logo
نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟

نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟

يورو نيوزمنذ 4 أيام

عاد النقاش الدولي ليتناول ملفاً ظل لسنوات محاطًا بالضبابية: الترسانة النووية الإسرائيلية. فبينما تهاجم الدولة العبرية منشآت إيرانية بدعوى منع طهران من امتلاك قنبلة نووية، تبقى قدراتها في هذا المجال طيّ الكتمان الرسمي، وإن كانت تحظى باعتراف واسع بين الخبراء ووكالات الاستخبارات.
إسرائيل لا تعلن امتلاكها للأسلحة النووية، ولا تنفي الأمر. هذه السياسة المتمثلة بـ"الغموض النووي" وُصفت سابقًا بأنها استراتيجية لردع الأعداء دون إشعال سباق تسلح إقليمي. لكن بعض الخبراء، كجيفري لويس من معهد ميدلبوري، يعتبرون أن هذا الغموض بات "إنكارًا لا يُصدّق"، بحسب تصريح له لشبكة NBC الأميركية.
رغم غياب الاعتراف الرسمي، تُجمع تقديرات منظمات متخصصة مثل "اتحاد العلماء الأميركيين" و"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI) على أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأسًا نوويًا. ويُعتقد أن هذه الترسانة قابلة للنقل عبر صواريخ باليستية، طائرات مقاتلة، وربما غواصات قادرة على حمل رؤوس نووية. ويُعد مفاعل ديمونا في صحراء النقب حجر الأساس لهذا البرنامج.
على عكس إيران، لم تنضمّ إسرائيل لقائمة الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما يعفيها من الالتزامات الرقابية المفروضة على الدول الأطراف في تلك الاتفاقية. وللانضمام رسميًا إلى المعاهدة، يتوجب على أي دولة إعلان امتلاكها للسلاح النووي قبل عام 1967، وهو ما لا ينطبق على إسرائيل، وبالتالي ستكون مجبرة على تفكيك ترسانتها، وهو طبعا ليس في حسابات الساسة الإسرائيليين على اختلاف اتجاهاتهم لما يعتبرونه.
في ثمانينيات القرن الماضي، هزّ مردخاي فعنونو، الفني السابق في مفاعل ديمونا، المؤسسة الإسرائيلية بكشفه معلومات وصورًا سرية لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، مؤكّدًا امتلاك بلاده برنامجًا نوويًا متكاملًا. وقد أدين بتهمة الخيانة وقضى 18 عامًا في السجن، معظمها في عزلة انفرادية. وفي مقابلة مع قناة "BBC" عام 2004، قال فعنونو: "لم أخن، بل أنقذت إسرائيل من محرقة جديدة".
يرى "مركز ضبط التسلح ومنع الانتشار" أن استمرار إسرائيل في تبني سياسة الغموض يمثل عقبة أمام إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهي مبادرة تم إقرارها في مؤتمر مراجعة معاهدة NPT عام 1995، لكنها لم ترَ النور بسبب غياب الشفافية، بحسب المركز.
يرجّح مراقبون أن تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى نتيجة معاكسة لما تُعلنه تل أبيب، إذ قد تدفع طهران إلى تسريع وتيرة برنامجها النووي، بدافع الردع وليس التصعيد. ويقول جون إيراث، مدير السياسات في مركز ضبط التسلّح: "بدلًا من كبح طموح إيران النووي، قد تعزز هذه الهجمات شعورها بالحاجة إلى امتلاك سلاح نووي، ما يفتح الباب على مسار بالغ الخطورة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟
نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟

عاد النقاش الدولي ليتناول ملفاً ظل لسنوات محاطًا بالضبابية: الترسانة النووية الإسرائيلية. فبينما تهاجم الدولة العبرية منشآت إيرانية بدعوى منع طهران من امتلاك قنبلة نووية، تبقى قدراتها في هذا المجال طيّ الكتمان الرسمي، وإن كانت تحظى باعتراف واسع بين الخبراء ووكالات الاستخبارات. إسرائيل لا تعلن امتلاكها للأسلحة النووية، ولا تنفي الأمر. هذه السياسة المتمثلة بـ"الغموض النووي" وُصفت سابقًا بأنها استراتيجية لردع الأعداء دون إشعال سباق تسلح إقليمي. لكن بعض الخبراء، كجيفري لويس من معهد ميدلبوري، يعتبرون أن هذا الغموض بات "إنكارًا لا يُصدّق"، بحسب تصريح له لشبكة NBC الأميركية. رغم غياب الاعتراف الرسمي، تُجمع تقديرات منظمات متخصصة مثل "اتحاد العلماء الأميركيين" و"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI) على أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأسًا نوويًا. ويُعتقد أن هذه الترسانة قابلة للنقل عبر صواريخ باليستية، طائرات مقاتلة، وربما غواصات قادرة على حمل رؤوس نووية. ويُعد مفاعل ديمونا في صحراء النقب حجر الأساس لهذا البرنامج. على عكس إيران، لم تنضمّ إسرائيل لقائمة الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما يعفيها من الالتزامات الرقابية المفروضة على الدول الأطراف في تلك الاتفاقية. وللانضمام رسميًا إلى المعاهدة، يتوجب على أي دولة إعلان امتلاكها للسلاح النووي قبل عام 1967، وهو ما لا ينطبق على إسرائيل، وبالتالي ستكون مجبرة على تفكيك ترسانتها، وهو طبعا ليس في حسابات الساسة الإسرائيليين على اختلاف اتجاهاتهم لما يعتبرونه. في ثمانينيات القرن الماضي، هزّ مردخاي فعنونو، الفني السابق في مفاعل ديمونا، المؤسسة الإسرائيلية بكشفه معلومات وصورًا سرية لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، مؤكّدًا امتلاك بلاده برنامجًا نوويًا متكاملًا. وقد أدين بتهمة الخيانة وقضى 18 عامًا في السجن، معظمها في عزلة انفرادية. وفي مقابلة مع قناة "BBC" عام 2004، قال فعنونو: "لم أخن، بل أنقذت إسرائيل من محرقة جديدة". يرى "مركز ضبط التسلح ومنع الانتشار" أن استمرار إسرائيل في تبني سياسة الغموض يمثل عقبة أمام إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهي مبادرة تم إقرارها في مؤتمر مراجعة معاهدة NPT عام 1995، لكنها لم ترَ النور بسبب غياب الشفافية، بحسب المركز. يرجّح مراقبون أن تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى نتيجة معاكسة لما تُعلنه تل أبيب، إذ قد تدفع طهران إلى تسريع وتيرة برنامجها النووي، بدافع الردع وليس التصعيد. ويقول جون إيراث، مدير السياسات في مركز ضبط التسلّح: "بدلًا من كبح طموح إيران النووي، قد تعزز هذه الهجمات شعورها بالحاجة إلى امتلاك سلاح نووي، ما يفتح الباب على مسار بالغ الخطورة".

