logo
شراكة أم "تدفيع" للثمن؟ .. اتفاق المعادن بين أمريكا وأوكرانيا يمنح واشنطن مزايا تفضيلية

شراكة أم "تدفيع" للثمن؟ .. اتفاق المعادن بين أمريكا وأوكرانيا يمنح واشنطن مزايا تفضيلية

الاقتصادية٠١-٠٥-٢٠٢٥

بعد أن ظل لفترة طويلة مثار شد وجذب بين واشنطن وكييف، وقع الجانبان أخيرا اتفاقا يمنح الولايات المتحدة مزايا تفضيلية لاستغلال المعادن النادرة التي تزخر بها أوكرانيا وتمويل الاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا.
في فبراير الماضي، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض، حيث كان من المفترض أن يوقع هذا الاتفاق بحسب المعلن قبيل الزيارة؛ لكن الرجل غادر خالي الوفاض بعد مشادة كلامية في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس أمام عدسات كاميرات وسائل الإعلام.
لم يلتق الرئيسان بعدها، وتواصلت حالة التوتر التي أفرزها اجتماعهما في البيت الأبيض، إلى أن جمعهما لقاء مقتضب في روما قبيل جنازة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان الراحل.
وأمس الأربعاء، أعلن توقيع الاتفاق الاقتصادي الواسع بين واشنطن وكييف، الذي يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعمار أوكرانيا ويمنح إدارة ترمب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.
بينما وصف الجانبان الاتفاق بأنه شراكة اقتصادية، فقد عدته روسيا "تدفيعا" لثمن مساعدة الولايات المتحدة لكييف في الحرب، حيث قدمت الولايات المتّحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مساعدات لأوكرانيا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات
.
صيغة مجحفة؟
في مارس الماضي، عرضت واشنطن صيغة جديدة للاتفاق الذي لم يتمم خلال زيارة زيلينسكي المتوترة للبيت الأبيض؛ لكن وسائل إعلام أوكرانية وصفت تلك الصيغة بأنها مجحفة
.
وقال مسؤولون أوكرانيون "إن النص جرى تعديله عبر التفاوض ليكون مقبولا من كييف"
.
قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة نشرتها شبكة "فوكس بيزنس" اليوم الخميس إن الاتفاق الموقع أمس "شراكة اقتصادية شاملة ستسمح للرئيس دونالد ترمب بالتفاوض مع روسيا على أساس أقوى. سيظهر (الاتفاق) للقيادة الروسية أنه لا فرق بين الشعب الأوكراني والشعب الأمريكي، ولا فرق بين أهدافنا".
في المقابل وصفت أوكرانيا الاتفاق على لسان وزير خارجيتها أندريه سيبيها بأنه "علامة فارقة في الشراكة الإستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، التي تهدف إلى تعزيز اقتصاد أوكرانيا وأمنها".
وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن: "بالتعاون مع الولايات المتّحدة، ننشئ هذا الصندوق الذي سيجذب استثمارات عالمية إلى بلدنا".
بينما أكدت سفيريدينكو أن الاتفاق سيتيح تمويل مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز في أوكرانيا، فقد شددت على أنّ أوكرانيا ستحتفظ بالملكية والسيطرة الكاملة على هذه الموارد، وأن الدولة الأوكرانية هي التي "ستحدد ما الذي يستخرج وأين".
بيد أن المسؤول الأمني الروسي دميتري ميدفيديف قال "إن الاتفاق يعني أن الرئيس ترمب أجبر كييف أخيرا على دفع ثمن المساعدات الأمريكية"، وقال عبر تليجرام: "الآن يتحتم عليهم دفع ثمن الإمدادات العسكرية من الثروة الوطنية لبلد يتلاشى".
لم يسلم الاتفاق من الانتقادات داخل الولايات المتحدة أيضا، حيث ندد عضو الكونجرس الأمريكي الديمقراطي جريجوري ميكس به وعدّه "ابتزازا" من جانب ترمب
.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان بعد إعلان توقيع الاتفاق: "اعترافا بالدعم المالي والمادّي الكبير الذي قدّمه شعب الولايات المتّحدة لأوكرانيا منذ التدخل الروسي الواسع النطاق، تضع هذه الشراكة الاقتصادية بلدينا في وضع يسمح لهما بالتعاون والاستثمار معا، لضمان أن أصولنا ومواهبنا وقدراتنا يمكن أن تعمل على تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا
"
.
لا ضمانات
يأتي الاتفاق بالتوازي مع مباحثات دبلوماسية لإيجاد حل للنزاع المتواصل بين موسكو وكييف منذ 3 سنوات.
بينما رحب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميجال بالاتفاق، قبل توقيعه، ووصفه بأنه "اتفاق دولي جميل بين الحكومتين بشأن استثمارات مشتركة لتطوير أوكرانيا وإعادة بنائها"، فقد أكد أنه "لا ديون ولا مساعدة" تندرج في إطار هذا الاتفاق.
ويبدو أن الاتفاق، الذي لم يكشف الكثير عن تفاصيله حتى الآن، لا يتضمن ضمانات أمنية أمريكية في وجه روسيا، على الرغم من مطالبة أوكرانيا بها وإصرار زيلينسكي عليها في السابق
.
وقال وزير الخزانة الأمريكي "إن هذا الاتفاق يظهر بوضوح لروسيا أن إدارة ترمب منخرطة في عملية سلام تستند إلى أوكرانيا حرة تنعم بالسيادة والازدهار على المدى الطويل".
ينشئ الاتفاق صندوقا للاستثمار في إعادة بناء أوكرانيا، يموله ويديره بالتساوي الأوكرانيون والأمريكيون
.
ولا يعرف حجم الثروات المنجمية الموجودة في باطن الأرض الأوكرانية، إذ إن غالبية هذه الموارد لم يتم استغلالها بعد ويصعب استخراجها أو أنها تحت السيطرة الروسية، لأنها تقع في مناطق يحتلها الجيش الروسي
.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط توترات جيوسياسية وضغوطات تجارية
تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط توترات جيوسياسية وضغوطات تجارية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط توترات جيوسياسية وضغوطات تجارية

