
تجربتي في العناية ببشرتي وتقليل تصبغات وكلف الحمل
وضعت إحدى النساء اللواتي خضن تجربة الجمل خبرتها، وواقع ما قامت به من خطوات؛ من أجل صحة بشرتها ونضارتها خلال الحمل، إضافة إلى أنها قد أكدت الاستعانة بطبيبتها، وهي استشارية الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر، الدكتورة ندى عبدالجواد، حيث أشارت إلى تجربتها في تقليل ظاهرة تغيّر لون البشرة خلال الحمل، والتعرف إلى أسباب حدوث الاسمرار والتصبغ خاصة في الوجه والمناطق الحساسة في الآتي.
أولى الخطوات: تعرفت إلى أسباب تغيّر لون بشرة الحامل خلال مراحل الحمل
لاحظي أنه بناءً على المعلومات التي حصلت عليها من طبيبتي؛ أنه من الطبيعي حدوث تغيرات في لون بشرتي، تشمل الوجه ومنطقة ما تحت الإبطين أيضاً، وكذلك الخط الواصل ما بين السرة والحوض، والمنطقة الحساسة، حيث تُصاب هذه المناطق بتغير في اللون في الثلثين الثاني والثالث من فصول حملك، حيث يشهد الشهر الرابع تحديداً بداية حدوث تغيرات في لون بشرتي في هذه المناطق.
اعلمي بأن التغيرات التي تحدث في لون بشرتك في المناطق السابقة، وحسبما أخبرتني الطبيبة، والتي تميل إلى اللون الأسمر وتصبح أغمق من لون بشرتك الطبيعي بدرجتين مثلاً، فهي تحدث بسبب ارتفاع في نسبة ومعدل هرمونات الحمل، وهما هرمونا الإستروجين والبروجيسترون، اللذان يؤديان بالتالي إلى زيادة نسبة إنتاج مادة في الجسم تُعرف بمادة الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن لون البشرة عند الإنسان عامة، ويتم إفراز هذه المادة بواسطة الخلايا الصبغية، ولكن الهرمونات التي تنشط خلال الحمل تعمل على زيادة نسبة هذا الإفراز، وتحفّز أيضاً نشاط الخلايا الصبغية؛ ما يؤدي إلى حدوث "الغمقان" في لون الجلد، خاصة لدى النساء ذوات البشرة السمراء.
توقعي، وهذا ما حدث معي فعلاً، أن ثلث حملك الأول سوف يشهد نضارة وتألقاً لبشرة وجهك، ولذلك عليكِ أن تعرفي أن هذا يُعرف بإشراقة الحمل، ويجب أن تعرفي ما هي إشراقة الحمل وهل هناك علاقة بينها وبين نوع الجنين القادم؟ وهذا بالطبع ليس صحياً، فلا توجد علامات جسمانية تؤكد نوع الجنين؛ لأن هرمونات الحمل في جسم كل امرأة، التي يتم إفرازها عموماً مع مرحلة الحمل الأولى خصوصاً، هي عبارة عن هرمونات أنثوية؛ تعزز من جمال المرأة، وتساعد على لمعان وتوهج ونضارة وجهها.
لاحظي، وحسبما أخبرتني طبيبتي، ولفتت نظري، أن جلد المرأة هو أكثر أعضاء جسمي التي تتأثر خلال الحمل؛ لأن الجلد يغطي أكبر مساحة من الجسم، ولذلك تظهر عليه التغيرات بشكل واضح بسبب الحمل أكثر من أجزاء الجسم الأخرى، ولذلك يجب أن تولي له الحامل الاهتمام والرعاية، ولأن ما يصيب الجلد وبشرة الوجه خصوصاً من تغيرات خلال الحمل؛ هو استكمال لإهمال المرأة الحامل قبل الزواج في العناية ببشرتها وجلدها.
