
خبراء فرنسيون وأمريكيون: ضريبة مبيعات الرقائق الأمريكية للصين تخلط بين الأمن القومي والمصالح التجارية
يسمح الاتفاق لعملاقي التكنولوجيا الأمريكية بمواصلة بيع منتجاتهما في الصين مقابل دفع رسوم تصدير بنسبة 15% من عائداتهما هناك.
هذه الخطوة، التي قد تدر على الخزانة الأمريكية مليارات الدولارات سنوياً، جاءت وسط ضغوط سياسية وأمنية هائلة، وانتقادات حادة من خبراء يرون أنها تضعف الأمن القومي لصالح مكاسب مالية قصيرة الأمد، بينما يرى مؤيدوها أنها تحافظ على الهيمنة الأمريكية في سوق أشباه الموصلات عالمياً.
اتفاق غير مسبوق ومثير للجدل
يرى خبراء أن الاتفاق يخلق سابقة خطيرة، إذ يجعل الحكومة الأمريكية مستفيداً مالياً من مبيعات شركات لا تملك أسهمًا فيها، ويثير تساؤلات حول الخلط بين الأمن القومي والمصالح التجارية. بيتر هاريل، المسؤول السابق في الإدارة الأمريكية، سخر قائلاً: "الصينيون سيدفعون كثيرًا أيضاً مقابل طائرات F-35 والتقنيات العسكرية المتقدمة"، محذراً من أن فرض رسوم مقابل تخفيف قيود أمنية هو "سابقة سيئة".
كما أكد مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه الرقابة على التصدير وجدت لحماية الأمن القومي "وليس لجني الأموال للحكومة"، معتبراً أن الترتيب الحالي "أشبه بالابتزاز أو الفساد، أو ربما كليهما".
من جانبه، قال الدكتور إتيان لوران، الباحث في مركز الأبحاث الاقتصادية الدولية في باريس، لـ"العين الإخبارية" إن الصفقة تحمل أبعاداً متناقضة، موضحاً إنه "اقتصادياً، هذه الخطوة قد تمنح الخزانة الأمريكية موارد جديدة دون زيادة الضرائب الداخلية.
وأضاف أن الصفقة أيضاً أنها تحافظ على حصة الشركات الأمريكية في السوق الصينية المربحة. لكن من منظور استراتيجي، هي مقامرة محفوفة بالمخاطر، إذ تمنح الصين وقتاً ومساحة لتسريع تطوير صناعتها المحلية للرقائق".
وأشار إلى أن تلك الخطوة قد تضعف النفوذ التكنولوجي الأمريكي في المدى المتوسط. إذا لم تترافق هذه السياسة مع استثمار أكبر في البحث والتطوير المحلي، فإنها قد تتحول إلى فوز قصير الأمد وخسارة استراتيجية على المدى الطويل.
وتصدرت قضية الوصول إلى الرقائق الإلكترونية جدول المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إذ أصبحت هذه المكوّنات في قلب الحرب التكنولوجية الشرسة بين القوتين منذ الولاية الأولى لدونالد ترامب، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، ألمح مسؤولون صينيون إلى واشنطن بأن تخفيف قيود تصدير المكوّنات الأمريكية المتقدمة قد يكون شرطاً أساسياً لأي اتفاق تجاري محتمل.
ومنذ عام 2018، كثّفت إدارتا ترامب وبايدن القيود على شركات أشباه الموصلات الأمريكية، لمنع بيع منتجاتها الأكثر تقدماً في الصين بهدف إبطاء تقدم بكين في التكنولوجيا الاستراتيجية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2024، أصبح الحظر المفروض على رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (HBM) – التي توضع بجانب معالجات الرسوميات GPU لنقل البيانات إليها – عائقاً كبيراً أمام الشركات الصينية.
وشركة هواوي، التي تنتج شريحتها الخاصة Ascend لخدمة شركات الذكاء الاصطناعي، تعتمد على هذه المكوّنات المصنعة من قبل "سامسونغ" و"إس كيه هاينكس". ورغم تمكنها من تخزين نحو 13 مليون وحدة قبل الحظر، فإن الطلب المحلي المتزايد يدفعها إلى السعي للحصول على إمدادات جديدة، ليس فقط للسوق المحلية، بل أيضاً للتصدير.
لذلك، يبدو أن بكين تفضل الحصول على إعفاء من قيود تصدير رقائق HBM لتعزيز استقلالها في رقائق الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الحصول على ضوء أخضر لرقائق GPU أمريكية مثل H20 من إنفيديا.
