
مع تضييق الخناق عليها.. ماذا ينتظر السلطة الفلسطينية؟
وأضاف النجار "إذا كان انهيار السلطة هو الحل، فليكن، إذا كانت إسرائيل تسعى لذلك، فلنجعلها فوضى خلاقة، ونواجه إسرائيل بهذا الأمر، على العالم الذي خلقها (السلطة) أن يحميها ويقف لمنع انهيارها".
لاقت أقوال النجار ردودا واسعة بين من أيدها وساق تبريراته، ومن هاجمه على اعتبار أن السلطة مكسب سياسي تجب المحافظة عليه، لكنها فعليا تعكس أزمة خانقة تعصف بالحكومة والسلطة على وقع تهديدات وإجراءات إسرائيلية بدفعها للانهيار، وفق اثنين من المحللين تحدثا للجزيرة نت.
إجراءات غير اعتيادية
تطرق رئيس الوزراء محمد مصطفى في الجلسة الأسبوعية للحكومة -اليوم الثلاثاء- للأزمة المالية، موضحا أن إسرائيل لم تحول للسلطة أموال المقاصة، وهي عائدات ضرائب تجمعها عن البضائع الواردة للمناطق الفلسطينية عبر المنافذ التي تسيطر عليها، عن شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران بعد اقتطاع نحو النصف منها، موضحا أن مجموع الاقتطاعات المتراكمة تجاوز حتى الآن 8.2 مليارات شيكل (2.44 مليار دولار).
وبعد أن أشار إلى بذل "جهود دبلوماسية وقانونية وبكل الوسائل الممكنة لمعالجة هذا الموضوع"، أعلن أن "هذا الوضع لا يمكن احتماله وهو وضع غير اعتيادي وقد يحتاج منا إجراءات غير اعتيادية"، معتبرا ذلك "رسالة يجب أن تصل للجميع ولن نستمر في الانتظار" من دون توضيح تلك الإجراءات.
في تفسيره للإجراءات التي ذكرها مصطفى، يقول الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات التابع لجامعة القدس إن "كل الاحتمالات قائمة".
وذكر من بين تلك الاحتمالات توجه الحكومة للجمهور لقول "إنها لا تستطيع أن تكمل المشوار، في ظل كل العقبات التي تضعها إسرائيل، وبينها المقاصّة التي سببها قرار سياسي، وليس إجراءات فنية أو إدارية".
مواجهة أم تكيّف؟
يوضح المحلل الفلسطيني أن مواجهة السلطة للإجراءات والعقبات الإسرائيلية "أظهرتها وكأنها تتكيف معها، فكان لا بد من قرار سياسي يعيد تعريف العلاقة مع إسرائيل، وأن الاستمرار بهذه الطريقة غير ممكن".
لكن ما الذي يمكن للسلطة فعله وماذا بيدها من أوراق؟ يجيب عوض: "مصارحة الجمهور بأن يتخذ قراراته، وهذا يتطلب قرارا من القيادة الفلسطينية ومشاورات وتوافقا وتنسيقا فصائليا وعربيا وإقليميا ودوليا وحتى مع الأمم المتحدة، لا أن يقتصر على الحكومة، حتى لا يتم القفز بالشعب إلى الفراغ".
وبرأي المحلل الفلسطيني، "لا بد من إيصال رسائل للعرب والأوربيين الذين دعموا السلطة على مدى 30 عاما على أمل تحقيق حلم الدولة، بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد وتغرق السلطة بطلبات تعجيزية، ثم تسحب منها التمويل والتمثيل والثروات والقدرة على الحركة".
خيار إقليمي ودولي
يتابع المحلل الفلسطيني أن السلطة وجدت بخيار وإرادة دولية وإقليمية، وتقوم بأدوار متعددة تعفي أطرافا كثيرة من أن تقوم بواجبها، بل إن "الكل يتغطى وراء فكرة أن هناك سلطة للفلسطينيين حتى لا يقوم بواجبه".
وأضاف أن إسرائيل أيضا تعرف أن السلطة الفلسطينية تتولى عبء الاهتمام بمعيشة الفلسطينيين وحياتهم إداريا وخدماتيا، وهذا يعفيها من الاحتكاك المباشر مع الجمهور، مع أنه يعطيها تمثيلا سياسيا منخفضا.
ومع أن إسرائيل الرسمية ترى السلطة عاجزة عن القيام بواجباتها وتتهمها بالفساد، فإنها برؤية الدولة العميقة في إسرائيل ما زالت تقوم بأدوار، ولا داعي لإسقاطها، يضيف عوض.
ويرى من أبرز مهددات السلطة اليوم -وفق المحلل السياسي- وجود تيار مركزي في إسرائيل له تمثيل في الحكومة يعلن خيار الضم لإسقاط حل الدولتين، وإقامة دولة التوراة -ما يسمونها "يهودا والسامرة"- ولديه برنامج لإثارة المشاكل وإفقار السلطة وإحراجها وسحب البساط من تحتها.
ما يريده الاحتلال -وفق عوض- أن "تتآكل السلطة من الداخل، وتسقط بأيدي أبنائها وليس بيد الإسرائيليين، لكي لا تتحمل إسرائيل التداعيات السياسية إن هي قامت بذلك، ومن هنا جاءت فكرة ' إمارة الخليل ' -وإن كانت صعبة التحقق- لتصب في مصلحة اليمين المتطرف".
يرى المحلل الفلسطيني من التحديات التي تهدد السلطة "الإنكار الأميركي لها وتجفيف منابع التمويل بذرائع واشتراطات مختلفة".
وقال إن إسرائيل تريد من السلطة "تقليل التمثيل السياسي وأن تمتنع عن انتقاد إسرائيل في المحافل الدولية وأن تقوم بالأدوار الأمنية التي تطلب منها سواء من المحتل أو غيره".
