
تجربتي مع نقص الحديد لدى طفلي... وكيف عالجته
قد يؤدي النقص الحاد في معدل الحديد لدى الأطفال إلى صعوبة أداء مهامهم بشكل جيد، إلا أنّ معظم أعراض نقص الحديد لدى الأطفال لا تظهر حتى يُصاب الطفل بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، إذا كانت لدى الطفل عوامل خطورة للإصابة بنقص الحديد، فتحدثي إلى الطبيب، واشرحي له حالة طفلك.
روت لنا، سميرة، أم لثلاثة أطفال ما حصل لها مع ابنها الأوسط ذي ثماني السنوات، حيث قالت: "في البداية لاحظت أن وجهه يميل إلى الشحوب، في الشفتين واللثة وحافة الجفن أو قاعدة الظفر، ثم أخذ يشعر بالتعب وقلة النشاط، وقد وصل إلى حد الإرهاق، فقلت في نفسي، ربما هذا الخمول بسبب الحر فالبارحة عاد من المدرسة القريبة من البيت، مشياً على قدميه، ولاحظت مدرسته أنه أصيب بضيق النفس أثناء التمرين، وقد أخبرتني بذلك، فشعرت بالقلق عليه، خصوصاً عندما لمست برودة زائدة في يديه وقدميه، و-حتى- ضعفاً مفاجئاً بالشهية، ومشكلات في السلوك وسرعة الغضب أكثر من المعتاد، وهذا أكثر ما أزعجني، هنا قررت التصرف من خلال التحاليل المخبرية".
قرار التحاليل الطبية
قرار التحاليل الطبية، وصلت إليه سلمى، وهي تتوقع أنه يعاني من نقص الحديد، لخبرتها في ولدها الأكبر، الذي عانى من الأعراض نفسها، فخافت من أن يصاب بحالات العدوى المتكررة، تتابع قائلة: "حسب قراءاتي أن النقص الشديد في الحديد، قد يعرض الطفل للرغبة الملحّة غير العادية في تناول المواد التي لا تحتوي على أي عناصر مغذية أو تحتوي على القليل منها، مثل الثلج أو التراب أو الألوان أو النشا وهذا ما كنت أخشاه، كما يمكن لنقص الحديد لدى الأطفال التأثير في النمو والتسبب في الإصابة بفقر الدم.
كانت الأم سميرة تستمع إلى توجيهات الطبيب باهتمام، والذي أخبرها أن الحديد يساعد على نقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم، كما يساعد العضلات على تخزين الأكسجين واستخدامه، وقال لها: "إذا كان نظام طفلك الغذائي يفتقر إلى الحديد، فإنه قد يُصاب بنقص الحديد، وهذه مشكلة شائعة بين الأطفال، تتراوح في شدتها من البسيطة إلى الحادة، يمكن أن يؤثر نقص الحديد غير المعالج في نمو الطفل وتطوره، أحياناً، يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى قلة تعداد كريات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في الجسم عن المعدل الطبيعي، وتُسمى هذه الحالة المَرضية بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
ما مقدار الحديد الذي يحتاجه الأطفال؟
يُولَد الأطفال بمقدار من مخزون الحديد في أجسامهم، ولكنهم يحتاجون أيضاً إلى كمية ثابتة من الحديد المستمد من الطعام أو من مكملات الفيتامينات الغذائية لمساعدة الطفل على النمو بسرعة، فيما يلي إرشادات لاحتياجات الجسم من الحديد لمختلف الأعمار:
الفئة العمرية وكمِّيَّة الحديد المُوصَى بها في اليوم:
من 7 إلى 12 شهراً 11 غم
من سنة إلى 3 سنوات 7 ملغم
من 4 إلى 8 سنوات 10 ملغم
من 9 إلى 13 سنوات 8 غم
من 14 إلى 18 سنة، للفتيات 15 غم
من 14 إلى 18 سنة، للأولاد 11 ملغم
مَن هم المُعرّضون لخطر نقص الحديد؟
يشمل الرُّضع الأكثر عُرضة للإصابة بنقص الحديد:
الأطفال المولودون قبل الأوان أو ذوو الوزن المنخفض عند الولادة.
