
ما هو التعارف المتبادل بين الأم والرضيع؟
يوماً بعد يوم تظهر الدراسات العلمية والإحصاءات والتجارب المرتبطة ببحث علاقة الطفل الرضيع ومنذ ولادته بالأم، وإذا كانت هذه العلاقة تبدأ منذ اللحظات الأولى لخروج الطفل إلى الحياة فقد توصلت تلك الدراسات التي لا تتوقف إلى أن هناك علاقة من نوع خاص تنشأ مع المولود والأم، ويكون الطفل هو الذي يبدأ بها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة وفاء أبوالسعيد، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، حيث أشارت إلى علاقة خاصة بينك وبين مولودك وتعرف بمسمى خاص هو التعارف المتبادل بين الأم والطفل وفوائد هذه العلاقة وطرق لتعزيزها خلال مرحلة الرضاعة خصوصاً في الآتي:
ما هو التعارف المتبادل بين الأم والرضيع؟
اعلمي أنك من الطبيعي أن تلاحظي تصرفاً طريفاً يقوم به رضيعك أثناء القيام بعملية الرضاعة الطبيعية وهو أنه يقوم بوضع يده كلها في فمك، وقد تستغربين هذا التصرف، وقد تلاحظين أيضاً أنه يقوم وعلى صغره بدس أصابعه الصغيرة كلها أو أحد أصابعه حين يكبر قليلاً أي بعد عدة شهور من استمرار الرضاعة الطبيعية، وكأنه يطلب منك أن تقومي بمص إصبعه.
لاحظي من خلال قيامك بعملية الرضاعة الطبيعية التي يجب أن تستعدي لها نفسياً وجسدياً أن طفلك الرضيع وعلى صغره أيضاً قد يقوم في بعض الأحيان، وحين تداعبينه وتلاعبينه وتتحدثين معه قد يقوم بدس قدمه الصغرى في فمك، ويبدأ في إفلات حلمة الثدي ويقوم بالضحك والكركرة فتسمعين صوت ضحكاته، وهذا التصرف الطريف الذي يجب أن يطمئن الأم فهو ينبع من شعور الرضيع الجيد والصحي بأن الرضاعة هي عملية تبادلية بينه وبين أمه.
اعلمي أن طفلك الصغير حين يشعر بأن عليه أن يقدم شيئاً أو مقابلاً للأم مقابل ما تقدمه من حب وحنان وغذاء وشعور بالأمان، فعندما يلتقم حلمة ثدي الأم؛ فهو يريد أن يقدم لها ما يقابل هذا العطاء بأن يضع أصابعه في فمها، وتوقعي أنه وحين يكبر قليلاً ويصبح قادراً على الإمساك بالأشياء في قبضته فقد يلتقط قطعة طعام صلب مثل قطع الفاكهة المقسمة على شكل أصابع ويضعها في فم الأم خلال قيامها بإرضاعه أو إطعامه ويبدو مصراً على ذلك ويبكي وتبدو عليه أمارات الحزن حين ترفض الأم ما يفعله أو حين تبدو مشغولة عنه.
أهمية التعارف المتبادل بين الأم ورضيعها
اعلمي أن قيام طفلك الرضيع وخلال الفترة التي يقضيها في مرحلة الرضاعة الطبيعية، أي حين تضعينه على صدرك، بأن يضع أصابعه الرقيقة في فمك ويبتسم خلال هذا التصرف فهو يدل على شعور الرضيع بالامتنان لأمه، وعلامة مهمة ودالة على نجاح العلاقة العاطفية معها.
اعلمي أنه وبناءً على ما توصل إليه "زيليكو لوباريك" وهو أستاذ الفلسفة في جامعة Unicamp أنه وعندما يسير كل شيء بين الأم والطفل على ما يرام، أي أن هناك علاقة قبول وتبادل للنظرات بينه وبين الأم من خلال التواصل البصري أولاً وخلال الأيام الأولى للولادة وخروج الطفل للحياة، فالطفل يتعلم ما يطلق عليه مفهوم "التبادلية"، ويسمي العالم وينيكوت هذا التصرف بـ"التعريف المتبادل"، وحيث يتماثل الطفل مع الأم في مبدأي "العطاء والأخذ" وهما مبدآن مهمان ويتطوران مع الإنسان طيلة حياته، وهذا التعارف التبادلي بحسب رأي وينيكوت هو تصرف أساسي ومهم بالنسبة للطفل لبداية حياة اجتماعية خاصة به بحيث تكون حياة صحية خالية من الأنانية على الأقل.
