
قمار شرعي أم فوضى مقوننة؟ قصة Betarabia وكازينو لبنان بين الامتياز القانوني وتفلت السوق السوداء
في الأعوام 2014، 2015 و2016 راسلت وزارة المالية كازينو لبنان لبدء السير بالـ Online، وصولا للعام 2020 حين عادت وراسلت وزارة المالية مرة جديدة الكازينو ليتم إطلاق مناقصة عمومية بعد الاستعانة بخبراء عالميين. يومها تقدمت 18 شركة وتم تقديم 5 عروض.
وبعد أن رست المناقصات على شركة OSS، تم توقيع العقد وفقاً لما هو ممنوح من صلاحيات لكازينو لبنان ضمن عقده مع الدولة – في تشرين الاول 2022.
في آذار 2023، بعد مراجعة موضوع القمار "غير الشرعي" وتأثيره على مجال القمار وعلى عائدات الدولة من هذا المرفق، وفي ظلّ تقاعس الدولة سيما الاجهزة الامنية و القضائية من اتخاذ كل الاجراءات لإقفال محال السوق السوداء ومواقعها، وبعد مراجعة مدير عام المالية (جورج معراوي) ووزير المالية ووزير السياحة ودراسة واقع الحال، تم الاتفاق على استراتيجية تقتضي باعتماد تأمين عائدات للدولة من هذا المرفق مباشرة وبغير المباشر (اي عبر الضرائب) ويتمّ تنظيم هذا الموضوع عبر التعاقد مع ما يسمى بالـ Agents لوضع كلّ من يعمل في هذا المجال تحت سقف الشرعية لهدفين: أولا: تأمين عائدات الدولة وثانيا: تأمين تسديد الـAgents للضرائب. تمّ تعديل العقد بين الكازينو والدولة اللبنانية بعد الاستحصال على موافقة استثنائية من قبل كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في 21/10/2022.
تم توقيع ملحق العقد من قبل وزير السياحة ووزير المالية في 22/3/2023 حيث وافقت الدولة اللبنانية على التالي:
- تبقى عائدات الدولة من ألعاب الميسر في الكازينو بنسبة 50% بعد اقتطاع كلفة التشغيل التي تتضمن:
1- حصة تشغيل المنصة Operator
2- حصة محتويات الالعابContent provider
3- حصة الممثلين المعتمدين (Affiliated Agents) المولجين باستقطاب اللاعبين وفق شروط تعامل تحدد تفاصيلها مع المشغل المعتمد Operator.
وفي تاريخ 3/10/2023 أصدر ديوان المحاسبة رأيا استشاريا خلص الى التالي:
كازينو لبنان شركة مساهمة خاصة لا تخضع لقانون الشراء العام وتنفق مالاً خاصاً. فان اي مناقصة تقوم بها تخضع لنظامها الداخلي وللقانون الخاص.
موضوع الـ onlineيتطلب تعديل قانون بناءً على قاعدة توازي الصيغ ولكن اكّد الديوان في السياق عينه على التالي:
- وجوب وضع إطار قانوني للقمار الـ online لحماية حقوق الدولة المالية وحقوق كافة الاطراف.
- اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحمي مبادئ المشروعية القانونية ومراعاة مصالح الدولة.
- ضرورة ان تعمل الاجهزة المختصة والادارات المعنية من امنية وقضائية وغيرها على وقف العمل بالمواقع غير المرخصة.
إذن خلص ديوان المحاسبة على التالي:
- مشروعية légitimité (في ظلّ غياب القانونية légalité) عمل كازينو لبنان في الـ Online عبر منصة betarabia.
- هذا المنصة هي الوحيدة "المرخصة" ويقتضي إقفال المحال غير المرخصة.
- والاهم: لم يوص ِ ديوان المحاسبة في اي من بنود استشارته البالغة 27 صفحة بإقفال منصة betarabia لعدم وجود اية مخالفات في العقود من النوع الذي يتمّ تداوله حالياً.
