
بند ضريبي في مشروع ترمب يُهدد الاستثمارات الأجنبية و360 ألف وظيفة أميركية
بينما يفاخر الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستقطاب استثمارات أجنبية تُقدَّر بتريليونات الدولارات، يلوح في الأفق بندٌ مثير للجدل في مشروع قانونه الضريبي قد ينعكس سلباً على تدفّق هذه الاستثمارات إلى الولايات المتحدة.
ويتضمّن مشروع القانون، في نسخته التي أقرّها مجلس النواب، مادة تُعرَف باسم «المادة 899»، تسمح للحكومة الفيدرالية بفرض ضرائب على الشركات ذات الأصول الأجنبية، وعلى المستثمرين القادمين من دول تَعدُّها واشنطن تُمارس «سياسات ضريبية أجنبية غير عادلة» تُضرّ الشركات الأميركية. وتثير هذه المادة مخاوف من أن الشركات الدولية قد تتردّد في التوسع داخل السوق الأميركية، خشية التعرّض لضرائب مرتفعة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».
ويُنتظر أن يحسم مجلس الشيوخ مصير هذه المادة، وسط جدل متصاعد حول مدى تأثيرها على الاقتصاد الأميركي وعلاقات واشنطن التجارية.
ووفقاً لتحليلٍ أجراه التحالف العالمي للأعمال، وهو تكتل يمثل شركات دولية مثل «تويوتا» و«نستله»، فإن المادة 899 قد تُكلّف الاقتصاد الأميركي نحو 360 ألف وظيفة، و55 مليار دولار سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي المفقود على مدار العقد المقبل. وقد يؤدي ذلك إلى تقليص النمو الاقتصادي الناتج عن التخفيضات الضريبية، التي أقرّتها اللجنة المشتركة للضرائب، بمقدار الثلث تقريباً.
وقال جوناثان سامفورد، الرئيس والمدير التنفيذي للتحالف: «رغم أن المؤيدين يرون في هذه الضريبة أداةً لمعاقبة الحكومات الأجنبية، لكن التقرير يؤكد أن الخاسرين الحقيقيين هم العمال الأميركيون، ولا سيما في ولايات مثل كارولاينا الشمالية والجنوبية وإنديانا وتينيسي وتكساس».
مبنى الكابيتول بواشنطن وسط مساعٍ جمهورية لدفع مشروع ترمب للإنفاق والضرائب (أ.ب)
من جهته، دافع النائب الجمهوري جيسون سميث، من ولاية ميزوري، رئيس لجنة الوسائل والطرق بمجلس النواب، عن المادة 899 بوصفها وسيلة لحماية المصالح الأميركية، وتمكين الرئيس من مواجهة السياسات الضريبية التمييزية ضد الشركات الأميركية. وقال سميث، في بيان: «إذا تخلّت تلك الدول عن ضرائبها غير العادلة، نكون قد أنجزنا المهمة. الأمر بسيط. وأحثُّ زملائي في مجلس الشيوخ على تمرير هذا القانون بسرعة لحماية الأميركيين».
وينبع الجدل من توتر في قلب أجندة ترمب الاقتصادية، إذ يسعى، من جهة، إلى فرض ضرائب أعلى على الواردات والأرباح الأجنبية، ومن جهة أخرى إلى جذب استثمارات الشركات متعددة الجنسيات. وفي أواخر مايو (أيار) الماضي، دافع ترمب عن نهجه، مؤكداً أن تعريفاته الجمركية تشجّع الدول على الاستثمار داخل أميركا لتجنّب الضرائب على الواردات. لكن تقارير حكومية، من بينها التقرير الشهري حول الإنفاق على البناء، تُظهر غياب أدلة ملموسة على أن هذه الاستثمارات تُترجم إلى توسّع فعلي في بناء المصانع.
وقال ترمب حينها: «لدينا، الآن، 14 تريليون دولار مُلتزم بها للاستثمار... لدينا أكثر دول العالم حرّيةً في الاقتصاد».
