logo
الهجوم الإسرائيلي على إيران سيكون خطأً فادحاً

الهجوم الإسرائيلي على إيران سيكون خطأً فادحاً

بيروت نيوزمنذ 2 أيام

ذكر موقع 'The American Conservative' الأميركية أن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو أنه يحاول استفزاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما يتعلق الأمر بإيران. فمع اقتراب البيت الأبيض من التوصل إلى اتفاق، قال ترامب إن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية في طهران 'لن يكون مناسبا'. وعندما سُئل يوم الأربعاء عن مسألة التبادل حاد للاتهامات مع نتنياهو، قال ترامب إنه لم 'يحذر' رئيس الوزراء، لكنه كان حازمًا في أنه يريد حل قضية البرنامج النووي الإيراني من خلال اتفاق، وليس الحرب. وقال ترامب للصحفيين: 'نجري مناقشات جيدة للغاية مع الإيرانيين، وقلتُ إنني لا أعتقد أن استهداف إيران مناسب الآن. فإذا تمكنا من إبرام اتفاق، فسينقذ ذلك أرواحًا كثيرة'.'
وبحسب الموقع، 'اختتم المسؤولون الأميركيون جولتهم الخامسة من المحادثات مع الإيرانيين، واقتربوا من التوصل إلى بديل للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى في عام 2018، وقد ضم هذا الاتفاق، الذي توسط فيه الرئيس باراك أوباما في عام 2015، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا كموقعين. وكان نظام التفتيش النووي المُعقّد، المُطبّق مقابل رفع العقوبات عن طهران، ناجحًا إلى حد كبير، وفقًا للمفتشين والشركاء والأمم المتحدة. لكن ترامب، بتحريض من المحافظين الجدد في إدارته والكونغرس آنذاك، عارض ذلك، مُعتقدًا أنه يستطيع الحصول على 'صفقة أفضل'. الآن هو الوقت المناسب للحصول على اتفاق أفضل، وهو لا يريد أن تقف إسرائيل في طريقه'.
ورأى الموقع أن 'هذا من شأنه أن يؤدي إلى صدام بين مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو الصدام الذي كان يتجلى في التسريبات على مدى الأسبوع الماضي حول 'خطط' إسرائيل لمهاجمة إيران، سواء بمساعدة واشنطن أو موافقتها أو من دونها. من جانبها، اعتبرت إيران انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات فرصة لزيادة تخصيب اليورانيوم، لكنها أصرت دائما على أن هذا لأغراض الطاقة المدنية، وليس لبناء قنبلة. ولقد تم رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً من جانب إسرائيل والمتشددين في الكونغرس ومجتمع السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، الذين يزعمون أن إيران أصبحت الآن على بعد أسابيع وأيام، بل وحتى 'رمشة عين' من الحصول على سلاح نووي'.
وتابع الموقع، 'قال العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور للموقع إنه 'بالنسبة لنتنياهو، الهدف هو بدء الحرب مع إيران. نفوذه وسيطرته على الكونغرس الأميركي يضمنان الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل حالما يردّ الإيرانيون بهجوم مضاد كبير ضدها. وقالت باربرا سلافين، الزميلة في مركز ستيمسون في واشنطن: 'إن إسرائيل قادرة على إعاقة البرنامج النووي الإيراني، لكنها ستحتاج إلى الدعم الأميركي لإحداث أضرار جسيمة والتعامل مع الرد الإيراني المحتمل'. وأضافت أنه لا يمكن لإسرائيل أن تخوض حربها مع إيران دون مساعدة أميركية. وأشار سينا توسي، الزميل غير المقيم في مركز السياسة الدولية، إلى أمثلة حديثة حيث منع الجيش الأميركي إسرائيل من التعرض لقصف صاروخي إيراني، أبرزها الهجمات الإيرانية في نيسان وتشرين الأول 2024 ردا على اغتيال إسرائيل لجنرال إيراني ومسؤولين كبار ثم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث تم إطلاق مئات الصواريخ والطائرات من دون طيار على أهداف إسرائيلية، ونسبت إلى الولايات المتحدة وشركائها إسقاط جزء كبير منها باستخدام أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بهم'.
وأضاف الموقع، 'قال توسي: 'إن فكرة أن إسرائيل قد تشن حربًا على إيران دون دعم أميركي، وأن إيران ضعيفة جدًا بحيث لا تستطيع الرد، ليست غير واقعية فحسب، بل هي وهم خطير'. وأضاف: 'لقد أثبتت إيران بالفعل، وخاصة خلال هجماتها الصاروخية عام 2024، قدرتها على شن هجمات مكثفة واسعة النطاق قادرة على سحق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة'. وتابع قائلاً: 'في عملية تشرين الأول، أُطلق نحو 180 صاروخًا باليستيًا، اخترقت العشرات منها الدفاعات الإسرائيلية وألحقت أضرارًا بقواعد عسكرية رئيسية. وكان هذا بمثابة رسالة واضحة: إيران لديها القدرة على الرد والتصعيد. وأشار توسي وآخرون إلى أن الإسرائيليين يدركون هذا، لكنهم يلعبون لعبة خطيرة من أجل تدمير زخم محادثات السلام التي يعقدها ترامب'.
وبحسب الموقع، 'قال توسي: 'حملة الضغط التي نشهدها الآن من نتنياهو وحلفائه تهدف إلى منع نجاح الدبلوماسية الأميركية الإيرانية. هدفهم هو حصر الإدارة وتخريب المسار الدبلوماسي الذي من شأنه تقويض استراتيجية أمضى المتشددون الإسرائيليون سنوات في الترويج لها من خلال المواجهة والعزلة'.'