القانون المتعلق بكازينو لبنان:
في الشق القانوني، فإنّ وجوب صدور قانون للـonline يبقى صاردا بموجب استشارة للديوان ويبقى عرضة للنقاش القانوني اذ ان الامتياز المعطى للكازينو متعلق بموضوع معين وهذا الموضوع كان محصورا بمقرّ ملموس Physical Location في العام 1995 اذ ان مبدأ الـ Online لم يكن في حينه موجود فعلياً او قانوناً. غير انه اليوم فإنّ موضوع الـ Online لا ينافي الامتياز والحصرية سيما وان الخوادم Servers موجودة في الكازينو وبالتالي في المكان عينه المخصص قانوناً. وفي جميع الاحوال فان ديوان المحاسبة لم يطالب بفسخ العقد او تعليق العمل بالـ Online بل اعتبر انه لحين صدور قانون بهذا الخصوص يقتضي وضع اطر نظامية لتنظيم العاب الميسر عبر الـ Online وهذا ما فعله تحديداً كازينو لبنان لدى وضعه إطار لاعتماد الـ Online بشكل مراقب وذلك بعد اكثر من 20 عام من تفلت القمار غير الشرعي في المجتمع.
حصة الـ Agents:
كانت عائدات الكازينو وبالتالي الدولة زهيدة جدّاً تبعاً لعدم إقفال محلات السوق السوداء، غير انه لدى اعتماد الـ Agents فقد زادت عائدات خزينة الدولة من عائدات الكازينو كما زادت عائدات الخزينة من الضرائب التي بات هؤلاء الـ Agents يسددونها (والبالغة مباشرةً بـ 27% اي 17% على الارباح و 10% على توزيع نسب الارباح وغير مباشرةً 11% على الضريبة على القيمة المضافة) وبالتالي فان عائدات الدولة قد زادت بشكل ملحوظ باعتماد هذه الالية. والالهم في هذا الموضوع هو:
العائدات المباشرة من لعب الـ Online(اي دون اللجوء الى الـ Agents) تبقى خاضعة لحصة الدولة البالغة 50% دون اي اقتطاع.
اذا قامت الدولة بدورها عبر الاجهزة الامنية والقضائية بإقفال بشكل كامل للسوق السوداء، تعود حصة الدولة الى 50% دون اي اقتطاع.
حصة الكازينو البالغة 30% في العقد لم تتغير.
حصة OSSالبالغة 5% في عقدها مع الكازينو لم تتغير.
حصةّ الـ Content provider 15% لم تتغير.
المحال أو ما يسمى الـ Lounges:
لا علاقة لـ Betarabia بالمحلات أو lounges اذ ان العقود مع Agents لا تسمح لهم بفتح محال ومفروض عليهم احترام القوانين كافة واي مخالفة من قبلهم للقوانين تكون معزوة اليهم ويعاقبون عليها من قبل الدولة و الاجهزة المختصة. Betarabia ليست سلطة قضائية!
فيما يتعلق بالاخبارات:
تقدمّ كازينو لبنان باخبارات عديدة ضدّ السوق السوداء امام القضاء المختصّ غير ان هذه الاخبارات لم تتابع من قبل القضاء لغاية تاريخه، وان هذه الحملة "الهوجاء" على كازينو لبنان والشرعية لا تفيد ولا يستفيد منها الاّ السوق السوداء. فنسأل المعنيين:
- اليوم تلاحقون Betarabia بهدر المال العام وتبييض الاموال: اين هدر مال العام بعد اكثر من 22 سنة من تفلت القمار غير الشرعي دون دخول اي ليرة الى الخزينة (من عائدات او ضرائب على هذا القطاع)؟
- اذا تمّ إقفال منصة Betarabia ماذا سيحدث لعائدات الدولة مباشرة وغير مباشرة؟
- اين تبييض الاموال اذا كان حسابات Betarabia المدققة من قبل المالية والتي يتم مراجعتها reconciliation شهرياً بين كل الاطراف : كازينو، OSS، Agents؟ كما ان هناك ضوابط تقنية لمنع تبييض الاموال عبر المنصة المعتمدة من قبل شركات عالمية؟
- من سيلاحق مبييضي الاموال: السوق السوداء جنت 4 مليارات دولار خلال عشرين عاماً! اين عائدات الدولة منها؟؟؟ اين الـ 700 مليون دولار من الضرائب؟؟ اليس هذا تهرّب ضريبي و تبييض اموال؟
https://x.com/sawtkellebnen/status/1945563784837263682?t=eCBVtE3O-cwcBWb5LclB_A&s=19

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 2 أيام
- الشرق الجزائرية
أولادنا ليسوا للبيع!!