وقد وقّع التحالف العالمي للأعمال، إلى جانب معهد شركات الاستثمار، الذي يمثل الشركات المالية، رسالةً تحذيرية وُجّهت إلى زعيمَي الجمهوريين في مجلس الشيوخ، جون ثون ومايك كرابو، حذّرت من تداعيات المادة 899 على تدفّق الاستثمار الأجنبي، وهو أحد المحرّكات الأساسية لأسواق رأس المال الأميركية، ما قد ينعكس سلباً على الأُسر الأميركية التي تدّخر للمستقبل.
وأشار تحليلٌ أجرته شركة «إرنست آند يونغ» للاقتصاد الكمي والإحصاء إلى أن تطبيق المادة 899 يكتنفه قدر كبير من الغموض، ولا سيما من حيث كيفية تنفيذ الضرائب والردود المحتملة من الدول الأخرى. وتستهدف المادة، من بين أمور أخرى، الشركات التي تعمل في بلدان تفرض ضرائب على الخدمات الرقمية، كما هي الحال في بعض الدول الأوروبية، وقد تفرض ضرائب بنسبة تصل إلى 30 في المائة على دخل وأرباح تلك الشركات الأجنبية. وتشمل الإجراءات المقترحة كذلك إمكانية فرض ضرائب على موظفين غير أميركيين يعملون في شركات أميركية، مع استثناء حاملي الديون الأميركية الأجانب من هذه الضرائب.
وعَدَّ تشي-تشينغ هوانغ، المدير التنفيذي لمركز قانون الضرائب بجامعة نيويورك، أن المادة 899 تمثل مقامرة سياسية محفوفة بالمخاطر. وقال، في رسالة إلكترونية: «تُحوّل المادة 899 السياسة الضريبية إلى ساحة مواجهة مع شركاء التجارة، ما يُهدد بإلحاق الضرر بالشركات والمستهلكين والعمال، تحت ذريعة حماية الشركات الأميركية متعددة الجنسيات وتحفيزها على تحويل أرباحها إلى ملاذات ضريبية». وأضاف: «إنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر، وقد تُفاقم آثار حرب الرسوم الجمركية الفاشلة».
نشطاء نقابات العمال يتجمعون لدعم العاملين الفيدراليين خلال احتجاج في كابيتول هيل بواشنطن فبراير 2025 (رويترز)
وقال هوانغ، في رسالة بريد إلكتروني: «تُنشئ المادة 899 لعبةً سياسيةً مع شركاء التجارة، مما يُهدد بإلحاق الضرر بالشركات والمستهلكين والعمال، على أمل ضمان قدرة الشركات الأميركية متعددة الجنسيات على تحويل مزيد من أرباحها خارج الولايات المتحدة إلى ملاذات ضريبية».
وقد تكون هناك أيضاً تداعيات سياسية إذا عانت الولايات الرئيسية في الائتلاف السياسي لترمب، ابتداءً من عام 2024، تسريحات العمال أو تباطؤ نمو الوظائف. ويرى التحالف العالمي للأعمال أن فقدان الوظائف قد يصل إلى 44200 في فلوريدا، و27700 في بنسلفانيا، و24500 في كارولينا الشمالية، و23500 في ميشيغان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 40 دقائق
- الشرق السعودية
وزير الدفاع الأميركي: مستعدون لأي سيناريو محتمل بشأن إيران
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الخميس، إن الولايات المتحدة مستعدة لأي سيناريو محتمل بشأن إيران، وملتزمة بالعمل على ضمان عدم حصول إيران على السلاح النووي، مشيراً إلى أنه "لن يكون من الحكمة أن أتعهد بضرب أو عدم ضرب إيران". وأضاف هيجسيث، في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: وظيفتي هي أن أكون على استعداد وجاهزية في المنطقة، تماماً كما هي حال الرئيس، ما أعلمه هو أن بيبي (بنيامين نتنياهو) سيضع مصلحة بلاده أولاً، ونحن سنضع مصلحة بلدنا أولاً، ونحن مستعدون في المنطقة لأي سيناريو محتمل، وملتزمون بتهيئة الظروف للسلام، وتهيئة الظروف لمحادثات تضمن أن إيران لا تطوّر سلاحاً نووياً. في السياق ذاته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال دان كين، إن التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران، يثير