أهم النصائح التي اتبعتها من أجل تقليل تغير لون الجلد في أجزاء جسمي خلال الحمل
لاحظي أن أهم نصيحة وجّهتها لي طبيبتي أن أهتم بتجفيف الأجزاء المخفية غير الظاهرة من جلدي، وذلك لأن الرطوبة عموماً تُعَدُّ بيئة خصبة ومناسبة جداً لتكاثر الفطريات، حيث إن الفطريات التي تنمو في تلك المناطق المعتمة -وبعد أن يتم التخلص منها عن طريق الأدوية أو الكريمات الطبية- تترك المكان بلون غامق مزعج، وهو ما يُعرف بالاسوداد، ولذلك فمن الضروري، حسبما نصحتني الطبيبة، أن أحافظ على جفاف الجلد دائماً في منطقة ما يعرف بمنطقة البيكيني، وتحت الإبطين خاصة.
لا تتأخري في علاج ما يصيبك من الالتهابات النسائية خلال الحمل، نتيجة لخوفك من تأثيرها في الجنين، ولكن يجب علاجها بسرعة، ويمكنك التعرف إلى نوعها من خلال ما تسببه لكِ من أعراض، مثل نزول إفرازات بيضاء، والتي حين تلامس الجلد تؤدي إلى تغير لونه؛ ليصبح غامقاً عن بقية المنطقة المحيطة به، ولذلك فمن الضروري والعام عدم التأخر في علاج الالتهابات الفطرية، التي تسبب أحياناً الحكة المؤلمة.
تجنّبي زيادة الوزن بصورة مبالغ فيها خلال الحمل، من خلال المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن، حيث إن زيادة الوزن في أثناء الحمل تؤدي إلى زيادة تغيرات اللون، خاصة الفخذين؛ مما يؤدي لزيادة حدوث الاحتكاك، والذي يسبب ظهور اللون الغامق والمغاير للون بشرتك الطبيعي، ويمكنك في حال زيادة الوزن استخدام بنطلون من نوع الشورت الطويل، الذي يصل إلى منتصف الفخذ، أو أول الركبة؛ لكي يمنع حدوث الاحتكاك، بشرط أن يكون مصنوعاً من القطن الخالص.
تجنّبي القيام بخطوة وتقنية تقشير البشرة تماماً خلال فترة الحمل، واكتفي بترطيب جلدك، مثلما كنت أفعل، وذلك بالإكثار من شرب الماء، واستخدمي سيروم مناسباً مرطباً للجلد، وكذلك عليك ارتداء القبعات أثناء الخروج من البيت والاستحمام أيضاً بالماء الفاتر، وعدم استخدام الصابون مهما كان نوعه في الاستحمام، واستبداله بسائل مخصص للبشرة.
لاحظي، ومن خلاصة تجربتي، أن هناك عوامل مجتمعة تؤدي إلى أن يحدث "الغمقان" أو التصبغ في الجلد، ومنها السهر لوقت متأخر، وقلة النوم، وعدم الحرص على الرياضة، وممارسة الأنشطة البدنية، إضافة للحالة النفسية التي تصيب الحامل، حيث تؤثر نفسية الحامل على بشرتها وجلدها، وتنعكس عليها بشكل مؤكد، ويجب أن تكون الحامل في حالة نفسية جيدة، وتلقى الرعاية والدعم ممن حولها، وقد حدث ذلك فعلاً خلال مرحلة حملي.
3 فيتامينات حرصت على استهلاكها لحماية بشرتي من تغير اللون خلال الحمل
اهتمي، وحسبما كنت أفعل وبناء على توصية طبيبتي، بتناول جرعة يومية مقررة للحوامل من فيتامين سي؛ لأنه يعمل على توحيد لون البشرة ومقاومة تكوّن التصبغات، حيث يندرج هذا الفيتامين ضمن علاجات طبيعية لفرط التصبغ أثناء الحمل. ومن واقع تجربتي، يمنح هذا الفيتامين بشرتك النضارة بشكل عام، ويمكنك أيضاً تناول مصادر فيتامين سي الطبيعية؛ مثل عصير البرتقال، وعصير الليمون المنعش، والجوافة، والفلفل بأنواعه الملونة والحلوة؛ لكي تحصلي على نسبة جيدة بشكل طازج، بشرط ألا تتعرض هذه الأصناف للحرارة.
