوية في الشارع الأميركي، ما قد يمنحه، وفق تعبيره، فرصة سياسية جديدة، دون أن يحسم المسألة بشكل نهائي. ويأتي هذا الموقف بعد تصريحات سابقة أثار فيها ترامب الجدل بشأن احتمال ترشحه لولاية ثالثة، رغم أن الدستور الأميركي يمنع ذلك صراحة عبر التعديل الثاني والعشرين الذي يحظر على أي رئيس تولي المنصب لأكثر من فترتين رئاسيتين. وسُئل ترامب سابقًا عن إمكانية أن يترشح نائبه الحالي جاي دي فانس للرئاسة ثم يسلمه السلطة، فأجاب بأنها 'إحدى الطرق'، مضيفًا أن هناك 'طرقًا أخرى أيضًا'، دون أن يوضح ماهيتها، ما فتح باب التكهنات مجددًا بشأن نواياه بعد انتهاء ولايته. يُذكر أن أي تعديل على الدستور الأميركي يتطلب إجراءات معقدة، تشمل موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس، أو ثلثي الولايات للدعوة إلى مؤتمر دستوري، يلي ذلك تصديق ثلاثة أرباع الولايات على التعديل المقترح. الولايات المتحدة واليابان تنفذان أكبر مناورات عسكرية في جزر كيوشو وهوكايدو وأوكيناوا سبتمبر المقبل تستعد الولايات المتحدة واليابان لإجراء أكبر مناورات عسكرية من نوعها في جزر كيوشو وهوكايدو وأوكيناوا اليابانية، خلال الفترة من 11 إلى 25 سبتمبر المقبل، بمشاركة نحو 14 ألف جندي. وأفادت قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية، نقلاً عن قناة NHK، بأن المناورات ستكون ميدانية واسعة النطاق وتشمل قوات مشاة البحرية الأمريكية إلى جانب القوات اليابانية، وُصفت بأنها الأكبر حتى الآن من حيث الحجم والتمرين المشترك. وسيسهم في المناورات حوالي 12 ألف جندي ياباني، إضافة إلى نحو 1900 جندي من قوات مشاة البحرية الأمريكية. وكشفت مصادر مطلعة عن احتمال نشر نظام الصواريخ الأمريكي الجديد 'أرض-بحر' NMESIS في قاعدة كامب إيشيغاكي بمحافظة أوكيناوا، في خطوة تستهدف تعزيز الردع العسكري في المنطقة، لا سيما تجاه التوترات المتصاعدة مع الصين. وفاة مفاجئة لجورج كوستا.. قائد بورتو السابق يرحل عن 53 عامًا داخل مركز تدريب النادي أعلن نادي بورتو البرتغالي، اليوم الثلاثاء، وفاة قائده السابق جورج كوستا عن عمر ناهز 53 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة تعرض لها داخل مركز تدريب الفريق في 'أوليفال'، حيث كان يشغل منصب المدير الرياضي للفريق الأول. وفي بيان مقتضب عبر منصة 'إكس'، نعى النادي لاعبه السابق بكلمات مؤثرة: 'لقد غادرنا جورج كوستا. واحد منا، قائد، رمز. شكراً لكونك بورتو حتى النهاية. للأبد، جورج كوستا'. كوستا يُعد من أبرز الأسماء في تاريخ النادي البرتغالي، حيث ارتدى قميص بورتو في 383 مباراة رسمية، وتُوج معه بـ24 لقبًا، من بينها دوري أبطال أوروبا عام 2004 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2003 تحت قيادة جوزيه مورينيو. كما خاض موسمًا في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشارلتون، وشارك في 50 مباراة دولية مع منتخب البرتغال، ونال جائزة الكرة الذهبية البرتغالية لعام 2000. بعد اعتزاله في 2006، اتجه كوستا إلى التدريب، وتنقل بين أندية في البرتغال ورومانيا والهند وقبرص. وفي عام 2024، عاد إلى بورتو ضمن الطاقم الفني، قبل أن يتولى مهام المدير الرياضي. وفاة كوستا شكلت صدمة في الأوساط الكروية البرتغالية، التي ودّعت أحد أبرز رموزها في العقود الأخيرة. وفاة مأساوية لحارس برازيلي بعد غرقه في نهر بالبرتغال أفادت وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، بوفاة حارس المرمى البرازيلي جيفرسون ميرلي، لاعب نادي جي دي كالديلاس البرتغالي، إثر حادث غرق مأساوي في نهر هوميم شمال غرب البرتغال. وبحسب صحيفة غربية، فإن اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا، كان يسبح في نهر هوميم بمنطقة تيراس دي بورو، عندما اختفى تحت الماء مساء السبت الماضي. وقد استغرقت فرق الإنقاذ أكثر من ثلاث ساعات للعثور على جثمانه، بعد تلقي بلاغ من صديقته التي لاحظت اختفاءه. ميرلي، الذي كان يقيم في مدينة براغا البرتغالية، جدد مؤخرًا عقده مع نادي كالديلاس، وكان يحظى بتقدير كبير داخل الفريق، حيث نعاه النادي في بيان رسمي أكد فيه أنه 'لم يكن مجرد لاعب مخلص في الملعب، بل صديقًا حقيقيًا يتمتع بالاحترافية وروح الفريق'. اللاعب الراحل ينحدر من مدينة فيستا أليغري دو ألتو بولاية ساو باولو في البرازيل، وكان قد بدأ مسيرته في الخارج عام 2019 بالانضمام إلى نادي أونياو في ولاية ماتو غروسو دو سول، قبل أن ينتقل إلى أندية في إسبانيا والبرتغال، ويستقر أخيرًا مع كالديلاس عام 2024. رحيل شدراك يوسف… نجم 'أسود الرافدين' والمعلق الرياضي البارز عن 83 عامًا ودّعت الأوساط الرياضية العراقية، صباح الثلاثاء، اللاعب الدولي السابق والمعلق الرياضي الشهير شدراك يوسف، الذي توفي عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض. وكان يوسف قد عانى في السنوات الأخيرة من تدهور حالته الصحية، شملت ضعف البصر وصعوبات في المشي، قبل أن يخضع عام 2022 لعملية جراحية لاستئصال جزء من جهازه الهضمي بسبب ورم خبيث. ونعى الاتحاد العراقي لكرة القدم الراحل، وقال في بيان عبر 'فيسبوك': 'يتقدم رئيس الاتحاد عدنان درجال، نيابة عن أسرة