تباين أداء الأسواق الآسيوية، وارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، في ظل تصاعد حدة الصراع في الشرق الأوسط، ما انعكس سلباً على مؤشرات «وول ستريت». فقد ساهم التصعيد العسكري في ارتفاع أسعار النفط والبنزين، إذ تُعدّ إيران مصدراً رئيسياً للنفط، وتقع على مضيق هرمز، الذي تمر عبره نسبة كبيرة من إمدادات النفط العالمية. ورغم أن النزاعات السابقة في المنطقة أدّت إلى ارتفاعات مؤقتة في الأسعار، فإنها أثبتت في معظم الأحيان عدم تأثيرها المستدام على تدفق النفط، وفق «وكالة أسوشييتد برس». من ناحية أخرى، أعلنت اليابان عن انخفاض في صادراتها خلال مايو (أيار)، وسط تضرر قطاع السيارات من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب؛ حيث تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بأكثر من 11 في المائة. ورغم ذلك، قفز مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 0.7 في المائة، ليغلق عند 38.803.10 نقطة. أما في الصين، فقد تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، ليصل إلى 23.695.62 نقطة، وانخفض المؤشر المركب في شنغهاي بنسبة 0.2 في المائة إلى 3.380.47 نقطة. وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر «كوسبي» بنسبة 0.6 في المائة إلى 2.967.89 نقطة، في حين انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/آس إكس 200» الأسترالي بنسبة 0.2 في المائة، ليغلق عند 8.528.50 نقطة. أما في «وول ستريت» فقد تراجعت المؤشرات الأميركية يوم الثلاثاء، تحت ضغط من ارتفاع أسعار النفط وضعف بيانات مبيعات التجزئة لشهر مايو. وهبط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.8 في المائة، ليُغلق عند 5.982.72 نقطة، في حين تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.7 في المائة إلى 42.215.80 نقطة، وانخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.9 في المائة، ليصل إلى 19.521.09 نقطة. وقد يدعم ارتفاع أسعار النفط أسهم شركات الطاقة المتجددة، نظراً لتزايد الدوافع نحو التحول إلى مصادر بديلة. إلا أن أسهم قطاع الطاقة الشمسية تراجعت يوم الثلاثاء، وسط مخاوف من احتمال تقليص الإعفاءات الضريبية على الطاقة المتجددة. فقد تراجعت أسهم شركة «إنفاس إنرجي» بنسبة 24 في المائة، وانخفضت أسهم «فيرست سولار» بنسبة 17.9 في المائة. كما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، عقب تقرير أظهر انخفاض إنفاق المستهلكين في مايو مقارنة بشهر أبريل (نيسان). وكان الإنفاق القوي يُشكّل إحدى ركائز نمو الاقتصاد الأميركي، إلا أن بعض المحللين يرون أن التراجع الأخير قد يكون مجرد عودة إلى وتيرة أكثر طبيعية، لا سيما بعد الاندفاع في شراء السيارات الشهر الماضي؛ تحسباً لزيادة الرسوم الجمركية. وتأتي هذه التحركات بينما بدأ مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» اجتماعه الذي يستمر يومين بشأن أسعار الفائدة، مع توقعات شبه إجماعية بعدم إجراء أي تغييرات على المعدلات. ورغم الضغوط التضخمية، لا يزال «الفيدرالي» الأميركي متردداً في خفض أسعار الفائدة، بعد أن أبقاها دون تغيير منذ بداية العام، منتظراً تقييم تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي. وقد ظل التضخم قريباً من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة. وفي أسواق العملات صباح الأربعاء، تراجع الدولار الأميركي إلى 145.09 ين ياباني، من 145.29 ين. في حين ارتفع اليورو بشكل طفيف إلى 1.1498 دولار، مقارنة بـ1.1480 دولار.

