logo
لماذا يرفض جيل زد نصائح تطوير الذات التقليدية؟.. إليكِ الأسباب وكيفية التعامل معها

لماذا يرفض جيل زد نصائح تطوير الذات التقليدية؟.. إليكِ الأسباب وكيفية التعامل معها

مجلة هيمنذ يوم واحد
ذات يوم وقبل أن أتعمق في النوم، رن جوالي. فكانت صديقتي التي تصغرني تقريبًا بعشر سنوات. قالت لي :"ماذا تفعلين؟.. أريد أن أتحدث معكِ قليلًا". فقولت لها: "لا مجال للحديث الآن.. فأنا استمتع بقراءة كتاب بسيط عن تطوير الذات.
وهنا تعالت ضحكاتها وقالت:"لا زلتِ تطورين نفسكِ بخطوات السلحفاء"، فتعجبت من كلامها... وسألتها: "لماذا تقولين ذلك؟".
فأجابت: "لأن لديكِ الفرصة لتطوير نفسكِ باستبدال قراءة 100 صفحة بملخص الكتاب على اليوتيوب". وهنا كانت إجابتي صارمة: "لا غنى عن الأجيال السابقة عزيزتي.. فهم من صمموا الأدوات التي باتت في متناول يديكِ لتطويرها".
وهنا تداركت رفض جيل زد لمناهج تطوير الذات التقليدية، ما جعلني أنافش استشاري التنمية البشرية الدكتور محمود زيادة من القاهرة، لمعرفة أسباب الرفض وأهم الاستراتيجيات العملية لدمج مهاراتها بما يتناسب مع عصرنا الحالي، وطرحها عبر موقع "هي"، وذلك على النحو التالي:
ما هي الأسباب الرئيسية لرفض جيل زد نصائح تطوير الذات التقليدية؟
رفض جيل زد لنصائح تطوير الذات التقليدية يعكس تحولًا قيميًا وجوهريًا في رؤيتهم للنجاح والرفاهية
ووفقًا للدكتور محمود، رفض جيل زد (المولودون بين 1997–2012) لنصائح تطوير الذات التقليدية يعكس تحولًا قيميًا وجوهريًا في رؤيتهم للنجاح والرفاهية؛ وذلك للأسباب التالية:
يرفضون ثقافة "التضحية بالصحة النفسية من أجل النجاح"
يرى72 % من جيل زد أن التوازن بين الحياة والعمل أولوية تفوق المكاسب المادية، خلافًا لنصائح "اعمل بجد الآن واستمتع لاحقًا". وبما أن 25 %منهم يعانون من القلق أو الاكتئاب بسبب ضغوط العمل التقليدية، لذا يرفضون النصائح التي تهمل الصحة النفسية.
لديهم شكوك حول فعالية النماذج التقليدية للقيادة والنجاح
يرفض 52 % من جيل زد الترقي إلى مناصب إدارية وسطى؛ لأنهم يرونها "وظائف صورية" بسلطة محدودة وتضيف ضغوطًا من دون تمكين حقيقي. كما أن 47 % منهم يفضلون المسارات الفردية مثل (ريادة الأعمال أو الصناعة الرقمية) بدلًا من الصعود الوظيفي الهرمي، معتبرين أن النجاح يُقاس بالتأثير لا بالألقاب.
يتحدون ثقافة "المقارنة الاجتماعية" في وسائل التواصل
يعاني 40 % من جيل زد من "المقارنة السلبية" بسبب المحتوى المُصمم لإظهار الكمال الزائف، مما جعلهم يشككون في نصائح مثل "كن الأفضل دائمًا". كما أنهم يفضلون نماذج "النجاح غير التقليدي" على منصات مثل (TikTok)، التي تبرز قصصًاعن الابتكار المرن والتوازن بدلًا من الجهد المُنهك.
