
اختصاصي لـ«عكاظ»: العمل «عن بُعد» مشروط بالظروف القاهرة لا بقرار شخصي
وفي سؤال «عكاظ» حول ما إذا كان العمل عن بُعد مقتصراً على ظروف استثنائية أو يمكن طلبه لأسباب شخصية، قال السليماني: «نعم صحيح، إذ إن كيان القطاع العام مبني على أسس علمية بحتة، ومهما كان الاحتياج للموظف دوماً هناك بديل، من الوزير حتى أصغر موظف. فلو أخذنا مثلاً أن الموظف مريض لا يستطيع النهوض من فراشه، لكنه يستطيع العمل، فالأصل أن يبقى فترة استشفائه بعيداً عن كل ما من شأنه تأخير أو إبطاء تعافيه، فالقاعدة الأولى تقول إن الإنسان أولاً وقبل كل شيء».
وعن معايير اختيار الوظائف القابلة للعمل عن بُعد في الجهات الحكومية، أوضح السليماني أن جائحة كورونا أثّرت بشكل كبير على حياة البشر وقوانين الدول، وخلقت أفقاً جديداً في طريقة التعامل مع الوقائع والواقع، فالعمل الذي يمكن إنجازه من المنزل فتح أفقاً جديداً في حياة الموظف الاجتماعية. عليه، فإن المعيار الرئيسي هو نوعية الوظيفة ومدى قياس كمية ونوعية الإنتاج. فوظائف مراكز الخدمة الهاتفية مثلاً لا تتطلب التواجد في مكان مخصص، فالهاتف والإنترنت موجودان في كل مكان، وهي جوهر خدمة العميل.
وعما إذا كان العمل عن بُعد يتطلب قراراً مركزياً من الوزارة أو الجهة، قال السليماني: «إذا كان المقصود من هذا السؤال الإجراءات الإدارية والقانونية في هذا الصدد، أقول إن قرار العمل عن بُعد لا يصدره المدير المباشر، بل هو قرار ذو طابع تقديري بحت. فلو أخذنا على سبيل المثال تحويل الدراسة والمدرسين عن بُعد، هو قرار يصدر من المدير العام للمنطقة التعليمية، وبأسباب احترازية تُفضي بطبيعتها لأسباب قاهرة، وليس قراراً من مدير المدرسة أو حتى مدير المركز التابعة له. وأود التنويه إلى أنه سابقاً كان من مهمات الوزير شخصياً. وثانياً: لا بد أن يكون القرار مكتوباً، ويتم نشره في وسائل الإعلام إن كان يخص الجمهور. وثالثاً: لا بد لصاحب القرار أن يحيط الوزير أو من يفوضه بالقرار. عليه، فإن مثل هذه القرارات لا يمكن أن تكون فردية أو ذات اعتبارات شخصية بحتة».
متابعة أداء الموظف بالقياس والإنتاج
وحول متابعة أداء الموظف الحكومي خلال عمله عن بُعد، أوضح السليماني أن ذلك يتم من خلال القياس، سواء بقياس الأداء أو الإنتاج أو كليهما، مشيراً إلى أن لكل وظيفة دوراً ومهمات ووصفاً وظيفياً يوضح للموظف مهماته بشكل تفصيلي، كما أنه يوضح للمشرف عليه متطلبات الوظيفة وطبيعة إنتاجها.
وأضاف: «مثلاً، نأخذ قياساً خدمة العملاء الهاتفية، فإن عدد الاتصالات الواردة للموظف مقياس، وجودة الخدمة مقياس، وحل المشكلات مقياس، ولكل من هذه أدوات علمية للقياس، بحيث لا يُظلم الموظف، وفي الوقت نفسه لا تتوقف عجلة العمل».
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
الصحة كمحرك اقتصادي..