تناولي نسبة معقولة من فيتامين "E" وفيتامين "ب 3"، حسب استشارة الطبيب، كما فعلت خلال حملي؛ لأن الطبيب سوف يحدد الجرعة المناسبة لكِ، حيث يعمل هذان الفيتامينان معاً على تحسين خطوط وتمدد الجلد خلال فترة الحمل، ويقللان من ظهور تصبغات الجلد التي تحدث؛ بسبب تعرض المرأة الحامل لأشعة الشمس، ويقللان كثيراً من تأثير التغيرات الهرمونية في لون الجلد والبشرة.
احرصي، وبناء على توصية الطبيبة، على تناول حمض دهني مهم لصحتك بشكل عام، ولبشرتك وجلدك بشكل خاص، ويمكن التنويع بين الأحماض الدهنية المختلفة، وما بين حمض الفوليك وحمض الأوميغا 3؛ حيث يلعبان دوراً في صحة البشرة ونضارتها، وتقليل تعرضها لتغيرات في اللون، مع ملاحظة ضرورة عدم كشف أجزاء الجسم، وارتداء ملابس طويلة قطنية، وبألوان فاتحة؛ خلال الخروج من البيت.
قد يهمك أيضاً معرفة: كيفية التعامل مع التغيرات الهرمونية خلال الحمل.. وما مشاكلها؟
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليك استشارة طبيب متخصص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
16 سبباً مسؤولاً عن جعل المطبخ متسخاً.. اكتشفيها وتجنّبيها
في كثير من الأحيان، يُسبب تنظيف مطبخكِ بشكل غير صحيح، ضرراً أكثر من نفعه. إذا كنتِ ستبذلين الوقت والجُهد في تنظيف مطبخكِ جيداً؛ فمن الأفضل أن تتأكدي من اتباعكِ للقواعد؛ كي تحافظي على مطبخكِ نظيفاً وخالياً من الأوساخ. في السطور الآتية، شرحٌ مفصّل لأهم العادات الشائعة في تنظيف المطبخ، والتي تَزيده اتساخاً. لذا يجب التعرُّف إليها من أجل تجنُّبها؛ كي تحصلي على مطبخ خالٍ من الأتربة والشحوم والأوساخ المزعجة. الإفراط في استخدام إسفنجة التنظيف ليست إسفنجات التنظيف، مُصمّمة لتدوم طويلاً؛ لذا يجب تبديلها بانتظام والتخلُّص منها أسبوعياً أو شهرياً. كما أنه في ظل استخدامها، يجب تنظيفها مرة أسبوعياً من خلال نقعها في الخل والماء ثم تسخينها في الميكروويف لمدة دقيقة واحدة، ولكن هذا ممكن فقط مع الإسفنجات التي لا تحتوي على أيّة عناصر معدنية. عدم تنظيف صناديق القمامة قد لا تظنين أن سلة القمامة بحاجة إلى نظافة فائقة، ولكن عليكِ بالفعل العناية بها كثيراً. مع ذلك، العملية سهلة وسريعة؛ لذا ما عليكِ سوى مسح سلة المهملات بقليل من الماء و سائل الجلي ؛ وستُسهّل الإسفنجة هذه العملية، ثم إضافة القليل من صودا الخبز لإزالة الروائح الكريهة إذا رغبتِ في ذلك. تنظيف أرضيات المطبخ أولاً قد تُسبب لك أرضيات مطبخكِ الاشمئزاز، لكن من المهم الانتظار حتى الانتهاء من تنظيف باقي أجزاء الغرفة قبل العناية بها، إذ ستتراكم الأوساخ والحطام، وحتى الانسكابات، على الأرض أثناء تنظيف المطبخ. لذا فإن تنظيف الأرضية أولاً غالباً ما يكون مضيعة للوقت. عدم تنظيف غسالة الأطباق بشكل كافٍ يجب الاهتمام بـ غسالة الأطباق من خلال تنظيفها مرة واحدة شهرياً للمساعدة في تجديد فلاتر المياه فيها ورشاشاتها ومصارفها. كما أن أفضل طريقة للقيام بهذه المهام، هي استخدام محاليل تنظيف مخصصة لغسالة الأطباق؛ فهي ستساعد في التخلُّص من الروائح والبقايا. عدم استخدام بخاخات التنظيف بشكل صحيح صدّقي أو لا تصدّقي، هناك فن في استخدام بخاخات التنظيف في مطبخكِ؛ لذا توجد بعض الأخطاء الشائعة عند استخدامها، يقع فيها بعض الناس؛ أولها: رشّها مباشرةً على السطح المراد تنظيفه. في الواقع، يُعَدّ رشّ المحلول مباشرةً على فوطة قماش أو منشفة أكثر فعالية؛ إذ يُساعد ذلك على منع ظهور البقع وغيرها من المشكلات. ولا يصح مسح الأسطح مُبكراً بعد تنظيفها بالرذاذ؛ لأن مُنتجات التنظيف تحتاج إلى بعض الوقت لإتمام عملها، وهذا أمر يَغفُل عنه كثيرون، ولكنه قد يؤثر بشكل كبير على رائحة مطبخكِ ومنزلك. إهمال خزانة المطبخ تتراكم الشحوم والأوساخ بسهولة على أبواب و مقابض الخزائن ؛ مما يُفسد مظهرها ويؤوي البكتيريا. لذا يجب الحرص على مسح هذه الأسطح بانتظام بمنظّف لطيف، أو بمزيج من سائل الجلي المعتدل والماء الدافئ. عدم التنظيف من الأعلى إلى الأسفل عند تنظيف أيّة منطقة في منزلك، يُعَدّ التنظيف من الأعلى إلى الأسفل أمراً ضرورياً. لأن البدء بالتنظيف من الأسفل يُسبب تراكم الأوساخ والغبار من المستويات الأعلى على الأسطح التي تم تنظيفها مسبقاً؛ لذا يستوجب الحرص دائماً على تنظيف الأرفف العلوية والخزائن والطاولات أولاً، وذلك لتجنُّب مضاعفة العمل. إهمال مصرف الحوض لا يصحّ نسيان تنظيف مصرف الحوض عند التنظيف العميق لمطبخك؛ تتراكم جزيئات الطعام والشحوم في المصارف، مما يؤدي إلى روائح كريهة وانسدادات. لذا فمن الضروري للغاية، الحرص على تنظيف الحوض والمصرف أسبوعياً باستخدام مزيج من صودا الخبز والخل الأبيض لمنع الانسدادات. استخدام كمية زائدة من المنظف احرصي على عدم الإفراط في استخدام المنظّف على أسطح المطبخ، وذلك لأن الكمية الزائدة من المنظّف تترك بقايا لزجة تجذب الأوساخ. لذا فمن الضروري استخدام- دائماً- الكمية الموصى بها من المنظف، وتأكدي من عدم وجود أيّة بقايا على الأسطح بعد التنظيف. تخطي فلتر غطاء الموقد عند تنظيف شفاط المطبخ، خصصي وقتاً لتنظيف فلتره، وذلك لأن إهمال فلتر شفاط المطبخ يؤدي إلى انخفاض الكفاءة وزيادة خطر الحريق، ولأن الفلتر يحتجز الدهون والأبخرة يومياً، اغسليه مرة شهرياً بالماء الساخن والصابون كإجراء وقائي. استخدام مواد كيميائية قاسية على أسطح العمل عند تنظيف أسطح العمل بمطبخك، اختاري منظفات طبيعية مصممة خصيصاً لنوع المادة التي صُنعت منها. غالبًا ما تُلحق المنظفات الكيميائية القوية الضرر بالأسطح، وتترك بقايا غير آمنة لأماكن تحضير الطعام. تجاهُل الثلاجة تتسخ الثلاجة