الاتحاد، بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أسرة كرة القدم، وعائلة اللاعب الأسبق شدراك يوسف'، متمنياً له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان. ويمتلك شدراك يوسف إرثاً رياضياً غنياً، حيث مثّل المنتخب العراقي بين عامي 1965 و1973، وشارك في أكثر من 31 مباراة دولية سجل خلالها هدفين، وكان من أبرز المساهمين في تتويج العراق بكأس العرب عامي 1964 و1966، كما شارك في نهائيات كأس آسيا 1972، ونال لقب أفضل لاعب عربي في نسخة 1966. بعد اعتزاله اللعب في 1975، دخل مجال التدريب ثم انتقل إلى التعليق الرياضي، ليصبح أحد أبرز الأصوات المعروفة في الإعلام الرياضي العراقي، إلى جانب عمله لسنوات في قسم العلاقات بالاتحاد العراقي لكرة القدم. برحيله، يطوي العراق صفحة من صفحات جيل رياضي ذهبي ترك بصمات خالدة في تاريخ الكرة العراقية والعربية. مقتل شخصين وإصابة 6 في إطلاق نار بعد مهرجان موسيقي وسط لوس أنجلوس شهدت وسط مدينة لوس أنجلوس حادثة إطلاق نار مأساوية أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين خلال حفل أقيم عقب مهرجان موسيقي، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية. وأفادت الشرطة بأنها استجابت في حوالي الساعة 11 مساء الأحد لإغلاق 'حفل كبير' في منطقة مستودعات وسط المدينة، بعد رؤية شخص مسلح يدخل المبنى، حيث تم اعتقاله على الفور، وفقًا لتصريحات نورما آيزنمان، المسؤولة في الشرطة المحلية. جاء ذلك بعد انتهاء مهرجان 'هارد سامر' الموسيقي الذي أقيم خلال عطلة نهاية الأسبوع في هوليوود بارك في إنجلوود، على بعد حوالي 14 كيلومترًا من موقع الحادث، حسب شبكة 'كيه تي ال ايه- تي في'. وبعد إخلاء الحفل، تلقت الشرطة بلاغًا بإطلاق نار حوالي الساعة الواحدة صباحًا، وعند عودتها إلى الموقع، عثرت على شخص ميت في المكان، فيما توفيت ضحية أخرى في المستشفى، إضافة إلى إصابة 6 آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات وحالتهم غير معروفة حتى الآن. ولم تقدم السلطات أي معلومات عن وجود مشتبه به جديد، وما زال المحققون يعملون في مسرح الحادث منذ ساعات. الصين تُجلي 82 ألف شخص من بكين بسبب أمطار غزيرة وإنذار أحمر للطقس أجلت السلطات الصينية أكثر من 82 ألف شخص من عدة مناطق في بكين إثر موجة أمطار غزيرة تسببت في اضطرابات واسعة بالمدينة. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة القصوى باللون الأحمر، في ظل استمرار الأمطار التي بدأت مساء الاثنين واستمرت حتى صباح الثلاثاء. وكإجراء احترازي، تم تعليق العمل في أكثر من 3,200 موقع بناء لحماية العمال ومنع وقوع حوادث. تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف من تكرار سيناريو العواصف السابقة التي شهدتها بكين الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 44 شخصاً وإجلاء أكثر من 80 ألف شخص إلى مناطق آمنة. وسبق أن شهدت العاصمة الصينية في نهاية يوليو ومطلع أغسطس 2023 فيضانات مشابهة أودت بحياة 11 شخصاً، وأثرت على أكثر من 44 ألف شخص في 13 منطقة، ما جعلها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت المدينة خلال العقد الأخير. العثور على 32 جثة مقطوعة في قبر جماعي بوسط المكسيك وسط تصاعد عنف العصابات أعلنت النيابة العامة في ولاية غواناخواتو المكسيكية عن اكتشاف 32 جثة مقطوعة في قبر جماعي بمدينة لاكاليرا، وذلك خلال عمليات تفتيش جرت بين 30 يوليو و2 أغسطس، في واحدة من أبشع الجرائم التي تشهدها البلاد هذا العام. وأكدت النيابة أنه تم التعرف حتى الآن على هويات 15 ضحية من بين الجثث المكتشفة، في حين تخضع باقي الرفات لتحاليل متقدمة، نظراً لصعوبة التعرف عليها بسبب التقطيع والتشويه. وبحسب وسائل إعلام محلية، استخدم المحققون تقنيات فحص متقدمة لتحديد الهويات نظراً للحالة المروعة للجثث، فيما لم تُكشف بعد تفاصيل إضافية عن خلفية الضحايا أو الجهات المسؤولة عن الجريمة. ويأتي هذا الاكتشاف المروع في سياق تصاعد موجة العنف المرتبطة بأنشطة العصابات وتجارة المخدرات في المكسيك، التي تشهد سنوياً آلاف الجرائم المماثلة، خاصة في ولايات تشتهر بسيطرة شبكات الجريمة المنظمة. اليابان تسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة بـ41.6 درجة مئوية في إسيساكي سجلت اليابان، الثلاثاء، حرارة قياسية بلغت 41.6 درجة مئوية في مدينة إسيساكي، وفقاً لما أعلن مكتب الأرصاد الجوية الياباني، محطمة الرقم القياسي السابق البالغ 41.2 درجة، والذي تم تسجيله الأسبوع الماضي. وحذر المكتب من استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، في ظل موجة حرارة غير مسبوقة تشهدها البلاد هذا العام. وسجلت اليابان خلال شهري يونيو ويوليو رقماً قياسياً في درجات الحرارة، حيث تم تسجيل 17 رقماً قياسياً في مناطق مختلفة، بينها مدينة كوماتسو التي وصلت حرارتها إلى 40.3 درجة مئوية، ومدينة توياما التي شهدت 39.8 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة تسجلها المدينة منذ بدء الرصد. يُذكر أن موسم الأمطار في المناطق الغربية انتهى هذا العام قبل موعده المعتاد بثلاثة أسابيع، ما زاد من حدة موجة الحر في البلاد. الأمطار تغمر موسكو: أكثر من 200 رحلة