
ترامب يضغط لتسريح جماعي لموظفي "صوت أميركا"
الرئيس دونالد ترامب
، أول من أمس الجمعة، بتسريح جماعي لموظفي إذاعة صوت أميركا وغيرها من وسائل الإعلام الممولة حكومياً، لتمضي قدماً في إغلاق هذه المؤسسات الإعلامية العريقة رغم الأصوات التي تحذر من استفادة "أعداء" الولايات المتحدة.
بلغ عدد من أعلنت إدارة ترامب عن تسريحهم، الجمعة الماضي، 639 موظفاً من إذاعة صوت أميركا ومؤسستها الأم وكالة الإعلام الأميركي العالمي (USAGM)، ضمن ما بات يُعرف بـ"مجزرة المؤسسات الإعلامية العامة". بهذا الإجراء، يتبقى في "صوت أميركا" نحو 250 موظفاً فقط، بعدما كانت تضم أكثر من 1600 موظف مطلع العام، ما يعني أن الإدارة الحالية أقدمت عملياً على تفكيك شبه كامل لمؤسسة إعلامية لعبت منذ تأسيسها عام 1942 دوراً محورياً في نشر "الرواية الأميركية" في الخارج، خاصة في الدول التي تهيمن عليها أنظمة إعلام حكومية.
وقالت كاري ليك، التي تتولى منصباً رفيعاً في الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، إن إخطارات التسريح "جهد طال انتظاره لتفكيك بيروقراطية متضخمة وغير خاضعة للمساءلة". وأضافت ليك، في بيان، أنها ستعمل مع وزارة الخارجية والكونغرس "لضمان رواية قصة أميركا بطريقة حديثة وفعالة ومتوافقة مع السياسة الخارجية الأميركية". وزعمت، في البيان نفسه، أن "صوت أميركا" تحوّلت خلال العقود الأخيرة إلى "بوق لليسار الأميركي"، في إشارة مباشرة إلى الانتقادات التي كانت تُوجَّه للإذاعة من أطراف محافظة داخل الولايات المتحدة.
في المقابل، رفع الموظفون دعوى قضائية للطعن في إجراءات ليك، التي تأتي رغم أن الكونغرس خصص تمويلاً للإذاعة. وقال الموظفون في الدعوى إن "موسكو وبكين وطهران والجماعات المتطرفة تغرق الفضاء الإعلامي بدعاية معادية لأميركا. لا تتنازلوا عن هذا الحق بإسكات صوت أميركا". كما عبّر صحافيون مخضرمون عن صدمتهم من "السرعة والحدة" التي نُفذ بها الإجراء. وقالت المراسلة السابقة لإذاعة صوت أميركا في البيت الأبيض، باتسي ويداكوسوارا، عبر حسابها على منصة إكس: "83 عاماً من الصحافة المهنية تمحى بقرار إداري جائر. ما يحدث ليس إصلاحاً، بل انتقام أيديولوجي".
تأسست إذاعة صوت أميركا خلال الحرب العالمية الثانية، وتبث في جميع أنحاء العالم بما يقرب من 50 لغة، وعلى الخصوص في الأنظمة الاستبدادية والبلدان التي تفتقر إلى حرية الإعلام. ورحبت موسكو وبكين بقرار إغلاق وسائل الإعلام المدعومة من الولايات المتحدة، والتي كان ينظر إليها على مدى عقود باعتبارها ركائزَ نفوذ للقوة الناعمة الأميركية، إذ كانت الإذاعة وحدها تصل إلى 360 مليون شخص أسبوعياً.
كان ترامب قد وقع مرسوماً تنفيذياً علق فيه معظم عمليات "صوت أميركا" في مارس/آذار الماضي، متهماً إياها بأنها تروج لـ"دعاية يسارية" و"لا تمثّل صوت أميركا الحقيقي"، وهي الاتهامات نفسها التي استخدمها سابقاً في حملته الانتخابية. وسارع فريقه إلى إحالة عدد من مديري الإذاعة إلى إجازة إدارية، تمهيداً لإعادة هيكلة المؤسسة، وهو ما مهّد لإجراء 20 يونيو/حزيران الحالي. شملت عملية التسريح، وفق تقارير متطابقة، أقساماً حيوية مثل خدمة البث بالفارسية التي أعيد بعض أفرادها مؤقتاً للعمل قبل نحو أسبوع حين شنت إسرائيل عدوانها على إيران.
