logo
تقديرات أميركية : البرنامج النووي الإيراني تراجع لشهور ولم يُدمر

تقديرات أميركية : البرنامج النووي الإيراني تراجع لشهور ولم يُدمر

الدستورمنذ 7 ساعات

واشنطن - أفاد تقييم استخباراتي أميركي بأن الضربات التي نفذتها واشنطن ضد منشآت فوردو وأصفهان ونطنز النووية في إيران، لم تُدمّر البنية الأساسية للبرنامج النووي، بل أدّت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر؛ وذلك وفقًا لما نقلته وسائل إعلام دولية عن مصادر مطلعة.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن النتائج الأولية للهجمات الأميركية على منشآت إيران أعاقت برنامجها النووي لبضعة شهور.
ويستدل من التقييم الاستخباراتي، أن الهجمات الأميركية على المنشآت الثلاث لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، وأن الهجمات أدت إلى تأخير البرنامج النووي لأشهر.
وبحسب المصادر التي أوردت التقييم الاستخباراتي وتحدثت لشبكة «سي إن إن»، فإن مخزون اليورانيوم في إيران لم يُدمر، وأن أجهزة الطرد المركزي لا تزال سليمة إلى حد كبير.
ونقلت «سي إن إن» عن البيت الأبيض في معرض تعليقه على ما ذُكر، أن «التقييم الاستخباراتي المزعوم غير صحيح مطلقا، وتسريبه ما هو إلا محاولة للتقليل من إنجاز الرئيس ترامب».
وشدد على أنه «تم تدمير البرنامج الإيراني بالكامل»، فيما نقلت الشبكة نفسها عن وزير الدفاع الأميركي قوله «استنادا لما رأيناه فإن حملتنا الجوية دمرت قدرة إيران على صنع أسلحة نووية».
وأضاف أن «قنابلنا الضخمة أصابت الهدف في إيران بدقة وعملت بشكل مثالي».
كما نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مطّلعة على التقييم بشرط عدم كشف هويتها، أن التقييم الاستخباراتي الأميركي قدّر أن الضربات الأميركية، لم تدمر القدرات النووية الإيرانية. وأوضحت المصادر أن الضربات الأميركية التي نفذت فجر الأحد الماضي، أدّت فقط إلى تأخير البرنامج لبضعة أشهر. وأوضح مصدران أن التقدير أعدّته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية (DIA).
وكشف أحد المصادر أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، وأن الضرر الذي لحق ببرنامجها النووي ربما لم يتجاوز تأخيرًا يتراوح بين شهر وشهرين فقط.
وأشارت الوكالة إلى أن البيت الأبيض رفض هذه التقييمات، قائلاً إنها «خاطئة تمامًا».
وفي إفادة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت إدارة ترامب إن الضربات الأميركية «أضعفت» البرنامج النووي الإيراني، دون تكرار صيغة الرئيس السابقة التي تحدث فيها عن «تدمير تام» للمواقع النووية.
بدوره، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إن «المنشآت النووية الثلاث تضررت بشكل كبير».
وأشار إلى أن منشأة نطنز كانت المستهدفة الأولى وقد تعرضت لأضرار جسيمة جدا بأحد ثقوب أجهزة الطرد المركزي حيث كان يجري فيه تخصيب لليورانيوم.
وأضاف أن أضرارا مباشرة وغير مباشرة لحقت أيضا بالمنشأة نفسها تحت الأرض.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد أن نفذت الولايات المتحدة هجماتها على إيران، بألا يتوقع المزيد من العمليات العسكرية الهجومية الأميركية.
وبحسب المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتعليق علنا على المحادثات الدبلوماسية الحساسة، كان موقف ترامب هو أن الولايات المتحدة قد أزالت أي تهديد وشيك تشكله إيران.
وقال المسؤول الأميركي إن نتنياهو فهم موقف ترامب بأن الولايات المتحدة لا ترغب في التورط أكثر عسكريا في الوضع. وكالات

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤولون لدى الاحتلال: الحكومة لا تعرف مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب
مسؤولون لدى الاحتلال: الحكومة لا تعرف مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب

رؤيا

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا

مسؤولون لدى الاحتلال: الحكومة لا تعرف مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب

مسؤولون لدى الاحتلال:"لا شك أن المنشآت استُهدفت لكن لا يمكن تحديد كمية اليورانيوم التي دُمّرت" قال مسؤولون لدى الاحتلال إن حكومتهم لا تعرف مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، كانت إيران تمتلكه قبل بدء الحرب "الإسرائيلية" وما تبعها من ضربات أميركية على منشآتها النووية. ونقلت صحيفة "جيروسالم بوست" العبرية عن مسؤولين لدى الاحتلال تأكيدهم أن منشآت تخزين اليورانيوم تعرضت للقصف خلال الغارات الجوية الأميركية و"الإسرائيلية"، مؤكدين: "لا شك أن هذه المنشآت قد استُهدفت، لكن لا يمكن تحديد كمية اليورانيوم التي دُمّرت، أو إذا ما كانت إيران لا تزال قادرة على الوصول إلى ما تبقى منه". وأضاف المسؤولون الذين لم تُكشف أسماؤهم: "نعتقد إلى حد كبير أن إيران لم تتمكن من إخراج اليورانيوم من مواقع التخصيب قبل الضربات أو بعدها"، مع تأكيدهم أنه لا يمكن الجزم بذلك بشكل كامل. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قال، في تصريحات له الأربعاء، إن "كل اليورانيوم المخصب كان داخل المواقع التي تم قصفها، ومن الصعب جدا نقله"، في إشارة إلى استهداف المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية. وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي ديفرين، إن الجيش يراقب عن كثب أي احتمال لنقل إيران كميات من اليورانيوم من مواقع تضررت أو دُمّرت إلى مواقع أخرى، وذلك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عقد الأحد. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشفت في تقرير سابق أن إيران نقلت شحنات من اليورانيوم المخصب من موقع "فوردو" إلى مواقع أخرى، مؤكدة أن الكمية المنقولة بلغت نحو 400 كيلوغرام بتركيز 60%، أي أقل من الحد اللازم لصنع سلاح نووي والمحدد بنسبة 90%. وتدعم صور أقمار اصطناعية هذا التقرير، حيث أظهرت شاحنات مصطفة قرب منشأة "فوردو" الجبلية قبيل الضربات الأميركية بأيام. من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، في مقابلة مع شبكة "ABC" بعد الضربات، إن الإدارة الأميركية "ستعمل في الأسابيع المقبلة على اتخاذ إجراءات بشأن هذا الوقود"، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع سيكون ضمن محادثات مقبلة مع إيران. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد أوضح سابقًا أن مفتشي الوكالة شاهدوا آخر مرة اليورانيوم المخصب في المواقع الإيرانية قبل الهجمات، وأن إيران لم تُخفِ نيتها في حماية هذه المواد.