من جهته، يقول المحلل السياسي عدنان الصباح إن خلاصات التوجه الإسرائيلي عدم التعاطي مع السلطة الفلسطينية على قاعدة وجود سياسي، وإرهاقها اقتصاديا وسياسيا بعدة عوامل، منها:
إعلان
تجاهل وجودها والتعاطي مع الأرض الفلسطينية من دون أي صلة بما تم الاتفاق عليه في اتفاق أوسلو وكأنه لم يعد قائما أو ذا شأن.
تطبيق القانون الإسرائيلي على الأرض دون الإعلان عن ذلك، ومصادرة الأراضي وضم المناطق "ج" (تشكل 60% من الضفة).
احتجاز المقاصة وتجفيف مصادر المال الخارجية للسلطة بشكل شبه تام، ومنها المقاصة، وتراجع الإيرادات الداخلية، لدرجة لن تكون معها السلطة قادرة على مواصلة عملها بعد أشهر قليلة.
إلغاء نحو 300 ألف فرصة عمل لفلسطينيين في إسرائيل كانت تشكل مصادر دخل لنحو 300 ألف أسرة، وهذا يعني شل حركة السوق وتراجع الضرائب التي تجبها السلطة داخليا.
استباحة المدن الفلسطينية كما يجري في مدن جنين وطولكرم ونابلس.
جرائم المستوطنين واعتداءاتهم في كل أنحاء الضفة الغربية.
التعاطي مع القضية الفلسطينية والضفة من جانب واحد على قاعدة أن الاحتلال من يقرر، فيشاورون أنفسهم ويصدرون القرارات والقوانين في الكنيست.
الهيمنة على المنافذ والموانئ والمعبر البري الوحيد في الضفة، مع استباحة غزة.
خنق السوق الفلسطيني بمنع وصول فلسطينيي الداخل والتحكم بوصول المواد الخام للمصانع.
جرس إنذار
وبرأي المحلل الفلسطيني، لا وجود للسلطة في أجندة الاحتلال على الإطلاق وأنه يتعامل معها بما يشبه مجموعة من مفاتيح الأمان (كهرباء، ومياه، ومقاصة، وجمارك) يغلقها متى شاء.
وأضاف أن "كل ما سبق قد يدفع للسلطة للانهيار من ذاتها ووحدها، عندما تصبح غير قادرة على القيام بمهامها الداخلية البسيطة وخدمة جمهورها وتوفير احتياجاته الأساسية له".
ويحذر المحلل الفلسطيني من توجه أميركي إسرائيلي لتقاسم الأرض "غزة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والضفة الغربية لإسرائيل".
وقال إن فكرة "إمارة الخليل" المدعومة من الاحتلال جرس إنذار للسلطة التي لم تعد قادرة على توفير الرواتب ولا الأمن ولا الحماية للشعب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران تنفي لقاء مع ويتكوف وتلوح بالرد على العقوبات الأممية
قالت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين إنه لم يتم تحديد أي موعد أو موقع لعقد لقاء بين الوزير عباس عراقجي وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أن طهران سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أنه لم يعد من المنطقي اللجوء إلى آليات الاتفاق النووي بعد الهجوم على المنشآت النووية السلمية. وأكد بقائي أن ما يهم طهران الآن وتعتبره أولوية هو رفع العقوبات "الظالمة" عنها. كما أشار إلى أن آلية إعادة فرض العقوبات المفروضة من جانب الأمم المتحدة ليس لها أساس قانوني. وقال بقائي إن بلاده سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة بعد تفعيل آلية فرض العقوبات التلقائية. وأضاف أن الدول الأوروبية ليست في وضع يسمح لها بتفعيل آلية الأمم المتحدة لإعادة فرض تلك الآلية المتعلقة بالعقوبات. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يملي علنا على الولايات المتحدة ما يجب أن تقوله أو تفعله في المحادثات مع إيران. وأشار عراقجي إلى أن نتنياهو راوده حلم القضاء على 40 عاما من "إنجازاتنا النووية السلمية، وكانت النتيجة أن كل عالم إيراني اغتالته إسرائيل ربّى مئات الطلاب الذين سيُظهرون لنتنياهو قدراتهم".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
من أداة تقنية إلى شريك إستراتيجي.. كيف سيعزّز تنسيق الذكاء الاصطناعي نجاح المؤسسات في 2025؟
الذكاء الاصطناعي اليوم لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح المحرك الأساسي للتحول الرقمي وركيزته الحيوية، والقوة الدافعة وراء التحولات الكبرى في عالم الأعمال. ومع التطور المتسارع لهذه التقنية، لم تعد المؤسسات تكتفي باستخدامها أداةً مساعدة فحسب، بل أصبحت تسعى إلى دمجها بعمق داخل بنيتها التشغيلية، لتصبح جزءا لا يتجزأ من منظومتها المستقبلية. في هذا السياق، يأتي عام 2025 كعلامة فارقة، حيث يتوقع أن يشهد طفرة في مجال تنسيق الذكاء الاصطناعي، مما يجعله حجر الزاوية في تسهيل إدارة التطبيقات والوكلاء الأذكياء. من تحسين تفاعل الأنظمة المتعددة إلى بناء بنية تحتية متكاملة لإدارة هذه الأدوات، تمضي المؤسسات بخطوات حثيثة نحو مستقبل أكثر كفاءة وسلاسة. تنسيق الذكاء الاصطناعي.. تحويل الفوضى إلى تناغم مع توسع الشركات في اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن بنتيها التقنية، أصبحت إدارة هذه الأدوات أكثر تعقيدا وتشتّتا، مما يوجِد تحديات تشغيلية كبيرة، حيث إن القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي لا تكمن في مجرد امتلاك الأدوات، بل في قدرته على التكامل والعمل بانسجام داخل الأنظمة والعمليات القائمة. لكن السؤال المهم هو: كيف يمكن لهذه الأدوات أن تتحدث وتعمل معا بسلاسة؟ الإجابة تكمن في مفهوم تنسيق الذكاء الاصطناعي، وهو العملية التي تتيح دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة لتعمَل بتناغم وكفاءة. مثل قائد الأوركسترا الذي يوحد العازفين لإنتاج لحن متكامل، يهدف تنسيق الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق الانسجام بين الأدوات المختلفة، مما يعزز الإنتاجية، ويبسط العمليات، ويضمن تدفق البيانات بين الأنظمة بشكل فعال. تنسيق الذكاء الاصطناعي مقابل التطبيقات التقليدية الفردية بينما تُصمم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التقليدية للتركيزِ على مهام محددة مثل التعرف على الكلام أو تحليل سلوك العملاء، فإن تنسيق الذكاء الاصطناعي يأخذ خطوة أبعد من ذلك، إذ يربط بين هذه الأنظمة المستقلة ويحولها إلى نظام شامل ومتكامل. وتتمثل أبرز خصائص تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفردية في: الوظائف المركزة: تركز على مهام محددة مثل التعرف على الكلام أو تحليل البيانات. العمل المنعزل: تعمل بشكل مستقل دون الحاجة للتفاعل أو التكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى. القابلية المحدودة للتوسع: التوسع غالبا ما يقتصر على تحسين النظام نفسه، دون دمجه مع أنظمة أخرى. أما مع تنسيق الذكاء الاصطناعي، فإن الخصائص تتمثل في: التكامل السلس: يربط بين نماذج وأنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة، مما يتيح لها التواصل ومشاركة البيانات بسلاسة. الكفاءة العامة: تحسين النظام البيئي بالكامل لتطبيقاتِ الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضمن تخصيص الموارد بشكل فعال وتوافق جميع الأنظمة مع الأهداف العامة للأعمال. المرونة والتوسع: سهولة دمج أدوات جديدة مع الأنظمة الحالية لضمان استمرار التطور. من خلال تنسيق الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تجاوز قيود الأدوات الفردية والاستفادة من نظام متكامل يعزز الكفاءة والإبداع، مما يمنحها ميزة تنافسية ويتيح لها استغلال الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا. كيف يتكامل وكلاء الذكاء الاصطناعي مع تنسيق الأنظمة لتحقيق التناغم؟ وكلاء الذكاء الاصطناعي وتنسيق الأنظمة هما مفهومان يكمّل كلّ منهم الآخر، رغم اختلاف أدوارهما. يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي أنظمة أو كيانات برمجية فردية مصممة لأداء مهام محددة بشكل مستقل. ويتنوع هؤلاء الوكلاء بين روبوتات المحادثة البسيطة وأنظمة اتخاذ القرارات المعقدة التي تدمج في تطبيقات أكبر. ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الوكلاء يعملون بفضل خوارزميات تتيح لهم التعلم من البيانات، واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بناء على ذلك. أما بالنسبة لتنسيق الذكاء الاصطناعي، فهو عملية تنظيم عمل هؤلاء الوكلاء بحيث يمكنهم العمل معا بتناغم لتحقيق أهداف النظام الأشمل. ولهذا الغرض، يتضمن التنسيق إدارة تدفقات البيانات، ومزامنة الأنشطة، وتحسين استخدام الموارد. ولإيضاحِ الفكرة بشكل أكبر، دعنا نأخذ بائع تجزئة مثل أمازون الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مهام متعددة: فيما يتعلق بنظام التوصيات، يحلل الذكاء الاصطناعي مشتريات العملاء وسلوكهم لتقديم اقتراحات دقيقة للمنتجات. أما بالنسبة لإدارة المخزون، فإنه يتنبأ بالمنتجات ذات الطلب المرتفع لضمان توفرها بكميات كافية. وفيما يخص تحسين التوصيل، يقوم نظام آخر باستخدام الذكاء الاصطناعي بحساب أسرع وأقل تكلفة في مسارات التوصيل. لكن المشكلة في حال غياب تنسيق الذكاء الاصطناعي، حيث قد تفشل هذه الأنظمة في التعاون، مما يؤدي إلى توصيات غير دقيقة، أو نقص في المنتجات، أو مسارات شحن غير فعالة. ومع ذلك، عند وجود تنظيم فعال، فإن الأنظمة تتكامل لتحقيق أقصى كفاءة. إذ يرسل نظام المخزون معلومات دقيقة لنظام التوصيات، مما يحسن جودة الاقتراحات للعملاء. وكذلك، يستخدم نظام التوصيل بيانات المخزون لتخطيطِ مسارات تعتمد على المنتجات المتوفرة، مما يضمن شحنا أسرع وتكاليف أقل. وبهذا التكامل، يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي العمل كجسد واحد وتحقيق نتائج متكاملة وفعالة. أسس تنسيق الذكاء الاصطناعي.. الأتمتة، والتكامل، والإدارة لتعظيم حجم كفاءة وفعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي، يعتمد تنظيمها على ثلاث ركائز أساسية مترابطة، وهي الأتمتة، والتكامل، والإدارة. ومن خلال هذا الهيكل المتكامل، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي العمل بتناغم، مدعومة بتقنيات مثل الحوسبة السحابية وواجهات برمجة التطبيقات (APIs). ١- الأتمتة.. تمكين الذكاء الاصطناعي من العمل بلا توقف الأتمتة هي المحرك الأساسي لتنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث يتم استخدام التكنولوجيا لتنفيذ المهام بشكل مستقل، مما يحرر الوقت والجهد. وعلى سبيل المثال، يمكن أن نأخذ أداة "جيت هب كو بيلو" (GitHub Co-Pilot) التي تبسط مهام البرمجة وتسرع عملية التطوير. وتشمل العناصر الرئيسية للأتمتة: النشر الآلي: وهو عملية نشر التحديثات أو النماذج الجديدة