ويهاجم ترامب وسائل الإعلام باستمرار، وقد سخر من الاستقلالية التي تتمتع بها إذاعة صوت أميركا وتمنع الحكومة من التدخل في تغطيتها. ونجت إذاعة مارتي التي تبث إلى كوبا من حملة التطهير الشاملة، لكن إذاعة آسيا الحرة التي تمولها الحكومة الأميركية تعمل الآن بقدرة محدودة وإذاعة أوروبا حرة مستمرة بفضل دعم الحكومة التشيكية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
خبراء: تصريحات ترامب عن سدّ النهضة محاولة للضغط على مصر في ملف تهجير الفلسطينيين
القاهرة ـ «القدس العربي»: قلل خبراء مصريون من أهمية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل لحل في أزمة سد النهضة الإثيوبي، ورجحوا أن تكون محاولة للضغط على مصر في ملف تهجير أهالي غزة الذي تعتبره القاهرة «خطا أحمر». «سنتوصل إلى حل» وكان ترامب، قال خلال لقائه الإثنين مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته في المكتب البيضاوي، إن بلاده تحاول التوصل لحل أزمة سد النهضة ونهر النيل بين مصر وإثيوبيا، مضيفا: «اعتقد أننا سنتوصل لحل بشأن مسألة سد النهضة ونهر النيل». وتابع: «السد يعيق تدفّق مياه النيل إلى مصر» مشيرًا إلى رغبته في «حل الأزمة بسرعة». وتابع في سياق حديثه عن عدد من المناطق الساخنة حول العالم التي يسعى إلى احتواء أزماتها، حسب تعبيره: «نحن وإثيوبيا أصدقاء لكنهم بنوا سدا منع وصول المياه إلى نهر النيل» مشيرًا إلى أن النيل منبع حياة ومورد دخل مهم للغاية بقوله «إنه حياة مصر». وأضاف: «أعتقد أن الولايات المتحدة موّلت السد، لا أعلم لماذا لم تُحل المشكلة قبل البناء. لكن من الجيد أن يكون النيل مليئًا بالمياه». وبعد ساعات من هذه التصريحات، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بما ورد على لسان ترامب، معربًا عن تقديره لما وصفها بـ «جدية الإدارة الأمريكية تحت قيادته في حل النزاعات» ومؤكدًا أن «مصر تثق في قدرة ترامب على إنهاء هذا الملف». وقال في تدوينة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: «نُثمّن حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة». وأضاف أن مصر تدعم رؤية ترامب في إرساء السلام والاستقرار في مناطق النزاع، سواء في أفريقيا أو أوكرانيا أو الأراضي الفلسطينية. وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، إن مصر تُعد دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، وتواجه تحديات معقدة تحيط بها من كافة الجهات، سواء في البحر الأحمر أو ليبيا أو السودان أو إثيوبيا، مشيرًا إلى أن هناك محاولات دائمة لإلهاء مصر وإضعاف دورها الإقليمي. ولفت خلال تصريحات تلفزيونية الى برنامج «يحدث في مصر» المذاع عبر قناة «أم بي سي مصر» إلى أن قضية مياه النيل تمثل إحدى أبرز الأزمات التي تُستخدم للضغط على الدولة المصرية، مشددا على أن المخطط الأمريكي حول سدود إثيوبيا بدأ منذ عام 1964، كجزء من مشروع أكبر يستهدف التأثير على الأمن المائي المصري، في ظل تحركات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نحو دعم الوحدة العربية. وأكد أن مشكلة سد النهضة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تخطيط أمريكي وتنفيذ إثيوبي، مبينا أن مصر كانت قد وقعت إعلان مبادئ مع السودان وإثيوبيا، وهو ينص على ضرورة الاتفاق حول قواعد الملء والتشغيل بناء على دراسة استشارية دولية. كذلك، علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، على تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدا أن ترامب يغازل نوبل عن طريق سد النهضة. قالوا إنه يغازل جائرة نوبل ويسعى للظهور أمام العالم كصانع معجزات وأضاف: للمرة الثانية منذ أن تولى الفترة الثانية يذكر الرئيس الأمريكي ترامب أزمة سد النهضة خلال 3 أسابيع، فقد كتب في تغريدة له في 21 