لا تتخلوا عن الدبلوماسية مع إيران
لا تتخلوا عن الدبلوماسية مع إيران

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

لا تتخلوا عن الدبلوماسية مع إيران

علي واعظ - (فورين أفيرز) 2025/6/16 تحاول إسرائيل فرض واقع جديد بالقوة، وإيران ترد تحت الضغط، بينما تبدو واشنطن عالقة بين دعم حليفها وخطر التورط في حرب شاملة. ترامب يواجه لحظة حاسمة: إما صفقة تُقيد طموح طهران النووي أو انزلاق إلى فوضى إقليمية تقوض كل حساباته. اضافة اعلان *** في 13 حزيران (يونيو)، أطلقت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية والعمليات السرية ضد المواقع النووية الإيرانية ومسؤولين عسكريين. وجاءت هذه الحملة المعقدة وذات الأبعاد المتعددة، التي أطلق عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، بعد أيام من التكهنات بشأن هجوم وشيك. وحتى كتابة هذه السطور، تسببت الهجمات في إلحاق أضرار بمنشأتي نطنز وأصفهان النوويتين في إيران، وقتلت عدداً من العلماء الإيرانيين. كما أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة عشرات آخرين، وتسوية مبان سكنية بالأرض، وتفجير أجزاء من البنية التحتية للطاقة في البلاد. وفي المقابل، وجد الإسرائيليون أنفسهم يهرعون إلى الملاجئ مع تعرض مدنهم للقصف. لا توجد حتى كتابة هذه السطور مؤشرات إلى أن القتال سيتوقف. وقد عبرت كل من إيران وإسرائيل عن استعدادهما لمواصلة تبادل الضربات؛ حتى إن وزير الدفاع الإسرائيلي وعد بأن "طهران ستحترق" إذا لم تتوقف الهجمات. وفي الوقت نفسه لم تفعل الولايات المتحدة سوى القليل لوقف سفك الدماء. بل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل رسائل متضاربة حول ما إذا كان يريد وقف القتال أم لا. وقد نشرت إدارته معدات عسكرية في المنطقة، ووفقاً لتقارير إخبارية متعددة، تقوم القوات الأميركية بمساعدة إسرائيل في إسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية. إلا أن ترامب، وعلى الرغم من مراوغته المعروفة، قال إنه ما يزال يريد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فيما تركت طهران الباب مفتوحاً أمام المحادثات -شريطة أن توقف إسرائيل عملياتها. وبذلك، ربما ما تزال أمام الإدارة الأميركية فرصة لإبرام اتفاق. إذا كان ترامب يرغب في تجنب حرب أميركية مع إيران، فعليه اغتنام هذه الفرصة. لقد ألحقت إسرائيل حتى الآن ضرراً كبيراً، لكنه ليس شاملاً، ببرنامج إيران النووي. ومن غير المرجح أن تنجح في تدميره بالكامل، حتى لو طال أمد القتال. إن أجزاء واسعة من البرنامج النووي الإيراني مدفونة عميقاً تحت الأرض، بما في ذلك موقع فوردو للتخصيب، وقد تدفع هذه الظروف القيادة الإيرانية الآن أكثر من أي وقت مضى إلى السعي نحو امتلاك قدرة ردع قصوى من خلال السلاح النووي. وهذا يعني أنه إذا توقف القتال من دون اتفاق، فقد تسعى طهران إلى الحصول على سلاح نووي لا يمكن تأخيره فعلياً، في المدى القريب على الأقل، إلا بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات. وحتى في هذه الحالة، ولكي تتيقن الولايات المتحدة من كبح التهديد، سيتوجب عليها إما أن توجد على الأرض أو أن تشن جولات متواصلة من الضربات العسكرية تستند إلى معرفة دقيقة وشاملة بالأنشطة النووية الإيرانية. ولذلك تمثل التسوية الدبلوماسية الخيار الأفضل والأكثر استدامة أمام ترامب لتفادي صعود إيران نووية ومنع التورط العسكري طويل الأمد. بل وقد يكون هذا هو السبيل الوحيد لتجنب نتيجة غير مقبولة. إدارة الأزمة منذ عودته إلى منصبه في كانون الثاني (يناير) الماضي، كان ترامب يلمح إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. لكن إسرائيل أوضحت أنها تفضل حلاً عسكرياً ما لم تتخل إيران عن البرنامج بالكامل. كما عبرت عن اعتقادها بأن الوقت قد حان للتحرك، حيث قدرت أن القدرات الدفاعية الإيرانية لم تتعاف بعد من سلسلة الضربات الدقيقة التي نفذتها إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وما يزال وكلاء إيران، بمن فيهم "حزب الله"، يعانون من الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر. ورأت الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق فرصة ذهبية لإضعاف عدوها. من الجدير ملاحظته أن الحملة الإسرائيلية الحالية ضد إيران هي أوسع بكثير من سابقاتها. في الموجة الأولى من الضربات التي نفذت الأسبوع الماضي، شاركت نحو 200 طائرة إسرائيلية في استهداف قرابة 100 موقع، بما في ذلك منشآت نووية وقواعد عسكرية. وقد استهدفت عمليات سرية نفذها عملاء "الموساد" قادة إيرانيين، مما أدى إلى مقتل شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين معروفين. ومع تصاعد حدة الضربات المتبادلة، ورد إيران بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ، وسع الطرفان نطاق أهدافهما. من المرجح، بالنظر إلى اتساع نطاق الهجوم الإسرائيلي، أن يكون القادة الإيرانيون قد استنتجوا أن هدف إسرائيل لا يقتصر على تدمير برنامجهم النووي، بل يشمل أيضًا إسقاط النظام نفسه. وعلى الرغم من أن قدرات إيران لا تضاهي عدوتها، وأن استخباراتها أضعف بكثير من مثيلتها الإسرائيلية، وأنها لا تمتلك قوة جوية فعالة، شعرت طهران بأنه لا خيار أمامها سوى الرد بأقصى ما تستطيع من قوة. وحتى الآن، اقتصر الأمر على تبادل الضربات بين الجانبين، لكن من الممكن أن تختار إيران نقل تبعات الحرب إلى خارج حدودها من خلال ضرب قواعد أميركية في المنطقة، أو مهاجمة البنية التحتية للطاقة في الخليج، أو استهداف خطوط الشحن في مضيق باب المندب، وهو ما من شأنه أن يدخل المنطقة في دوامة من الاضطراب. من خلال هذا التصعيد، ربما يأمل المسؤولون الإيرانيون في دفع واشنطن إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف حملتها. ولكن إذا توسعت الحرب، قد تجد إيران والولايات المتحدة نفسيهما في مواجهة مباشرة، خصوصاً إذا تعرضت الأصول أو المصالح الأميركية لهجمات. وقد حذر المسؤولون الأميركيون، في تصريحات متكررة، طهران، من القيام بمثل هذه الهجمات، كي لا "تنقض القوات الأميركية عليكم بمستويات غير مسبوقة"، وفقاً لتعبير ترامب. وفي حال أسفرت الهجمات الإيرانية أو هجمات وكلائها من غير الدول عن سقوط ضحايا أميركيين، فإن الضغط على الرئيس الأميركي لاتخاذ موقف حازم ودخول الحرب سيتضاعف بصورة كبيرة. وحتى إذا تجنبت الولايات المتحدة القتال في هذا النزاع، فإنها، في غياب اتفاق، تخاطر بالانجرار إلى نزاع آخر مستقبلاً. وقد حققت العمليات العسكرية الإسرائيلية، خلال العام الماضي، نجاحات ضد "حزب الله" وضد إيران نفسها، وأضعفت كثيراً من دفاعات الخصوم الجوية. ومع ذلك، تشير معظم التقديرات إلى أن إسرائيل لا تستطيع تأخير برنامج إيران النووي سوى لبضعة أشهر، أو لعام واحد في أفضل الأحوال. وسوف يستلزم تدمير الجزء الأكبر من قدرة طهران على تصنيع سلاح نووي قوة عسكرية أميركية هائلة. وبحسب الطريقة التي نظمت بها إيران برنامجها، فإن منعها من بلوغ القنبلة قد يتطلب الإطاحة بالجمهورية الإسلامية ذاتها. ولهذا السبب، أصبح المسؤولون الإسرائيليون أكثر صراحة في الدعوة إلى تغيير النظام. لكنهم أبدوا اهتماماً محدوداً بما قد يَخلف النظام الحالي فعلياً. وفي ظل غياب بديل موحد ومنظم ويتمتع بالصدقية، سواء داخل إيران أو خارجها، فإن سقوط الجمهورية الإسلامية قد يغرق البلاد في حرب أهلية، أو يفتح الباب أمام ديكتاتورية عسكرية تسعى هي الأخرى إلى امتلاك ردع نووي. بالنسبة لرئيس أميركي يسعى إلى تقديم نفسه كصانع سلام لا مشعل حروب، يجب أن يكون هذا الوضع الراهن بمثابة ناقوس خطر يقرع بقوة. هناك الكثير من ناخبي ترامب الذين يعارضون تجديد التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. كما أن حرباً كبرى في المنطقة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يثقل كاهل المستهلكين الأميركيين الذين يعانون أصلاً من التضخم. وفي الواقع، فإن أسعار النفط بدأت ترتفع بالفعل. ولذلك سيستفيد ترامب إذا توقف القتال، وسيخسر إذا تصاعد. فن الصفقة يبدو أن ترامب يعول في الوقت الراهن على أن يؤدي تصاعد الأضرار الاقتصادية