تتأخر وتُلغى في مطارات العاصمة الروسية تسببت الأمطار الغزيرة التي تشهدها العاصمة الروسية موسكو منذ الليلة الماضية في حالة من الشلل الجزئي بحركة الطيران، حيث تم تسجيل أكثر من 200 رحلة متأخرة بين مغادرة ووصول، إلى جانب عدة رحلات ملغاة في مختلف مطارات المدينة. وفقاً لتقارير رسمية، شهد مطار 'شيريميتيفو'، الأكبر في موسكو، تأخّر 52 رحلة مغادرة وإلغاء واحدة، بينما سجّل مطار 'فنوكوفو' تأخر 23 رحلة. وفي 'دوموديدوفو'، تأخرت 24 رحلة وتم إلغاء أخرى، فيما شهد مطار 'جوكوفسكي' تأخّر 4 رحلات وإلغاء واحدة. أما على صعيد الرحلات القادمة، فقد كانت الأضرار أكبر، حيث تأخرت 70 رحلة في 'شيريميتيفو'، و24 في 'فنوكوفو'، و17 في 'دوموديدوفو'، بالإضافة إلى تأخّر 4 رحلات في 'جوكوفسكي'، مع تسجيل ثلاث رحلات ملغاة. وبذلك، بلغ مجموع الرحلات المتأخرة للمغادرة 103 رحلات، وللوصول 115 رحلة، بينما تم إلغاء 6 رحلات بشكل كامل. وأعلن مركز الطقس الروسي 'فوبوس' أن موسكو وضواحيها تعرضت لهطولات مطرية تعادل نحو 130% من المعدل الشهري خلال 24 ساعة فقط، ما أدّى إلى فيضانات جزئية، واختناقات مرورية، واضطرابات في شبكات النقل. وفي السياق نفسه، كانت مناطق أخرى في روسيا قد تضررت من هذه الأحوال الجوية القاسية، بينها مدينة كراسنودار التي شهدت دماراً في أحد الجسور نتيجة السيول الجارفة، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية. وتشير التوقعات إلى استمرار حالة الطقس السيئة خلال الساعات المقبلة، وسط تحذيرات من تأثيرات إضافية على قطاع النقل والرحلات الجوية في موسكو ومناطق أخرى. مالي تعلن تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة اختطفوا قرب الحدود مع النيجر أعلنت حكومة مالي عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة كانوا قد اختُطفوا في 18 يناير 2025، مؤكدة أن السائقين بصحة جيدة، دون أن تكشف تفاصيل العملية أو الجهة المسؤولة عن الاختطاف. وكانت وكالة 'رويترز' قد نقلت في وقت سابق عن مصدر في السفارة المغربية ببوركينا فاسو، أن السائقين اختفوا أثناء عبورهم المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو والنيجر، وهي منطقة معروفة بنشاط الجماعات المسلحة المتشددة. وبحسب الرواية الرسمية، فقد اختفت ثلاث شاحنات مغربية، إحداها تقل سائقاً احتياطياً، أثناء توجهها من مدينة دوري ببوركينا فاسو إلى مدينة تيرا في النيجر، دون مرافقة أمنية رغم التحذيرات من خطورة الطريق. وأوضح الكاتب الوطني للاتحاد العام للنقل بالمغرب، الشرقي الهاشمي، أن الشاحنات انطلقت بعد تأخر دام أسبوعاً بانتظار تأمين المرافقة، وكانت محمّلة بمعدات للبنية التحتية في طريقها من الدار البيضاء إلى النيجر، داعياً السلطات المغربية إلى تعزيز إجراءات الحماية لشاحنات النقل الدولي التي تمر عبر مناطق الساحل الإفريقي. وتشهد منطقة الحدود بين مالي، بوركينا فاسو، والنيجر نشاطاً متزايداً لجماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي 'القاعدة' و'داعش'، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية في غرب إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، وتكرار استهداف قوافل الشحن والنقل الإقليمي. مصر تبلغ أوغندا بتحرك رسمي لحماية أمنها المائي في أزمة سد النهضة أبلغ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني خلال لقاء في عنتيبي بتحرك رسمي لمصر لحماية أمنها المائي في أزمة سد النهضة الإثيوبي. ,حمل عبد العاطي رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها التزام مصر باتخاذ كافة التدابير القانونية الدولية لحماية مصالحها المائية، في ظل استمرار عدم التوصل لاتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن تشغيل السد. وشدد الوزير المصري خلال اللقاء على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي المتعلقة بالموارد المائية المشتركة، معربًا عن رفض مصر القاطع للإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا، واصفًا إياها بأنها مخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي. ,أكد عبد العاطي أن مياه النيل تمثل قضية وجودية لمصر، وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الإقليمي بين دول حوض النيل لدعم التنمية وروابط الأخوة الأفريقية. ,تأتي هذه الخطوة وسط توتر متزايد بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن مشروع سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا منذ عام 2011 على النيل الأزرق، والذي يشكل 86% من مياه النيل. ,تعتمد مصر على مياه النيل بنسبة تزيد عن 90% من مواردها المائية، مما يجعل قضية السد قضية وجودية بالنسبة لها، في حين ترى إثيوبيا أن السد ضروري لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية الاقتصادية. يُذكر أن الاتفاقيات الاستعمارية التي تحدد حصص مياه النيل بين مصر والسودان تعود إلى عامي 1929 و1959، ولم تشارك دول المنبع مثل إثيوبيا وأوغندا في صياغتها، ما دفع تلك الدول إلى اعتبارها غير ملزمة. وتلعب أوغندا، إحدى دول المنبع الموقعة على اتفاقية عنتيبي، دورًا مهمًا في ملف مياه النيل، وتحافظ مصر على علاقات دبلوماسية