تلقائيا عبر بيئات متعددة. الأنظمة الذاتية الإصلاح: تقوم باكتشاف الأخطاء وتصحيحها تلقائيا دون تدخل بشري. تخصيص الموارد: توزيع الموارد الحاسوبية بناء على أولويات واحتياجات المهام المختلفة. ٢- التكامل.. بناء جسور التواصل بين الأنظمة يعد التكامل العمود الفقري الذي يمكن مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومصادر البيانات من العمل كوحدة واحدة. ولِضمان ذلك، يجب أن تتدفق البيانات بسلاسة وأن تكون الأنظمة قادرة على التفاعل بشكل ديناميكي. وتشمل العناصر الرئيسية للتكامل: تكامل البيانات: يساعد في تيسير انتقال البيانات بين الأنظمة لضمان كفاءة العمل. تكامل النماذج: تمكين النماذج المختلفة من التعاون لتحقيق مخرجات أكثر دقة وقوة. ٣- الإدارة.. الحفاظ على كفاءة واستدامة الأنظمة الإدارة هي العملية المستمرة التي تضمن بقاء أنظمة الذكاء الاصطناعي فعّالة طوال دورة حياتها. فمن التطوير إلى النشر والمراقبة، تعتبر الإدارة الجسر الذي يحافظ على استمرارية الأداء الأمثل. تشمل العناصر الرئيسية للإدارة: إدارة دورة الحياة: وذلك من خلال الإشراف على كل مرحلة من مراحل التطبيق بدءًا من التطوير والاختبار، وصولا إلى النشر والمراقبة والتحديثات. مراقبة الأداء: متابعة أداء الأنظمة وضبطها عند الحاجة. الامتثال والأمان: ضمان التزام الأنظمة بالقوانين واللوائح ذات الصلة، والحفاظ على بروتوكولات أمان قوية لحماية البيانات والأنظمة من الوصول غير المصرح به. بهذه الطريقة تعمل هذه الأركان الثلاثة جنبا إلى جنب لضمان تنظيم متكامل يعزز فعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي ويحقق أقصى استفادة منها. واجهات برمجة التطبيقات والحوسبة السحابية.. الركائز التقنية لتنسيق الذكاء الاصطناعي يعتمد تنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على تقنيتين أساسيتين هما واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، والحوسبة السحابية. دعونا نقدّم لمحة عن دورهِما الحيوي في تمكين تنظيم الذكاء الاصطناعي: واجهات برمجة التطبيقات (APIs): تعدّ واجهات برمجة التطبيقات العنصر الأساسي للتكامل بين الأنظمة، حيث تسمح للمكوّنات البرمجية المختلفة بالتواصل وتبادل البيانات والوظائف بسهولة. وفي سياق تنظيم الذكاء الاصطناعي، تتيح تقنية "إيه بي آي إس" (APIs) التناغم بين النماذج والتطبيقات المختلفة، بغض النظر عن تنوع لغات البرمجة أو البُنى المستخدمة في تطويرها، مما يعزز التعاون بين الأدوات والأنظمة. الحوسبة السحابية: تؤدي منصات الحوسبة السحابية دورا محوريا في توفير البنية التحتية القابلة للتوسع لنشر وإدارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي. حيث تقدم هذه المنصات القوة الحاسوبية والمرونة اللازمتين للتعامل مع كميات ضخمة من البيانات والخوارزميات المعقدة، إلى جانب تسهيل التكامل والإدارة السلِسة لأنظمة الذكاء الاصطناعي عبر مواقع ومنصات متعددة. تنسيق الذكاء الاصطناعي.. كفاءة تشغيلية وأداء استثنائي في مناقشتهم لمفهوم الذكاء الاصطناعي، أشار فريق "آتش ووركس" (HatchWorks)، وهي شركة تقنية بجورجيا تقدم خدمات تطوير برمجيات وحلول التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، إلى أنهم لا يركزون فقط على مفهوم التنسيق بحد ذاته، بل على الفوائد الملموسة التي يمكن تحقيقها من خلاله. حيث يعدّ تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين الأداء، الفائدتان الرئيسيتان لعملية تنسيق الذكاء الاصطناعي. ١- الكفاءة التشغيلية يعمل تنسيق الذكاء الاصطناعي على تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال تبسيط العمليات وتقليل الحاجة إلى المهام اليدوية والتكرارية. على سبيل المثال، بدلا من القيام يدويا بنقل البيانات من "سيلز فورس" (Salesforce) إلى "شات جي بي تي" لتلبية طلب معين، يُمكِّن تنسيق الذكاء الاصطناعي من أتمتة هذه العملية بالكامل. وفيما يلي بعض الأمثلة الأخرى للعمليات المبسطة: التكامل المستمر/ النشر المستمر (CI/CD): يمكن لتنسيق الذكاء الاصطناعي أتمتة دورة حياة تطوير البرمجيات، بدءا من دمج الشيفرة واختبارها، وصولا إلى نشرها. على سبيل المثال، يمكنه نشر التغييرات في الشيفرة تلقائيا بعد اجتياز الاختبارات المحددة، مما يقلل من الحاجة إلى الإشراف اليدوي. تحسين الموارد: يقوم بتخصيص الموارد الحاسوبية ديناميكيا حسب الحاجة، مما يضمن عدم استهلاك أي عملية لموارد مفرطة قد تؤدي إلى إبطاء العمليات الأخرى. في نفس السياق، من خلال أتمتة العمليات الروتينية، يمكن للشركات تقليل ساعات العمل المطلوبة للمهام، مثل نشر التحديثات، ومراقبة أداء النظام، وإدارة تدفق البيانات بين الخدمات. كما أن التوفير في التكاليف يعدّ كبيرا، حيث يقلل تنسيق الذكاء الاصطناعي من فترات التوقف ويحسن استخدام الموارد، مما يضمن عدم هدر القوة الحاسوبية المكلفة. ويؤدي هذا إلى استخدام أكثر كفاءة لميزانيّة تكنولوجيا المعلومات، مع توجيه الأموال نحو الابتكار بدلا من الصيانة. يتيح تنسيق الذكاء الاصطناعي للمؤسسات معالجة المشكلات المعقدة بشكل أكثر