كتب عوني الكعكي: يتحفنا يومياً تقرير خلال نشرات الأخبار التي تبث على شاشات التلفزة، يفيد أنه منذ أن تعاقد كازينو لبنان مع شركة oss بدأت زيادة في مداخيل الكازينو تصاعدت من 20 الى 30 الى 40 ثم وصولاً الى 90 مليون دولار سنوياً في نهاية عام 2025. مَنْ منا لا يريد أن يزداد مدخول الكازينو؟ بالتأكيد لا أحد. ولكن يبقى السؤال: من أين تأتي تلك الأرباح؟.. بكل بساطة عندما يُسْمح لأي مواطن، بالأخص الجيل الصاعد، وأعني هنا الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 سنة وما فوق.. هؤلاء يعلمون في عالم الأنترنت أكثر بكثير من الذين هم فوق الثلاثين من أعمارهم، خصوصاً أن الجيل اليوم هو جيل الأنترنت وجيل العالم الجديد. لذلك، عندما بيّنا خطورة العالم الجديد، وتأثيره على الأجيال الصاعدة، انطلقنا من خوفنا على أجيالنا الصاعدة الذين يجب أن نراقبهم كي ينشأ جيل نظيف، مستقيم، يتمسّك بالأخلاق والتعاليم الدينية… لا ينشأ جيل مستهتر لا يهمّه إلاّ لعب القمار والاتجاه نحو الممنوعات. لذلك، عندما أعطيَت رخصة لإنشاء كازينو في لبنان، جاءت ضمن شروط هي: أولاً: أن يكون الكازينو خارج المدن، ويبعد 30 كيلومتراً عن العاصمة. ثانياً: لا يدخله إلاّ المواطن فوق سن الرشد. ثالثاً: أن يكون المواطن الذي يرغب في لعب القمار ميسور أي بمعنى أنه يملك المال الوفير، كي لا يؤثر على الحياة الاجتماعية في الوطن وعلى عائلته. الشروط التي ذكرناها لا تنطبق على الأولاد الذين يلعبون القمار على الأنترنت ولا يوجد أي رقابة تمنعهم. الموضوع ليس موضوعاً مالياً، لأنّ المال يأتي في الدرجة الثانية بالنسبة للأولاد المؤهلين لبناء مجتمع صالح. الحجّة بأنّ المطلوب زيادة المداخيل للكازينو مرفوضة، إذا كان ثمنها حياة أولادنا.. من ناحية ثانية، إن الذي أعطى الرخصة بالسماح، وهنا أعني وزير المال ووزير السياحة يجب أن يتنبّها الى خطورة قرارهما، وتأثيره على المجتمع وعلى الأخلاق العامة. كذلك، فإنّ ديوان المحاسبة الذي رفض إعطاء الرخصة جاء قراره من موقع الحرص على أبناء الوطن… على كل حال، يبدو أن الذي يقف وراء الوزراء الذين سمحوا بتمرير هذا القرار جهات سياسية لا يهمها غير الحصول على الأموال، وأصحابها في الحقيقة هم الشركاء الحقيقيون لتلك الشركات التي تدير الأنترنت. المشكلة الحقيقية أن العهد السابق أراد أن يضيف الى إخفاقاته وتميزه بالهدر الذي وصل الى 65 مليار دولار، وهذا معروف بسبب سوء الإدارة.. والأهم العمولات التي حققها من البواخر ومن استيراد الفيول. لذلك فإنّ رفض العرض الكويتي لإصلاح الكهرباء في كل لبنان، لم يأتِ من فراغ، بل جاء من خلفية مدروسة همها الوحيد الاستفادة المادية حتى ولو كانت على حساب إغراق البلد بالديون والهدر. ولم يكن همّ هؤلاء الإصلاح كما كانوا يرددون في كل مناسبة… إنطلاقاً مما ذكرنا، أتمنى على القضاء أن يحاسب هؤلاء المبذرين الفاسدين الذين عاثوا في الوطن فساداً، والذين حققوا أموالاً طائلة بالرغم من أن الفاسدين يضعون أموالهم بأسماء مستعارة، والتدقيق الجنائي الذي يطالبون به لو سُمح له سيكتشف فضائح لا حدود لها.


