
هل ستكون فرنسا بوابة انفتاح دولي على سوريا؟
هذه الزيارة، الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى دولة غربية كبرى منذ بداية الأزمة السورية، شكّلت منعطفاً حاسماً في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، إذ بدت وكأنها محاولة لاستكشاف مسار مزدوج:
الأول يتعلق بإمكانية أن تجني دمشق ثماراً سياسية واقتصادية من التزامها بمعايير المجتمع الدولي، والثاني بإيجاد مخرج سياسي للمجتمع الدولي نفسه كي يعيد فتح قنوات التواصل مع سوريا، من دون أن يظهر بمظهر المتراجع عن مواقفه المبدئية.
هذا الانسداد كان له أثر سلبي في الشهور الماضية، ليس فقط على مسار إعادة الإعمار المتعثر، بل أيضاً على توازن الداخل السوري، كما ظهر جلياً في حادثتين بارزتين خلال الأشهر الماضية:
الأولى في الساحل السوري، بما شهدتها من أحداث، في واحدة من أكثر المحطات خطورة منذ سقوط النظام السابق، والثانية في محور صحنايا – جرمانا جنوبي دمشق، حيث تحوّلت خلافات محلية إلى مواجهات مسلحة بين فصائل درزية ومجموعات مسلحة.
فالعزلة في ظل غياب أفق سياسي، وحرمان البلاد من الموارد الحيوية، سيضع سوريا أمام السيناريو الأسوأ، وهو تفكك الأمن المحلي وانهيار ما تبقى من بنى الدولة في بعض المناطق، وهو سيناريو تسعى الدولة السورية إلى تجنبه، وتحتاج إلى مساعدة دولية لدعم هذا الاتجاه.
غير أن الحذر لا يزال سيّد الموقف. فباريس، وعلى الرغم من الترحيب الرمزي بزيارة الشرع، لم تمنح دمشق شيكاً على بياض، بل أكدت في بياناتها أن تحسين العلاقات مشروط بتحقيق خطوات ملموسة، على رأسها إنهاء الأزمات الداخلية.
وإنجاز تسوية دائمة مع قوات سوريا الديمقراطية، وبدء مسار متكامل للحكم المدني المتعدد، وهو ما تعتبره باريس مدخلاً لتثبيت الاستقرار ومنع تكرار دوامة العنف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 34 دقائق
- سكاي نيوز عربية
افتتاح دار سكن السفير الأميركي في دمشق
وحضر الشيباني مراسم رفع باراك للعلم الأميركي في دار السكن. وصل باراك، إلى مقر السفير في العاصمة دمشق، الخميس، في أول زيارة رسمية منذ إغلاق السفارة الأميركية في 2012 بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، وفق ما أوردته وكالة "رويترز". وجرى تعيين بارّاك في منصب مبعوث بلاده لسوريا في 23 مايو ، وهو أيضاً سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. وكان روبرت فورد آخر دبلوماسي شغل منصب السفير الأميركي في دمشق، حين اندلع النزاع السوري منتصف مارس 2011. وبعد فرض بلاده أولى العقوبات على مسؤولين سوريين، أعلنته دمشق من بين الاشخاص "غير المرحب بهم"، ليغادر سوريا في أكتوبر من العام ذاته. وشاهد مصورو فرانس برس العلم الأميركي مرفوعا داخل حرم منزل السفير الأميركي، الواقع على بعد مئات الأمتار من السفارة الاميركية في منطقة أبو رمانة، وسط اجراءات أمنية مشددة. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا تعيين باراك الذي يشغل منصب السفير الأميركي لدى أنقرة، موفدا إلى سوريا. وقال ترامب وفق منشور لوزارة الخارجية، على منصة أكس "يدرك توم (باراك) أن ثمة إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط". وأضاف "معا، سنجعل الولايات المتحدة والعالم آمنين من جديد". وجاء تعيين الموفد الأميركي بعيد لقاء ترامب الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في 14 مايو في الرياض، حيث أعلن رفع العقوبات التي فرضت على دمشق خلال حكم الرئيس بشار الأسد. وسبق للشرع والشيباني أن التقيا باراك في نهاية الأسبوع في اسطنبول على هامش زيارة رسمية إلى تركيا. وقال بيان عن الرئاسة السورية، يوم الأحد، إن الاجتماع جاء "في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية" مع واشنطن.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