القلق، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تُراقب تطورات الوضع عن كثب". وأضاف كين أمام أعضاء بالكونجرس: "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثير للقلق بالتأكيد، والمجتمع الدولي يفكر على ما يبدو في ما يجب عليه فعله بعد قرار الوكالة الأحدث الذي أعلن أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي". وأضاف وزير الدفاع: "بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي، عززنا أمن الحدود، وقلّصنا النفوذ الخبيث للصين في نصف الكرة الغربي، ودافعنا عن حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومع ذلك، لا يزال أمامنا الكثير من العمل لتحقيق السلام من خلال القوة، ولدينا الكثير من أعمال الصيانة المؤجلة التي يجب إنجازها لتنفيذ مهمة الرئيس". وأشار هيجسيث إلى أن وزارة الدفاع حدّدت 3 أولويات هي "استعادة روح المقاتل، وإعادة بناء الجيش، وإعادة ترسيخ قوة الردع". وتابع: "أولاً، نحن نعيد إحياء روح المقاتل، الرئيس ترمب كلفني بالتركيز دون هوادة على الحرب، والقدرة القتالية، والاستحقاق، والمعايير، والجاهزية، وهذا بالضبط ما فعلناه منذ اليوم الأول، إذ نُعيد التركيز على ما هو فعلاً مهم: الحرب، والقتال، ومقاتلونا، مع إزالة المشتتات والبيروقراطية، ونضع معايير عالية ومتساوية وثابتة، تخلّينا عن سياسات (التنوع والإنصاف والشمول) واستبدلناها بنهج يعتمد على الجدارة فقط، دون النظر إلى اللون أو الجنس، قواتنا تستجيب بشكل رائع لهذه التغييرات". وأشار هيجسيث إلى أنه "بفضل الرئيس دونالد ترمب وأولوياته التي تضع (أميركا أولاً)، فإن معدلات التجنيد والاحتفاظ بالعسكريين في ظل هذه الإدارة هي الأعلى منذ عقود. وهناك أعداد تاريخية من الشباب الأميركيين يرتدون الزي العسكري ويرفعون أيديهم تأكيداً على قسمهم لأنهم يؤمنون بالقيادة التي يرونها". ولفت إلى أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي مسرح العمليات الرئيسي بالنسبة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن "الصين هي التهديد الرئيسي الذي نقيس عليه جاهزيتنا، ولهذا السبب، زرت الإندو-باسيفيك مرتين بالفعل للقاء قواتنا وشركائنا وحلفائنا مع تحويل تركيزنا إلى هذه المنطقة.. الرئيس ترمب يرى في حلفائنا وشركائنا قوة مضاعفة تقف إلى جانب الولايات المتحدة، وأحرزنا تقدماً في هذا الجانب، نحن نثني على الحلفاء الذين تقدموا وتحملوا مسؤولياتهم، لكن على آخرين أن يبذلوا المزيد وبسرعة". ميزانية دفاعية ضخمة وتحدث هيجسيث عن طلب وزارة الدفاع "البنتاجون" ميزانية 961 مليار دولار، وبإجمالي يتجاوز تريليون دولار للإنفاق على الأمن القومي، معتبراً أن هذا الملغ "ينهي 4 سنوات من نقص مزمن في الاستثمار في الجيش، وكما هو معتاد في ميزانيات السنة الأولى لأي إدارة جديدة، تطلب تنفيذ مبادرات الرئيس وقتاً إضافياً، وخلال الأشهر الأربعة الماضية، تحركنا بسرعة لعكس المسار بعد 4 سنوات من الضعف وسوء الإدارة، وفي إطار مراجعة بنسبة 8%، وجدنا قرابة 30 مليار دولار من الوفورات داخل الوزارة، وأعدنا استثمارها". ولفت إلى أن الإدارة الأميركية الحالية "ألغت برامج غير فعالة، واستهدفت البيروقراطية الزائدة، وأعادت توجيه التمويل من أولويات حقبة بايدن إلى أولويات الرئيس ترمب، وتوفر هذه الميزانية مستوىً غير مسبوق لتعزيز جاهزية قواتنا المسلحة، واضعة احتياجات المقاتلين في المقدمة". وقال الوزير: "ثانياً، نحن نُعيد بناء جيشنا، منذ 25 عاماً، لم يكن هناك من ينافس جيشنا، لكننا أضعنا تلك