MTV
منذ 4 أيام
- MTV
19 Jul 2025 15:53 PM ملف كازينو لبنان والمراهنات الالكترونيّة: فضائح بالجملة وتوقيفات ظالمة
الغموض هو سيّد الموقف في ملفًّ كازينو لبنان وشركة BetArabia، في وقتٍ تطرح أسئلة كثيرة حول مجريات التحقيق ومستواه ونزاهته، في ظلّ شكوكٍ حول احتمال أن تكون الاتّهامات أُعدّت سلفاً. الاتّهام الأول المشكوك به يطاول رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري، الذي قيل إنّ سبب توقيفه هو إزاحته من منصبه وأُلصقت به أسوأ التهم وهي تبييض أموال. ولا يمكن إنكار أنّ ألعاب الحظ الإلكترونية باتت تشكّل مصدر دخل مغرٍ في ظلّ انهيار موارد الدولة التقليدية. فبعدما أصبح استنزاف المال العام، في المرفأ والمطار والاتصالات والكهرباء وغيرها، غير ممكن بفعل الأزمة الاقتصادية، وجّهت الأنظار نحو أرباح المراهنات عبر الإنترنت، وهو قطاع حديث العهد لكنّه واعد مالياً. لذا، تحوم شكوكٌ حول أنّ الهدف الفعلي من فتح هذا الملف، عدا عن إزاحة خوري من كازينو لبنان، إضعاف شركة OSS المشغّلة لمنصة BetArabia عبر استبعاد شركائها الحاليين واستبدالهم بشركاء جدد، رغم أن المنصة لا تزال تعمل فيما مالكوها وبعض المتعاملين معها قيد التوقيف. أو، أيضاً، تمهيد الطريق لإزاحة الشركة بالكامل لمصلحة شركة بديلة تتولى تشغيل منصة مختلفة، أو إعادة فتح السوق غير النظامية التي كانت تهيمن على القطاع قبل توقيع العقد بين كازينو لبنان وOSS. وكان سبق هذا التوقيع مراسلات من وزراء مالية سابقين تدعو الكازينو إلى إطلاق منصة مراهنات شرعية، رداً على تفشي منصات أجنبية غير مرخّصة تتيح اللعب للبنانيين. وفي عام 2022، دخلت OSS في شراكة مع شركة Game Cooks، التي يملك هشام عيتاني حصة صغيرة منها. جرى توقيع العقد مع الكازينو بعد مساواة الحصص بين الطرفين (50% لكل منهما)، ومنح داني عيد 1% من أسهم Game Cooks ليكون عضواً في مجلس الإدارة. وما يجدر التوقف عنده هو أنّ ديوان المحاسبة أصدر رأياً واضحاً أكّد فيه أّن كازينو لبنان شركة مساهمة خاصة، ولا تخضع لسلطة الوصاية المباشرة، بل لعقود موقّعة مع الدولة اللبنانية تنظم العلاقة المالية والرقابية، خصوصاً ما يتعلق بحصة الدولة من إيرادات ألعاب الميسر. كما سبق لمجلس شورى الدولة أن حدّد بدقة حدود تدخل الوزارات في إدارة الكازينو، وأبطل سابقاً قرارات مماثلة تتعلق بتدخلات وزارية مباشرة. بموجب العقد الموقع، بدأ الكازينو وشركة OSS بالحدّ من السوق غير النظامية، من خلال شكاوى قضائية أدت إلى مداهمات أمنية وفرض توقيع مشغلين غير شرعيين على تعهدات قانونية، بإشراف النيابة العامة. وواكبت mtv هذه الحملة إعلاميّاً للحدّ من انتشار القمار غير الشرعي، وخصوصاً صالات القمار في