يونيو/ حزيران الماضي مستنكرا أنه لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لحفظ السلام بين مصر وإثيوبيا (السد الضخم الذي بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل» ثم يصرح ويقول «لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقة لنا، لكنها قامت ببناء سد منع تدفق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل». تمويل السد وزاد: كما ذكر من قبل أن الولايات المتحدة هي من موّلت السد، قائلا: «لا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد، لكن من الجميل أن تكون هناك مياه في نهر النيل، فهو مصدر هام للغاية للدخل والحياة، إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر» وأضاف قائلا «أن بلاده سوف تحل هذه المشكلة بسرعة كبيرة، نحن نبرم صفقات جيدة» وتابع: ترامب كان راعيا للمفاوضات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ـ فبراير/ شباط 2020، ولكنها فشلت في الوصول إلى اتفاق بعد تغيب إثيوبيا يوم التوقيع، ولكن وقعت مصر بالأحرف الأولى، وغضب للموقف الإثيوبي ومنع جزءا من المساعدات أيامها قبل أن يعيدها الرئيس بايدن فيما بعد، وظروف كورونا وانشغاله بالانتخابات لم تجعله يتابع ملف سد النهضة في ذلك الوقت. وشدد على أن ترامب يبين أنه يمنع التصعيد بين مصر وإثيوبيا، ونتيجة لذلك حدث الهدوء الحالي، رغم أنه لم يحدث صراع حاد بيننا، وذكر أن أمريكا مولت السد بغباء، رغم أنه لم يُعرف من قبل أن هناك تمويلا أمريكيا مباشرا للسد بل مساعدات أمريكية في مجالات مختلفة وصلت إلى مليار دولار سنويا، يمكن للإدارة الإثيوبية توجيهها للسد، وكان يحدث ذلك في فترته الأولى (2017 ـ 2021) وأعتقد أن المقصود بالتمويل بغباء، أن يوجه اللوم للإدارة السابقة على اعتبار أنها هي التي فعلت ذلك، كما اتهمها بإنفاق الأموال الأمريكية في دعم أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، وأنه سوف يسترد هذه الأموال بعقد الصفقات الخليجية، واتفاق المعادن مع أوكرانيا. وواصل: يحاول ترامب مغازلة جائزة نوبل، حيث يصور أن أزمة سد النهضة وصلت إلى ذروتها، وأنه سوف يسعى لحلها سريعاً، ليضيفها كإنجاز. كما يذكر كثيرا أنه أوقف الحرب بين الهند وباكستان، وبين صربيا وكوسوفو، والكونغو ورواندا، وأنه أوقف الحرب مع إيران، وقد يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. مساومة وختم سراقب: سد النهضة ليس مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر حتى لا يعتبره البعض مساومة كبيرة لتحقيق مطلب ترفضه مصر بشدة خاص بتهجير أهل غزة الى سيناء. السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر ضررًا على مصر من سد النهضة لأنها هي التي كان يتم فيها الملء الأول لبحيرة سد النهضة بتخزين جزء وإمرار جزء آخر، ولولا السد العالي والتدابير المصرية لحدثت كارثة محققة، هذا العام أفضل من السنوات السابقة لأنه سوف يأتي إيرادنا السنوي كاملاإن شاء الله سواء اشتغلت التوربينات أو لم تشتغل. وتابع: يستطيع ترامب دعوة الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق في أقل من أسبوع، حيث إن الظروف حاليا أفضل مما سبق نتيجة انتهاء الملء الأول الذي كان نقطة خلاف اساسية في المفاوضات السابقة على عدد سنوات الملء، ويمكن أن نشجع هذا الاتجاه للوصول إلى اتفاق ينظم الملء المتكرر والتشغيل فيما بعد وإن أمكن تقليل السعة التخزينية التي تشكل خطرًا كبيرًا على أمن السودان ومصر، كما ان الوصول إلى اتفاق يضمن التشاور والتنسيق وعقد اتفاق في حالة أي مشروعات مائية مستقبلية. وعلق الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب بشأن أزمة سد النهضة، معتبرا أن لها عدة دوافع، أولها «بحث ترامب عن إنجاز». وقال خلال تصريحات تلفزيونية إن ترامب يريد أن