والعسكرية التي تتكبدها إيران إلى إرغام حكومتها على قبول اتفاق يفكك برنامجها النووي. لكن من غير المرجح أن يجد عرض "الكل أو لا شيء" الذي تطرحه الولايات المتحدة صدى لدى نظام رفض شروطاً كهذه على مدى أكثر من عقدين، بما في ذلك خمس جولات من التفاوض مع إدارة ترامب. ولعل الأمر الوحيد الذي يراه القادة الإيرانيون أكثر خطراً على بقائهم من الدمار الذي تسببه القنابل الإسرائيلية، هو الاستسلام للشروط الأميركية. لذلك، من المرجح أن يدفع الهجوم الحالي إيران إلى مواصلة الرد بعدوانية، إلى أن تجد لنفسها مخرجاً مقبولاً. لكي يتجنب ترامب أسوأ السيناريوهات، سيحتاج إلى اتباع مقاربة مختلفة. عليه أولاً أن يقنع إيران بأنه ليس مجرد واجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك عبر الضغط على إسرائيل لوقف القتال. ولتحقيق ذلك، يمكنه التهديد بتعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل. فهذا هو مصدر النفوذ الأهم الذي تملكه واشنطن والذي سيجعل من الصعب للغاية على إسرائيل تنفيذ حملاتها العسكرية من دونه. وقد تردد رؤساء أميركيون سابقون، من بينهم جو بايدن، في استخدام هذا النفوذ (رفض بايدن التهديد بوقف المساعدات للضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة). لكن الآن، قد تكون حياة أميركيين وإرث ترامب السياسي على المحك. وقد يختار ترامب أن يبتعد عن نهج سلفه إذا رأى أن المصالح الأميركية تقتضي احتواء هذه الأزمة المتفاقمة بدلاً من تأجيجها. سيحتاج ترامب أيضاً إلى إقناع إيران. ففي ظل تفوق إسرائيل العسكري، وتراجع قدرة طهران النووية في الوقت الراهن على الأقل، من المرجح أن تكون الأخيرة مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات حفاظاً على بقائها. والأهم من ذلك أنها في حاجة إلى حفظ ماء وجهها. ينبغي للبيت الأبيض أن يحذر طهران من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى سقوط ضحايا أميركيين ويجر الولايات المتحدة إلى قلب النزاع. لكن عليه أيضاً أن يعرض على إيران اتفاقاً نووياً معقولاً يتضمن تخفيفاً كبيراً ومستداماً للعقوبات. يمكن لترامب، مثلاً، أن يتعهد رفع العقوبات الأميركية المرتبطة بالبرنامج النووي، وإنهاء الحظر التجاري الأميركي الأساسي، في حال وافقت إيران على ضم برنامج تخصيب اليورانيوم إلى ائتلاف متعدد الجنسيات يضم السعودية، وهو ما كانت طهران قد أبدت انفتاحها عليه قبل الهجمات الإسرائيلية. مثل هذا الائتلاف من شأنه أن يوفر الوقود للمفاعلات النووية في أنحاء المنطقة، ويحرم إيران في الوقت ذاته من المواد الانشطارية التي قد تستخدم في صنع سلاح نووي. ثمة سوابق لهذا النوع من الضغوط الأميركية. ففي العام 1982، مارس الرئيس الأميركي رونالد ريغان ضغوطاً على إسرائيل لإنهاء قصفها لبيروت. وفي العام 1988، تدخل في الحرب العراقية - الإيرانية، ولعب دوراً محورياً في إقناع طهران بقبول وقف إطلاق النار. لن يكون هذا المسار سهلاً على ترامب، وسيتطلب منه التزاماً بدبلوماسية شاقة، ومواجهة معارضة شرسة في واشنطن من سياسيين وجماعات ضغط يعتبرون الحملة الإسرائيلية عقاباً مستحقاً لأحد أكثر أعداء الولايات المتحدة شراسة. ولكن إذا كان ترامب ملتزماً فعلاً بإبقاء إيران خالية من السلاح النووي، فإن خياره الأفضل يتمثل في إقناع الإيرانيين والإسرائيليين بوقف الحرب، وإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، حيث قد يدفع غياب الاتفاق الحكومة الإيرانية، وهي في حالة من الخوف، إلى الإسراع نحو امتلاك السلاح النووي متى سمحت الظروف بذلك. وحينها، لن يكون أمام ترامب سوى خيارين: إما قبول إيران نووية أو الانضمام إلى هجوم إسرائيلي جديد على البلاد، مخاطراً بذلك بالتورط في النوع ذاته من النزاع الكارثي في الشرق الأوسط، الذي وعد بتجنبه. *علي واعظ: مدير مشروع إيران في "مجموعة دراسة الأزمات الدولية". الترجمة لصحيفة "الإندبندت عربية". *تحديث: تم التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في الحرب على إيران في 24 حزيران (يونيو) 2025.