الأفضلية بينما كانت الصين تبني قوتها العسكرية بوتيرة غير مسبوقة، الرئيس ترمب، كما فعل في ولايته الأولى، يصحّح تلك الأخطاء، ونحن نفعل ذلك من خلال إحياء قاعدة الصناعة الدفاعية الأميركية، وإصلاح نظام المشتريات والتعاقدات، والتعاون مع الكونجرس، وتسريع عملية إدخال التقنيات الناشئة والأسلحة الجديدة إلى الخدمة، لتمكين مقاتلينا من مواجهة التحديات المتغيرة في طبيعة الحروب". وأوضح هيجسيث أن هذه الميزانية تستثمر 25 مليار دولار في برنامج "القبة الذهبية لأميركا"، كدفعة أولى ضمن أولوية الرئيس ترمب لحماية الوطن، كما تخصص أكثر من 62 مليار دولار لتحديث وصيانة الترسانة النووية في مواجهة تصاعد المخاطر النووية. وتشمل أيضاً 3.5 مليار دولار لمقاتلة F-47، وهي أول طائرة تفوق جوي من الجيل السادس في العالم، إلى جانب إعادة تنشيط قطاع بناء السفن في الولايات المتحدة من خلال تخصيص 6 مليارات دولار للسنة المالية 2026، ليصل إجمالي المبلغ المطلوب لقطاع بناء السفن إلى 47 مليار دولار، بعد "الإهمال الذي شهده هذا القطاع في الإدارة السابقة"، وفق قوله. وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "تزيد الميزانية بشكل كبير من التمويل المخصص لشراء تقنيات الجيل القادم التي نحتاجها اليوم وفي المستقبل، مثل الأنظمة الذاتية، والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، والأسلحة بعيدة المدى، والأسلحة الفرط صوتية، وسنضع هذه القدرات في أيدي جيشنا"، معتبراً أن "هذه الخطوات ستُساعدنا على البقاء كأقوى قوة قتالية وأكثرها فتكاً في العالم لأجيال قادمة". وشرح هيجسيث الأولوية الثالثة لـ"البنتاجون"، والمتمثلة في إعادة ترسيخ قوة الردع، موضحاً أنه "عندما يرى الخصم جنودنا المجهزين جيداً والذين يتمتعون بصلابة كالحديد، سيتراجع عن التفكير في مواجهتنا، الردع الحقيقي يبدأ من الداخل، ومن تأمين حدودنا. وسنحقق السيطرة التشغيلية الكاملة على حدودنا الجنوبية، وقد انخفضت حالات العبور غير القانوني بنسبة 99.9% تحت إدارة الرئيس ترمب". "خطط غزو جرينلاند" وبشأن علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي |(الناتو)، شدد وزير الدفاع الأميركي على ضرورة التزام أعضاء الحلف برفع نسبة مساهمتهم في الإنفاق العسكري، وقال: "في قمة قادة (الناتو) المرتقبة نهاية هذا الشهر، نتوقع من حلفائنا في الحلف الالتزام بتخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي والاستثمارات المرتبطة به، وهو أمر كان يُعتبر غير ممكن قبل أن يقود الرئيس ترمب هذا التوجه في ولايته الأولى، ويواصل ذلك في ولايته الحالية". وتابع: "كما أشار الرئيس، من العدل أن يشارك حلفاؤنا وشركاؤنا في تحمل العبء. لا يمكننا أن نرغب في أمنهم أكثر مما يرغبون هم به". وأشار هيجسيث إلى أن وزارة الدفاع الأميركية "تنفذ أجندة منطقية تعتمد على تحقيق السلام من خلال القوة، فالتهديدات التي نواجهها حقيقية وخطيرة، واستثماراتنا لمواجهتها يجب أن تكون على هذا القدر من الجدية، وهذا ما تفعله هذه الميزانية.. إنها تطابق القدرات مع التهديدات، نحن نتوق للسلام، لكننا نستعد للحرب". وفي رده على سؤال لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بشأن وجود خطط لدى (البنتاجون) لغزو جزيرة جرينلاند الدنماركية أو الاستيلاء عليها بالقوة، رد وزير الدفاع الأميركي بأنه "كل ما أقوله في شهادتي هو أن لدى (البنتاجون) خططاً لعدد كبير من السيناريوهات.. نحن نتطلع إلى التعاون مع جرينلاند لضمان حمايتها من أي تهديدات محتملة".