الأطفال الذين يشربون حليب البقر أو الماعز قبل إتمام عامهم الأول.
الذين لا يتناولون أي أطعمة إضافية غنية بالحديد بعد إتمام 6 أشهر.
الأطفال الذين يشربون حليباً صناعياً غير مدعم بعنصر الحديد.
الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بنقص الحديد.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى 5 سنوات ممن يشربون ما يزيد على 24 أونصة (710 ملليلترات) من حليب البقر أو الماعز أو حليب الصويا يوميّاً.
الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية معينة ، مثل العَدوى المزمنة أو النظم الغذائية المقيدة.
الأطفال الذين تعرّضوا لمادة الرصاص.
الأطفال الذين لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد.
الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
تُعد المراهقات أكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد؛ إذ تفقد أجسامهن الحديد خلال فترة الحيض.
كيف يمكن منع نقص الحديد لدى الأطفال الرضع؟
إذا كنتِ تطعمين طفلك حليباً صناعيّاً مدعماً بالحديد، فمن المرجح أنه يحصل على الكمية التي يحتاجها من الحديد، أما إذا كنتِ تعتمدين على الرضاعة الطبيعية، فتحدثي إلى طبيب طفلكِ عن مكملات الحديد الغذائية للأطفال ، قد يكون مكمِّل الحديد الغذائي في صورة قطرات تُعطى بكميات معينة، وتُعرف أيضاً بالجرعات، أو قد يكون الحديد مُدرجاً في مكمّلات الفيتامينات، هذا إذا كان الرُضّع المولودون بعد فترة حمل مكتملة، ابدئي بإعطاء طفلكِ مكمّل الحديد عند عمر 4 أشهر، استمري في إعطاء الطفل المكمّل الغذائي حتى يتناول حصتين غذائيتين أو أكثر في اليوم من الأطعمة الغنية بالحديد، وهي تشمل حبوب الإفطار المدعمة بالحديد أو اللحم المهروس أو البطاطا الحلوة المهروسة، إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية جنباً إلى جنب مع الحليب الصناعي المدعم بالحديد، وكانت معظم وجباته تعتمد على الحليب الاصطناعي، فتوقفي عن إعطائه المكمّل الغذائي.
الرُضّع المبتسرون، ابدئي بإعطاء طفلكِ مكمّل الحديد في عمر أسبوعين، استمري في إعطاء الطفل مكمّل الحديد حتى يتم سنته الأولى، وإذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية جنباً إلى جنب مع الحليب الصناعي المعزز بالحديد، وكانت أغلبية وجباته تعتمد على الحليب الصناعي، فتوقفي عن إعطائه المكمّل الغذائي.
تقديم أطعمة غنية بالحديد، يبدأ الوالدان عادةً في تقديم الأطعمة الصلبة للأطفال الرُضّع بين عمر 4 و 6 أشهر، عندما تبدئين في تقديم الأطعمة الصلبة لرضيعكِ، أطعميه الأنواع المدعمة بالحديد، وهي تشمل حبوب الإفطار المدعمة بالحديد، واللحوم المهروسة والفول المهروس، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنّاً، تشمل المصادر الجيدة التي تحتوي على الحديد اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والبقوليات، والسبانخ.
نصائح لحماية الطفل من نقص الحديد
استمعت سميرة إلى نصائح الطبيب، ونفذتها؛ إذ قال لها:
لا تقدمي للطفل كميات كبيرة من الحليب، بين عمر سنة وخمس سنوات، لا تسمحي لطفلكِ بشرب أكثر من 710 ملليلترات (24 أونصة) من الحليب يوميّاً.
قدمي الأطعمة الغنية بفيتامين C للأطفال ، فهي تساعد الجسم على امتصاص الحديد، وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C الفواكه الحمضية، والشمام، والفراولة، والفلفل الحلو، والطماطم، والخضروات الداكنة.