كفاءة من خلال دمج القدرات المتخصصة لنماذج مختلفة، مثل معالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الكمبيوتر، والتعلم الآلي. على سبيل المثال، في نظام اكتشاف الاحتيال في القطاع المالي، يمكن لتنسيق الذكاء الاصطناعي دمج نماذج مختلفة، كل منها مدرّب على التعرف على أنماط أو شذوذات معيّنة. ومن خلال تنسيق هذه النماذج للعمل معا، يمكن للنظام تحليل المعاملات من زوايا متعددة، مثل الأنماط التاريخية، وسلوك المستخدم، وبيانات الموقع الجغرافي. هذه الطريقة الشاملة تعزز دقة وموثوقية اكتشاف الاحتيال، مما يقلل من الإيجابيات والسلبيات الكاذبة. من جهة مماثلة، يتيح تنسيق الذكاء الاصطناعي التعلم المستمر وتحسين أداء النماذج، حيث يمكن للمؤسسات من خلال جمع البيانات والردود من سير العمل المنظم، ضبط النماذج الفردية وتحسين أدائها باستمرار. بهذه الطريقة، تبقى الأنظمة الذكية قادرة على التكيف مع متغيرات السوق، واحتياجات العملاء، وتفضِيلات المستخدمين بشكل ديناميكي ومستدام. من التنظيم إلى النشر.. دليل شامل لتنفيذ تنسيق الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستفادة القصوى من تنظيم الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتم العملية بعناية ودقة. فيما يلي الخطوات الرئيسية لضمان انتقال سلس وفعّال: التقييم والتخطيط: ابدأ بتقييم قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية لديك، مع تحديد العمليات التي يمكن أن تستفيد من التنظيم. ثم ضع أهدافا واضحة ونطاقًا محددا للتكامل لضمان توجيه الجهود بشكل مثمر. اختيار الأدوات والمنصات الملائمة: اختيار الأدوات والمنصات الملائمة يعتبر الحجر الرئيسي لنجاح العملية. ابحث عن الحلول التي تمتاز بالقدرة على التكامل السلس مع أنظمتك الحالية، وتقدم ميزات تعزز من التوسع والأمان. تصميم بنية معمارية مرنة: قم بتصميم بنية معمارية تدعم تدفق البيانات وتواصل النماذج المختلفة بفعالية. وتأكد من أنها تلبي الاحتياجات الحالية وقابلة للتطوير لتستوعب المتطلبات المستقبلية. التكامل والاختبار الدقيق: ابدأ بدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع منصات التنظيم، مع إجراء اختبارات شاملة لكل مرحلة. هذا الأمر يتيح لك معالجة أي مشكلات تقنية قد تظهر قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. النشر والمراقبة المستمرة: بعد نشر الأنظمة المنسقة، تأكد من مراقبة أدائها بشكل منتظم، واستعدّ لتقديم التعديلات الضرورية لضمان تحسين العمليات والحفاظ على الكفاءة. تحديات تنسيق الذكاء الاصطناعي وحلول مبتكرة لتجاوزها على الرغم من الفوائد العديدة لتنسيق الذكاء الاصطناعي، فإن الرحلة ليست خالية من العقبات. وفيما يلي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها الشركات أثناء تنظيم الذكاء الاصطناعي، والحلول التي تُمكِّن من التغلب عليها، حسب تقرير صادر عن شركة "آتش ووركس" (HatchWorks): إعلان تعقيد التكامل: تواجه عملية تكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتفرقة صعوبات بسبب اختلاف التنسيقات والمعايير المستخدمة في تلك الأنظمة. لمواجهة هذه المشكلة، قام فريق شركة "آتش ووركس" باستخدام منصات وسيطة تتميز بموصلات وواجهات برمجة تطبيقات متطورة، مما ساهم في تسهيل عملية دمج البيانات بسلاسة وكفاءة. أخطار الأمان: مع زيادة مستوى التكامل بين أنظمة الذكاء الاصطناعي، ينمو احتمال حدوث خروقات أمنية أو استغلال الثغرات. ويكمن الحل في وضع بروتوكولات أمان صارمة، وإجراء تدقيقات أمنية دورية، مع ضمان توافق جميع الأنظمة مع أعلى معايير الأمان. مشاكل القابلية للتوسع: كلما زاد عدد أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة، ازدادت الحاجة إلى حلول تنظيمية مرنة يمكنها استيعاب النمو المستمر. وفي هذا السياق، يمكن اختيار أدوات تنظيم تعتمد على السحابة، توفر مرونة عالية وتعدل الموارد ديناميكيا لتلبية الاحتياجات المتزايدة. قضايا التوافق البيني: غالبا ما تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي نماذج بيانات وهياكل معمارية متباينة، مما يجعل التوافق البيني تحديا مستمرا. لذلك، يمكن اعتماد تنسيقات بيانات قياسية وهياكل معمارية مفتوحة، الأمر الذي يسهل التوافق بين الأنظمة المختلفة ويضمن تكاملا فعالا. أفضل الخطوات لإتقان تنسيق الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال لتنسيق الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وتحقيق أقصى استفادة منه في مجال الأعمال، ينصح باتباع الخطوات التالية: ابدأ صغيرا ثم توسع تدريجيا: ابدأ بمشروع تجريبي يركز على دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مهمة محددة، مثل التعلم الآلي، حيث يتيح لك هذا النهج اكتشاف تعقيدات البنية على نطاق محدود وفهم تفاصيل طبقات التنظيم قبل الانتقال إلى مشاريع أكبر وأكثر تعقيدا. التركيز على جودة البيانات وسهولة الوصول إليها: ضمان نظافة وتنظيم البيانات أمر حاسم، إذ يجب أن تكون البيانات متاحة لجميع الأنظمة ومعدّة بجودة عالية لضمان التوافق البَيني