
لماذا يختار الموظفون السكوت بدلاً من المواجهة؟
لماذا يختار العديد من الموظفين السكوت عندما يتعرضون للظلم في مكان عملهم؟ هل هو خوف من العواقب ؟ أم إحساس بالعجز أمام نظام معقد لا يسمح لهم بالاحتجاج؟ في دراسة حديثة، تبين أن 6 من كل 10 موظفين يفضلون الصمت رغم تعرضهم للظلم، فما الذي يدفعهم للتخلي عن حقهم في الدفاع عن أنفسهم؟ يستعرض الطبيب في مجال الصحة النفسية بهاء الهنداوي الأسباب النفسية والاجتماعية التي تقف وراء هذا الصمت، وكيف يمكن كسره في بيئة العمل.
هل تخاف من فقدان وظيفتك إذا عبّرت عن استيائك؟
العديد من الموظفين يترددون في التعبير عن مظالمهم في العمل بسبب الخوف من العواقب. ربما يشعرون أن تقديم شكوى أو التصدي للظلم قد يؤدي إلى فقدان وظائفهم أو حتى تقليص فرصهم في المستقبل. في عالم مليء بالتنافس والضغوط، يتراجع البعض عن التحدث، معتقدين أن الصمت هو الخيار الأكثر أماناً. ولكن هذا الصمت قد يتحول إلى قيد، حيث يزيد من مشاعر الإحباط والغضب، وقد يؤثر في النهاية على جودة العمل والتوازن النفسي.
تدرّب على: كيفية تجنب سوء الفهم بين الزملاء في العمل
هل تشعر أن شكواك لن تُؤخذ بجدية؟
في بعض الأماكن، يشعر الموظف أن الشكاوى لا تُستمع لها أو أنها تُهمل ببساطة. قد يكون قد مر بتجارب سابقة حيث لم يتخذ أي إجراء حقيقي حيال قضيته. هذا الشعور بعدم الثقة في قدرة النظام على إصلاح الأمور يدفع الموظف إلى تجنب تقديم الشكاوى، ويتركه يشعر بالعجز. وعندما يظن الموظف أن شكاواه ستذهب سدى، فإنه يختار السكوت ويقبل الوضع كما هو، رغم أنه بذلك يعزز استمرار الظلم من دون حل.
هل تفضل التعايش مع الوضع بدلاً من خلق توتر مع الزملاء؟
بعض الموظفين يفضلون السكوت على مواجهة الظلم تجنباً للصراعات التي قد تحدث في بيئة العمل. الشعور بأنك قد تكون سبباً في توتر العلاقات مع الزملاء أو التأثير على التناغم الجماعي قد يدفعك لعدم التحدث عن المواقف الظالمة. في هذه الحالة، يختار البعض البقاء صامتين في محاولة منهم للحفاظ على السلام داخل الفريق، رغم أنهم يعلمون أن السكوت قد يسبب لهم مزيداً من الضغط الداخلي والاحتقان على المدى الطويل.
هل تشعر بأن مكان عملك لا يملك آلية فعّالة لمعالجة القضايا؟
في بعض البيئات، تكون آليات الشكاوى ضعيفة أو غير واضحة، مما يخلق إحساساً بعدم الجدوى. عندما يشعر الموظف أن تقديم شكوى لن يُثمر في أي تغيير، يتراجع عن رفع الصوت. هذا النوع من الإحباط قد يجعل الموظف يظن أن أي محاولة للتغيير هي مجرد ضياع للوقت. ومع مرور الوقت، يصبح السكوت بمثابة وسيلة للتعامل مع الظلم، رغم أن ذلك لا يؤدي إلى تحسين الوضع أو إيجاد حلول جذرية.
هل تعتقد أن السكوت يحافظ على هدوء بيئة العمل؟
قد يعتقد بعض الموظفين أن السكوت هو الخيار الأفضل للحفاظ على التوازن في مكان العمل، خاصة إذا كانت بيئة العمل تميل إلى تجنب الصراعات. قد يشعرون أن إظهار الاستياء أو الاعتراض سيؤدي إلى إشعال فتيل التوتر بين الزملاء أو الإدارة. في هذه الحالة، يبدو السكوت وكأنه الطريقة الأسرع للحفاظ على سير العمل بشكل هادئ، ولكن ذلك يعزز مشاعر الظلم ويترك الموظف في حالة من الاستياء المستمر من دون أن يتمكن من التعبير عن نفسه أو تحسين وضعه.