وثيقة معها، بما في ذلك دعم في المجالات العسكرية والاقتصادية وتبادل المعلومات الاستخباراتية. ,المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي فشلت في التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، وسط اتهامات مصر لإثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية تهدد الأمن المائي لدول المصب، في مقابل تأكيد إثيوبيا حقها في التنمية وعدم تسبب السد في ضرر كبير. مصر.. سما المصري تفاجئ متابعيها بإعلان التوبة وترد على منتقديها: قربت من الله وارتحت نفسياً فاجأت الفنانة المصرية سما المصري جمهورها بإعلان توبتها إلى الله عبر صور ومشاركات على حسابها الرسمي في 'فيسبوك'، رداً على الانتقادات التي طالتها مؤخراً واتهاماتها بالسعي وراء الشهرة والترند. كتبت سما في منشور لها: 'زي ما أنا جاهرت بالمعصية لازم أجاهر بالتوبة… الحمد لله، هذا أول ظهور لي بالحجاب في انتخابات مجلس الشيوخ بالأزبكية.' وأضافت: 'يارب تهدي كل عاصي وتقويني على الالتزام والثبات والاحتشام، والأيام الجاية أقدر أعمل حاجة أكفر بيها عن اللي فات، وربنا يسامحني أنا وكل اللي زيي، آمين'. وردت سما المصري على منتقديها الذين شككوا في صدق توبتها، قائلة: 'هذا بوست لي بتاريخ 3 مايو 2025، يعني من 3 شهور ولسه البوست موجود هنا على فيسبوك… هل كنت وقتها أبحث عن التريند كما يتهمني البعض؟ مش هقولكم اتقوا الله فيا، لا اتقوا الله في نفسكم. أنا خلاص ارتحت لأنني قربت من ربنا، لكن أنتم اللي لسه تعبانين'. وأعادت نشر منشور قديم قالت فيه: 'أنا نفسي ألبس الحجاب موت بس خايفة على الحجاب مني.. الحجاب ده حاجة طاهرة قوي وخايفة عليه من شيطاني.. ادعولي ربنا يهديني ليه'. إصابات بينها أطفال في انقلاب حافلة على طريق سريع جنوب موسكو بسبب الضباب الكثيف شهدت منطقة جنوب موسكو، قرب مدينة تولا، حادث انقلاب حافلة ركاب عند نقطة لتحصيل رسوم العبور على الطريق السريع M4، نتيجة الضباب الكثيف الذي خيم على المنطقة. وثقت كاميرات المراقبة لحظة اصطدام الحافلة بدعامة في نقطة الدفع، قبل أن تنحرف وتصطدم بالسياج وتنقلب، بينما هرع الركاب للخروج من النوافذ المكسورة. أسفر الحادث عن إصابة 39 شخصاً بينهم 5 أطفال، وتم نقل 35 منهم إلى المستشفيات في تولا وكيريفسك ونوفوموسكوفسك، بينهم 3 أطفال. وتعاني 5 حالات من إصابات حرجة، في حين تتراوح إصابات الآخرين بين متوسطة وخفيفة. ووفقاً للسلطات المحلية، فإن الضباب الكثيف هو السبب المحتمل للحادث، حيث انخفض مدى الرؤية في ذلك الصباح إلى ما بين 100 و500 متر. على متن الحافلة كان 48 راكباً، وتمكن الركاب بعد الحادث من رفع الحافلة المنقلبة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، في مشهد وصفه البعض بأنه بطولي.


الوسط
منذ 5 ساعات
- الوسط
مستقبل غامض يواجه حزب الله المطالب بنزع سلاحه - مقال في نيويورك تايمز
Getty Images صواريخ أرض-أرض تتجه نحو الجنوب (باتجاه إسرائيل) على جانب الطريق من قانا إلى بنت جبيل في جنوب لبنان. نتناول في عرض الصحف ليوم الثلاثاء الخامس من أيار/مايو 2025، أبرز ما تداولته صحف بريطانية وأمريكية. ونبدأ من صحيفة نيويورك تايمز التي تحدثت عن رفض حزب الله اللبناني لنزع سلاحه. تقول نيويورك تايمز في مقالها الذي حمل عنوان "حزب الله الضعيف يقاوم الضغوط للتخلي عن سلاحه"، إن الحزب اللبناني المسلح فقد جزءاً كبيراً من قوته منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل، لكنه مع ذلك يرفض التخلي عن ما تبقى من ترسانته التي كانت قوية للغاية سابقاً. ويلفت كاتبا المقال نيل ماكفاركوهار وهويدا سعد، إلى أنه عقب اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. "تراجعت قوة الجماعة المدعومة من إيران منذ ذلك الحين، وبعد عقود من بناء دولة قوية داخل الدولة، يواجه حزب الله مستقبلاً غامضاً". "مخاوف مشروعة" تنقل الصحيفة عن السياسي اللبناني مصطفى فحص قوله إن حزب الله عبارة حسن نصر الله والسلاح. قال السياسي فحص إن "حزب الله هو حسن نصر الله والسلاح"، فيما تكافح الجماعة، في لحظة ضعف، للحفاظ على سلاحها الذي تعتبره جوهر هويتها. ويتمسك الحزب بحق امتلاك الصواريخ لمواجهة أي هجوم إسرائيلي، بحسب نائبه نعيم قاسم. في المقابل، يرى الرئيس اللبناني جوزيف عون أن على الحزب تسليم سلاحه، رغم تفهمه لمخاوفه، مشدداً على أن حماية اللبنانيين مسؤولية الدولة والجيش. وتذكر الصحيفة أيضاً أن "إيران، الراعي الرئيسي لحزب الله، تتراجع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. خلال حرب قصيرة بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران، امتنع حزب الله عن شن هجمات جديدة على إسرائيل، مكتفياً بالإدلاء بتصريحات تضامن شفهية. بينما سوريا، التي كان يقودها حليف قوي لحزب الله، يحكمها الآن ثوار سابقون معادون للمسلحين اللبنانيين. كما حاولت الحكومة السورية تفكيك شبكات التهريب الإيرانية التي تمر عبر سوريا وكانت تنقل الأموال والأسلحة إلى حزب الله في لبنان، ما أدى إلى تقليص مواردها". كما زار توماس باراك الابن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بلاد الشام عدة مرات للضغط من أجل نزع سلاح حزب