هل يجب فحص الطفل للتحقق من نقص الحديد؟
عادةً، يُشخص نقص الحديد وأنيميا نقص الحديد باستخدام اختبارات الدم، ويوصي الأطباء بفحص جميع الرضّع للتحقق من إصابتهم بالأنيميا الناتجة عن نقص الحديد ابتداءً من سن 9 أشهر حتى 12 شهراً، وبالنسبة لمن لديهم عوامل خطورة للإصابة بنقص الحديد، يجب تكرار الفحص بعمر أكبر، وبناءً على نتائج الفحص، قد يحتاج طفلك لتناول مكملات الحديد الغذائية عن طريق الفم، أو كبسولات الفيتامينات المتعددة مرة يومياً أو إجراء المزيد من الفحوصات.
يمكن الوقاية من نقص الحديد لدى الأطفال، للحفاظ على نمو طفلك وتطوره بالشكل الصحيح، يمكنك تقديم الأطعمة الغنية بالحديد في وجبات الطعام والوجبات الخفيفة، وتحدثي إلى طبيب طفلك بشأن الحاجة إلى إجراء فحوصات أو تناول مكملات الحديد.
أفضل الأطعمة التي تحتوي على الحديد للأطفال
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
زيت الزيتون بين الشهرة والواقع العلمي.. "النمر" يفنّد الشائع ويفتح باب النقاش
أكد الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن زيت الزيتون يُعد من الزيوت الآمنة والصحية، لكنه ليس الزيت النباتي الوحيد الذي يتمتع بهذه الصفات، ولا يملك ميزة خاصة على الزيوت "عالية الأوليك" تحديدًا. وأوضح في سلسلة من الإجابات العلمية أن زيت الزيتون لا يكون مفيدًا لصحة القلب إلا بتوفر شرطين أساسيين: الأول هو الالتزام بحمية من الشحوم الحيوانية، والثاني أن لا تتجاوز السعرات الحرارية اليومية المسموح بها، وفق ما أوصت به هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ورغم وروده في السنة النبوية كزيت مبارك، شدد النمر على أن هذا لا يرتبط بفعالية علاجية مثبتة تجاه القلب، مشيرًا إلى أنه لم يرد نص في السنة يثبت فائدته العلاجية للقلب تحديدًا، داعيًا إلى التوقف عند النص دون مزايدة. وفي رده على من يخالفه الرأي ويؤكد فائدة زيت الزيتون القلبية، بيّن أن الخلاف العلمي في هذا المجال مشروع، نظرًا لصعوبة ضبط الدراسات الغذائية طويلة المدى، ووجود عيوب إحصائية تؤثر على موثوقية النتائج، مضيفًا أن الموقف الرسمي لهيئات الغذاء الدولية مثل الـFDA هو المرجع الأساس. وعن موقفه الشخصي، نفى الدكتور النمر وجود أي "خصومة" مع زيت الزيتون، مشيرًا إلى أنه يتناوله أحيانًا مع السلطة أو بعض الأطباق، لكنه لا يبحث عنه ولا يمنحه صفة علاجية في غياب دليل علمي قاطع. واختتم بالتأكيد على أنه لا يعارض تناول زيت الزيتون، لكنه لا يوافق على ترويجه بناءً على ادعاء طبي لم يُثبت بعد، مضيفًا: "هذه نقطة دقيقة لا يدركها كثير من الناس".