إدارة ترمب تقرر تقليص مشاركة المعلومات السرية بعد تسريب تقييم حول ضرب منشآت إيران النووية
إدارة ترمب تقرر تقليص مشاركة المعلومات السرية بعد تسريب تقييم حول ضرب منشآت إيران النووية

رؤيا

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا

إدارة ترمب تقرر تقليص مشاركة المعلومات السرية بعد تسريب تقييم حول ضرب منشآت إيران النووية

البيت الأبيض: الإدارة ستقلل من المعلومات التي تُعرض على الكونغرس قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تقليص حجم المعلومات السرية التي تُشارك مع الكونغرس، في أعقاب تسريبات صحفية أثارت ضجة واسعة بشأن نتائج الضربات الأمريكية الأخيرة على إيران. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله إن الإدارة تعتقد أن تقريرًا أوليًا أعدته وكالة استخبارات الدفاع قد سُرّب بعد نشره على نظام مخصص لمشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس، ليلة الإثنين. وأوضح المسؤول أن الإدارة ستقلل من المعلومات التي تُعرض على هذا النظام، في خطوة تهدف للحد من احتمالية التسريب. وأضاف أن تحقيقًا جارٍ لمعرفة الجهة التي تقف وراء تسريب التقرير. وبحسب المسؤول، من المقرر أن يعقد وزراء الدفاع بيت هيغسيث، والخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، جلسة إحاطة مغلقة لمجلس الشيوخ يوم الخميس بشأن تطورات الملف الإيراني. وكانت تقارير صحفية أمريكية قد ذكرت أن التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بما فيها مخزون اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، لم تُدمّر نتيجة الضربات الأمريكية الأخيرة. وقد أثار نشر هذه التقارير موجة غضب داخل الإدارة، ودفع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس ترمب، إلى نفي ما ورد في تلك التقارير وتكذيب وسائل إعلام بارزة مثل "سي إن إن" و"نيويورك تايمز".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store