الله. وتشير إلى أن الحزب كان "في يوم من الأيام أقوى عناصر ما يسمى بمحور المقاومة الإيراني، وهو سلسلة من القوى بالوكالة عبر الشرق الأوسط تهدف إلى مواجهة إسرائيل والغرب. ومع ذلك، في الحروب الأخيرة مع إسرائيل، أثبت التحالف أنه نمر من ورق". Getty Images قنبلة نووية محتملة نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحقيقاً تحدث عن رحلة سرية لخبراء نووين إيرانيين إلى روسيا. وكشف تحقيق الصحيفة عن أن الوفد الإيراني "زار معاهد عسكرية روسية تُنتج تقنيات ذات استخدام مزدوج، وتطبيقات مدنية، لكن، كما يقول الخبراء، لها صلة محتملة بأبحاث الأسلحة النووية". يستند التحقيق إلى رسائل ووثائق سفر وسجلات شركات إيرانية وروسية، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين غربيين وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي، تقول الصحيفة. تضيف أن الزيارة إلى روسيا جاءت "في وقتٍ لاحظت فيه الحكومات الغربية، نمطاً من الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها علماء إيرانيون، بما في ذلك محاولات الحصول على تكنولوجيا ذات صلة بالمجال النووي من الخارج". تعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن "إيران كانت تمتلك برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، منفصلاً عن جهودها لإنتاج الوقود النووي التي أوقفها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عام 2003". وقبل أن تشن إسرائيل والولايات المتحدة ضرباتهما على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران، "اعتقدت واشنطن أن إيران لم تُجدد ترخيص برنامج الأسلحة هذا. لكن الولايات المتحدة حذّرت من أن إيران اتخذت خطواتٍ من شأنها أن تُسهّل صنع قنبلة نووية، إذا ما اختارت ذلك". وتلفت الصحيفة إلى فرض الولايات المتحدة عقوباتٍ جديدة على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية في مايو/أيار، مُحذّرةً من أنها تعمل على "أنشطة بحث وتطوير ذات استخدام مزدوج تُطبّق على الأسلحة النووية وأنظمة إيصالها". ويقول خبراء تابعوا الأنشطة النووية الإيرانية إن "استراتيجيتها لطالما اتسمت بالغموض المُدروس. إن هذا النهج يتجنب الانتهاكات الصريحة لمعايير منع الانتشار، بينما يستخدم البحث العلمي لتعزيز معرفة قد تكون مفيدة في حال قررت طهران يوماً ما السعي إلى امتلاك قنبلة نووية"، بحسب الصحيفة. في 20 يونيو/حزيران الماضي، "بعد سبعة أيام من بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب مقر المشروع النووي لمنظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية، للمرة الثانية خلال الصراع". وتلفت الصحيفة إلى اغتيال "أحد عشر عالماً نووياً في الغارات الإسرائيلية. من بينهم عباسي دواني، المشرف على رسالة الدكتوراه لمحتشمي، والمسؤول النووي الذي كانت إسرائيل تُحاول اغتياله لما يقرب من عقدين. قبل شهر من وفاته، تحدث عباسي دواني بهدوء وحسم. قال: "قوتنا تكمن في علمائنا". كان هذا تحذيراً من رجلٍ يأمل أن يكون قد سلّم زمام المبادرة بالفعل. "هذا النوع من النشاط البحثي سمح للقيادة بالقول إنه لا يوجد برنامج أسلحة نووية". لكن تختم الصحيفة في مقالها بالقول إنه "من المقلق أن يتمكن هؤلاء الأشخاص من عقد هذا النوع من الاجتماعات في روسيا، في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه كل من روسيا وإيران". "اشتر الآن وادفع لاحقاً" Getty Images وإلى صحيفة الإيكونوميست البريطانية التي تحدثت عن الاستهلاك عبر الاقتراض، لشراء سلع غير أساسية. وقالت في مقالها الذي حمل عنوان "اشتر الآن وادفع لاحقاً تجتاح العالم"، إن سلعاً مثل طعام "البوريتو"، أو تذاكر لحضور مهرجان أو حقن البوتوكس، كانت ضمن قوائم الشراء ببطاقات الدفع بالتقسيط. غالباً ما تكون مثل هذه المشتريات محل سخرية. فبالنسبة للبعض، يُعد دفع ثمن الغداء بالتقسيط شكلاً من أشكال الاستهلاك في أكثر صوره عبثية. بينما يرى آخرون جانباً مظلماً في ذلك، حيث يستغل هذا النوع من الإقراض، من يعيشون أوضاعاً مالية غير مستقرة، تلفت الصحيفة. وتقول الصحيفة إن الجيل الحالي أكثر استخداماً للبطاقات المالية التي تسهل الدفع اللاحق، ما يعني أن تزايد الإنفاق بين المستهلكين الأصغر سناً يؤدي إلى نمو هذا السوق. وتذكر الصحيفة في مقالها تجارب شركات عالمية مع توفير بطاقات تساعد العملاء على دفع ثمن مشترياتهم بشكل كامل أو بالتقسيط، بأسلوب تمويه شبيه بالتجارة الإلكترونية. لكنها تطرح سؤالاً، "هل تُشجع هذه البطاقات المستهلكين على الاقتراض بشكل مفرط يفوق قدرتهم على السداد؟". وتقول من "المؤكد أن عملاء هذه الخدمات غالباً ما تكون دخولهم أقل من أولئك الذين يستخدمون بطاقات الائتمان [المعتادة]. وقد ظهرت بعض المؤشرات المقلقة؛ فعلى سبيل المثال،أظهرت أبحاث مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن نسبة مستخدمي خدمات (اشترِ الآن وادفع لاحقاً) الذين تأخروا في السداد ارتفعت من 15 في المئة في عام 2021 إلى 24 في المئة في عام 2024". وتخلص الصحيفة إلى أن فكرة الاقتراض عند نقاط البيع ليست حديثة، وأن تطورها الراهن الذي يلاقي سخرية لم يمنع من نموها وانتشار استخدامها بشكل كبير.