الأحياء. وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق المراهنات الإلكترونية في لبنان يصل إلى 20 مليون دولار شهرياً. من هذا الرقم، نجح الكازينو وOSS في استقطاب حوالي 13.5 مليون دولار، فيما لا تزال قرابة 6.5 ملايين تُدار خارج الإطار القانوني. أمّا توزيع العائدات فكان على الشكل الآتي: • 53% من العائدات تذهب إلى الكازينو والخزينة (20% لكل منهما، إضافة إلى ضرائب تُقدّر بـ13%). • 15% إلى مشغّل المنصة العالمي. • 5% إلى OSS. • والمتبقي للعملاء (بمعدل وسطي حوالي 27%). هذا التوزيع يُظهر أن الدولة استفادت من جزء كبير من السوق، وأن المشروع ساهم في تقليص خسائر الخزينة من السوق السوداء. أمّا نقاط الضعف في التحقيقات فهي: - عدم الاستعانة بخبراء تقنيّين يستخدمون وسائل متطوّرة والاكتفاء بموظفي IT عاديّين، على الرغم من أهميّة الملف وحجمه المالي. - اعتبار عقد موقّع بموافقة وزراء ورؤساء رسميين مخالفاً للقانون. - اعتبار التعامل بعملة USDT (Tether) التي تُستخدم عالمياً في التداول الرقمي نوعاً من تبييض الأموال. يشكّل ملف كازينو لبنان والمراهنات الإلكترونيّة نقطةً سوداء في سجلّ القضاء اللبناني، في وقتٍ ننتظر نهضةً في القضاء بعد مرحلةٍ طويلة من التدخلات السياسيّة كان فيها المظلوم يُحاكَم والمتورّط ينجو. ألم نتتهِ من هذه المرحلة بعد؟

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
ملف كازينو لبنان والمراهنات الالكترونيّة: فضائح بالجملة وتوقيفات ظالمة
الغموض هو سيّد الموقف في ملفًّ كازينو لبنان وشركة BetArabia، في وقتٍ تطرح أسئلة كثيرة حول مجريات التحقيق ومستواه ونزاهته، في ظلّ شكوكٍ حول احتمال أن تكون الاتّهامات أُعدّت سلفاً. الاتّهام الأول المشكوك به يطاول رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري، الذي قيل إنّ سبب توقيفه هو إزاحته من منصبه وأُلصقت به أسوأ التهم وهي تبييض أموال. ولا يمكن إنكار أنّ ألعاب الحظ الإلكترونية باتت تشكّل مصدر دخل مغرٍ في ظلّ انهيار موارد الدولة التقليدية. فبعدما أصبح استنزاف المال العام، في المرفأ والمطار والاتصالات والكهرباء وغيرها، غير ممكن بفعل الأزمة الاقتصادية، وجّهت الأنظار نحو أرباح المراهنات عبر الإنترنت، وهو قطاع حديث العهد لكنّه واعد مالياً. لذا، تحوم شكوكٌ حول أنّ الهدف الفعلي من فتح هذا الملف، عدا عن إزاحة خوري من كازينو لبنان، إضعاف شركة OSS المشغّلة لمنصة BetArabia عبر استبعاد شركائها الحاليين واستبدالهم بشركاء جدد، رغم أن المنصة لا تزال تعمل فيما مالكوها وبعض المتعاملين معها قيد التوقيف. أو، أيضاً، تمهيد الطريق لإزاحة الشركة بالكامل لمصلحة شركة بديلة تتولى تشغيل منصة مختلفة، أو إعادة فتح السوق غير النظامية التي كانت تهيمن على