يركزون على القيم المجتمعية والاستدامة بدلًا من النجاح الفردي
يربط 74 % من جيل زد اختيارهم الوظيفي بمدى التزام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، ويرفضون النصائح التي تفصل النجاح الشخصي عن التأثير المجتمعي. كما أن 38 % منهم مستعدون لخفض رواتبهم بنسبة 2–5% للعمل في شركات تُحقق توازنًا حياتيًا أو تدعم قيمًا متوافقة مع مبادئهم.
يفضلون التعلم التطبيقي على النظريات المجردة
يعتبر 76 % من جيل زد "التعلم القائم على المهارات" مفتاح النجاح، ويرفضون نصائح مثل "احصل على شهادة عليا لضمان مستقبلك". كما أنهم يقضون وقتًا أطول بنسبة 12 % في تعلُّم مهارات رقمية جديدة مثل (البرمجة أو التسويق الإلكتروني) مقارنة بالأجيال السابقة، معتمدين على منصات مثلCourseraبدلًامن المسارات الأكاديمية التقليدية.
يرفضون ثقافة "الاستعداد للتضحية بالحاضر من أجل المستقبل"
يُشاهد 68 % من جيل زد "آباءهم الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي في وظائف تقليدية"، مما يجعلهم دومًا يرفضون النموذج القائم على تأجيل الراحة. كما أنهم يفضلون "النجاح المرن" القائم على العمل الهادف (Purpose-driven Work) الذي يجمع بين الإنجاز المهني والرفاهية الفورية.
ماذا يريد جيل زد بدلًا من النصائح التطويرية التقليدية؟
وتابع دكتور محمود، هذا الجيل لا يرفض "التطوير الذاتي" بحد ذاته، بل يرفض نماذجَ عفا عليها الزمن لا تُحاكي عالمهم المتغير. علمًا أن الشركات والمُرشدون الذين يفهمون هذه التحولات سيكونون الأقدر على قيادة مستقبل العمل. عمومًا جيل زد يعتمد على:
تطوير ذاتي قائم على المرونة: نصائح تدعم بناء مهارات رقمية مستقلةFreelancing، Content Creation.
نجاح شامل: يدمج بين الإنجاز المهني، الصحة النفسية، والتأثير الاجتماعي.
قدوات "غير كاملة":نماذج تُظهر التحديات الحقيقية بدلًا من صورة النجاح المثالي.
ما هي أهم الاستراتيجيات العملية المبنية على أحد الدراسات لدمج مهارات تطوير الذات التقليدية باحتياجات جيل زد؟
تعرفي على أهم الاستراتيجيات العملية لدمج مهارات تطوير الذات التقليدية باحتياجات جيل زد التطويرية
وأضاف دكتور محمود، لدمج مهارات تطوير الذات التقليدية مع احتياجات جيل زد، يجب تحويلها إلى صيغ رقمية مرنة تُحفِّز الإبداع وتُحقق التوازن النفسي والمهني؛ باتباع الاستراتيجيات العملية التالية:
تحويل القراءة إلى تجربة تفاعلية رقمية
بما أن 75 % من جيل زد يفضلون الفيديو على القراءة التقليدية؛ لذا يجباستبدال الكتب الورقية بملخصات مرئية على يوتيوب أو تطبيقات مثل ( Blinks تلخيص كتب في 15 دقيقة). كذلك استخداممنصات Skillshare أو Khan Academy لدمج المعرفة مع التمارين التفاعلية، وتحويل السير الذاتية لبودكاست أو قصص مصورة على إنستغرام لجذب الانتباه.