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
ورقة براك: هل تقايض واشنطن سلاح حزب الله بمستقبل لبنان؟
Getty Images ورقة براك: خريطة طريق أمريكية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية 2025 منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، ظلّ سلاح حزب الله أحد أكثر الملفات حساسيةً في المشهد اللبناني، يتوارى أحياناً ويعود إلى الواجهة مع كل أزمة كبرى. لكن بعد حرب 2024 المدمّرة، بات هذا السلاح في قلب مفاوضات علنية تقودها واشنطن، وسط ضغوط دولية غير مسبوقة. "ورقة براك"، وهي خطة أميركية مفصّلة لنزع سلاح الحزب مقابل انسحاب إسرائيلي وضمانات دولية، قد تعيد رسم التوازنات في لبنان. فهل دخل البلد فعلاً مرحلة تسليم السلاح؟ توماس باراك وورقته في بيروت Getty Images توماس براك يطرح خطة أمريكية لنزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيلي ودعم لإعمار لبنان توماس براك – وهو سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ومبعوثها الخاص لسوريا – زار بيروت لأول مرة في 19 حزيران/يونيو 2025 حاملاً خريطة طريق أمريكية مفصلة من 6 صفحات لطرحها على المسؤولين اللبنانيين. سمّيت الخريطة بـ"ورقة براك" وتضمنّت مطالب واضحة بنزع سلاح حزب الله والفصائل المسلحة كافة في لبنان بشكل كامل قبل نهاية 2025 (ويُفضَّل بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2025). في المقابل، تعِد الخطة الأمريكية بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق اللبنانية المحتلة المتبقية ووقف الضربات الإسرائيلية على لبنان. إضافة لذلك، سيفتح تنفيذ نزع السلاح باب الدعم المالي الدولي لإعادة إعمار مناطق في لبنان دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة – وهو دعم تقول واشنطن إنها لن تقدمه في ظلّ احتفاظ حزب الله بالسلا. شملت ورقة براك أيضاً عناصر أوسع لترتيب أوضاع لبنان الإقليمية والداخلية، منها تسريع إصلاحات مالية واقتصادية، ومراقبة الحدود والمعابر لضبط التهريب. ولضمان تنفيذ الاتفاق المقترح، عرضت الخطة إنشاء آلية بإشراف الأمم المتحدة لتأمين إطلاق سراح معتقلين لبنانيين لدى إسرائيل بالتوازي مع تقدّم خطوات نزع السلاح. واشترطت واشنطن أيضاً إصدار الحكومة اللبنانية قراراً بالإجماع يلتزم بنزع السلاح كمكوّن أساسي في أي اتفاق نهائي. أمهل المبعوث الأمريكي القادة اللبنانيين حتى 1 يوليو/تمّوز 2025 للرد رسمياً على هذه المقترحات، وصرّح بأنه سيعود إلى بيروت لاستماع إلى ملاحظاتهم. على الفور، بدأت بيروت دراسة الورقة وشكّلت لجنة ثلاثية تضمّ ممثلين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان لصياغة رد لبناني موحّد. وفي الكواليس، تواصل رئيس البرلمان نبيه بري – حليف حزب الله – مباشرة مع قيادة الحزب لضمان مشاركتهم في بلورة الموقف. وبحسب تقارير صحافية، لم يعارض حزب الله مبدأ التعاون مع اللجنة واستجاب لفتح النقاش، لكنه لم يقدّم أي التزام أو وعد بالتخلي عن سلاحه. النقاش الداخلي ورد حزب الله الأولي Getty Images حزب الله يرفض "ورقة براك" ويتمسّك بسلاحه في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية أكثر ما لفت في الورقة هو تزامنها مع اشتراط واشنطن صدور قرار رسمي لبناني يلتزم علناً بتطبيقها. هذا الربط بين الالتزام السياسي والمساعدات العسكرية والاقتصادية، جعل الدولة اللبنانية أمام معادلة دقيقة. وفيما التزم حزب الله الصمت العلني حيال المقترح، بدأ النقاش يدور في الكواليس. رئيس مجلس النواب نبيه بري دخل في مشاورات مباشرة مع الحزب، ووافق على الانخراط في صياغة رد لبناني موحّد. في العلن، التزم الحزب الصمت حيال مقترح براك خلال النصف الثاني من يونيو. لكن مع اقتراب موعد الرد، خرجت مواقف تصعيدية من قادته تؤكد رفض الرضوخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية. ففي 30 حزيران/يونيو 2025 – عشية انتهاء المهلة – ألقى نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم خطاباً متلفزاً شديد اللهجة أكد فيه حق الحزب واللبنانيين في قول "لا" لأمريكا و"لا" لإسرائيل. واتهم قاسم واشنطن وتل أبيب بمحاولة استغلال الظرف الراهن لفرض واقع جديد في لبنان والمنطقة يخدم مصالحهما، داعياً جميع اللبنانيين إلى عدم مساعدة أمريكا وإسرائيل في تنفيذ مخططاتهما. الجولة الثانية من الوساطة: ورقة لبنانية معدّلة Getty Images جوزاف عون يسلّم توماس براك الرد اللبناني الموحّد على خريطة الطريق الأمريكية لنزع سلاح حزب الله عاد توماس براك إلى بيروت في أوائل يوليو 2025 – تحديدًا يوم الإثنين 7 يوليو/تمّوز – لتلقّي الرد اللبناني الرسمي. حملت السلطات اللبنانية إلى المبعوث الأمريكي ورقة رد تتضمن تعديلات وضمانات مضادة تضع تصوراً لبنانياً لتنفيذ خريطة الطريق. وقد سلّم الرئيس جوزاف عون شخصياً إلى براك "أفكاراً لحل شامل" تمثل الموقف اللبناني الموحد. كما أعدّ رئيس البرلمان نبيه بري خريطة طريق تفصيلية مرحلية لنزع سلاح حزب الله تصبّ في إطار المقترح اللبناني، لضمان خطوات عملية لتنفيذه. تركّز الرد اللبناني على مبدأ التزامن والتبادل في تنفيذ أي اتفاق: لن يُبحث مصير سلاح حزب الله إلا ضمن عملية متزامنة مع انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية ووقف نهائي للاعتداءات الإسرائيلية. وأكد رئيس الحكومة نواف سلام في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع براك أن النقاش تناول "خطوات مترابطة بين الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ونزع سلاح حزب الله". وشدد سلام على أن حصر السلاح بيد الدولة وتمديد سلطة الدولة هو مبدأ توافقي لبناني متجذّر منذ اتفاق الطائف. وذكّر بأن حزب الله جزء من الدولة اللبنانية (فله نواب في البرلمان