من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟

يورو نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • يورو نيوز

من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟

في ظلّ التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، تعود إلى الواجهة مسألة السلاح النووي، بوصفه الفيصل الحاسم في ميزان القوى العالمية، والهاجس الأكبر للأمن الإقليمي والدولي. تُعدّ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الموقّعة عام 1968، أحد أبرز الأعمدة القانونية في النظام الدولي للحد من انتشار السلاح النووي. وبموجبها، تعهدت الدول المالكة لترسانات نووية، وفي طليعتها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، بعدم نقل هذه التكنولوجيا إلى دول أخرى، والعمل نحو نزع السلاح تدريجيًا. الهند وباكستان، الخصمان التاريخيان في جنوب آسيا، لم تلتزما بالمعاهدة. بل سارعتا إلى تطوير أسلحتهما بعيدًا عن الرقابة الدولية. ففي عام 1974، أجرت نيودلهي أول تجربة نووية، وتبعتها تجربة ثانية عام 1998، لتردّ عليها إسلام آباد بسلسلة اختبارات، مؤذنةً ببدء سباق تسلّح نووي في شبه القارة الهندية لا يزال مشتعلاً. أما إسرائيل، فهي الحالة الأشد غموضًا في هذا المشهد. فتل أبيب لم توقّع المعاهدة، ولم تعترف رسميًا حتى اليوم بامتلاكها أسلحة نووية، رغم أن التقديرات الاستخباراتية الغربية تضعها في خانة الدول النووية، مع ترسانة تُقدّر بـ90 رأسًا نوويًا. وتُعد هذه الترسانة، بحسب محللين، أحد الأعمدة التي تُبقي التوازن الإقليمي في صالح الدولة العبرية، خصوصًا في مواجهة طموحات إيران. على الطرف الآخر من آسيا، تقف كوريا الشمالية بوصفها الدولة الوحيدة التي انسحبت من المعاهدة بشكل رسمي عام 2003، وبدأت علنًا تجاربها النووية منذ عام 2006، متحدّية كل العقوبات والضغوط الدولية. واليوم، تُقدّر ترسانتها بنحو 50 رأسًا نوويًا، وتشكل تهديدًا مباشرًا في شرق آسيا. في قلب هذه المعادلة، تقف إيران. ورغم أنها ما زالت طرفًا في المعاهدة وتؤكد سلمية برنامجها النووي، فإن تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60% يثير قلقًا متزايدًا، خصوصًا في ظل الحرب المفتوحة مع إسرائيل. فبينما تُقدّر وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران لم تتخذ قرارًا استراتيجيًا لإنتاج سلاح نووي بعد، إلا أن احتفاظها بقدرات تقنية متقدمة وقابلة للتصعيد السريع، يجعل منها "قوة نووية كامنة". وفق أحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لشهر يناير، فإن الترتيب العددي لترسانات الرؤوس النووية العسكرية حول العالم على الشكل التالي: - روسيا: 4309 - الولايات المتحدة: 3700 - الصين: 600 - فرنسا: 290 - المملكة المتحدة: 225 - الهند: 180 - باكستان: 170 - إسرائيل: 90 - كوريا الشمالية: 50 وتُظهر هذه الأرقام أن روسيا تحتفظ بأكبر مخزون عالمي من الأسلحة النووية، تليها الولايات المتحدة، بينما تشهد الصين نموًا مطردًا في قدراتها النووية. وسط التصعيد الإيراني - الإسرائيلي، والتلويح المتكرر بخيارات "غير تقليدية"، يُطرح سؤال جوهري: هل تبقى الأسلحة النووية أدوات للردع السياسي والاستراتيجي فقط، أم يُمكن أن تنزلق إلى الاستخدام في لحظة جنون؟

ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟
ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟

يورو نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • يورو نيوز

ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟

في واحدة من أوسع الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران، استهدفت الضربات مواقع نووية شديدة الأهمية، ما ألحق أضراراً بالغة بالبرنامج النووي الإيراني، وفقاً لتقارير متعددة، أبرزها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وصور أقمار صناعية حديثة. تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم استهدفت الضربات ثلاثة مواقع رئيسية لتخصيب اليورانيوم: منشآت أخرى متضررة إصفهان: استُهدفت أربع منشآت، من بينها مركز لتحويل اليورانيوم ومرافق للعمل على تكنولوجيا معدن اليورانيوم، وهي تقنية ضرورية لصنع نواة السلاح النووي. ورش إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران: تعرضت للقصف أيضاً، وهذه المنشآت كانت خاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، لكن لا يُعرف عدد الورش المتبقية غير المعلنة. اغتيال العلماء أعلنت مصادر خليجية مقتل ما لا يقل عن 14 عالماً نووياً إيرانياً منذ بدء الهجمات، بينهم من استُهدف بعبوات ناسفة داخل السيارات. وقال الجيش الإسرائيلي إن تسعة منهم كانوا "عنصراً أساسياً" في مساعي طهران نحو امتلاك سلاح نووي. مخزون اليورانيوم وفقاً لتقديرات الوكالة حتى 17 مايو/أيار، تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% لصناعة نحو تسع قنابل نووية. كما تمتلك كميات أقل تخصيباً تكفي لإنتاج قنابل إضافية. ردود إيران المحتملة أعلنت طهران أنها ستتخذ إجراءات "غير معلنة" لحماية المواد والمعدات النووية، وقد تُقلص التعاون مع الوكالة، في حين يبحث البرلمان مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، على غرار كوريا الشمالية. وفي حال توقف منشأة تحويل اليورانيوم في إصفهان عن العمل، سيتعين على إيران إيجاد مصادر خارجية لليورانيوم سداسي الفلور (UF6)، وهو العنصر الأساسي في عملية التخصيب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store