الشرق السعودية
منذ 40 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب: الضربة الإسرائيلية على إيران ليست وشيكة لكنها محتملة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إنه من المحتمل أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يقول إن هذه الضربة ستكون وشيكة، "لكن يبدو أن شيئاً قد يحدث بالفعل"، محذراً في الوقت نفسه من نشوب صراع واسع النطاق. وأضاف ترمب: "الأمر بسيط جداً، ليس معقداً، إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. بخلاف ذلك، أريد لهم النجاح. أريد لهم أن يكونوا عظماء. سنساعدهم ليكونوا ناجحين. سنتاجر معهم، وسنفعل كل ما يلزم". وأشار إلى أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع إيران، وإن الولايات المتحدة قريبة إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق. وقال: "نحن قريبون إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق.. قريبون إلى اتفاق جيد إلى حد ما، لكن يجب أن يكون أفضل من مجرد (جيد)، يجب أن يكون اتفاقاً قوياً". كما أعرب عن أمله في تجنب الصراع مع طهران داعياً الإيرانيين إلى الجلوس على طاولة التفاوض بشروط أقوى، و"تقديم بعض الأمور التي لا يودون تقديمها حالياً". وتابع ترمب: "أنا شخص لا يريد الحروب.. لقد أبقيت بلادنا بعيدة عن الحروب، وهزمنا تنظيم داعش بنسبة 100%"، لافتاً إلى أنه لم يخض أي حرب وأنه يؤمن بالسلام من خلال القوة. "صراع واسع النطاق" ولفت إلى أنه "يفضل أن يكون هناك اتفاق مع إيران، وطالما أرى أن هناك إمكانية لذلك، لا أريد أن يتم التدخل (العسكري)، لأنني أعتقد أن ذلك قد يُفشل الاتفاق رغم أنه قد يساعده كذلك في الواقع، لكنه أيضاً قد يدمّره". ووصف الرئيس الأميركي المحادثات مع طهران بـ"الجيدة جداً"، لكنه أضاف قائلاً: "هل سنصل إلى اتفاق أم لا؟ لا أستطيع أن أؤكد، لكن ذلك سيحدث قريباً، وأقول بكل وضوح سواء تدخلنا أو لم نتدخل، إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. أنا أُفضل الطريق السلمي، الطريق الودي". وحذر ترمب من "احتمال نشوب صراع واسع النطاق"، وقال: "لدينا الكثير من المواطنين الأميركيين في هذه المنطقة، وقلت علينا أن نبلغهم بأن يغادروا. قد يحدث شيء قريباً، ولا أريد أن أكون الشخص الذي لم يوجه أي تحذير، ثم تبدأ الصواريخ في السقوط على المباني التي يتواجدون فيها، وهذا احتمال وارد". قلق أميركي وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلاً مسؤول أميركي ومصدر مطّلع بشكل مباشر على التفاصيل، بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حذر سراً كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، من أن إيران قد تشن هجوماً واسع النطاق ويتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا إذا قصفت إسرائيل منشآتها النووية. بينما تستعد إسرائيل لتنفيذ ضربة محتملة ضد إيران في حال فشل جولة المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، المقررة نهاية هذا الأسبوع، أطلق مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيراً بشأن ما قد يحدث بعد ذلك، قائلاً إن "رد إيران قد يفوق قدرات الدفاع الإسرائيلي، ويتسبب في أضرار جسيمة". وتعهدت إيران أيضاً بضرب أهداف أميركية في المنطقة إذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم. وقامت الولايات المتحدة مؤخراً بسحب دبلوماسيين وعائلات عسكريين معرّضين للخطر من عدة مواقع في المنطقة. ويستعد ويتكوف لعقد جولة سادسة من المحادثات النووية مع إيران، المقررة الأحد المقبل، بحسب "أكسيوس" التي أشارت إلى أنها قد تكون هذه الجولة الأخيرة. وسيلتقي ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عُمان لمناقشة رد طهران على مقترح واشنطن بشأن الاتفاق النووي. وأشارت "أكسيوس"، إلى أن هذا الاجتماع سيحدد ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستستمر، أو أن العملية العسكرية ستبدأ. "حالة تأهب قصوى" وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الجيش الإسرائيلي "في حالة تأهب قصوى"، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينتظر الضوء الأخضر من ترمب للتحرك. وعقد ويتكوف، الخميس الماضي، اجتماعاً مغلقاً مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن إيران ضم جيم ريش، وليندسي جراهام، وجون باراسو، وبيت ريكتس، بحسب مصدر مطلع. وأبلغ ويتكوف أعضاء مجلس الشيوخ، أن الضربات العسكرية الإسرائيلية لا تزال خياراً مطروحاً في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، ثم تحدث عن قدرات إيران في مجال الصواريخ الباليستية، بحسب "أكسيوس". وأعرب المبعوث الأميركي، عن قلق بلاده من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد لا تكون قادرة على التصدي لهجوم إيراني يشمل مئات الصواريخ، متوقعاً أن "يؤدي هجوماً كهذا إلى خسائر جماعية وأضرار جسيمة". كما أبدى ويتكوف ذات المخاوف خلال خطاب ألقاه في نيويورك، الأربعاء، واصفاً ترسانة صواريخ إيران بأنها "تهديد وجودي" بحجم البرنامج النووي ذاته. وبحسب تقديرات للاستخبارات الأميركية، تمتلك إيران نحو ألفي صاروخ باليستي، قادرة على حمل رؤوس حربية تزن أكثر من ألفي رطل (نحو 900 كجم)، ويمكن لكثير منها الوصول إلى إسرائيل. ووفقاً لمسؤول أميركي، فإن إيران زادت إنتاجها من الصواريخ الباليستية منذ ضربتها السابقة على إسرائيل في أكتوبر 2024 إلى حوالي 50 صاروخاً شهرياً، بهدف تجاوز عدد صواريخ الاعتراض الدفاعية التي تمتلكها إسرائيل. يأتي هذا وسط توقعات بأن يصل قائد القيادة المركزية الأميركية CENTCOM الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل، السبت المقبل، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لبحث الملف الإيراني، كما سيتوجه لاحقاً إلى دول أخرى في المنطقة. وقال كوريلا، في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، الثلاثاء، إن "ضربة إسرائيلية لإيران ستعرض القوات الأميركية في الشرق الأوسط لخطر الرد الإيراني". وفي هذا السياق، تقوم الولايات المتحدة بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، وأفراد عائلات العسكريين من عدة قواعد في الخليج، كما فرضت الخارجية الأميركية قيوداً أمنية على الدبلوماسيين الأميركيين في إسرائيل، بحسب "أكسيوس". من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الخميس، إن بلاده "لن توافق على وقف تخصيب اليورانيوم" كما يطالب ترمب، مشيراً إلى أنه "في حال دمروا منشآتنا النووية بقنابل، فسيتم تدميرهم.. وبالتالي، مهما فعلوا، سنعيد بناءها". من جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، إن بلاده "مستعدة للحرب"، وإنها "حددت بالفعل الأهداف التي ستضربها". وشدد على أن رد إيران على أي هجوم إسرائيلي سيكون "أكثر إيلاماً وتدميراً" من الضربتين الصاروخيتين الكبيرتين السابقتين ضد إسرائيل العام الماضي.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
صراع الصقور والحمائم يشتعل في البيت الأبيض حول ضرب إيران