دعموا بيان الحكومة)، في إشارة إلى ضرورة معالجة القضية بتفاهم داخلي. وفي الوقت نفسه، ندّد سلام باستمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع مؤكداً أنها مرفوضة بالإجماع اللبناني، وأن بيروت تكثّف اتصالاتها عربياً ودولياً لوقفها. بحسب سلام، تضمّن الرد اللبناني المكتوب الذي تسلّمه براك تعليقات من الرئاسة والحكومة ورئاسة البرلمان، ما يعكس تنسيقاً غير مسبوق بين الرؤساء الثلاثة حول هذا الملف المعقّد. كما كشف سلام أن براك قدّم أيضاً مقترحاً لآليات تثبيت وقف إطلاق النار وضبط السلاح تدريجياً في الجنوب كخطوة أولى – ربما عبر تعزيز دور اللجنة الثلاثية للهدنة وتوسيع صلاحيات الجيش اللبناني جنوبًا. وأكد سلام موقف لبنان بأن قرار الحرب والسلم هو حصري بيد الدولة ولا أحد سواها. تجاوب المبعوث الأمريكي بحذر إيجابي مع الرد اللبناني. فعقب لقائه الرئيس عون، عقد براك مؤتمراً صحافياً قال فيه إنه "راض جداً جداً" و"مسرور بشكل لا يُصدَّق" من الاستجابة اللبنانية. ووصف براك الرد بأنه مدروس بعناية وفيه خطة مشتركة للمضي قدماً. وأضاف: "الآن ينبغي دفع التفاصيل قدماً... نحن جميعاً ملتزمون بالدخول في التفاصيل والوصول إلى حل"، معرباً عن تفاؤله الكبير بتحقيق ذلك. كذلك نقلت الرئاسة اللبنانية على منصة أكس (تويتر سابقاً) أن الرئيس عون سلم براك "تصوراً متكاملاً للحل". وأصدر مكتب رئيس البرلمان بري بياناً وصف فيه اجتماعه مع براك بأنه "بنّاء وراعى مصلحة لبنان وسيادته... كما تضمّن مطالب حزب الله". في هذه المرحلة، بدا وكأن لبنان والولايات المتحدة وجدا أرضية مشتركة مبدئية: الدولة اللبنانية تلتزم مبدئياً بحصرية السلاح بيدها وفق جدول زمني، لكنها تطالب بضمانات صارمة تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات قبل وأثناء عملية نزع السلاح. وهذا يشمل أيضاً إطلاق أسرى لبنانيين لدى إسرائيل وتأمين دعم دولي لتعزيز الجيش اللبناني كبديل أمني. وقد كشفت تقارير صحافية أن الخطة اللبنانية المعدّلة تتضمن 8 مطالب أساسية قدمها الرئيس عون في المفاوضات مع براك. من أبرزها انسحاب إسرائيلي كامل إلى الحدود الدولية المعترف بها، ووقف كل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً بما يشمل الاغتيالات، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين. في المقابل تلتزم بيروت ببسط سيادة الدولة على كامل أراضيها عبر استعادة السلاح من كلّ المجموعات - وعلى رأسها حزب الله - وتسليمه للجيش اللبناني الذي يكون الجهة الوحيدة المخولة بحمل السلاح. كما طلبت لبنان دعماً دولياً طويل الأمد للجيش بقيمة مليار دولار سنوياً لعشر سنوات لتعزيز قدراته إلى جانب قوى الأمن الداخلي، وتنظيم مؤتمر دولي للمانحين في الخريف لإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد. على الضفة الأخرى، ظل موقف حزب الله في العلن على حاله دون تنازلات، وإن حمل نبرة مشروطة. فبعد اللقاءات، خرج الشيخ نعيم قاسم (الذي بات يُنظر إليه كواجهه قيادة الحزب) يوم الأحد 6 تموز/يوليو بتصريح يشرح رؤية الحزب: على إسرائيل الالتزام الكامل بالهدنة أولًا – الانسحاب من الأراضي المحتلة ووقف العدوان بكل أشكاله والإفراج عن الأسرى – وعندئذ فقط يُمكن الانتقال إلى "المرحلة الثانية" وهي بحث استراتيجية الدفاع الوطني، بما فيها "سلاح المقاومة". كرر قاسم أيضاً رفض الحزب للاستسلام تحت التهديد، قائلاً: "لن نستسلم أو نلقي سلاحنا استجابة لتهديدات إسرائيل". وفي خطاب آخر بُثّ مساء 30 تموز/يوليو، شدد قاسم مجدداً أن أسلحة حزب الله وُجدت لتواجه إسرائيل ولن تُستخدم في الداخل، معتبراً أن أي مطالبة حالية بنزع سلاح المقاومة تخدم أهداف إسرائيل. من الواضح أن واشنطن استوعبت الرسالة اللبنانية المشروطة لكنها سعت لتسويق الخطة كصفقة متكاملة يجب انتهازها سريعاً. حرص توماس براك على طمأنة الجانب اللبناني بأن نزع سلاح حزب الله لا يستهدف إقصاء الحزب سياسياً. قال براك في تصريح له: "يجب أن يرى حزب الله أن له مستقبلًا، وأن الطريق المطروح ليس موجهاً ضدّه فحسب"، مؤكداً أن الحل يجب أن يضمن دمج المقاومة ضمن تركيبة الدولة بدل عزلها. وفي الوقت نفسه، حذّر براك القادة اللبنانيين من التباطؤ: "المنطقة تتحرك بسرعة فائقة، وسيتم ترككم خلفها". وأشار إلى انطلاق حوارات غير مسبوقة بين سوريا وإسرائيل بعد سقوط نظام الأسد، معتبراً أنه كما انخرطت دمشق في ترتيب أوضاع ما بعد الحرب، على بيروت أيضاً ألا تُفوّت فرصة إعادة اختراع الحوار بشأن سلاح حزب الله قبل فوات الأوان. وقد كشف مصدر دبلوماسي أن واشنطن أبلغت بيروت بأن هذه الفرصة قد لا تتكرر وعليها اتخاذ قرار تاريخي الآن. زيارة حاسمة وجلسة حكومية منتظرة Getty Images تصاعد الغارات الإسرائيلية على لبنان يزيد الضغوط قبيل جلسة حاسمة لمناقشة سلاح حزب الله رغم الأجواء الإيجابية الحذرة في أوائل يوليو، بقيت بعض نقاط الخلاف الجوهرية عالقة خلال الأسابيع اللاحقة. لبنان أصرّ على ترتيب الأولويات: الأمن مقابل السلاح – أي لا نزع لسلاح المقاومة قبل ضمان الانسحاب الكامل ووقف النار – فيما إسرائيل عارضت أي ربط مسبق بين التزامها وقيام حزب الله بخطوات أولاً. ووفق تقارير صحافية، فإن الولايات المتحدة نقلت إلى بيروت رفض إسرائيل طرح "الانسحاب أولاً"، ما وضع واشنطن في موقف الضغط لتليين الموقف اللبناني الداخلي. بالتزامن، واصلت إسرائيل قصفها اليومي ما أبقى التوتر مرتفعاً وزاد الشكوك في نواياها. في أواخر تموز/يوليو 2025 قدم براك إلى بيروت مرة ثالثة لتقديم الرد الأمريكي الرسمي على المقترحات اللبنانية. أوضح براك للمسؤولين اللبنانيين أن بلاده لن تستمر في إرسال مبعوثيها أو الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها ما لم تتخذ الحكومة اللبنانية قراراً علنياً