واتخاذ قرارات دقيقة. كما يوصى بإشراك علماء البيانات لتحليل وتحسين تدفقات البيانات بشكل مستمر. اختيار الأدوات المناسبة لاحتياجات العمل: اختر منصات تنظيم تتماشى مع أهدافك ومتطلباتك التقنية. ويفضل استخدام منصات منخفضة الكود لتبسيط الاستخدام، مع مراعاة التوافق مع البنية الحالية والقابلية للتوسع ودعم بروتوكولات الأمان ضمن تصميم معماري معياري. اعتماد نهج معياريّ: قم بتصميم تدفقات عمل الذكاء الاصطناعي على هيئة كتل معيارية، حيث يتيح هذا النهج إمكانية تعديل أو استبدال المكونات دون التأثير في النظام كلّه. كما ينصح باستخدام "بنية ميكرو سرفيس" (Microservices Architecture) التي تفكك النظام إلى خدمات صغيرة مستقلة يمكن تطويرها وتوسيعها بسهولة لتحقيق قيمة أكبر للعمل. الاستثمار في التدريب وبناء القدرات: تأكد من تدريب فريقك، بما في ذلك المهندسون وعلماء البيانات، على أحدث تقنيات تنظيم الذكاء الاصطناعي. حيث إن التطوير المهني المستمر أمر بالغ الأهمية لمواكبة التقدم التكنولوجي. كما أن الاعتماد على الحلول المنخفضة الكود يمكن أن يسرّع هذه العملية. مراقبة الأداء وجمع التعليقات: راقب أنظمة الذكاء الاصطناعي بانتظام باستخدام التحليلات لتقييم الكفاءة والأداء، واستمع إلى ملاحظات المستخدمين لتحديد مجالات التحسين. هذا الأمر سيساهم في تقديم قيمة أعمال متزايدة. تعزيز الأمان بشكل شامل: الأمان هو العمود الفقري لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومن المهم تطبيق تدابير أمان قوية، مثل تشفير البيانات وتأمين واجهات برمجة التطبيقات، مع إجراء تدقيقات دورية لاكتشاف ومعالجة أي ثغرات، خاصة عند التعامل مع البيانات الحساسة. نظرة نحو المستقبل.. كيف سيتطور تنسيق الذكاء الاصطناعي؟ مع استمرار العالم في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكن للتطلع إلى المستقبل أن يمنحك ميزة تنافسية ويسرع من تكيّفك مع التحولات الجديدة. استنادا إلى آراء نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي في شركة "آتش ووركس" (HatchWorks)، نقدم لكم أبرز التوجهات المستقبلية التي من المتوقع أن تشكل ملامح تنسيق الذكاء الاصطناعي: التركيز على إنشاء أنظمة مستقلة: المستقبل سيشهد تركيزا متزايدا على تطوير أنظمة مستقلة قادرة على إدارة نفسها وحلّ المشكلات تلقائيا. هذا النهج سيعزز مرونة الأنظمة، ويقلل فترات التوقف، ويرفع من كفاءة العمليات بشكل عام. زيادة الاعتماد على إستراتيجيات السحابة الهجينة والمتعددة السحابات: مع تنامي الاعتماد على الحوسبة السحابية، سيصبح تنسيق الذكاء الاصطناعي أكثر تطورا لإدارة العمليات عبر منصات متعددة بشكل سلس وفعّال. هذا التطور سيوفر إمكانيات أكبر لإدارة البيانات ومعالجتها بكفاءة. دمج تقنية "البلوك تشين" (Blockchain) لتعزيز الأمان والشفافية: يتوقع دمج تقنية "البلوك تشين" في تنسيق الذكاء الاصطناعي، خاصة في قطاعات حساسة كالرّعاية الصحية والمالية، حيث ستوفر هذه التقنية بيئة آمنة لتبادل البيانات بين الأنظمة، مع ضمان الشفافية وقابلية التتبع. ظهور مفهوم "حدائق النماذج" (Model Gardens): ستعتمد المزيد من الشركات على فكرة "حدائق النماذج"، حيث يتم تشغيل عدة أنظمة ذكاء اصطناعي بدلا من الاعتماد على نظام واحد. ويتيح هذا النهج مرونة أكبر لتبديل النماذج بسهولة عند ظهور خيارات أفضل أو لحالات استخدام مختلفة. أدواتك المثالية لتنسيق أنظمة الذكاء الاصطناعي بفعالية لتحقيق النجاح في تنسيق الذكاء الاصطناعي، لابد من الاعتماد على مجموعة متكاملة من الأدوات التي تسهل إدارة وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بكفاءة. إليك أبرز الأدوات التي ستساعدك في تحقيق ذلك: "سميث أو إس" (SmithOS): هي منصة مبتكرة تتيح للمستخدمين إنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي باستخدام واجهة سحب وإفلات بسيطة، دون الحاجة إلى مهارات برمجية. وتتميز المنصة بتكامل سلس مع واجهات برمجة التطبيقات (APIs) ومصادر البيانات المختلفة، مما يبسط العمليات المعقدة.كما تدعم مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك "شات جي بي تي" و"كلاود" (Claude) و"كوبيلوت" (CoPilot) و" ميتا"، مما يجعلها أداة متعددة الاستخدامات لإنشاء حلول ذكاء اصطناعي مخصصة. "كابرنتس" (Kubernetes): وهو منصة مفتوحة المصدر مصممة لأتمتة نشر وتشغيل الحاويات عبر تجمعات من المضيفين، ويعد مثاليا لتنظيم العمليات في بيئات السحابة، حيث يوفر أساسا قويا لإدارة الخدمات الدقيقة (microservices) والتطبيقات الموزعة. كما يساعد في أتمتة تحديثات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق أعباء العمل بسلاسة، مما يجعله أداة رئيسية لتطوير بيئات ذكاء اصطناعي مرنة وقابلة للتوسّع. "أبيتش إر فلو" (Apache Airflow): إذا كنت تبحث عن أداة تضمن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام أحدث البيانات، فإن "أبيتش إر فلو" (Apache Airflow) هو الخيار المثالي. هذه الأداة مفتوحة المصدر تتيح إعداد وإدارة تدفقات العمل الحسابية وخطوط البيانات المعقدة بكفاءة، مما