بمراسم رفع العلم.. تدشين مقر إقامة السفير الأمريكي في سوريا
شارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، في مراسم رفع العلم على مقر إقامة السفير الأمريكي بالعاصمة دمشق. ووصل باراك إلى سوريا على رأس وفد دبلوماسي وأمني رفيع المستوى، لإجراء مباحثات مع الرئيس أحمد الشرع. وقبل ذلك توجه المبعوث الأمريكي برفقة الشيباني لافتتاح منزل سكن وإقامة السفير الأمريكي في سوريا. العقوبات على سوريا وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد لقاء الشرع في الرياض خلال جولته الخليجية رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. كما أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قبل أيام قراراً فورياً بتخفيف كبير للعقوبات على سوريا، مع بعض الاستثناءات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية: إن الوزير ماركو روبيو أصدر إعفاء لمدة 180 يوماً من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر. وتأتي الخطوة تنفيذاً لقرار أعلنه ترامب، الذي قال: «سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم، كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل، لكن الآن حان وقتهم للتألق».


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
بعد العودة.. نازحون سوريون ينصبون خيماً على أنقاض منازلهم
الحواش ـ (أ ف ب) بعدما قاسى حياة النزوح لنحو 14 عاماً، عاد عارف شمطان إلى قريته المدمرة في شمال غرب سوريا بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد، مفضّلاً خيار العيش في خيمة على أطلال منزله المدمّر، بدلاً من البقاء مشرداً في المخيمات. وعاد شمطان البالغ 73 عاماً بلهفة مع ابنه إلى قريته الحواش الواقعة عند أطراف محافظة حماة، متفقداً ما تبقى من منزله وأرضه الزراعية للمرة الأولى منذ نزوحه على وقع المعارك إلى مخيّم عشوائي قرب الحدود مع تركيا. وبعدما تمكّن من تأمين بعض احتياجاته، قرر قبل نحو شهرين مغادرة المخيم مع عائلته وأحفاده للاستقرار في خيمة متواضعة نصبها قرب منزله الذي تصدّعت جدرانه وبات من دون سقف. وبدأ زرع بستانه بالقمح والخضار. ويقول الرجل وهو يفترش الأرض أمام الخيمة المحاذية لحقله، محتسياً كوباً من الشاي: «أشعر بالراحة هنا، ولو على الركام». ويضيف: «العيش على الركام أفضل من العيش في المخيمات» التي بقي فيها منذ عام 2011. في قريته التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري السابق، وشكّلت خطّ مواجهة مع محافظة إدلب، التي كانت معقلاً للفصائل المعارضة، اختفت معالم الحياة تماماً. ولم يبق من المنازل إلا هياكل متداعية موزعة بين حقول زراعية شاسعة. ورغم انعدام مقومات الحياة والبنى التحتية الخدمية، وعجزه عن إعادة بناء منزله لنقص الإمكانات المادية، يقول شمطان بينما تجمّع حوله أحفاده الصغار: «لا يمكننا البقاء في المخيمات وأماكن النزوح»، حتى لو كانت «القرية كلها مدمرة.. لا أبواب فيها ولا نوافد والحياة معدمة». ويتابع «قررنا أن ننصب خيمة ونعيش فيها إلى حين أن تُفرج، ونحن ننتظر من المنظمات والدولة أن تساعدنا» إذ إن «المعيشة قاسية والخدمات غير مؤمنة». «لا خدمات ولا مدارس» في العام 2019، حين اشتدّ قصف الجيش السوري السابق على القرية، غادر المختار عبد الغفور الخطيب (72 عاماً) على عجل مع زوجته وأولاده، ليستقر في مخيم قريب من الحدود مع تركيا. وبعد الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، عاد على عجل أيضاً. ويقول: «كنت أود فقط الوصول إلى بيتي. ومن شدّة فرحتي (...)