يظهره أمام العالم كصانع معجزات خلال فترات قصيرة يعوض فيها إخفاقاته وتوهماته السابقة في ملفات دولية أخرى مثل الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، والشرق الأوسط. واعتبر أن تصريحات ترامب الإيجابية تجاه مصر والسودان في ملف السد تحتمل نظريتين، لافتا إلى» أن الأولى ترى أنه يدغدغ مشاعر السودانيين، ومصر تحديدا، في مقابل بعض الطلبات التي يلح عليها، مثل معسكرات التهجير التي يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأفكار الشاذة الكثيرة حول إمكانية إيواء الفلسطينيين، التي ترفضها مصر بشكل قاطع وتعتبرها خطا أحمر». ورأى أن تصريحات ترامب تحمل على الأقل رسالة طمأنة لمصر، وتذكر بجهود إدارته السابقة التي كادت أن تتوج باتفاق في واشنطن لولا امتناع الوفد الإثيوبي عن الحضور في اللحظة الأخيرة، «وكان وراءه بعض الشخصيات من دول في المنطقة» على حد قوله. رسالة طمأنة واعتبر أن بيان الرئاسة المصرية الذي رحب بجهود ترامب، يمثل رسالة تشجيع لترامب، مشددا على أن ما يمكن البناء عليه هو الإعلان المشترك بين الجانبين عن استئناف المفاوضات، مضيفا: يجب أن نبني على ما تم الاتفاق عليه سابقا ولم ينفذه الطرف الإثيوبي، أما ما لم يتم الاتفاق عليه فلا يلزمنا. يذكر أن رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد، أعلن إنجاز العمل في مشروع سد النهضة على نهر النيل، لافتا إلى أن تدشين المشروع سيكون في سبتمبر/ أيلول المقبل، داعيا مصر والسودان وشعوب حوض النيل للمشاركة في احتفال تدشين السد، مؤكدا أن بناء سد النهضة لم يؤثر على تدفقات المياه إلى السد العالي في مصر. وأكد انفتاح بلاده على الحوار واستعدادها الكامل للدخول في مفاوضات مع مصر والسودان في أي وقت، بهدف تحقيق التنمية المشتركة وضمان مصالح جميع الأطراف. في الموازاة، قال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، إن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا تأتي على حساب حقوق دولتي المصب. واتهم إثيوبيا بمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع واعتماد 'المراوغة والتراجع بدلا من الانخراط في مفاوضات حقيقية'. وتتهم المعارضة المصرية نظام السيسي بالمسؤولية عن أزمة السد، بسبب توقيع اتفاق المبادئ وعدم اتخاذ مواقف حاسمة، والاكتفاء بالدخول في جولات مفاوضات راوغت فيها إثيوبيا لكسب الوقت. 4 مليارات دولار وأُطلق مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير في 2011 بميزانية بلغت4 مليارات دولار، ويعد أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا إذ يبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا. وتعتبر أديس أبابا أن السد ضروري لبرنامج إمدادها بالكهرباء لكنه لطالما شكّل مصدر توتر مع مصر والسودان المجاورتين، إذ يشعر البلدان بالقلق من تأثيره المحتمل على إمدادات المياه خاصة في سنوات الجفاف. وفشلت جولات المفاوضات على مدار سنوات بين الدول الثلاث، وتمسكت مصر والسودان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم يتعلق بتشغيل السد.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
ماذا بعد تحذير ترامب من سد النهضة؟
بعد تعثّر وتأخير 11 سنة عن موعده الذي كان مقرراً له في سنة 2014، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في 3 يوليو/تموز الجاري الانتهاء من بناء سد النهضة الكبير وتدشينه في سبتمبر/أيلول المقبل. هو السد الذي يقام على النيل الأزرق الذي يمد نهر النيل بـ85% من المياه والذي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتصف هذا الشهر إنه شريان الحياة لمصر وسلبه منها أمر لا يصدق، وأن السد خفض تدفق مياه النيل إلى مصر بشكل مقلق. ففي أكتوبر/تشرين الأول سنة 2019، كشف نائب رئيس مشروع السد، بيلاتشو