بسرعة بسبب الانسكابات والرطوبة والأطعمة منتهية الصلاحية والتخزين غير السليم. لذا، تأكّدي من إدراجها في برنامج التنظيف العميق لمطبخك. نظّفي ثلاجتك بانتظام عن طريق سحب أدراج المنتجات ومسح أسفلها بوساطة فوطة مصنوعة من الألياف الدقيقة، مبللة بمزيج مكون من جزئين من الماء وجزء واحد من الخل. كما أنه لا يصح نسيان تنظيف ملفات المكثف الموجودة على الشبكة السفلية بوساطة المكنسة الكهربائية لـ إزالة الغبار والأوساخ. استخدام فوطة قماش واحدة لكلّ مهمة تنظيف قد يؤدي استخدام فوطة قماش واحدة لكلّ مهمة تنظيف، إلى انتشار الجراثيم والأوساخ من منطقة إلى أخرى. لذا يجب تخصيص فوط قماش مخصصة لكلّ مهمة؛ فعلى سبيل المثال: فوطة للتلميع، وأخرى للطاولات، وذلك بهدف منع التلوُّث المتبادَل. كما أنه يجب غسل القطع القماشية جيداً بعد كلّ استخدام، فذلك يحافظ على فعاليتها ونظافتها. التلميع من دون تنظيف تلميع السطح من دون تنظيفه أولاً، يؤدي إلى انتشار الأوساخ والشحوم حوله؛ تاركاً آثاراً وتراكمات. لذا يجب غسل السطح بالماء والصابون لإزالة البقايا المتراكمة، ثم وضع الملمِّع. تجاهُل ألواح القاعدة تجمّع ألواح القاعدة في مطبخك الغبار والفتات والشحوم، ولكن غالباً ما تُهمل أثناء التنظيف. لذا يجب استخدام المكنسة الكهربائية لإزالة الأوساخ، ثم امسحيها بوساطة فوطة من الألياف الدقيقة، مبللة، للتخلُّص من الأوساخ العنيدة. لذا يجب تنظيف هذه المنطقة، التي غالباً ما يتم تجاهلها، وذلك يجعل مطبخك يبدو أنظف بشكل عام، ويساعد في الحفاظ على مظهر أكثر أناقة. تجنُّب الأسطح التي تُلمس بكثرة


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
الوصفات الطبيعية بين الحقيقة والخرافة... رحلة شاملة في عالم الجمال
تتساءلين في لحظة صدق: هل أنا فعلاً أعتني بنفسي كما يجب؟ أم أنني مجرد وريثة لعادات جمالية ربما لم تخضع يوماً لأي اختبار علمي؟ لا تخجلي من طرح هذا السؤال على نفسك، بل اعتبريه بداية نضج حقيقي في رحلتك مع الجمال والعناية، نحن النساء نرث الجمال من أمهاتنا ليس فقط في الملامح، بل أيضاً في الطقوس: خلطات، وصفات، أسرار تنقل همساً، وكأنها رموز مقدسة لا يجوز التشكيك بها، لكن في زمن أصبحت فيه المعلومة متاحة، والبحث العلمي مرجعاً، لم يعد من الحكمة أن نثق ثقة عمياء في كل ما يقال لنا باسم "الطبيعة" أو "التراث". هذا الموضوع ليس دعوة للتمرد على تاريخنا الجمالي، ولا هو إنكار لفاعلية بعض الموروثات، بل هو محاولة هادئة، ناضجة، وصادقة لفهم الوصفات الشعبية بعين الباحثة، لا بعين المتلقية. سنخوض معاً رحلة طويلة نتتبع فيها أثر أشهر الوصفات الشعبية بين الجدات ، نختبرها في ضوء العلم، ونفهم لماذا نجحت بعضها، ولماذا تسبب البعض الآخر في كوارث جلدية لم يفصح عنها أحد. سنكشف الخرافات التي تنتحل صفة "الخلطات السحرية"، ونؤكد على ما أثبته الطب والبحوث من وصفات شعبية بين الفعالية والخرافة، لأنك لا تستحقين أقل من الحقيقة، ولا يليق بك أن تكوني ساحة تجارب في زمن المعرفة. لماذا نلجأ إلى الوصفات الشعبية رغم تعدد المنتجات الحديثة؟ الرغبة في العودة للطبيعة: مع كثرة المنتجات الكيمائية، يشعر الكثير منا بالراحة حين نستخدم شيئاً مألوفاً من الطبيعة، كالعسل أو الحليب أو الأعشاب. عامل الثقة العاطفية: الوصفات الطبيعية غالباً ما ترتبط بصورة "المرأة الجميلة في ذاكرة الطفولة"، كأمك أو جدتك، مما يخلق في داخلنا ثقة مبنية على الحنين لا على الحقائق. سهولة الحصول على المكونات: معظم الخلطات لا تتطلب الذهاب إلى الصيدلية أو المتجر المتخصص، بل إن معظمها من مكونات موجودة في مطبخك. الميزانية المحدودة: كثير من النساء، خاصة في فترات الدراسة أو بداية الزواج، لا يمتلكن رفاهية اقتناء منتجات العناية بالبشرة الفاخرة، فيلجأن للوصفات المنزلية كبديل اقتصادي. الوصفات التي ثبتت فاعليتها... إرث من ذهب الحناء للشعر مفعولها: تلوين طبيعي، تقوية الشعر، تقليل القشرة. الحقيقة العلمية: تحتوي الحناء على مواد مضادة للبكتيريا، وتعرف بقدرتها على تقوية جذور الشعر وتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس. تحذير: الحناء التجارية أحياناً تكون مخلوطة بمواد كيميائية، اختاري دائماً الحناء العضوية النقية. العسل للبشرة والجروح مفعوله: ترطيب، تطهير، التئام الجروح، محاربة البكتيريا. الحقيقة العلمية: العسل المستخدم طبياً (مثل "عسل المانوكا") يستخدم في المستشفيات لعلاج الجروح البسيطة، ويدخل في مكونات كريمات عالمية مرموقة. زيت الزيتون للشعر والبشرة مفعوله: يغذي زيت الزيتون الشعر ويمنحه لمعاناً، كما يرطب البشرة ويقي من الجفاف. الدليل العلمي: غني بالفيتامينات A وE، مضاد للأكسدة، ويعتمد عليه في العناية بالبشرة الجافة والمتحسسة. الزبادي لتقشير البشرة مفعوله: ينعم البشرة، ويستخدم في خلطات التفتيح الطبيعية. الحقيقة العلمية: يحتوي على حمض اللاكتيك الذي يعمل كمقشر لطيف ويحسن مظهر البشرة. يمكنك التعرف أيضاً إلى الوصفات التي تعد خرافات رغم شهرتها الليمون لتفتيح البشرة الخرافة: أنه يفتح البشرة خلال أيام. الواقع: الليمون حمضي جداً، يسبب التهابات وتصبغات، خصوصاً عند التعرض لأشعة الشمس بعد استخدامه. معجون الأسنان للحبوب الخرافة: يجفف البثور بسرعة. الواقع: يحتوي على مواد مثل الفلور والنعناع والكحول، والتي قد تحرق الجلد وتتسبب بتلف دائم. الكركم + النشا + الليمون لتبييض الوجه الفوري الخرافة: نتائج "مذهلة" من أول استخدام. الواقع: قد تؤدي إلى تحسس والتهابات، خاصة للبشرة الحساسة، كما أن التفاعل بين هذه المواد لا يناسب كل أنواع البشرة. الفازلين لتطويل الرموش الخرافة: يحفز نمو الرموش. الواقع: لا يحتوي على أي محفز لنمو الشعر، وهو فقط مرطب، وقد يسبب انسداد المسام حول العين. كيف تكتشفين الفرق بين الفعّال والوهمي؟ الخطوة الأولى: لا تجربي شيئاً لأن صديقتك جربته وقالت إنه ممتاز. الخطوة الثانية: ابحثي إن كان هناك دراسة علمية أو طبيب متخصص يوصي به. الخطوة الثالثة: اختبري الخلطة على جزء صغير من الجسم وانتظري 24 ساعة. الخطوة الرابعة: احذري أي خلطة تعدك بنتيجة فورية. الخطوة الخامسة: لا تخلطي أكثر من 3 مكونات في وصفة واحدة إن لم تكوني واثقة. كيف نتصالح مع تراثنا الجمالي بعقلانية؟ نبقي الجميل ونترك المؤذي: لا حاجة لأن نعادي الطبيعة أو نقدسها، الاعتدال والبحث هما طريقنا الأفضل. نعيد إنتاج التراث علمياً: نأخذ الخلطة ونعرضها على الطب الحديث، ونعيد تطويرها لتناسب بشرتنا اليوم، في بيئة مختلفة وتغذية مختلفة وعوامل يومية مختلفة تماماً عن حياة الجدات. نشجع مشاركة التجارب الحقيقية وليس فقط الصور المعدلة على السوشيال ميديا.


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
الضجيج والإغراق المعلوماتي
تتوالى العناوين وتتكرر المشاهد، فيما تتلاشى القدرة على التعاطف والفهم العميق. الأخبار تُغدَق علينا طواعية عبر شاشاتنا، حتى أصبح القلق خلفية ثابتة لبعض تجاربنا اليومية. والأدهى من ذلك، إعادة تدوير هذه المحتويات عبر المنصات الرقمية ومجموعات التواصل، حيث تُستعاد المواقف المؤلمة بصيغ مختلفة، فتُستهلك أكثر مما تُفهم، وتُبثّ أكثر مما تُهضَم، وهكذا تُستنزف النفوس، وتُرهق المشاعر، ويبهت الحسّ. في خضم هذا السيل اللامتناهي من الأخبار والصور والمقاطع المقلقة، يشعر البعض أحياناً بالغرق في هذا الفيض. أظهرت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة بلس وان البحثية أن التعرض المفرط للمحتوى السلبي يرفع مستويات القلق والاكتئاب ويزيد من التوتر المزمن. وفي تقرير أصدرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 2023، أشار 70 % من المشاركين إلى شعورهم بالإرهاق من كثرة الأخبار السلبية، بينما أكد 56 % تأثر صحتهم النفسية سلباً نتيجة لذلك. لكن التأثير لا يقتصر على الانزعاج المؤقت، فقد كشفت دراسة من جامعة مونتريال عام 2021 أن التعرض المتكرر لمحتوى صادم يرفع مستوى هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى ضعف النوم، وتسارع دقات القلب، وضعف المناعة. ربما يفسر هذا تفشي الأرق والإرهاق المزمن وتقلب المزاج في بيئات مُثقلة بالضجيج المعلوماتي. ولعل الكثيرين قد اختبروا ذلك بأنفسهم، إذ بعد تصفح مطول في نهاية اليوم، والتنقل بين أخبار النزاعات والكوارث والجرائم، يتسلل شعور بالضيق رغم عدم حدوث شيء "شخصياً" سلبي. وعلى الصعيد المجتمعي، خلُصت دراسة من جامعة كامبريدج