القطاع قبل توقيع العقد بين كازينو لبنان وOSS. وكان سبق هذا التوقيع مراسلات من وزراء مالية سابقين تدعو الكازينو إلى إطلاق منصة مراهنات شرعية، رداً على تفشي منصات أجنبية غير مرخّصة تتيح اللعب للبنانيين. وفي عام 2022، دخلت OSS في شراكة مع شركة Game Cooks، التي يملك هشام عيتاني حصة صغيرة منها. جرى توقيع العقد مع الكازينو بعد مساواة الحصص بين الطرفين (50% لكل منهما)، ومنح داني عيد 1% من أسهم Game Cooks ليكون عضواً في مجلس الإدارة. وما يجدر التوقف عنده هو أنّ ديوان المحاسبة أصدر رأياً واضحاً أكّد فيه أّن كازينو لبنان شركة مساهمة خاصة، ولا تخضع لسلطة الوصاية المباشرة، بل لعقود موقّعة مع الدولة اللبنانية تنظم العلاقة المالية والرقابية، خصوصاً ما يتعلق بحصة الدولة من إيرادات ألعاب الميسر. كما سبق لمجلس شورى الدولة أن حدّد بدقة حدود تدخل الوزارات في إدارة الكازينو، وأبطل سابقاً قرارات مماثلة تتعلق بتدخلات وزارية مباشرة. بموجب العقد الموقع، بدأ الكازينو وشركة OSS بالحدّ من السوق غير النظامية، من خلال شكاوى قضائية أدت إلى مداهمات أمنية وفرض توقيع مشغلين غير شرعيين على تعهدات قانونية، بإشراف النيابة العامة. وواكبت mtv هذه الحملة إعلاميّاً للحدّ من انتشار القمار غير الشرعي، وخصوصاً صالات القمار في الأحياء. وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق المراهنات الإلكترونية في لبنان يصل إلى 20 مليون دولار شهرياً. من هذا الرقم، نجح الكازينو وOSS في استقطاب حوالي 13.5 مليون دولار، فيما لا تزال قرابة 6.5 ملايين تُدار خارج الإطار القانوني. أمّا توزيع العائدات فكان على الشكل الآتي: • 53% من العائدات تذهب إلى الكازينو والخزينة (20% لكل منهما، إضافة إلى ضرائب تُقدّر بـ13%). • 15% إلى مشغّل المنصة العالمي. • 5% إلى OSS. • والمتبقي للعملاء (بمعدل وسطي حوالي 27%). هذا التوزيع يُظهر أن الدولة استفادت من جزء كبير من السوق، وأن المشروع ساهم في تقليص خسائر الخزينة من السوق السوداء. أمّا نقاط الضعف في التحقيقات فهي: - عدم الاستعانة بخبراء تقنيّين يستخدمون وسائل متطوّرة والاكتفاء بموظفي IT عاديّين، على الرغم من أهميّة الملف وحجمه المالي. - اعتبار عقد موقّع بموافقة وزراء ورؤساء رسميين مخالفاً للقانون. - اعتبار التعامل بعملة USDT (Tether) التي تُستخدم عالمياً في التداول الرقمي نوعاً من تبييض الأموال. يشكّل ملف كازينو لبنان والمراهنات الإلكترونيّة نقطةً سوداء في سجلّ القضاء اللبناني، في وقتٍ ننتظر نهضةً في القضاء بعد مرحلةٍ طويلة من التدخلات السياسيّة كان فيها المظلوم يُحاكَم والمتورّط ينجو. ألم نتتهِ من هذه المرحلة بعد؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News