كاسا، لوكالة رويترز أن السد الذي أعلن عنه أول مرة رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي في إبريل 2011 تأخر بناؤه خمس سنوات، بسبب عمليات فساد وأخطاء في التنفيذ ارتكبتها شركة ميتيك التابعة للجيش الإثيوبي. وقبله، أعلن مدير المشروع ، كيفلي هورو، أن السد سيكتمل بناؤه في سنة 2022، وهو ما تأخر ثلاث سنوات إضافية. خسائر تأخير التشغيل سد النهضة الذي تعثر ميلاده أكثر من عقد، وكاد يجهض بسبب تكرار العثرات والفشل والفساد، ولد مبتسراً ولم ينتج الكهرباء المأمولة منه بعد، وهو الذي كبد إثيوبيا مليارات الدولارات. فقد كشف أبي أحمد، عقب إعلان إثيوبيا عن الانتهاء من الملء الأول للسد، في 8 يونيو/حزيران سنة 2020، عن خسارة إثيوبيا 6 مليارات دولار إضافية، بمعدل مليار دولار سنوياً، بسبب التأخير في بناء السد لمدة ست سنوات غير النفقات الأساسية المعلنة، وهي خسائر ضخمة تزيد عن 17% من الناتج القومي لدولة فقيرة مثل إثيوبيا. في هذا التوقيت، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه أن السد كان سيولد كهرباء بقيمة 27 مليون دولار يومياً، أي 9.9 مليارات دولار في السنة، ويزيد إجمالي وصول الإثيوبيين إلى الكهرباء بنسبة 50%. وهي تقديرات مبالغ فيها، ولكنها خسائر على كل حال قلت أو كثرت. أخبار التحديثات الحية السيسي يرحب بتصريحات ترامب حول سد النهضة الإثيوبي وقد استمر البناء خمس سنوات أخرى بعد إعلان أحمد، ما يعني زيادة التكلفة خمسة مليارات أخرى. وفي الدول الرشيدة، توجب هذه الخسائر المساءلة والمحاكمة، وقد تفضي إلى عزل الحكومة. وفي يوليو سنة 2020، نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية على موقعها الرسمي تقريراً اقتصادياً يقدر تكلفة تأخير تشغيل السد لمدة خمس سنوات بمبلغ 41.7 مليار دولار. سد النهضة وأزمة الكهرباء في إثيوبيا وقالت الدراسة التي أجراها فريق من الإثيوبيين في الشتات والخبراء المحليين إنه على الرغم من ارتفاع الرقم فإنه جزئي فقط، ولم يتضمن تكلفة تأخير استخدام كهرباء السد في تشغيل مكينات الري ومشاريع الإنتاج الزراعي والصناعي، ولا الأضرار البيئية المرتبطة باستخدام الحطب للحصول على الطاقة، ولا تكاليف الفرصة البديلة لإيرادات السياحة ومصايد الأسماك المفقودة التي غالباً ما كانت ستولدها بحيرة السد الكبير. ولم يشمل التقدير المكاسب التي كان من المتوقع أن يحققها السودان ومصر من سد النهضة، وفق الدراسة طبعاً التي ربما تكون سخرية من النظام المصري الذي وقع اتفاق مارس 2015 وقال إنه يتفهم حق إثيوبيا في التنمية، متناسياً الخطر الوجودي للسد على مصر. وحملت الدراسة العجيبة تخلف إثيوبيا عن ركب التنمية العالمي، وفشل تراكم رأس المال المادي والبشري، ونقص الطاقة، واختلال السياسات العامة إلى التأخير في بناء السد. وأكدت أن ذلك التأخير مسؤول عن انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إثيوبيا إلى نصف نصيب الفرد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و19% من متوسط نصيب الفرد في مصر، و13% من المتوسط العالمي. ومن حيث الالتحاق بالمدارس الثانوية، تتخلف إثيوبيا بسبب الفشل في إنجاز السد أيضاً، عن دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 20%، وعن المتوسط العالمي بنسبة 54%، وعن مصر بنسبة 60%. وأوصت الدراسة الحكومة بمعالجة نقص الكهرباء بسرعة تشغيل سد النهضة، لتحفيز الفرص الاقتصادية الكامنة التي تُركت دون استغلال لأجيال، والتغلب على الفقر المزمن الذي لا يزال يُبتلى به سكانها الذين يزيد عددهم عن 110 ملايين نسمة. وعوّلت الدراسة في التغلب على أزمة الكهرباء في إثيوبيا على سد النهضة الكبير، واعتبرته نواة الأمل لإثيوبيا للتحول الاقتصادي، والمحور الذي تدور حوله استراتيجيتها الصناعية وبرامجها المتعلقة بتأمين