عام 2021 إلى أن التعرض المزمن للمحتوى الحزين يقلل من قدرة الإنسان على التعاطف ويولد نوعًا من التبلد الشعوري. كما أوضحت مجلة علم الاتصال في بحث منشور عام 2019 أن التكرار المفرط لأخبار العنف والفساد يضعف الثقة الاجتماعية ويعزز مشاعر العزلة واللامبالاة. أما دراسة جامعة كولومبيا البريطانية عام 2020 فأشارت إلى أن التعرض المستمر للمحتوى السلبي يجعل الأفراد أكثر تردداً وأقل رغبة في خوض تجارب جديدة. إنها حالة من الشلل الوجداني، لأن صورته أصبحت مألوفة حدّ الخدر. وكما يُقال: "الخوف لا يمنع الموت، لكنه يمنع الحياة." تتسابق المجتمعات على مشاركة الألم أكثر من مشاركتها للفهم والبهجة، فتتضاعف الحاجة إلى مسؤولية معرفية ونفسية وضرورة لراحة البال. المعلومة حين تُسكب على عقل لم يُحصّن قد تتحول إلى عبء يثقل النفوس. قد تمر فكرة واحدة ثاقبة، أو كلمة بسيطة لا تلفت الانتباه، لكنها توقظ في عقل حاضر بذور تغيير عميق. فالأثر لا يُقاس بالكم، بل بالعمق، ومن لم ينتقِ ما يعرض عليه وعيه، لا يملك السيطرة على ما يفرزه وجدانه. وكما قال الجاحظ قبل قرون: "من لم يزن ما يسمع بما يعقل، فليس بعاقل." في إحدى الورش المدرسية، طُلب من الطلاب رسم ما يتخيلونه حين يسمعون كلمة "العالم". فاجأت الإجابات المعلم؛ معظم الرسومات كانت لحرائق ودمار وبكاء وسفن تغرق. وعندما سُئل أحدهم لماذا، أجاب ببساطة: "هكذا يبدو لي العالم من التلفاز." هذا الطفل لا يعيش في منطقة حرب أو بيئة مضطربة، لكنه يعيش في عصر قد تصبح فيه الصورة أقوى من الواقع. مع كل ذلك، ليس المطلوب الانغلاق أو دفن الرأس في الرمال. فبعض المحتويات الصادمة قد تحفّز الفعل الإيجابي وتوقظ ضميراً خامداً أو إحساساً بالمسؤولية، لكن الفرق شاسع بين الوعي بالحدث والغرق في صداه. علاقتنا بالمعلومة تحتاج إلى تهذيب، وتوازن، وانتقاء، وفهم. قد يكون من الأنسب تخصيص أوقات محددة لمتابعة الأخبار بدلاً من الاستهلاك المستمر والعشوائي، والابتعاد المؤقت عن الشاشات والمحتوى الإخباري بين الحين والآخر بما يُعرف بـ"الصيام الرقمي"، وتنويع مصادر المعلومات لضمان رؤية متوازنة وحيادية، والتمييز بين المحتوى المفيد والمرهق، وفلترة ما يُعاد نشره، وتعزيز المحتوى الإيجابي في بيئات الأسرة والعمل، خاصة لكبار السن أو من يعانون من قلق مزمن، وتعليم الأطفال والمراهقين كيفية التفريق بين ما يجب الاطلاع عليه وما يمكن تجاوزه دون ضرر أو تأنيب. الضجيج المعلوماتي لن يتوقف، لكن وعينا بكيفية التعامل معه يصنع الفرق. فالحياة، بكل ما فيها من تحديات، تستحق أن تُعاش بصفاء لا بقلق، وبفعل لا بشلل. وما يُعرض علينا لا يجب أن يسكننا، وما نراه لا ينبغي أن يبتلعنا. من يفرط في استقبال كل شيء قد يفقد القدرة على الشعور بأي شيء، ومن لا يملك انسحابه، لا يملك حضوره.