استنفار أميركي فاجأ المنطقة العربية مساء الأربعاء، بعدما أعلنت واشنطن عن إجراءات تُقيد حركة مواطنيها داخل بعض دول المنطقة ونقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية وعائلات العسكريين من الشرق الأوسط لأنه قد يكون مكاناً "خطراً" في ظل التوترات الراهنة مع إيران، بحسب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي شدد على أن طهران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". هذا التصعيد أربك كثراً داخل المنطقة ممن يخشون حرباً جديدة تودي بحيوات آلاف أو مئات آلاف بالأحرى، في ظل أجواء مشحونة توحي باقتراب مواجهة بين إيران وإسرائيل مدعومة بالولايات المتحدة، لكن تلك المخاوف لا تتعلق بشعوب المنطقة وحسب، فثمة صراع دائر داخل أروقة السياسة الأميركية بين تيارين كلاهما حلفاء للرئيس الأميركي دونالد ترمب، يتنازعان في شأن حتمية تورط الولايات المتحدة في حرب داخل الشرق الأوسط. صراع الصقور والحمائم فوفق ما نشرته صحف أميركية، فإن الرئيس الأميركي يقف في منتصف صراع بين الصقور والحمائم في شأن إيران، بعدما تعهد في حملته بإنهاء المغامرات والحروب الخارجية التي يرى أنصاره أنها لا تنتهي. وأوردت الصحف تفاصيل في شأن مجموعة مؤثرة من "صقور" الحزب الجمهوري أطلقت حملة ضغط سرية لدفع ترمب ليس فقط إلى التراجع عن سعي إدارته إلى عقد صفقة نووية مع إيران، بل لمنح الضوء الأخضر لهجوم إسرائيلي على طهران، لكن هذا التحرك أثار قلق حلفاء ترمب الذين بدأوا حملة مضادة لحماية المسار الدبلوماسي. ووفق ما جاء بصحيفة "بوليتكو" الأميركية، فإنه خلال غداء خاص بالبيت الأبيض، أخبر المذيع المحافظ مارك ليفين، ترمب أن إيران على وشك تصنيع قنبلة نووية، وهو ما نفته أجهزة الاستخبارات للرئيس. ودعا ليفين ترمب إلى السماح لإسرائيل بضرب المنشآت الإيرانية، لكن لم يبد ترمب موافقة على الاقتراح حتى لا يفشل المسار الدبلوماسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويشكل ليفين أحد أبرز وجوه تيار الصقور الذين يستهدفون علناً ستيف ويتكوف مستشار ترمب وصديقه الذي يقود المفاوضات مع الإيرانيين في شأن البرنامج النووي. كذلك يراقب مسؤولو الإدارة الأميركية بحذر تقارير صحف إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ ومن بينها "نيويورك بوست"، التي هاجمت ويتكوف، مشككة في ولائه، مما أغضب دائرة ترمب المقربة، إضافة إلى أن مردوخ نفسه انتقد جهود ويتكوف. ووفق مسؤول رفيع في إدارة ترمب فإن "هناك انقساماً واضحاً بين دعاة الحرب وداعمي الدبلوماسية مع إيران"، مضيفاً أن ترمب هو من أجبر طهران على التفاوض. وقال المسؤول في تصريحاته لـ"بوليتكو"، "إنهم يحاولون دفع الرئيس إلى اتخاذ قرار لا يريده... هناك بوضوح لوبي مؤيد للحرب مع إيران في مقابل من هم أقرب إلى موقف الرئيس، الذي كان قادراً على جذب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات". جهود مضادة للحرب وقد أدى هذا الضغط إلى تحرك منسق للدفاع عن موقف ترمب وويتكوف. فبعد ساعات من اجتماع ليفين مع ترمب، غرد المذيع المحافظ المعروف تاكر كارلسون على منصة "إكس"، متهماً ليفين بمحاولة دفع الولايات المتحدة إلى الحرب. وكتب كارلسون، "لا توجد أية معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن إيران تقترب من صنع قنبلة أو تخطط لذلك، لا شيء، فلماذا يبالغ مارك ليفين مرة أخرى في الحديث عن أسلحة دمار شامل؟ لصرف الانتباه عن الهدف الحقيقي، وهو تغيير النظام – إرسال الشباب الأميركي مجدداً إلى الشرق الأوسط لإسقاط حكومة أخرى". وإضافة إلى كارلسون، تدعم شخصيات رئيسة مما يُعرف بتيار "ماجا - لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" الداعم لترمب، المسار الدبلوماسي، مثل تشارلي كيرك وجاك بوسوبيك وجي دي فانس نائب الرئيس وهو من بين أبرز معارضي الحرب داخل الحزب الجمهوري. يعكس الانقسام بين حلفاء الرئيس الأميركي صراعاً أعمق داخل الحزب الجمهوري حول السياسة الخارجية