المياه والطعام، والذي يضاعف إنتاج الكهرباء في إثيوبيا، كما تدعي حكومات إثيوبيا المتعاقبة منذ سنة 2011. تقارير عربية التحديثات الحية القاهرة لا تشارك بحفل سد النهضة... وتستأنف تحركاتها الدبلوماسية وتشير الدراسة العبثية في تقدير قيمة السد الاقتصادية، إلى أن تقديرات المرحلة الأولى من المشروع، الذي كان يفترض أن يبدأ التشغيل الكامل بحلول عام 2024، ستكسب الاقتصاد الإثيوبي قيمة حقيقية مضافة في حدود 7.5 مليارات دولار سنوياً، وهي أقل من تقديرات أبي أحمد الذي قدرها بـ9.9 مليارات. أخطاء التصميم وفساد التنفيذ لا بد لتأخير بناء السد كل هذه المدة من سبب يبرر الخسائر التي ارتبطت بهذا التأخير، ولا يمكن أن يكون نابعاً من حرص إثيوبيا على حصة مصر المائية، فقد أعلنت في البداية عن إنجاز السد في غضون ثلاث سنوات، وهو ما كان سيؤدي إلى تبوير نصف مساحة مصر الزراعية. والمؤكد أن التأخير يرجع في معظمه إلى أخطاء في التصميم وفساد في التنفيذ، باعتراف المسؤولين الإثيوبيين أنفسهم، وهو ما يضر بأمان السد وسلامة الإنشاءات إلى حد الانهيار، وبالتالي يهدد الحياة في السودان ومصر بالموت غرقاً. وقد اعترف أبي أحمد، في أول مؤتمر صحافي له بعد توليه السلطة في إبريل/نيسان سنة 2018 بقوله إن "هناك مشكلات تتعلق بالتصميم، لقد سلمنا مشروع سد معقد إلى أشخاص (شركة المعادن والهندسة التابعة للجيش الإثيوبي) لم يروا أي سد في حياتهم، وقامت الشركة بإدخال تعديلات في تصميمات السد وطاقة توليد الكهرباء، وفشلت في تركيب التوربينين الأولين اللذين كانا يخطط لهما بدء توليد الكهرباء في سنة 2018. واتهم أبي أحمد إدارة الشركة، التابعة لجيش بلاده، بأنها "غير ناضجة، وتفتقر إلى الخبرة، وتتمسك بثقافة عمل غير لائقة". ولم يكشف أحمد عن ماهية الأخطاء التي ارتكبتها الشركة في تصميمات السد وطبيعتها، ومدى خطورتها على الإخلال بالمواصفات والمعايير الدولية للسدود، ولا سيما أن أخطاء من هذا النوع تعرض سلامة السد الذي يحتجز 74 مليار متر مكعب من المياه للخطر، ويخل بمعامل الأمان ويعرضه للانهيار، ما يخلف فيضانات وسيولاً تغرق مدينة الخرطوم بموجة تسونامي يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ويعرض السد العالي في أسوان للانهيار، ثم تغرق المدن المصرية على ضفاف النيل الواحدة بعد الأخرى. ولكن مدير السد كشف عن أن شركة ميتيك انسحبت من المشروع في سنة 2018، وقال إنهم أزالوا بعض الهياكل الفولاذية في المنافذ السفلية، واستبدلوها بأخرى جديدة، وأعادوا إصلاح بعض الهياكل الفولاذية، وسلمت إثيوبيا عقوداً لتنفيذ أعمال شركة ميتيك إلى مجموعة من الشركات الأجنبية التي تشمل شركات ساليني إمبريجيلو الإيطالية، وجي إي هيدرو فرانس، وجيتشوبا جروب كورب الصينية، وفويث هيدرو شنغهاي، وسينوهايدرو كورب الصينية. وهو اعتراف صريح بوجود أخطاء في بناء السد قد تضر بسلامة الهيكل وأمان السد. لم يستغل النظام في مصر اعتراف الإثيوبيين بوجود أخطاء في تصميم السد وفساد في التنفيذ، ولم ينسحب من اتفاق مبادئ مارس/آذار سنة 2015 الذي أهدى إثيوبيا موافقة على ورقة بيضاء لبناء السد دون اكتراث لحصة مصر المائية ولا لأمان السد وسلامته من الانهيار، ولم يطلب تدخلاً دولياً لوقف البناء في السد، أو انتداب لجنة خبراء دولية محايدة للوقوف على كفاءة التصميمات، والتفتيش على سلامة الإنشاءات، ومراجعة حجم السد المبالغ فيه، وحماية الدولة المصرية من العطش والجوع والتهجير، أو الغرق والدمار الذي قد ينتج عن انزلاق السد وانهياره، بسبب أخطاء التصميم وفساد في الإنشاءات. وبعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتكررة حول السد وآثاره المدمرة على مصر، هل يمكن للنظام في مصر أن يستغل دعم الرئيس الأميركي ويصحح أخطاءه، ويفتح الخيارات لحماية حق مصر في مياه النيل.

العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
ذا أتلانتيك: ترامب يحرق 500 طن أغذية بـ 800 ألف دولار ويحرم منها الجياع
كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية، في 14 يوليو/تموز الجاري، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ، وبعد خمسة أشهر من البدء في تفكيك غير مسبوق لبرامج المساعدات الخارجية، أصدرت أوامرها بإتلاف 500 طن من الأغذية المخصصة للمساعدات الطارئة عبر إحراقها، بدلاً من إرسالها إلى المحتاجين حول العالم. وأكدت أن هذه الأغذية، وهي عبارة عن بسكويت عالي الطاقة مخصص للأطفال الصغار و ضحايا الحروب والكوارث، التي سيتم حرقها تقدر بـ 800 ألف دولار، ويتم حرقها بتكلفة 130 ألف دولار أخرى يدفعها دافعو الضرائب الأميركيون وفقاً لما ذكره للمجلة موظفو الإغاثة الفيدراليون الحاليون والسابقون. وتزامن هذا مع كشف صحيفة "الغارديان" البريطانية في 15 يوليو/تموز الجاري، أن الجمهوريين من إدارة ترامب يسابقون الزمن لإلغاء 9.4 مليارات دولار في الكونغرس مخصصة للمساعدات الخارجية، قبل الموعد النهائي الذي حدده القانون لصرفها يوم الجمعة 18 يوليو الجاري. وأكدت أن تحرك الجمهوريين في مجلس الشيوخ بهدف إقرار تشريع يخفض 9.4 مليارات دولار من الأموال التي وافق عليها الكونغرس في وقت سابق لبرامج المساعدات الخارجية، بوصفها جزءاً من حملة دونالد ترامب لخفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير. وأنه ما لم يتم إقرار مشروع القانون، المعروف باسم "حزمة الإلغاءات"، في الكونغرس، ستُجبر إدارة ترامب على إنفاق الأموال على المساعدات وهو ما لا تريده. اقتصاد عربي التحديثات الحية حملة لوقف خطر المجاعة في السودان: قصص مروعة وسط ضعف التمويل تكفي لإطعام 1.5 مليون طفل وبحسب تقرير، مجلة "ذا أتلانتيك" خصصت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مع نهاية ولايتها، حوالي 800 ألف دولار للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (التي عطل ترامب عملها) لشراء أنواع من البسكويت عالي الطاقة لتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة، الذين يعانون الجوع، والذي يستخدم أيضاً في حالات فقدان الناس منازلهم في كارثة طبيعية أو فرارهم من الحروب، وقد خزن البسكويت في مستودع بدبي، وكان من المقرر توزيعه على الأطفال هذا العام. ولكن بعد خمسة أشهر من تفكيك إدارة ترامب برامج المساعدات الخارجية، ووقف عمل الوكالة بصورة كبيرة، ومع اقتراب انتهاء صلاحية ما يقرب من 500 طن من أغذية الطوارئ، وهي كمية تكفي لإطعام حوالي 1.5 مليون طفل لمدة أسبوع، أصدرت إدارة ترامب أمراً بحرق الطعام بدلاً من إرساله إلى المحتاجين في الخارج. مجلة "ذا أتلانتيك" نقلت عن موظفين حكوميين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على الحصص، أن الطعام المخصص للأطفال في أفغانستان وباكستان سيتحول إلى رماد في أفران الحرق بدلاً من أفواه الجياع، وستباد المساعدات الأميركية بدلاً من إنقاذ الأرواح بقرار من ترامب. وبحسب المجلة تم حجز هذه الكميات المهولة في المخازن ومنع التصرف فيها حتى انتهت صلاحيتها يوم 16 يوليو/تموز الجاري، ثم تقرر حرقها، مع أنه كان من الممكن توزيعها على مليون ونصف مليون إنسان وتكفيهم لمدة أسبوع كامل، في أماكن تعصف بها المجاعة والحصار، مثل غزة. وقال خبراء اقتصاد إن القرار الأميركي بإحراق الطعام بدلاً من توزيعه لا يأتي فقط بوصفه خطوة بيروقراطية باردة، بل يعبر عن تحول خطير في فلسفة السياسة الأميركية الخاصة بالانكفاء نحو الداخل واتباع خطوات احتكارية حتى لو احترق العالم من حولها جوعاً. وأضافوا: "تموت أسر كاملة من الجياع في مخيمات النزوح، خاصة في غزة وغيرها من دول العالم، وترسم عظام الأطفال على بطونهم الخاوية، بينما يلقى بالطعام في الأفران، لا لأنه فاسد، بل لأن السياسة الاقتصادية الفاسدة التي اتبعتها إدارة ترامب قررت أنه لم يعد هناك من لا يستحق الحياة. اقتصاد الناس التحديثات الحية غزة نحو مجاعة مريرة... السلع تنفد وعائلات تنبش النفايات قصة المأساة بدأت المأساة، عندما أصدرت إدارة ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، أمراً تنفيذياً أوقفت بموجبه تقريباً جميع المساعدات الخارجية الأميركية، وحينها وجه الموظفون الفيدراليون طلبات متكررة إلى