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
«أطباء بلا حدود»: «غزة الإنسانية» تتسبب في مجازر متكررة
طالبت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، بوقف نشاط «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أنها تتسبب في «مجازر متكررة». وقالت «أطباء بلا حدود»، في بيان، إن مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت نشاطها الشهر الماضي «بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات»، وطالبت بوقف نشاطها «فوراً». وأشارت إلى أن «أكثر من 500 شخص قتلوا وأصيب نحو 4000 آخرين أثناء توجههم إلى مراكز التوزيع للحصول على طعام». تستقبل الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود يومياً أشخاصاً قُتلوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في أحد المواقع التابعة للمؤسسة، وقد لاحظت زيادة كبيرة في عدد الإصابات الناجمة عن طلقات نارية مع استمرار عمليات التوزيع. ويؤدي الحظر الذي تفرضه إسرائيل على دخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى غزة والصعوبات التي يواجهها الصحافيون المحليون في التنقل داخل القطاع، إلى عدم قدرة وكالة الصحافة الفرنسية على التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي تقدّمها المنظمات العاملة في القطاع على الأرض. من جهتها، تنفي المؤسسة وقوع أي حوادث داخل مراكزها، وتؤكد أن طواقمها تواصل «تسليم الطعام بأمان». وحذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من أن هذه الفوضى تمنع النساء والأطفال والمسنين وذوي الإعاقة من الوصول إلى المساعدات الإنسانية. بدأت مؤسسة «غزة الإنسانية» عملياتها أواخر مايو (أيار)، بعدما خففت إسرائيل بشكل طفيف الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع أوائل مارس (آذار). وأوضح أيتور زابالخوغياسكوا، منسق عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة أن «مواقع التوزيع الأربعة، وكلها في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بشكل كامل بعد نزوح سكانها قسراً، يبلغ حجمها حجم ملعب كرة قدم وهي محاطة بنقاط مراقبة وسواتر ترابية وأسلاك شائكة. مدخلها المسوّر لا يسمح إلا بنقطة وصول واحدة». وأضاف: «إذا وصل الناس مبكراً واقتربوا من نقاط التفتيش، يُطلق عليهم النار. إذا وصلوا في الوقت المحدد وكان هناك عدد كبير جداً من الأشخاص وقفزوا فوق السواتر والأسلاك الشائكة، يُطلق عليهم النار. إذا وصلوا متأخرين، فلا ينبغي أن يكونوا هنا لأنها تعد منطقة تم إخلاؤها، فيُطلق عليهم النار». وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مؤسسة «غزة الإنسانية» ورفضت التعاون معها، بسبب مخاوف بشأن عملياتها وحيادها. وتطالب منظمة أطباء بلا حدود برفع الحصار المفروض على الأغذية والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية والعودة إلى نظام المساعدات السابق الذي كانت الأمم المتحدة تنسقه.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
الفوضى بغزة تطول المستشفيات ومخاوف من خروجها عن الخدمة
لا تزال الفوضى في قطاع غزة تفرض نفسها على واقع حياة السكان، وتنتقل من مرحلة إلى أخرى تكون أخطر من سابقاتها، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً. ولم تقف حالة الفوضى العارمة عند سرقة المساعدات ونهبها، أو مهاجمة بعض الممتلكات العامة والخاصة، بل امتدت لتطول المستشفيات في صورة تعبّر عن المرحلة الجديدة للفلتان الذي بات يؤرق جميع القطاعات الحيوية، ويهدد بخروج القطاع الصحي عن الخدمة كلياً. وخلال يومي الخميس والجمعة، شهد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، موجة أحداث خطيرة من قبل عصابات مسلحة أطلقت النار من أسلحة رشاشة، قبل أن تقتحم أجزاء من المجمع، وتعتدي على الطواقم الطبية، وتقوم بتحطيم بعض المعدات الطبية وأجهزة الكمبيوتر للطواقم الإدارية وسرقة هواتف نقالة لبعض العاملين في المجمع. ويُعد مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد في جنوب قطاع غزة الذي ما زال يستقبل ضحايا العمليات الإسرائيلية، وكذلك يعالج المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة بما في ذلك أمراض القلب والأورام، في حين يوجد في مناطق جنوب القطاع مستشفيات ميدانية تقدم بعض الخدمات الطبية السريعة. وقال