يجعلها أساسية في مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تدفقات بيانات دقيقة ومتطورة. "فلايت" (Flyte): هي منصة متخصصة في تصميم وإدارة سير العمل المعقد في مجالات مثل البيانات والتعلم الآلي، حيث تركز على قابلية التوسع والتعامل مع مجموعات البيانات الكبيرة بكفاءة، مما يجعلها مثالية للبيئات الموزعة التي تتطلب مرونة عالية. في النهاية، لا شك أن دمج الذكاء الاصطناعي في الهياكل التنظيمية يمثل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر تطورا وابتكارا. ورغم التحديات التي قد ترافق هذا التحول، فإن الشركات التي ستتمكن من دمج هذه التقنيات بشكل إستراتيجي ستضمنُ ريادتها وتفوقها في المستقبل. إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين العمليات فحسب، بل يشكل عنصرا أساسيا لتحقيق الابتكار المستدام والنمو الطويل الأمد. لذلك، فإن الاستفادة القصوى من هذه التقنيات ستحدد الفارق بين المؤسسات التي تسعى للتميز، وتلك التي تجد نفسها متأخرة عن الركب. في رأيك، وعلى ضوء هذا، إلى أي مدى يمكن أن تصل حدود هذا التنسيق؟ وهل ستتمكن المؤسسات من الحفاظ على توازن دقيق بين قوة الابتكار وسلامة القرارات البشرية؟


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
بيان نويهض الحوت "أيقونة الذاكرة الفلسطينية"
مؤرخة ومفكرة لبنانية الأصل فلسطينية المولد والنشأة، سليلة أسرة مناضلة جمعت بين العمل الوطني والاهتمام بالثقافة والمعرفة ، وهذا أسهم في تكوين شخصيتها الفكرية في سن مبكرة. عايشت النكبة عام 1948 بكل ما خلفته من فقد وتشرد، لتغادر مع أسرتها إلى لبنان ف الأردن ثم سوريا قبل العودة للاستقرار في بيروت حيث بدأت مسيرتها العلمية والصحفية والسياسية. عرفت بيان بالتزامها العميق بالقضية الفلسطينية، فجمعت بين العمل الأكاديمي والبحث التاريخي والنشاط الإعلامي والسياسي، وقدّمت أثناء مسيرتها مؤلفات توثيقية مهمة أرخت لتاريخ فلسطين الحديث، وظلت صوتا بارزا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وحفظ ذاكرته، حتى رحيلها في 12 يوليو/تموز 2025. المولد والنشأة والحياة الأسرية ولدت بيان عجاج نويهض عام 1937 في مدينة القدس لعائلة من أصول لبنانية، إذ ينحدر والدها المؤرخ والمناضل القومي عجاج نويهض (1897-1982) من رأس المتن، بينما ترجع أصول والدتها الشاعرة جمال سليم إلى منطقة جباع الشوف. عاش والداها اللبنانيان في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان، حين كانت بلاد الشام أرضا واحدة لا حدود بينها آنذاك. ونشأت في بيت أسرتها بحي "البقعة الفوقا" بالقدس الغربية رفقة أخيها خلدون وأخواتها الثلاث: نورا وسوسن وجنان. تزوجت عام 1962 من الصحفي الفلسطيني شفيق الحوت أحد مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بين عامي 1964 و1993، ورزقا بـ3 أبناء؛ حنين وسيرين وهادر. علاوة على تأثرها البليغ بوالديها في مراحل نشأتها الأولى، كان لخالها المجاهد فؤاد سليم وابنة خالتها الشاعرة والناقدة سلمى الخضراء الجيوسي بصمة بارزة في تشكل وعيها في سن مبكرة. الدراسة والتكوين العلمي بدأت تعليمها في مدرسة "شميدت" الألمانية للراهبات في حي باب الساهرة على مقربة من البلدة القديمة للقدس. اضطرت بعد النكبة عام 1948 للانتقال مع عائلتها إلى لبنان ثم الأردن، فتابعت دراستها بمدرسة "الملكة زين الشرف"، قبل أن تنال شهادة المعلمات في رام الله عام 1956. واصلت لفترة قصيرة دراستها الجامعية في كلية التربية بجامعة دمشق ، قبل أن تلتحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية تزامنا مع عودة أسرتها بشكل نهائي للاستقرار في لبنان عام 1959. حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1963، وشهادة عليا في القانون العام وأخرى في العلوم السياسية أوائل سبعينيات القرن الـ20، لتتوج بعد ذلك مسارها الأكاديمي بنيلها شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1978 بأطروحة تحت عنوان: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" التي أشرف عليها الدكتور أنيس صايغ. الفكر والتوجه الأيديولوجي تميز فكر بيان نويهض الحوت بالتزام قومي عربي واضح، وتمحوّر اهتمامها خاصة حول القضية الفلسطينية باعتبارها قلب الصراع العربي‑الإسرائيلي. التحقت بـ" حزب البعث العربي الاشتراكي" ذي التوجه القومي انطلاقا من إيمانها بضرورة الوحدة العربية، واستقالت منه بعدما شعرت بـ"عدم التوافق مع مواقف قياداته"، لا سيما بعد انفصال الوحدة السورية-المصرية عام 1961. وظّفت بيان التاريخ أداة مقاومة للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، وجمعت في رؤيتها بين الانتماء الوطني والموضوعية التي يستوجبها البحث التاريخي الأكاديمي. المسار السياسي انخرطت بيان نويهض الحوت في العمل السياسي مبكرا متأثرة بوالدها عجاج نويهض الذي كان من مؤسسي "حزب الاستقلال العربي". وبعد انتقالها إلى عمان في خمسينيات القرن الـ20، انضمت إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وتولت في بيروت قيادة "شعبة الشياح" التي كانت تضم عشرات الأعضاء