لطالما ارتبط الحديث عن الأنظمة الصحية بكلمات مثل العبء، العجز، والتكاليف المتصاعدة.. لعقود، اعتُبر الإنفاق الصحي أولوية اجتماعية لا اقتصادية؛ أي أنه يُحمَل على الدولة باعتباره واجباً أخلاقياً لا عائداً اقتصادياً، لكن هذا التصور بدأ يتغير. فمع التحولات العالمية والتجارب المتقدمة، أصبح واضحاً أن النظام الصحي الفعّال ليس مجرد بند في المصروفات، بل أصل إستراتيجي قادر على توليد القيمة ودفع عجلة النمو. الاقتصاد الحديث يعيد تعريف العلاقة بين الصحة والتنمية، فالعامل السليم أكثر إنتاجية، أقل غياباً عن العمل، وأقدر على التعلّم والتطوّر. في المقابل، ترتفع كلفة الأمراض المزمنة والوقاية المتأخرة، لتثقل كاهل الحكومات والأسر على حد سواء. تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن كل دولار يُنفق على الوقاية الصحية قد يوفر ما بين 3 إلى 10 دولارات على المدى البعيد من تكاليف العلاج وفقدان الإنتاجية. ليس هذا فحسب، بل بات القطاع الصحي نفسه أحد محركات الابتكار والاستثمار. الصحة الرقمية، التأمين الصحي الذكي، تحليل البيانات السريرية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، كلها نماذج لاقتصاد صحي قابل للنمو والتوسع. في المملكة العربية السعودية، يتجسد هذا التحول ضمن إطار رؤية 2030 التي تضع الصحة في صميم الاستدامة والتنمية البشرية. لم تعد القضية مقتصرة على تقديم الخدمات الصحية، بل على بناء نظام متكامل لإدارة الموارد والمخاطر والكفاءات، من خلال أدوات اكتوارية، وتحليل متقدم للبيانات، وآليات تعاقد تعزز مبدأ القيمة مقابل المال. ومع هذا التحول، تتغير نظرتنا للصحة: من حق اجتماعي فقط، إلى استثمار في رأس المال البشري. فالأنظمة الصحية الفعّالة لم تعد رفاهية، بل ضرورة إستراتيجية لبناء اقتصادات قادرة على المنافسة والصمود أمام الأزمات، كما ظهر جلياً خلال جائحة كوفيد-19. في المحصلة، لا ينبغي أن يُنظر إلى الصحة على أنها عبء، بل إن تجاهل الاستثمار فيها هو العبء الحقيقي. والأنظمة التي تفهم هذا التحدي، وتبني مؤسسات تمويل ذكية، هي من سترسم ملامح الاقتصاد القادم. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
"الخضيري" يحذر: جيل معقم لا يُفكر ولا يُبدع.. أعيدوا لأطفالكم الطين والكتاب والحركة
أوضح أستاذ وعالم المسرطنات الدكتور فهد الخضيري، أن القراءة، والنشاط البدني، وحركة الطفل، تُعد من أقوى المحفزات لنمو الذكاء وتعزيز القدرات العقلية مثل الاستنباط والتركيز. وأكد الخضيري أن أطفال هذا الجيل يفتقدون هذه المحفزات الجوهرية، نتيجة اعتمادهم المفرط على الأجهزة الإلكترونية وقلة الحركة، ما يؤدي إلى ضعف في التفكير، وقصور في الفهم، وعدم القدرة على التمييز بين الصحيح والخاطئ، فضلًا عن تراجع في المهارات والإبداع. ودعا الخضيري إلى أهمية منح الأطفال الحرية في الحركة، وعدم الخوف من أخطائهم، مؤكدًا أن الخطأ طريق فعّال للتعلم. كما شدد على أهمية السماح لهم باللهو في البيئات الطبيعية مثل الطين والتراب، بما يسهم في بناء جهازهم المناعي، وعدم حمايتهم المفرطة بالمعقمات التي تجعلهم أكثر حساسية للالتهابات. وأشار إلى أن التعرض للجو الطبيعي وملوثات البيئة البسيطة يمثل وسيلة فطرية لتعزيز مناعة الطفل ومساعدته على التكيف مع محيطه.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
لتقليل زمن الاستجابة وتعزيز النقل الجوي الطارئ.. تدشين 7 مهابط جديدة للإسعاف الجوي في مستشفيات المدينة
في خطوة نوعية تستهدف رفع كفاءة الاستجابة الطبية السريعة، دشّن تجمع المدينة المنورة الصحي، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، 7 مهابط جوية جديدة للإسعاف الجوي في عدد من المستشفيات الطرفية بالمنطقة، ضمن خطة متكاملة لتطوير البنية التحتية للخدمات الإسعافية والإخلاء الطبي الجوي. وشملت المواقع الجديدة كلاً من: مستشفى ينبع النخل، مستشفى العيص، مستشفى بدر، مستشفى الحسو، مستشفى وادي الفرع، مستشفى الحرم، ومدينة الملك سلمان الطبية (مهابط رقم 2)، وذلك لتعزيز جاهزية المرافق الطبية واستجابتها السريعة للحالات الحرجة. وأوضح 'التجمع' أن المشروع يهدف إلى تقليل زمن الاستجابة للحالات الطارئة، وتسهيل عمليات النقل الجوي السريع إلى المستشفيات المرجعية، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل المضاعفات الصحية، خاصة في المناطق الطرفية ذات الاحتياج المرتفع للخدمة العاجلة. وأكد أن هذه المبادرة تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية مع هيئة الهلال الأحمر، وتُعد نموذجًا للتكامل بين الجهات الصحية والإسعافية، لتعزيز منظومة الطوارئ وتحقيق الأمان الصحي للمجتمع. كما أشاد تجمع المدينة الصحي بدور الفرق الإسعافية الميدانية، مؤكدًا استمرار العمل على تقديم خدمات طبية متقدمة ترتقي بتجربة المريض، وتعكس التزام المنظومة الصحية بأعلى معايير الكفاءة والسلامة.