إدارة الوقت عبر أدوات رقمية "قابلة للتخصيص"
بما أنهم يرفضون الجدولة الصارمة لصالح المرونة؛ لذا يجب استخدام تطبيقات مثل Notion أو Trello لدمج التخطيط اليومي مع التعلُّم والمشاريع الشخصية في مكان واحد، كذلك تحويل المهام إلى "ألعاب" عبر Habitica أو Forest App، حيث يُكافَأ التركيز بزرع أشجار افتراضية.
التوازن بين التطوع والتأثير المجتمعي الرقمي
بما أنهميرفضون التطوع التقليدي غير المرتبط بقيمهم، لذا يجب تنفيذمبادرات رقمية مثل تصميم حملات توعية على Canva لخدمة قضايا اجتماعية. كذلك التطوع في تعليم المهارات الرقمية عبر منصات مثل Coursera أو Udemy .
تحويل "الخروج من منطقة الراحة" إلى مشاريع إبداعية
بما أنهم يُقيِّمون المخاطرة بحساب الربح والخسارة؛ لذا يجب بدء مشاريع جانبية صغيرة مثل متجر إلكتروني على Etsy أو قناة تيك توك تعكس شغفهم، كذلك استخدام أدوات مثل Figma لتصميم منتجات افتراضية، أو ChatGPT لتطوير أفكار مبتكرة.
تعزيز الصحة النفسية عبر التكنولوجيا
بما أن 25 % منهم يعانون من القلق بسبب ضغوط النجاح التقليدية؛ لذا يجباستبدال نصائح "النوم مبكرًا" بتطبيقات مثل Headspace للتأمل الموجه. كذلك دمج الرياضة مع الترفيه عبر ألعاب VR مثل Oculus Fitness .
على الهامش.. نصائح ذهبية للقائمين على التطوير الذاتي
بدمج الاستراتيجيات العملية المقدمة تصبح مهارات التطوير الذاتي التقليدية جسرًا بين حكمة الماضي وابتكار المستقبل
دمج الذكاء الاصطناعي:استخدام أدوات مثل ChatGPT لتوليد خطط تطوير شخصية سريعة.
التقييم عبر التحديات الرقمية:تنظيم مسابقات مثل "هاكاثون المهارات" على منصات Miro للعصف الذهني الجماعي.
ربط النمو بالهوية الرقمية:مساعدتهم على بناء "علامة شخصية" Personal Brand عبر LinkedIn أو Medium.
وأخيرًا، التطوير الذاتي لجيل زد ليس تغييرًا في المضمون، بل تحولًا في الشكل: "من التلقين إلى التفاعل، ومن الصلابة إلى المرونة، ومن النجاح الفردي إلى التأثير المجتمعي". وبدمج الاستراتيجيات العملية السالفة الذكر، تُصبح مهارات التطوير الذاتي التقليدية جسرًا بين حكمة الماضي وابتكار المستقبل، من دون التضحية بقيم الجيل الجديد أو طموحاته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد تحليل شمل جميع دول العالم.. دراسة صادمة: 74 ألف طفل يولدون سنويًا حاملين فيروس التهاب الكبد الوبائي
بعد تحليل شمل جميع دول العالم.. دراسة صادمة: 74 ألف طفل يولدون سنويًا حاملين فيروس التهاب الكبد الوبائي