معظمهم من العمال، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى "شعبة فلسطين" تحت قيادة توفيق الصفدي. وشكلّت أحداث الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 محطة مفصلية في مسيرتها، إذ اعتبرت أن موقف القيادة القومية للحزب لم يكن حاسما بما يكفي لمواجهة الانفصال، وقدمت مذكرة توضح موقفها وقرار الاستقالة من هياكل الحزب. ومع بدايات ستينيات القرن الـ20، التحقت بهيئة سياسية جديدة أكثر تخصصا في الشأن الفلسطيني، وهي "جبهة تحرير فلسطين-طريق العودة"، وجاورت في هذا التنظيم شخصيات فكرية ومناضلين فلسطينيين، أبرزهم زوجها شفيق الحوت، وإبراهيم أبو لغد ونقولا الدر والكاتبة سميرة عزام التي أدارت القسم النسائي في الجبهة. عملت الجبهة على توعية اللاجئين ودعم فكرة العودة إلى فلسطين عبر النشاط السياسي والثقافي والإعلامي، لكنها حلت لاحقا عام 1968 في سياق إعادة ترتيب الفصائل الفلسطينية بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة. إلى جانب العمل الحزبي، نشطت بيان نويهض الحوت في العمل النسائي الفلسطيني، إذ انخرطت في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأسهمت في التثقيف والتوعية السياسية والاجتماعية بين النساء الفلسطينيات في لبنان وخارجه. وبعد توقف عملها الحزبي المباشر، ركزت على العمل الفكري والبحث الأكاديمي واستخدمت التأريخ والتوثيق أداة للدفاع عن القضية الفلسطينية. إعلان كما كانت عضوا في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، ومجلس إدارة مؤسسة القدس، وشاركت في مؤتمرات وندوات عربية ودولية طرحت خلالها القضية الفلسطينية من منظور تاريخي وسياسي شامل، وأكدت على مركزية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني. الوظائف والمسؤوليات امتد المسار المهني لبيان نويهض الحوت بين التدريس الجامعي والصحافة والبحث الأكاديمي والتوثيق التاريخي، واتسم بالتنوع والاستمرارية على مدى عقود. ومن أبرز المناصب التي تقلدتها: عملت معلمة في مدرسة سكينة بنت الحسين في عمّان بعد تخرجها من دار المعلمات عام 1956. بدأت العمل الصحفي في بيروت من بوابة مجلة "دنيا المرأة" تحت إدارة إدفيك شيبوب في مطلع الستينيات. عملت محررة وكاتبة سياسية في مجلة الصياد (1960-1966)؛ وأجرت مقابلات مع شخصيات عربية بارزة ونشرت مقالات عديدة عن الثورة الجزائرية. ترأست قسم التوثيق في مركز الأبحاث الفلسطيني-بيروت (1977–1987). عملت أستاذة في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية-الفرع الأول، ودرّست مواد القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط (1979-2001). عينت في منصب مديرة قسم التوثيق في مركز دراسات الوحدة العربية عام 1979، وانضمت عضوا في هيئة تحرير مجلة المستقبل العربي. عقب عام 2001 عملت باحثة متفرغة في الصراع العربي-الإسرائيلي، وكتبت أبحاثا ومؤلفات تاريخية وتوثيقية. كما سبق لها أن شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية والتاريخية منذ 1981، من أهمها: مؤتمر "حقوق الشعب الفلسطيني" المنعقد في هافانا-كوبا عام 1981. ندوة "الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني" المنعقدة في بون-ألمانيا الاتحادية عام 1985. ندوة "الاتجاهات الحديثة في العالم العربي" المنعقدة في شيكاغو- الولايات المتحدة عام 1985. ندوة "الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والمنافي" المنعقدة في نيوجيرسي-الولايات المتحدة عام 1986. شغلت بيان كذلك عضويات بارزة في منظمات عدة: عضو في المؤتمر القومي العربي في الفترة (1992-2025). عضو في الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين في الفترة (1995-2025). عضو في المؤتمر القومي الإسلامي في الفترة (1996-2025). عضو في مجلس إدارة مؤسسة القدس في الفترة (2000-2025). عضو في الجمعية الدولية للمترجمين العرب (واتا) في الفترة (2004-2025). المؤلفات فضلا عن العديد من المقالات، ألفت بيان نويهض مجموعة من الكتب، أبرزها: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" عام 1981. "الشيخ المجاهد عز الدين القسام في تاريخ فلسطين" عام 1987. "فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين" عام 1991. "مذكرات عجاج نويهض: ستون عاما مع القافلة العربية" عام 1993. كتاب " صبرا وشاتيلا: أيلول 1982″ عام 2003، وهو دراسة توثيقية ردت عبرها على تقرير لجنة كاهانا مثبتة بأن ما حدث مجزرة عنصرية. الجوائز والتكريمات حصلت عام 1964على الجائزة الأولى في مسابقة للقصة القصيرة نظمتها مجلة "الحوادث" اللبنانية، عن قصتها: "كانوا أربعة..". كرمها النادي الثقافي العربي في بيروت عام 2013. كرمتها سفارة فلسطين بلبنان عام 2014 تقديرا لعطائها الوطني والثقافي. حصلت عام 2015 على "جائزة القدس للثقافة والإبداع" لإنجازاتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتوثيق تاريخها. رحلت بيان نويهض الحوت في 12 يوليو/تموز 2025 في بيروت بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الفكري والنضالي دفاعا عن القضية الفلسطينية.