ترمب يمدد مهلة بيع أعمال 'تيك توك' للمرة الثالثة
ترمب يمدد مهلة بيع أعمال 'تيك توك' للمرة الثالثة

صحيفة مال

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة مال

ترمب يمدد مهلة بيع أعمال 'تيك توك' للمرة الثالثة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه تمديد مهلة إجبار شركة bytedance الصينية للتنازل عن حصة تطبيق 'تيك توك' في الولايات المتحدة، والتي تنتهي في 19 يونيو، للمرة الثالثة، ولمدة 90 يوماً إضافية. وفي أبريل الماضي، قال ترمب إن صفقة بيع تطبيق 'تيك توك' ستُؤجَّل حتى التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الصين، في خطوة تعكس ربط الملفين التجاري والتقني معاً في إطار الضغوط المتبادلة بين واشنطن وبكين. ويأتي تأجيل الصفقة ضمن استراتيجية تفاوضية تهدف لتحقيق أكبر قدر من المكاسب للولايات المتحدة على الصعيدين الاقتصادي والأمني. اقرأ المزيد

#أمريكا ترسل طائرات تزود بالوقود إلى المنطقة
#أمريكا ترسل طائرات تزود بالوقود إلى المنطقة

غرب الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • غرب الإخبارية

#أمريكا ترسل طائرات تزود بالوقود إلى المنطقة

المصدر - رويترز قال مسؤولان أمريكيان، أمس، إن الجيش الأمريكي نقل عدداً كبيراً من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط. وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز متجهة إلى الشرق الأوسط، إلا أن أحدهما قال إن تلك الخطوة أُعد لها في وقت سابق. ويمكن لحاملة الطائرات نيميتز نقل 5000 شخص وأكثر من 60 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة. وبناء على ذلك، يشير نشر هذا النوع من الطائرات إلى أن الولايات المتحدة تعزز قوتها الجوية بشكل كبير استعداداً لعمليات مستدامة محتملة، في ظل تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، في حرب مفتوحة غير مسبوقة. وأفاد موقع (إير ناف سيستمز) المتخصص في تتبع الرحلات الجوية بأن أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود تابعة لسلاح الجو الأمريكي معظمها من طرازي كيه.سي - 135 وكيه.سي - 46 غادرت الولايات المتحدة الأحد متجهة شرقاً. ورفض المسؤولان الأمريكيان التعليق على عدد الطائرات. وأحال البنتاغون «رويترز» إلى البيت الأبيض الذي لم يرد على طلب للتعليق بعد. وقال إريك شوتن من شركة ديامي للاستخبارات الأمنية إن «الإرسال المفاجئ لأكثر من عشرين ناقلة جوية أمريكية شرقاً ليس بالأمر المعتاد. إنه إشارة واضحة إلى الاستعداد الاستراتيجي». وأضاف سواء كان الأمر يتعلق بدعم إسرائيل أو الاستعداد لعمليات بعيدة المدى، تعد اللوجستيات مسألة بالغة الأهمية. هذه الخطوة تظهر أن الولايات المتحدة تهيئ نفسها لتصعيد سريع في حال تفاقم التوترات مع إيران. وذكرت شركة «إيرناف سيستمز» أن الرحلات العسكرية الأمريكية هبطت في مواقع بأوروبا منها قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا ومطارات في بريطانيا وإستونيا واليونان. وامتنع مسؤول أمريكي ثالث، طلب عدم الكشف عن هويته، عن التعليق على حركة الناقلات، لكنه أكد أن الأنشطة العسكرية الأمريكية في المنطقة ذات طبيعة دفاعية. احتمال التحول وقال مصدر آخر مطلع إن الولايات المتحدة أبلغت دولاً بالمنطقة بأنها تتخذ استعدادات دفاعية وستتحول إلى عمليات هجومية إذا ضربت إيران أي منشآت أمريكية. ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوة كبيرة في الشرق الأوسط، تضم ما يقرب من 40 ألف جندي في المنطقة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية يمكنها المساعدة على إسقاط الصواريخ. وخلال الشهر الماضي، سحب البنتاجون قاذفات بي - 2 وأرسل نوعاً آخر من القاذفات إلى قاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي تعد موقعاً مثالياً للعمل في الشرق الأوسط. ويمكن لقاذفات بي - 52 حمل ذخائر كبيرة خارقة للتحصينات، والتي يقول الخبراء إنها يمكن استخدامها لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store