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

بعد تحليل شمل جميع دول العالم.. دراسة صادمة: 74 ألف طفل يولدون سنويًا حاملين فيروس التهاب الكبد الوبائي

كشف باحثون من جامعة بريستول عن أرقام صادمة بشأن عدد الأطفال الذين يولدون حاملين لفيروس التهاب الكبد الوبائي C حول العالم، وذلك في دراسة تُعد الأولى من نوعها. ووفقًا لموقع "ميديكال إكسبريس"، تشير التقديرات إلى أن نحو 74 ألف مولود جديد سنويًا يحملون هذا الفيروس الخطير، مع بقاء 23 ألف طفل منهم مصابين به حتى بلوغهم سن الخامسة. وجاءت هذه النتائج بعد تحليل دقيق شمل جميع دول العالم، وهو ما يمثل تقدمًا كبيرًا في فهم انتشار المرض، بعد أن كانت البيانات السابقة تقتصر على ثلاث دول فقط: باكستان، ومصر، والولايات المتحدة. وتُظهر الخريطة الوبائية أن العبء الأكبر من هذه الإصابات يتركز في خمس دول رئيسة، تتصدرها باكستان ونيجيريا، وهذه الدول مجتمعة تسهم بنحو نصف حالات العدوى التي تنتقل من الأم إلى الطفل. وخلف هذه الأرقام قصة إنسانية مؤلمة، فمعظم هؤلاء الأطفال لن يحصلوا على التشخيص أو العلاج المناسب. ويعود ذلك إلى عدة عوامل معقدة، أولها أن الفيروس قد يكمن في الجسم لسنوات دون أعراض واضحة، قبل أن يظهر فجأة على شكل تليف كبدي أو سرطان كبد مميت. ثانيًا، تتركز الإصابات بشكل كبير بين الفئات المهمشة والفقيرة التي لا تحصل على رعاية صحية كافية. وتُقدّر منظمة الصحة العالمية أن هناك نحو 50 مليون شخص يعيشون مع الفيروس المنقول عبر الدم (HCV) على مستوى العالم، وأن نحو 240 ألف شخص توفوا بسبب أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد الوبائي C في عام 2022. الأمل ما يزال موجودًا لكن الأمل لا يزال قائمًا، فمنذ عام 2014، أصبحت العلاجات الفعالة متاحة في العديد من الدول. وهذه العلاجات، التي تُؤخذ على شكل أقراص لمدة ثلاثة أشهر فقط، تستطيع القضاء على الفيروس بنسبة نجاح تتجاوز 90%. لكن المشكلة تكمن في أن معظم المصابين لا يعرفون أنهم يحملون الفيروس أصلاً، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 64% من الحالات غير مشخصة. ويبدأ الحل من نقطة أساسية: زيادة الفحوصات أثناء الحمل. فإلى جانب كون الحمل فترة حرجة لاحتمال انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، فإنه يُشكّل فرصة ذهبية للكشف عن الإصابات وعلاجها، لا سيما أن كثيرًا من النساء لا يُجرين أي فحوصات طبية إلا خلال هذه المرحلة. ومع ذلك، فإن الواقع يُظهر أن فحص فيروس التهاب الكبد C للحوامل لا يزال غائبًا عن الممارسة الطبية في معظم الدول، حتى في تلك التي تنص إرشاداتها الرسمية على ضرورة إجرائه. أما بالنسبة للأطفال المصابين، فتتمثل المعضلة في أن معظم الإرشادات الطبية لا توصي ببدء العلاج قبل سن الثالثة. كما أن علاج الأمهات الحوامل المصابات لا يزال محلّ دراسة، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأدوية على الأجنة، رغم أن النتائج الأولية للتجارب السريرية تبدو مبشّرة. وتؤكد هذه الدراسة أننا أمام تحدٍّ صحي كبير يتطلب تحركًا عاجلًا. فمع توافر علاجات فعالة، لم يعد هناك ما يبرر استمرار معاناة عشرات الآلاف من الأطفال من مرض يمكن الشفاء منه.

"يتطلب استجابة عالمية متكاملة".. الأمم المتحدة: سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف في غزة
"يتطلب استجابة عالمية متكاملة".. الأمم المتحدة: سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف في غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

"يتطلب استجابة عالمية متكاملة".. الأمم المتحدة: سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف في غزة