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المفاوضات النووية بلغت أول اقتراح أميركي... وتقرير الوكالة الدولية يزيد الضغط على إيران
المفاوضات النووية بلغت أول اقتراح أميركي... وتقرير الوكالة الدولية يزيد الضغط على إيران

النهار

timeمنذ 23 دقائق

  • النهار

المفاوضات النووية بلغت أول اقتراح أميركي... وتقرير الوكالة الدولية يزيد الضغط على إيران

مع بلوغ المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران مرحلة تتسم بالدقة، تسلمت طهران بواسطة الوسيط العُماني "عناصر من اقتراح" أميركي بشأن اتفاق محتمل للبرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد خمس جولات من المفاوضات بين الجانبين. وبينما تدرس إيران الرد، لاحت نُذر أزمة جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمت في تقريرها، الصادر السبت، إيران بتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وبتنفيذ أنشطة نووية سرية في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة. توقيت صدور التقرير قبل أسبوع من اجتماع محافظي الوكالة الدولية في فيينا، عزز من ارتياب طهران بوجود مساعٍ لتوظيف التقرير "السياسي وغير المتوازن" في المفاوضات النووية. وكان هذا باعثاً على مسارعة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الاتصال بالمدير العام للوكالة الدولية رافاييل غروسي محذراً. تخشى إيران أن يدفع التقرير بالترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى الطلب من مجلس الأمن إعادة تفعيل "آلية العودة السريعة" للعقوبات الأممية على طهران، على خلفية ما يرونه من عدم وفائها بالتزاماتها الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي. لكن إقدام الترويكا الأوروبية على هذا الإجراء، قد يثير رداً إيرانياً يجر مزيداً من الأزمات، على غرار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية، بما يقضي على فرص التوصّل إلى حل تفاوضي للبرنامج النووي الإيراني. التقرير، ضاعف الضغوط على إيران قبل الجولة السادسة من المفاوضات، التي تجري في واقع الأمر في ظل تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. هذه التهديدات حملت الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتصال بنتنياهو قبل أيام، ليبلغه أن "الوقت غير ملائم" للذهاب إلى الخيار العسكري، بينما المفاوضات مستمرة وتبشر بالوصول إلى اتفاق في وقت قريب. الخوف الآن، يكمن في أن يستغل نتنياهو تقرير الوكالة الدولية، كي يؤكد صحة وجهة نظره القائمة على أن الديبلوماسية لن تنجح في ثني إيران عن خيار القنبلة، وبأنها تشتري الوقت عبر المفاوضات ليس إلا. لكن ترامب يبقى متمسكاً إلى الآن بالتفاوض. وربما تشجع أكثر بعد التقارير التي تحدثت الأسبوع الماضي، عقب زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمسقط، عن أن إيران قد تقبل بـ"تجميد" موقت لتخصيب اليورانيوم، في مقابل إفراج أميركا عن ودائع إيرانية مجمدة في قطر، والاستعداد للتفاهم على اتفاق إطار مع أميركا يمهّد لحل "سياسي" أشمل للبرنامج النووي الإيراني. معلوم، أن وقف تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية كان من الخطوط الحمر التي تتمسك بها طهران منذ بدء المفاوضات، بينما السماح بالتخصيب داخل إيران كان خطاً أحمر أميركياً. لا ريب في أن التوفيق بين الخطوط الحمر للجانبين، سيكون المفتاح إلى الحل المنشود. إن تهديدات نتنياهو وتقرير الوكالة الدولية وتحذيرات الترويكا الأوروبية، تشكّل أوراق ضغط في يد المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف، ولن يتوانى عن استخدامها في الآتي من جولات التفاوض غير المباشر مع عراقجي. هذه المناخات الضاغطة التي تحف بالمفاوضات، تؤثر عليها سلباً وإيجاباً. بينما الأهم من كل ذلك هو توافر إرادة سياسية لدى الطرفين توصل إلى نهايات سعيدة. وتشير التقديرات إلى أن كلاً من ترامب وإيران، يجدان أن من مصلحتهما إبرام اتفاق أكثر من الذهاب إلى مواجهة. وهذا يفترض التوصل إلى صيغة تتيح لكل منهما الادعاء بأنه خرج رابحاً بأقل قدر من التنازلات. ما لم يطرأ طارئ خطير ينسف المفاوضات برمتها، على شاكلة ضربة إسرائيلية منفردة، تبقى كفة الوصول إلى اتفاق هي الراجحة.