سريعاً بالالتزام بنزع السلاح. فبحسب تقرير لوكالة رويترز بتاريخ 29 يوليو، اشترطت واشنطن صدور قرار رسمي عن مجلس الوزراء اللبناني يتعهد بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف أي مفاوضات أو جهود أمريكية إضافية. ونُقل عن مصدر لبناني قوله: "تقول لنا أمريكا: لن يكون هناك مزيد من زيارات براك ولا تبادل أوراق – على مجلس الوزراء اتخاذ قرار وبعدها نتابع النقاش. لم يعد بإمكانهم الانتظار أكثر". في هذه الأثناء، أبلغ براك رئيس الوزراء نواف سلام صراحةً أن واشنطن لا تستطيع "إجبار" إسرائيل على القيام بأي شيء ما لم تلتزم بيروت صراحةً بخارطة الطريق. وعلى منصة أكس (تويتر)، نشر المبعوث الأمريكي رسالة صارمة بعد لقائه بالمسؤولين اللبنانيين قائلاً: "طالما أن حزب الله يحتفظ بسلاحه، فإن الكلام وحده لا يكفي. على الحكومة والحزب الالتزام الكامل والتحرّك الآن حتى لا يحكموا على الشعب اللبناني بالبقاء في حالة التعثر الراهنة"، بإشارة واضحة إلى ضرورة الانتقال من مرحلة التصريحات إلى مرحلة الأفعال الملموسة. أمام هذه الضغوط المتصاعدة، استشعرت القيادة اللبنانية خطر الوصول إلى حافة الانفجار. فعدم إرضاء الشروط الأمريكية قد يعني تصعيداً إسرائيلياً كبيراً ربما يصل إلى استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. لذا سارع رئيس الحكومة نواف سلام إلى الدعوة لجلسة طارئة لمجلس الوزراء في 5 آب/أغسطس 2025 لوضع جدول زمني لتنفيذ مسألة حصر السلاح بيد الدولة. وجاء في نص الدعوة أن الجلسة ستبحث "بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواتها حصرياً" – وهي عبارة تُقرأ كإقرار علني بمبدأ نزع سلاح حزب الله وتسليم سلاحه للجيش. وستتناول الجلسة أيضاً "ترتيبات وقف إطلاق النار... بما فيها الأفكار الواردة في مقترح السفير براك حول تنفيذه". انقسام داخلي حاد قبيل جلسة الخامس من آب Getty Images حزب الله يتمسّك بسلاحه ويرفض أي نقاش قبل وقف الغارات الإسرائيلية لكن مواقف الأطراف لا تزال متباينة. حزب الله جدد رفضه تسليم السلاح في ظل استمرار الغارات. نعيم قاسم قال إن الحزب لا يفاوض على السلاح قبل وقف العدوان، معتبراً أن المطالبة به الآن تخدم إسرائيل. المفتي الجعفري أحمد قبلان حذر من أن نزع سلاح الحزب سيترك لبنان بلا حماية. وفي المقابل، صعّدت قوى معارضة نبرتها، واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية أن اللحظة تستوجب الحسم لا التردد، فيما وصف النائب جبران باسيل السلاح بأنه بات عبئاً وطنياً. وفيما يستعد مجلس الوزراء لجلسة قد تكون الأهم منذ اتفاق الطائف، تترقب العواصم الإقليمية والغربية مسار التصويت وما سيليه. فنجاح التسوية سيعني بدء عملية تاريخية لنقل سلاح الحزب إلى يد الدولة. أما الفشل، فقد يعيد البلاد إلى مربع التصعيد. من الحرب إلى وقف إطلاق النار غير المكتمل Getty Images غارات واعتداءات إسرائيلية متواصلة تقوّض الهدنة في لبنان في خريف عام 2023، بدأت المواجهات العسكرية تتصاعد تدريجياً على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، مع تكرار عمليات القصف والاشتباك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. لكن الشرارة الكبرى جاءت نهاية صيف 2024، بعد سلسلة من الهجمات النوعية التي نفذها الحزب، وردّت إسرائيل عليها بتنفيذ تفجيرات عنيفة استهدفت قواعد صاروخية ومراكز قيادة ميدانية، وعملية كبرى بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها أعضاء حزب الله عُرفت إعلامياً باسم "تفجيرات البايجرز" وأدت إلى جرح آلاف الأشخاص وتسببت بإعاقات دائمة للكثير منهم. بعد أيام، اغتالت إسرائيل عدداً من أعضاء مجلس القيادة العسكرية لحزب الله، ما مثّل تصعيداً حاسماً في مسار المواجهة. لكن نقطة التحوّل المفصلية جاءت في أيلول/سبتمبر 2024، حين قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة دقيقة استهدفت أحد المقرات المحصنة في الضاحية الجنوبية لبيروت. تبع ذلك قصف إسرائيلي يومي على الضاحية ومناطق واسعة في الجنوب والبقاع، ما دفع حزب الله إلى الرد بإطلاق آلاف الصواريخ على الجليل والجولان ووسط إسرائيل، ووقعت مواجهات ميدانية عنيفة امتدت لأسابيع. تدخّلت واشنطن، بدعم فرنسي وأممي، للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار أُبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. الاتفاق قضى بانسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على أن تنفرد قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة بالانتشار جنوباً. في المقابل، تعهّدت إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المتبقية التي تحتلها، ووقف الغارات الجوية والعمليات الأمنية. لكن التنفيذ كان منقوصاً. أبقت إسرائيل على خمس نقاط عسكرية قرب الحدود، متذرعةً بأسباب أمنية، وواصلت تنفيذ غارات جوية شبه يومية، تقول إنها تستهدف مواقع إعادة تموضع أو أسلحة لحزب الله أو عناصر منه. من جانبه، اتهم لبنان الرسمي إسرائيل بارتكاب أكثر من ثلاثة آلاف خرق لبنود الهدنة خلال الأشهر اللاحقة، وأشار إلى مقتل أكثر من 230 شخصاً، معظمهم من المدنيين. الحرب الأخيرة شكّلت ضربة قاسية للحزب. فإضافة إلى الخسائر البشرية والميدانية، فقد الحزب قيادته المركزية. فبعد مقتل نصر الله، استُهدف أيضاً هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي وخليفته المحتمل، في غارة دقيقة على الضاحية. هذا الفراغ القيادي تولاه سريعاً الشيخ نعيم قاسم، الذي بات الأمين العام الفعلي للحزب في مرحلة حرجة داخلياً وإقليمياً. في ظل هذا الواقع، عاد ملف سلاح الحزب إلى الواجهة، لكن هذه المرة ضمن مفاوضات علنية تقودها واشنطن، في سياق تفاهمات دولية تشمل إعادة إعمار لبنان وترتيب الوضع الأمني في الجنوب.