القادة السياسيين الجدد للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لشحن البسكويت طالما كان مفيداً، وفقاً لموظفي الوكالة. حيث اشترت الوكالة البسكويت بقصد أن يوزعه "برنامج الأغذية العالمي"، وفي ظل الظروف السابقة، كان مقرراً أن يسلم الموظفون البسكويت إلى الوكالة التابعة للأمم المتحدة لتوزيعه، ولكن منذ أن قامت إدارة كفاءة الحكومة التابعة لإيلون ماسك بحل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وضمها إلى وزارة الخارجية، توقفت جميع عملياتها وتم تسريح الموظفين إلا قليلاً. حيث صدرت قرارات بمنع نقل أي أموال أو مساعدات من دون موافقة الرؤساء الجدد للمساعدات الخارجية الأميركية، وتم وقف توزيع هذه المساعدات ومنها أغذية البسكويت وتخزينها حتى تلفت، بحسب الموظفين الحاليين والسابقين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقد زعم وزير الخارجية ماركو روبيو أمام لجنة المخصصات بمجلس النواب في مايو/أيار الماضي، أنه سيضمن وصول المساعدات الغذائية إلى متلقيها المقصودين قبل إفسادها، ولكن عاد ليأمر بحرق البسكويت والمساعدات الغذائية. ورغم وعود الإدارة المتكررة بمواصلة المساعدات الغذائية، وشهادة روبيو بأنه لن يسمح بهدر الطعام الموجود، لكن المزيد من الطعام ستنتهي صلاحيته قريباً. فهناك مئات الآلاف من صناديق معاجين الطعام الطارئة، التي تم شراؤها بالفعل، تتراكم عليها الغبار حاليًّا في المستودعات الأميركية، ووفقًا لقوائم جرد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشهر يناير، كان أكثر من 60 ألف طن متري من الطعام - معظمه مزروع في أميركا، وجميعه مشترى من الحكومة الأميركية - محفوظاً في مستودعات حول العالم. وشمل ذلك 36 ألف رطل من البازلاء والزيت والحبوب، التي كانت مخزنة في جيبوتي ومخصصة للتوزيع في السودان ودول أخرى في القرن الأفريقي وفق مسؤولة كبيرة سابقة في مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية. اقتصاد الناس التحديثات الحية المضاربات تُشعل أسعار أساسيات الحياة في غزة... ثمن باهظ للطحين وفي 11 إبريل/نيسان الماضي، كشفت الإذاعة الأميركية الرسمية NPR، أن الحكومة الأميركية ألغت جميع المساعدات الإنسانية لأفغانستان واليمن، وبررت وزارة الخارجية ذلك بأن "توفير الغذاء ينطوي على مخاطر تفيد الإرهابيين"، مع أنها تذهب لأطفال في معسكرات جائعين أو متضررين من الحروب. وقالت إنه كان من الممكن توزيع هذه المساعدات لبلدان أخرى يتضور أطفالها جوعاً بسبب الحرب مثل غزة والسودان حيث تغذي الحرب أسوأ مجاعة في العالم، لكن ظل البسكويت في مستودع دبي يقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها، وسيتم حرقه لأنه حتى دبي تمنع سياستها إعادة استخدام البسكويت المنتهي الصلاحية علفاً للحيوانات. وفي السنة المالية 2023، اشترت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أكثر من مليون طن متري من الغذاء من المنتجين الأميركيين، لكن وقف إدارة ترامب المساعدات الخارجية الأميركية جعل هذه الأغذية تتحول إلى رماد بدل من نقلها إلى الجياع. ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن 58 مليون شخص على مستوى العالم معرضون لخطر الجوع الشديد أو المجاعة لأنه يفتقر هذا العام إلى المال لإطعامهم. وفي 25 يونيو/حزيران الماضي، قال الرئيسان التنفيذيان للشركتين الأميركيتين اللتين تصنعان نوعاً آخر من أغذية الطوارئ للأطفال الذين يعانون سوء التغذية لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الحكومة لا تنوي شحن الأغذية التي اشترتها بالفعل (لمناطق المجاعة). وهو ما يعني أن العالم باتت تحكمه المعايير المزدوجة، وتصاغ فيه الأخلاقيات على مقاس المصالح، حتى أصبح حرق الغذاء أهون من إرساله إلى الضحايا، وفق محللين اقتصاديين وسياسيين. وأصبح مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في خطر، وأحاط الغموض بمستقبلها وتمويلها، بعد اتهام الرئيس دونالد ترامب لها يوم 2 فبراير/شباط الجاري بأنها "تدار من قبل مجموعة من المجانين المتطرفين"، ووصفها وزيره لإدارة الكفاءة إيلون ماسك بأنها " منظمة إجرامية " و"حركة سياسية يسارية راديكالية"، وتم طرد عدد من كبار موظفيها وغلق مقرها، بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" في 4 فبراير/شباط الماضي.