02 Jun 2025 06:32 AM الثوابت الحاسمة للإدارة الأميركية: نفذوا المطلوب وإلا...
02 Jun 2025 06:32 AM الثوابت الحاسمة للإدارة الأميركية: نفذوا المطلوب وإلا...

MTV

timeمنذ 24 دقائق

  • MTV

02 Jun 2025 06:32 AM الثوابت الحاسمة للإدارة الأميركية: نفذوا المطلوب وإلا...

يبدو أن الإدارة الأميركية تعمل على إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي تمهيداً لمرحلة جديدة، لن تكون مغايرة للمرحلة السابقة في إطار التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط ومن ضمنها لبنان. فقد علمت "نداء الوطن" من مصادر داخل البيت الأبيض، أنه سيتم استبدال مسؤولين يتعاطون مباشرة مع الجسم الصحافي، وتحديداً في ملف لبنان، على أن تحدد الأسماء الجديدة الثابتة بعد أسبوعين، ويبقى التعاطي مع الأسماء الحالية حتى الأسبوع المقبل بشكل موَقت. على خط متصل، أكدت المصادر عدم وجود تاريخ محدد لأي زيارة قريبة ومعلنة لنائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس. وفي هذا السياق، كانت القناة 14 الإسرائيلية أعلنت أن أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً ووصفت الخطوة بأنها "ليست خبراً جيداً لإسرائيل"، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح "حزب الله". وفي الموازاة، كشفت القناة الإسرائيلية عن طرد ميرف سارين، وهي أميركية من أصل إسرائيلي كانت تتولى مسؤولية "ملف إيران"، إلى جانب إريك تراجر الذي أشرف على ملفات "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" داخل مجلس الأمن القومي الأميركي. وكان الاثنان يُعدّان من أبرز الداعمين لـ "إسرائيل" في الإدارة الحالية. هذه المتغيرات لا يعتقد المراقبون أنها ستغير من نهج واستراتيجية ترامب تجاه الملف اللبناني و"حزب الله"، لأنها تأتي في سياق نهج ترامب القائم على تقليص نفوذ مجلس الأمن القومي لمصلحة إدارة السياسة الخارجية من قبل مجموعة ضيقة من المقربين. في أي حال، يُنتظر ما إذا ستكون لأورتاغوس زيارة أخيرة إلى بيروت تردد أنها ستكون حاسمة، لا سيما لجهة المطالب الأميركية. فماذا تريد الولايات المتحدة من لبنان مع أورتاغوس ومع من سيخلفها أيضاً؟ تؤكد واشنطن مدعومة من شركائها الدوليين والعرب على طرح رؤيتها الواضحة: "لا دعم دون إصلاح، ولا استثمار دون سيادة، ولا تعافٍ دون انخراط لبنان في الشرعية الإقليمية والدولية، علماً أن تصريحات أورتاغوس عكست صراحة غير مسبوقة في تحديد الشروط الأميركية الثابتة مهما حصل من متغيرات: نزع السلاح غير الشرعي، إصلاح اقتصادي شامل، ضبط الحدود. فواشنطن لم تعد ترى في لبنان دولة صغيرة هامشية، بل مساحة اختبار للنفوذ، والاستقرار، وإعادة هندسة النظام الإقليمي. من هنا يأتي قرار زيادة الضغط الخارجي على لبنان للإسراع في عملية سحب الأسلحة، ووضع جدول زمني واضح لذلك، من جنوب الليطاني وشمال الليطاني وصولاً إلى البقاع. ويستتبع ذلك فوراً مسار تثبيت ترسيم الحدود البرية، وإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية. بعدها يصبح ملف إعادة الإعمار على طاولة البحث. المعادلة