لترمب، فشخصيات رفيعة مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون يرى أن التفاوض مع الإيرانيين بلا جدوي، أما إليوت أبرامز وهو مسؤول آخر في إدارة ترمب، فلا يزال يكرر موقفه المعروف بأن أي شيء أقل من استسلام إيران الكامل في شأن النووي وتغيير جذري في سياستها الخارجية، غير مقبول. تداعيات العمل العسكري وفي حين يرى بعض الجمهوريين أن أفضل فرصة لضرب إيران قد تكون الآن بعد إضعاف حلفائها في المنطقة، يحذر مراقبون من التداعيات لا سيما أن أية ضربة لن توقف البرنامج النووي بل ستؤخره موقتاً فقط. فيقول الكاتب الأميركي المحافظ والزميل لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن دانييل ديبيترس، إن قصف المنشآت النووية الإيرانية قد يدمر بعض المواقع والمرافق، لكن إيران سترد ببنائها تحت الأرض وعلى نطاق أوسع، مع طرد المفتشين الدوليين، مما يجعل المراقبة مستحيلة، بل قد يدفع الهجوم طهران إلى التوجه بجدية نحو تصنيع سلاح نووي كوسيلة ردع، وستكون واشنطن أمام خيارين: شن حملة عسكرية جديدة، أو قبول حقيقة أن إيران صارت قوة نووية بسبب التصعيد الأميركي، ويضيف أنه "لا ينبغي أن نغفل احتمال رد إيران في ساحات أخرى، هجمات صاروخية على القواعد الأميركية، واستهداف السفن والمنشآت النفطية في الخليج، أو حتى تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة وكلائها في الشرق الأوسط". ويعتقد كثير من المسؤولين في إسرائيل أن لديهم الآن فرصة ذهبية لحل مشكلة استمرت عقوداً، فقد تمكنت إسرائيل أخيراً من توجيه ضربات قاسية لـ"حزب الله" و"حماس"، وهما من أهم وكلاء إيران الذين كثيراً ما اعتمدت عليهم طهران لردع أي هجوم إسرائيلي، كذلك يقول مراقبون إن الضربات الجوية الإسرائيلية خلال العام الماضي أضعفت بشدة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن إيران تعمل على استعادة قدراتها الدفاعية، مما يجعل أي هجوم إسرائيلي على برنامجها النووي أكثر خطورة مع مرور الوقت، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق ضرر حاسم ببرنامج إيران النووي من دون دعم عسكري أميركي. اتفاق جديد سيئ وفي الولايات المتحدة، يبرر الصقور دعوتهم للحرب بسبب خشيتهم من اتفاق نووي سيئ جديد يسمح لطهران مستقبلاً بتطوير أسلحة نووية. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والناقد الشرس لإيران مارك دوبويتز، "من لا يدعمون وجود تهديد عسكري موثوق يجعلون من المرجح إبرام صفقة سيئة، ومن المرجح أن تضطر إسرائيل إلى ضرب إيران". وتخشى إسرائيل أن تسفر المفاوضات عن ترتيب موقت يجمّد أو يقلل بصورة محدودة من تخصيب إيران اليورانيوم مقابل تخفيف محدود للعقوبات، ليكون نسخة محدثة من اتفاق 2015. فعلى رغم أن الاتفاق النووي الذي قطعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والقوى الدولية مع طهران عام 2015، فرض قيوداً موقتة على قدرة إيران على التقدم نحو امتلاك سلاح نووي، فإنه أتاح لها أموراً يقول منتقدون إنها استخدمت لتمويل ميليشيات مزعزعة للاستقرار في المنطقة، من دون أن يشمل برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية، الذي تعتبره دول الجوار تهديداً أكبر لأمنها. وقدم ويتكوف اقتراحاً يسمح لإيران بالتخصيب المحدود لليورانيوم في إطار تعاون إقليمي أوسع، وهو ما لم ترد عليه طهران بعد، على رغم أن ترمب يعتبر التخلي عن التخصيب شرطاً أساساً، لكن ينظر بعض مسؤولو إدارة ترمب للاقتراح باعتباره "مبدعاً جداً يسمح للطرفين بالادعاء بأنهما انتصرا". ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف وزير خارجية إيران عباس عراقجي في جولة سادسة من المفاوضات نهاية الأسبوع الجاري.