مسؤول طبي تحدث لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم، يوم الخميس، تسبب بإحراق سطح غرفة رعاية الأطفال، وحرق مكيّفات تتبع للغرفة، وحرق جدران غرف طبية في قسم الولادة، إلى جانب تعطل المكيّف المركزي في قسم الحضانة وإحراقه، الأمر الذي لا تحتمله الحضانة التي بحاجة ماسة لتوافر التكييف المركزي بسبب العناية الطبية التي يحتاجها الخدج. فتاة تساعد رجلاً يمشي على عكازين في موقع غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب) وبيّن أن الاعتداء على الممرضات تسبب بنزيف حاد لممرضة حامل، بينما تم الاعتداء على أخرى وسرقة مقتنيات وأموال كانت بحوزتها. وأشار المسؤول إلى أن بعض الجدران التي احترقت بحاجة لإعادة ترميم بسرعة، كما أن هناك أضراراً أخرى نتيجة إطلاق النيران وتضرر في شبكات الكهرباء التي يتم تزويد المجمع فيها من خلال مولدات كهرباء تقوم منظمات دولية بتوفير الوقود لها. وأوضحت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن أفراداً في عائلة كبيرة في خان يونس، هم من يقفون خلف الهجوم لليوم الثاني على التوالي ضد المجمع الطبي، مشيرةً إلى أن بعض أفراد هذه العائلة كثيراً ما شكا من مضايقات، مثل الاستدعاء والاعتقال وحتى التعذيب، على أيدي حركة «حماس» في بدايات حكمها للقطاع عام 2007، كما أن الكثير من أبناء العائلة هم عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن عناصر أمنية تتبع «حماس» هاجمت بالأمس أفراداً من تلك العائلة، بعد نحو 3 ساعات من حصارهم للمجمع الطبي، وقتلوا وأصابوا عدداً منهم. واليوم أيضاً تم التصدي لهم، وتوقفت الأحداث بعد نصف ساعة فقط. ولا تُعْرف الأسباب التي دفعت أفراد هذه العائلة إلى مهاجمة المجمع الطبي الذي يخدم جميع سكان جنوب قطاع غزة، خصوصاً أن قوات إسرائيلية تتمركز على مسافة أقل من كيلومتر واحد من مكانه. ويأتي ذلك وسط دعوات وُجهت في الأيام الماضية للطواقم الطبية بعدم معالجة اللصوص وكل من يشارك في عمليات النهب والاعتداءات على المواطنين، الأمر الذي دفع وكيل وزارة الصحة بغزة، يوسف أبو الريش، لإلزام جميع الطواقم الطبية بتقديم العلاج للجميع بلا استثناء. ووُجهت الدعوات بشكل أساسي على خلفية قيام لصوص وعصابات بسرقة مواد ومستهلكات طبية كان من المفترض أن تصل للمستشفيات في وسط وجنوب قطاع غزة. أطفال في موقع لتوزيع المساعدات الغذائية بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب) وفي شمال قطاع غزة، سُجلت حوادث مماثلة، فقد أفيد بحصول سرقة مواد غذائية صحية كان من المفترض أن توزع على الأطفال في ظل انتشار سوء التغذية مع استمرار الوضع الإنساني الصعب والمعقد. وفي المقابل، نجحت عشائر في شمال غزة بتأمين أدوية ومستلزمات طبية مختلفة وذلك للمرة الأولى منذ انهيار وقف إطلاق النار في شهر مارس (آذار) الماضي. ميدانياً، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن عدد قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ فجر الجمعة، ارتفع إلى 49 شخصاً. وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بمقتل مواطنين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين في حي التفاح، وجرى نقلهم إلى المستشفى الأهلي العربي «المعمداني» في المدينة. كما أعلنت مصادر طبية وصول قتلى وجرحى إلى مستشفى «الكويت التخصصي» الميداني، جراء إصابتهم بنيران إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع مساعدات في خان يونس، جنوب القطاع. إضافة إلى ذلك، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن مخطّط توزيع الغذاء الإسرائيلي - الأميركي الذي أُطلق قبل شهر في غزة «ينتهك كرامة الفلسطينيين عمداً، ويجبرهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على قلّة من الإمدادات». وأضافت أن هذا المخطط أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة قرابة 4,000 آخرين في سعيهم للحصول على الطعام. ورأت المنظمة أن هذا «ليس توزيعاً إنسانياً بل مجزرة مُقنّعة، ويجب أن يُفكَّك الآن. تدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات الإسرائيلية وحلفاءها إلى رفع الحصار المفروض على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية، والعودة إلى نظام إنساني قائم على المبادئ ومنسّق عبر الأمم المتحدة كما كانت الحال سابقاً».