يرى محللون أمريكيون أن هذا التخفيف سيقوّي هواوي ويسرّع لحاق الصين بالولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ولم تعلّق إدارة ترامب بعد على احتمال إبرام الصفقة، لكن منذ عودته الثانية إلى البيت الأبيض، وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً جديداً لرقابة تصدير الرقائق، وهدد مؤخرًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على استيراد الرقائق إلى أمريكا.
ترامب استمع باهتمام إلى "جنسن هوانغ" رئيس إنفيديا، الذي يرى أن العقوبات فشلت في إبطاء الصين، وأن إغراق السوق العالمية بالرقائق الأمريكية هو السبيل للحفاظ على الريادة الأمريكية.
ونتيجة لذلك، ألغى ترامب سياسة "إطار نشر الذكاء الاصطناعي" التي حدّت بشكل كبير من وصول الدول الأخرى إلى الرقائق الأمريكية بحجة الأمن القومي، وأعاد منح ترخيص بيع شريحة H20 في الصين، مما أثار حفيظة بعض الجمهوريين في الكونغرس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
"يديعوت أحرنوت": ترامب قد يزور "إسرائيل" في سبتمبر المقبل
سرايا - تحدثت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، الخميس، عن زيارة محتملة قد يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل في سبتمبر/ أيلول المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصادر في البيت الأبيض، لم تسمها، أن الرئيس ترامب قد يزور إسرائيل في سبتمبر المقبل "إذا سمحت الظروف"، قبل زيارته المقررة إلى المملكة المتحدة. وأوضحت أن زيارة ترامب إلى بريطانيا مقررة في الفترة من 17 ـ 19 سبتمبر، تلبية لدعوة الملك تشارلز الثالث. وذكرت المصادر أن البيت الأبيض يدرس زيارة ترامب لإسرائيل قبل بريطانيا، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن ذلك يعتمد على إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة، وفق الصحيفة. وقال مسؤول أمريكي للصحيفة: "سيزور الرئيس (ترامب) بريطانيا في سبتمبر، ومن المحتمل أن يتوقف في إسرائيل، لكن الأمر غير مؤكد ولم يُحسم بعد". وأضاف: "يعتمد الأمر على التطورات" في ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة. وأكد مسؤول إسرائيلي، لم تسمه "يديعوت أحرنوت"، وجود "مؤشرات أولية" بشأن زيارة ترامب، لكنه قال إنه "لا شيء ملموس" بعد بهذا الخصوص. فيما لم يصدر عن البيت الأبيض تعليق على ذلك حتى الساعة 13:00 (ت.غ).


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
بتكوين تحلق إلى قمة تاريخية جديدة وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية
صراحة نيوز – سجلت عملة بتكوين، أكبر الأصول الرقمية من حيث القيمة السوقية، مستوى قياسيًا جديدًا الخميس، مدفوعة بآمال تيسير السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وارتفعت بتكوين بنسبة 0.9% لتصل إلى 124,002.49 دولار في بداية التعاملات الآسيوية، متجاوزة ذروتها السابقة المسجلة في يوليو الماضي. كما حققت عملة الإيثر، ثاني أكبر العملات المشفرة، صعودًا ملحوظًا لتبلغ 4,780.04 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ أواخر عام 2021. المحلل توني سيكامور من شركة آي.جي أوضح أن هذا الصعود مدعوم بتزايد الثقة في اتجاه الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، إلى جانب الشراء المؤسسي المستمر، والإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسهيل الاستثمار في الأصول المشفرة.


الوكيل
منذ 4 ساعات
- الوكيل
البتكوين عند قمة جديدة مع تزايد توقعات خفض الفائدة...
08:57 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- سجّلت عملة بتكوين مستوى قياسيًا مرتفعًا جديدًا، يوم الخميس، مع تزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). اضافة اعلان وارتفعت أكبر الأصول الرقمية المشفّرة في العالم من حيث القيمة السوقية بنسبة 0.9% إلى 124,002.49 دولارًا في بداية التعاملات الآسيوية، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة المسجّلة في تموز. وخلال اليوم، وصلت ثاني أكبر عملة رقمية مشفّرة، الإيثر، إلى 4,780.04 دولارات، وهو أعلى مستوى منذ أواخر عام 2021. وأوضح توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي.جي"، أن ارتفاع سعر البتكوين يأتي مدعومًا بتزايد اليقين بشأن تحرك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة، إلى جانب الشراء المؤسسي المستدام، والتحركات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتسهيل الاستثمار في الأصول المشفّرة.