في ظل تصاعد الصراع في قطاع غزة، تتفاقم أزمة إنسانية تهدد حياة الملايين، حيث حذرت مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، المدعومة من الأمم المتحدة، من أن سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف الآن في قطاع غزة، وهذا الواقع المروع، الذي تشهده غزة يدفع المجتمع الدولي، بقيادة دول مثل فرنسا والسعودية، إلى حشد جهود عاجلة لدعم حل الدولتين وتخفيف المعاناة. وتُظهر البيانات الأخيرة أن عتبات المجاعة قد تم تجاوزها في معظم مناطق غزة، خاصة في مدينة غزة، حيث سُجلت مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، فبين أبريل ومنتصف يوليو 2025، تم إدخال أكثر من 20,000 طفل للعلاج من سوء التغذية، مع 3,000 حالة حرجة، ووفقًا للمبادرة، فإن الصراع المتصاعد والنزوح الجماعي قلصا الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع، وهذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل انعكاس لمعاناة يومية تهدد أجيالاً بأكملها، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية. وفي سياق هذه الأزمة، يبرز حل الدولتين كإطار سياسي لتحقيق الاستقرار، وزير الخارجية الفرنسي جان باور، في تصريحاته خلال مؤتمر دولي عقد مؤخرًا، أكد التزام بلاده بدعم المفاوضات التي تهدف إلى إنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية، وشدد على أن السلام المستدام يتطلب وقفًا فوريًا للأعمال العدائية وتدفقًا مستمرًا للمساعدات الإنسانية، وهذا الموقف يعكس رؤية فرنسا لتعزيز التعاون الدولي، بما يشمل تنسيق إسقاط المساعدات الجوية مع دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة. وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود عن دعم المملكة الثابت لحل الدولتين، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وأشار إلى جهود المملكة في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، مع الدعوة إلى فتح ممرات برية لتوزيع المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة، وتعكس هذه التصريحات تعكس التزام السعودية بدور فاعل في تخفيف الأزمة، مع التركيز على أهمية التنسيق الدولي لضمان استدامة الدعم. وعلى الرغم من الجهود الدولية، فإن الإسقاطات الجوية التي تقودها دول مثل ألمانيا وإسبانيا تواجه تحديات كبيرة، فقد أشار المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى أن هذه الإسقاطات قطرة في محيط، فيما وصفها وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأنها غير كافية، ومع خطط إسبانيا لإيصال مساعدات غذائية لـ 5,000 شخص في أغسطس 2025، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تدفق مستمر للمساعدات عبر ممرات برية آمنة. وتتطلب الأزمة في غزة استجابة عالمية متكاملة، فحل الدولتين، الذي يحظى بدعم فرنسا والسعودية ودول أخرى، يوفر إطارًا سياسيًا وإنسانيًا لإنهاء الصراع وتخفيف المعاناة. لكن، هل يمكن للمجتمع الدولي تجاوز التحديات اللوجستية والسياسية لتحقيق هذا الهدف؟ الإجابة تكمن في التنسيق الفعّال والالتزام بضمان تدفق المساعدات دون عوائق، لإنقاذ أرواح الملايين المهددة في غزة.

الأمم المتحدة: مجاعة غزة غير مسبوقة.. لا تشبه أي شيء في هذا القرن
الأمم المتحدة: مجاعة غزة غير مسبوقة.. لا تشبه أي شيء في هذا القرن