عدت ووضعت خيمة مهترئة، المهم أن أعيش في قريتي». ويكمل الرجل «يود الناس كلهم أن يعودوا»، لكن «كثراً لا يملكون حتى أجرة سيارة» للعودة، في بلد يعيش 90% من سكانه تحت خط الفقر. ويضيف بينما افترش الأرض في خيمة متواضعة قرب بقايا بيته «لا شيء هنا، لا مدارس ولا مستوصفات، لا مياه ولا كهرباء»، ما يمنع كثراً من العودة كذلك. لكنه يأمل «أن تبدأ إعادة الإعمار ويعود الناس جميعاً، وتفتح المدارس والمستوصفات» أبوابها. مليون عائد وبعد إطاحة الأسد، عاد 1,87 مليون سوري فقط، من لاجئين ونازحين، إلى مناطقهم الأصلية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي أشارت إلى أن «نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يشكل التحدي الأبرز» أمام عودتهم. ولا يزال نحو 6,6 مليون شخص نازحين داخلياً، وفق المصدر ذاته. ومع رفع العقوبات الغربية عن سوريا، لا سيما الأمريكية، تعوّل السلطات الجديدة على دعم الدول الصديقة والغربية لإطلاق مرحلة الإعمار، والتي قدرت الأمم المتحدة كلفتها بأكثر من 400 مليار دولار. «تغيّر كل شيء» بعدما نزحت مراراً خلال السنوات الأخيرة، عادت سعاد عثمان (47 عاماً) مع بناتها الثلاث وابنها إلى قريتها الحواش منذ نحو أسبوع. وتقول المرأة التي تؤمن قوتها اليومي من أعمال يدوية تؤمن لها أجراً بسيطاً «تغيّر كل شيء، البيوت تدمرت ولم يبق شيء في مكانه». ومع أن سقف منزلها انهار وتصدعت جدرانه، لكنها اختارت العودة إليه. على جدار متهالك، كدّست المرأة فرشاً ووسائد للنوم على خزانة قديمة. في العراء، وضعت سريراً صغيراً قرب لوحين شمسيين، لا يحميه شيء سوى بطانيات علّقت على حبال غسيل. في الجوار، وعلى ركام منزلها، أقامت المرأة موقداً لتطهو عليه الطعام. وتوضح «استدنت ثمانين دولاراً ثمن بطارية» لتوفير الإضاءة مع غياب شبكات الكهرباء. وتشرح السيدة التي فقدت زوجها خلال الحرب «نعرف أن المكان هنا مليء بالأفاعي والحشرات. لا يمكننا أن نعيش من دون ضوء في الليل». قرب قرية قاح المحاذية للحدود التركية في محافظة إدلب المجاورة، يخلو أحد المخيمات تدريجاً من قاطنيه في الأشهر الأخيرة. وتظهر صور جوية عشرات الخيم التي بقيت فقط جدرانها المبنية من حجارة الطوب. ويوضح جلال العمر (37 عاماً) المسؤول عن جزء من المخيم المتهالك، أن نحو 100 عائلة غادرت المخيم إلى قريته التريمسة في ريف حماه، لكن نحو 700 عائلة أخرى لم تتمكن من العودة جراء ضعف إمكاناتها المادية. ويتحدث عن غياب البنى التحتية الضرورية، على غرار إمدادات المياه والأفران. ويوضح «لشراء الخبز، يتوجّه الناس إلى محردة التي تبعد 15 كليومتراً أو إلى سقيلبية» المجاورة. ويضيف «لا يرغب الناس في البقاء بالمخيمات، يريدون العودة إلى قراهم، لكن فقدان أبسط مقومات الحياة من بنى تحتية وشبكات كهرباء وصرف صحي.. يمنعهم من العودة». ويقول «يسألني كثر لماذا لم تعد؟ لا منزل لدي وأنتظر فرصة لتأمين مكان يؤوني في القرية».