احرصي على اتباع قواعد الرضاعة الصحيحة من أجل أن تلاحظي علامات نجاح الرضاعة الطبيعية وشبع الطفل ، ومن هذه القواعد الحرص على تكريع وتجشؤ الرضيع؛ لكي تزيدي من كمية الحليب في صدرك، ويفضل أن يتم التكريع بعد الرضاعة من كل ثدي، وأن تستمر مدة الرضاعة نصف ساعة من الثديين، مع الحرص على التواصل البصري بينك وبين رضيعك لأن انشغال الأم يؤثر كثيراً على نفسية الرضيع، وينعكس ذلك على صحته واكتسابه للوزن وتطور نموه.
فوائد نفسية عامة للرضاعة الطبيعية تعود على الأم والرضيع
اعلمي أنه قد أثبتت الدراسات العلمية حول العالم أن الرضاعة الطبيعية من الأم تحسّن المزاج بشكل عام والوضع النفسي، وتقلل مستويات التوتر عند الأم وتحميها من أعراض كآبة ما بعد الولادة، وتعزز من العلاقة بينها وبين طفلها كعلاقة وجدانية طول العمر.
اعلمي أن دور عملية الرضاعة الطبيعية في خفض خطر اكتئاب ما بعد الولادة عند الأم ينبع من قدرتها على تحسين كل من مستوى هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين اللذيْن يفرزهما جسم الأم خلال الرضاعة الطبيعية، مما يسهم بشكل كبير في تعديل مزاج الأم بصفة عامة وحمايتها من مخاطر الاكتئاب، ولذلك فالأم التي ترضع طفلها من ثدييها لن تتساءل لماذا تغيب مشاعر الأمومة بعد الولادة؟ وما هي الكآبة البيضاء؟ حيث إن الرضاعة هي التي تحمي الأم من كل المشاكل النفسية مع مسئولية الأمومة الجديدة.
توقعي أن تعمل الرضاعة الطبيعية واستمرارها لسنة على الأقل على تعزيز التطور العاطفي والاجتماعي لدى الطفل، بعكس الأطفال الذين لم يرضعوا من أمهاتهم وحين يتعرضون للإصابة بالتوحد والانطواء والفشل في بناء علاقات اجتماعية بسهولة.
لاحظي أن الرضاعة الطبيعية تنعكس بأثر إيجابي على الأم المرضع، حيث تشعر وتلاحظ بتحسن في مدة النوم لديها وجودته، وحيث تنخفض لدى الأمهات المرضعات حالات اضطرابات النوم التي تعاني منها الأم النفساء عادة.
اعلمي أنه حسب ما توصلت إليه الأبحاث التي عكفت عليها كل من منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية للصحة العامة، وكذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فعملية الرضاعة الطبيعية كخطوة وخيار تغذية للطفل تعمل على خفض استجابة الأمهات المرضعات لتعابير الوجه السلبية والسيئة مثل الغضب، بينما تزيد استجابة الأمهات لتعابير الوجه الإيجابية؛ مثل الفرح والتشجيع والتحفيز والشعور العام بالطاقة والنشاط.