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

الأمم المتحدة: مجاعة غزة غير مسبوقة.. لا تشبه أي شيء في هذا القرن

أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس. فيما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الثلاثاء إن الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة التي شهدتها إثيوبيا وبيافرا في نيجيريا في القرن الماضي. وقال مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث عن مجاعة غزة: "هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن". وأضاف سميث: "إنه يُذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي"، مؤكدا ضرورة "التحرك العاجل". وقال متحدثا في اتصال بالفيديو من روما "على ضرورة التحرك العاجل الآن". المساعدات الجوية غير كافية وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، الذي وضعته الأمم المتحدة، من أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع غير كافية لوقف "الكارثة الإنسانية"، مشددا على أن عمليات إدخال المساعدات برّا "أكثر فاعلية وأمانا وسرعة"، نقلا عن "فرانس برس". وأكد المرصد، الذي تسهم فيه وكالات أممية متخصصة ومنظمات غير حكومية وهيئات محلية، أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية"، مشددا على أن عمليات إدخال المساعدات برّا "أكثر فاعلية وأمانا وسرعة". وطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة "فورية وبدون عقبات"، مشددا على أنها الوسيلة الوحيدة لوقف "الجوع والموت" اللذين يتصاعدان بسرعة. وصدر هذا التحذير بعدما نبهت عدة منظمات إنسانية في الأيام الأخيرة من وفيات على ارتباط بالجوع في القطاع. وذكر التصيف استنادا إلى بياناته الأخيرة أنه تم بلوغ "عتبة المجاعة" في "معظم أنحاء قطاع غزة"، مشيرا إلى تزايد الوفيات بين الأطفال. وجاء في التقرير أنه "تم نقل ما يزيد عن 20 ألف طفل لتلقي العلاج جراء إصابتهم بسوء تغذية حاد بين أبريل ومنتصف يوليو، وأكثر من 3 آلاف منهم يعانون من سوء تغذية وخيم". كما التقرير أفاد عن تزايد الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال الصغار. وذكر التقرير أن "أدلة متزايدة تظهر أن تفشي المجاعة وسوء التغذية والأمراض تتسبب بزيادة في الوفيات المرتبطة بالجوع". وحذّر التقرير من أن "وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق" هو السبيل الوحيد لوقف تزايد الوفيات. وأضاف أن "الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع". الدعوة إلى إيصال المساعدات وفي ظلّ ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل، الأحد عن "تعليقا تكتيكيا" يوميا لم تحدّد إلى متى ستستمر، من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء، في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية، مشيرة إلى دخول أكثر من 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، فيما قامت بعض الدول مثل الأردن والإمارات بإلقاء مساعدات غذائية جوا فوق القطاع. لكن المرصد لفت إلى أن عمليات الإلقاء من الجو لن تكون كافية "لوقف الكارثة الإنسانية"، فضلا عن أنها باهظة الكلفة وتنطوي على مخاطر. وأكد أن تسليم المساعدات برا "أكثر فاعلية وأمانا وسرعة". وشدد على أن السكان الأكثر ضعفا الذين يعانون من سوء تغذية حاد وبينهم أطفال "بحاجة للحصول على علاج منقذ للحياة بصورة متواصلة" من أجل التعافي. ولفت إلى أنه "بدون تحرك فوري، سيستمر الجوع والموت في الانتشار بسرعة وبدون توقف". وقال المرصد إن تحذيره لا يعتبر بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناء على "آخر الأدلة المتوافرة" حتى 25 تموز/يوليو. وأكد أنه يعمل على "توصية" أكثر دقة يصدرها في أسرع وقت ممكن ويضمنها تصنيفاته. وكان التصنيف المرحلي المتكامل أفاد في تقرير صدر في مايو (أيار) بأن قطاع غزة يواجه مستوى "حرجا" من خطر المجاعة، وحذر من أن 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا من وضع "كارثي". "ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام" وفي وقت سابق، أعلن برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذّرا من أن سوء التغذية في تزايد حادّ. وأفاد البرنامج في بيان أن "الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة، ولا يأكل شخص من أصل كل 3 لأيام، كما تفاقم سوء التغذية، وأكثر من 90 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج"، نقلا عن "فرانس برس". وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني "مجاعة كارثية" في القطاع المحاصر خلال الأشهر القادمة. وحذّر برنامج الأغذية من أن هناك "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى أن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء بعد أن وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية". وفي تصريحات لافتة، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، انتفاء "الإنسانية" و"التعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل "أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي". وقال في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثر في المجتمع الدولي، انعدام التعاطف... والإنسانية". وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحديا للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة". وكانت منظمات إغاثة حذّرت من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه في مارس (أذار) وسط حربها مع حركة حماس. وخُفّف هذا الحصار على نحو طفيف بعد شهرين. ومذاك، أصبحت المساعدات التي تدخل القطاع خاضعة لسيطرة "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، لتحل مكان نظام التوزيع الذي كانت تديره الأمم المتحدة. ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة العمل مع هذه المؤسسة، متهمة إياها بمواءمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store