كيف يمكن التعامل مع الظلم في بيئة العمل بشكل فعّال؟
ابدأ بتوثيق المشكلة بموضوعية:
عندما تواجه الظلم في العمل ، أول شيء يجب عليك فعله هو توثيق كل التفاصيل المتعلقة بالموقف. سجل الأحداث والظروف والأشخاص المعنيين بموضوعية تامة. من خلال توثيق الحقائق والوقائع من دون الانحياز إلى مشاعرك الشخصية، ستكون لديك قاعدة بيانات قوية يمكن استخدامها عند الحاجة. هذا التوثيق يمكن أن يشمل ملاحظات عن الاجتماعات، الرسائل الإلكترونية، أو حتى الملاحظات الشفوية التي قد تكون دليلاً في حال قررت تقديم شكوى رسمية. إن التوثيق يساعد على تقديم قضية واضحة ويسهم في تجنب أي التباس حول ما حدث.
استخدم قنوات الاتصال الداخلية بحذر:
معظم الشركات توفر آليات رسمية للتعامل مع الشكاوى مثل قسم الموارد البشرية أو فرق العمل المعنية بحل النزاعات. لكن من المهم أن تستخدم هذه القنوات بحذر وبطريقة مهنية. بدلاً من الانفعال أو التسرع في تقديم الشكاوى، عليك أن تعرض موقفك بطريقة واضحة ومدعومة بالأدلة التي جمعتها. حاول أن تكون الحلول التي تقترحها بنّاءة وتحل المشكلة بدلاً من تركيزك فقط على الشكوى. ستساعدك هذه الاستراتيجية في إظهار مهنية عالية، مما قد يعزز من مصداقيتك أمام الإدارة.
ابحث عن دعم من الزملاء أو المرشدين:
في بعض الحالات، قد يكون من الصعب التعامل مع الظلم بمفردك، خاصة إذا كنت تشعر بالعزلة أو الضغط في بيئة العمل. هنا يأتي دور الزملاء أو المرشدين المهنيين. يمكن أن يقدموا لك دعماً معنوياً، سواء كان من خلال الاستماع لمشاعرك أو تقديم نصائح بناءً على خبرتهم في التعامل مع مواقف مشابهة. قد يساعدك هؤلاء الأشخاص في تحديد ما إذا كانت تصرفاتك تتناسب مع معايير بيئة العمل أو إذا كان لديك حق فعلاً في تقديم شكوى. علاوة على ذلك، في حال كانت المشكلة واسعة الانتشار، يمكن أن يعمل الزملاء على تقديم شكوى جماعية، مما يرفع من فرصة أن تكون قضيّتك مسموعة وتلقى اهتماماً أكبر من الإدارة.
اكتشف الفرق:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
الأهلي المالية تُبقي على توصيتها والسعر المستهدف لسهم فقيه الطبية
شعار شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه - فقيه الطبية قالت شركة الأهلي المالية إن موقع شركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقي


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
إعلان المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني عن حصولها على موافقة هيئة التأمين على تجديد التأهيل السنوي لمزاولة التأمين الصحي
بند توضيح تفاصيل الإعلان تعلن المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني عن إستلامها اليوم الاربعاء 23-11-1446هـ الموافق 21-05-2025م إشعار هيئة التأمين، والمتضمن تجديد تأهيل الشركة لمزاولة التأمين الصحي لمدة سنة واحدة إعتبارأ من تاريخ 24-06-2025م وتنتهي بتاريخ 23-06-2026م


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
غزة تختنق في يومها الـ83 من الحصار وسط أكاذيب الاحتلال بشأن فتح المعابر
أكدت غرفة العمليات الحكومية للطوارئ في المحافظات الجنوبية أن مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة لا أساس لها من الصحة، موضحة أن الإغلاق لا يزال مستمرًا لليوم الثالث والثمانين على التوالي، وسط تصاعد جرائم الإبادة الجماعية بحق السكان المدنيين. وفي بيان صادر اليوم الأربعاء، أدانت الغرفة استمرار منع دخول الشاحنات الإنسانية والطبية رغم تصريحات الاحتلال الأخيرة، مشيرة إلى أن المساعدات ما تزال عالقة، في وقت باتت فيه أغلب المستشفيات خارج الخدمة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. واعتبرت الغرفة أن التأخير المتعمد يعكس نية إسرائيلية واضحة لتقويض دور المؤسسات الأممية، واستبدالها بخدمات شركات خاصة تطالب بتكاليف باهظة مقابل تمرير الشاحنات، تصل إلى أكثر من 130 ألف شيقل لكل شاحنة، ما يعد عسكرة للمساعدات ومحاولة لاحتكارها وتوجيهها بعيدًا عن الجهات الإنسانية الشرعية. ووفق وكالة "وفا" طالبت الغرفة بتدخل عاجل من المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لإنهاء الحصار بشكل دائم، ووقف سياسة القتل الجماعي والتهجير والتجويع، التي تسفر يوميًا عن مئات الضحايا، بينهم عائلات أُبيدت بالكامل، في ظل تفشي الأمراض وسوء التغذية. وشددت على أن إدخال المساعدات يجب أن يتم فقط عبر المؤسسات الأممية، بعيدًا عن التلاعب الإسرائيلي الذي يحول دون وصول الإغاثة للمحتاجين.