الدولية الثابتة التي لا يريد أن يفهمها "حزب الله": إصلاح شامل مقابل الانفتاح. لم يعد مقبولاً، بنظر واشنطن والخليج وأوروبا، أن يستمر لبنان كدولة شبه مفلسة تدور في فلك اقتصاد ظلّ وسلاح موازٍ. لذلك، أصبح واضحاً أن أي انخراط دولي في دعم لبنان مشروط بخارطة إصلاح شاملة وعملية، تشمل: • حصر السلاح بيد الجيش اللبناني. • تطبيق القرار 1701 وفرض السيادة على كامل الحدود. • الإصلاح المصرفي والمالي وإقفال بما يوصف بـ "مغارة القرض الحسن". • إصلاح الإدارة العامة. • تعزيز القضاء المستقل. خريطة الطريق: محاور الإصلاح المطلوبة التي تبلغ بها المسؤولون في لبنان: 1. إصلاح الشراء العام يمثل الفساد في الصفقات العمومية أحد أبرز أوجه الهدر. المطلوب رقمنة المناقصات، تعزيز دور هيئة الشراء العام، ووضع حد للامتيازات الخاصة لبعض الإدارات. 2. إصلاح النظام المصرفي رفع السرية المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف، وهي خطوات لا غنى عنها لاستعادة الاستقرار المالي. 3. إصلاح الإدارة العامة المطلوب هو تفعيل مجلس الخدمة المدنية، اعتماد التوظيف بالكفاءة، والانتقال إلى الإدارة الرقمية. 4. إصلاح الأجهزة الأمنية المساعدات الأمنية الغربية مرهونة بتحقيق شفافية داخل الأجهزة، توحيد غرف العمليات، ومنع استغلال القوى الأمنية لتصفية حسابات سياسية أو مذهبية. 5. عقيدة دفاعية وطنية موحدة الجيش اللبناني ينهي منطق الازدواجية بين السلاح الشرعي وغير الشرعي، ويعيد ترسيم حدود القرار العسكري تحت سقف سيادة الدولة لا الولاءات. 6. ضبط الحدود وإنهاء التهريب فالمعابر غير الشرعية تموّل اقتصاداً موازياً يخدم مصالح سياسية وأمنية خارجية. مكافحة التهريب الجمركي والمالي باتت ضرورة ملحة. 7. إصلاح قطاع الطاقة من أبرز مطالب المجتمع الدولي، تحرير قطاع الكهرباء من الفساد السياسي، وذلك يتطلّب تفعيل الهيئة الناظمة، خصخصة جزئية لإنتاج وتوزيع الكهرباء. الرؤية الاستراتيجية: من الحياد إلى المحور لبنان لا يمكنه البقاء على هامش الصراع الإقليمي. عليه أن يختار: الانضمام إلى محور الاعتدال العربي بقيادة السعودية، أو الاستمرار في التماهي مع محاور تصادمية أدخلته في العزلة. ترى الولايات المتحدة أن انخراط لبنان في مشروع استقرار إقليمي يشمل الطاقة، النقل، الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي، هو الضمان الوحيد لبقائه ضمن الدول القابلة للحياة لا الفوضى. لذلك يُطلب اليوم من لبنان ما طُلب من بغداد بعد عام 2003: إصلاح المؤسسات، نزع السلاح الموازي وتأمين عدالة التمثيل السياسي والاقتصادي. الفارق أن لبنان ما زال يملك هوامش تفاوض وفرصاً للإنقاذ. لبنان أمام مفترق طرق بين الانهيار والاستنهاض، يقف لبنان في لحظة حاسمة. أمامه فرصة فريدة: أن ينخرط في منظومة الشرعية العربية والدولية، وأن يُعيد بناء دولته على أسس السيادة والعدالة والشفافية، أو أن يواصل التآكل الداخلي، وأن يبقى دولة عاجزة، تتقاسمها المصالح. في المحصلة، تتغير أسماء في التعاطي مع ملف لبنان لكن السياسة الأميركية واحدة: نفذوا المطلوب وإلا....

مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات
مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات

المركزية

timeمنذ 31 دقائق

  • المركزية

مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات

على الأهمية التي تكتسبها الجولات العربية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وكان آخرها أمس زيارة الرئيس عون لبغداد، إلا أنها لا تحجب ملامح إرباك صار من الصعب تجاهله في واقع تماسك الحكم والدولة أمام العديد من الملفات والاستحقاقات الحيوية. ذلك أن التوتر الذي صعد إلى واجهة المشهد السياسي في السجالات التي دارت بين 'حزب الله' ورئيس الحكومة سرعان ما تفشّت تداعياته لتضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يقف الأمر عند 'رسالة' إعلامية خاطفة وجّهها بري إلى سلام ليؤكد عدم التمايز بين موقفه وموقف 'حزب الله'، بل إن 'وحدة الحال' في الحكم بدت مهتزة أمام واقعتين لم تثارا إعلاميا ولكن اصداءهما ترددت في الكواليس السياسية ولو ظلت مكتومة. الأولى، تمثلت في اجتماع أمني رفيع المستوى عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وخصّص للبحث في إجراءات سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات بما أثار التساؤل عن تغييب رئيس الحكومة عن اجتماع بهذه الأهمية. والثانية، تمثلت في 'مبادرة' الرئيس بري إلى الكشف عن أنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان 'اليونيفيل' تصدّرت الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يومين، كاشفاً أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وهو الأمر الذي أثار مجدداً الاستغراب حيال 'تفرّد' رئيس السلطة التشريعية بإعلان قرارات تنفيذية تتصل بصلاحيات حكومية أولاً، وبصلاحية وزارة الخارجية تحديداً. وفي هذا الإطار، عُلم أن الرئيس نواف سلام سيزور اليوم رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة. يحصل ذلك ولبنان يستعد لحركة ديبلوماسية قد تنطوي على وضعه أمام معطيات خارجية مؤثرة جديدة. ففي وقت كانت أنظار المسؤولين تترقب الزيارة الثالثة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان، فوجئت بيروت بالتقارير الصحافية عن مغادرة أورتاغوس منصبها بعدما أُبلغت أنه سيتم نقلها إلى منصب آخر داخل إدارة ترامب. وأفادت التقارير أن أورتاغوس كانت ترغب في أن تُعيَّن مبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب أُعطي بدلاً منها لتوم باراك. وسيقوم ستيف ويتكوف هذا الأسبوع بالإعلان عن بديل مورغان، وذلك وفقاً لمصادر في البيت الأبيض. في السياق، تحدثت القناة 14 الإسرائيلية أنّ أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً وأنّ 'هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله'. وفي بيروت بدا واضحاً أن أي جهة لا تملك الجزم بعد، وفي انتظار تبلّغها معلومات رسمية من واشنطن، ما إذا كانت أورتاغوس ستقوم بزيارتها المرتقبة أم سيكون هناك تبديل واسع في تعيين البديل والآلية والأجندة التي اعتمدتها. كما أن بيروت ستستقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يصل اليوم ويجري غداً لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي. وهي زيارة سيجري رصد أهدافها في ظل الأولوية التصاعدية لملف نزع سلاح 'حزب الله' وموقف إيران منه، كما في ظل المعطيات المتصلة بالمفاوضات النووية بين أميركا وإيران وانعكاسات فشلها أو نجاحها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store