قد يهمك أيضاً: علامات عدم شبع الطفل من الرضاعة الطبيعية
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
هل يشرب الأطفال الصودا؟ إليك 5 مضاعفات وأهم البدائل
يعد تناول الصودا منعشاً، ولكن هل يمكن للأطفال تناولها؟ فقد يفضل بعض الأطفال تناول المشروبات الغازية لمذاقها الحلو، وألوانها الزاهية، ولهذا السبب ينجذب الأطفال إلى تناول الصودا. في المقابل، يجب على الآباء توخي الحذر عند تقديم الصودا لأطفالهم؛ لأنها تؤثر سلباً على صحتهم. لذلك، من المهم اتخاذ تدابير وقائية لحماية صحتهم وتحسين نموهم. هل يُسمح للأطفال الصغار بتناول الصودا؟ يجب على الأطفال، وخاصةً من هم دون سن الثانية، عدم تناول الصودا لأن أجسامهم ليست مستعدة بعد للتعامل مع السكريات المضافة والمكونات الأخرى الموجودة في المشروبات المحلاة مثل الصودا. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات، يُنصح بعدم تناول الصودا لأن محتواها من السكر قد يُسبب تسوس الأسنان و السمنة ومشاكل صحية أخرى. بالنسبة للأطفال بعمر 5 سنوات فما فوق، يوصَى بتجنب تناول المشروبات الغازية لما لها من تأثير سلبي على الوزن وصحة القلب والعظام وبدلاً من ذلك، يُشجع الأطفال على تناول الماء أو الحليب غير المُحلَّى أو عصير الفاكهة الطبيعي بكميات محدودة، وقد يكون من الجيد للأطفال تجربة المشروبات الغازية من حين لآخر دون إفراط في تناولها. مضاعفات تناول الأطفال للصودا المشروبات الغازية هي مياه تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون المضاف، يُسبب هذا الغاز فقاعات صغيرة في الماء، وهي سمة مميزة لمشروبات الصودا. قد تُسبب هذه المشروبات مشاكل صحية لدى الأطفال وهي كالتالي: تسوس الأسنان تعد الأسنان من أكثر أعضاء الجسم تأثراً باستهلاك الصودا نظراً لاحتوائها على السكر، وفقاً لجمعية طب الأسنان تحتوي 354 مل من الصودا على ما يقارب 10 ملاعق صغيرة من السكر، ويوصَى بتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و18 عاماً أقل من 6 ملاعق صغيرة من السكر يومياً لأن الإفراط يزيد من خطر تسوس أسنانهم نظراً لاحتوائه على نسبة عالية جداً من السكر حتى مع تنظيف الأطفال لأسنانهم بانتظام، فإن الصودا العادية أو الدايت قد تُلحق الضرر بمينا الأسنان، فقد تعيش بكتيريا صغيرة حول الأسنان، عند تعرضها للسكر الموجود في الصودا، تُنتج هذه البكتيريا أحماضاً تُسبب التسوس وتحدث عملية تكوين الأحماض هذه في غضون 20 دقيقة فقط من شرب الصودا. الإصابة بالسمنة الأطفال الذين يستهلكون المشروبات الغازية معرضون لخطر السمنة، وذلك لاحتوائها على مستويات عالية من المُحليات، فإن الحد الأقصى اليومي المسموح به للأطفال من السكر هو 25 جراماً، أي ما يعادل ملعقتين كبيرتين. تحتوي المشروبات الغازية على كميات كبيرة من المُحليات، بما في ذلك مستويات عالية من الفركتوز. لذا، فإن تناول السكر يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. وإذا كان الطفل يعاني من السمنة، فإن ذلك يزيد من خطر إصابته بأمراض مختلفة، مثل أمراض القلب والسكري ومشاكل صحية أخرى. مشاكل سلوك الطفل وجدت دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال أن الأطفال الذين يتناولون المشروبات الغازية بكثرة هم أكثر عرضة لإظهار سلوكيات عدوانية، ويعد السبب الدقيق لتناول المشـروبات الغازية وظهور سلوكيات عدوانية لطفلك، فقد ربطت بعض الدراسات بين مكونات المشروبات الغازية مثل الأسبارتام وظهور أعراض حدّة المزاج ، وارتبط الكافيين أيضاً ببعض المشاكل السلوكية لدى الأطفال. انخفاض كثافة العظام يتسبب الإفراط في تناول المشروبات الغازية في زيادة امتصاص الكالسيوم؛ مما قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام عند تناوله بكميات كبيرة. مشاكل صحية أخرى تحتوي الصودا على مستويات عالية من الكافيين، يحتوي 354 مل على الأقل من الصودا على 34-45 ملج من الكافيين. قد يُسبب تناول الكافيين لدى الأطفال مشاكل صحية مثل: الصداع، آلام المعدة، اضطرابات النوم، القلق، المشاكل السلوكية، واضطرابات الجهاز العصبي. ومن جانبها تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من إفراط الأطفال في تناول الكافيين، وإذا كنت ترغبين في تقديم مشروبات منعشة لطفلك؛ فحضّري عصائر من الفاكهة خالية من السكر المضاف لتجنب الإفراط في تناول السكر. * ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
كيف تؤثر العلاقة بين الوالدين في تشكيل شخصية الطفل؟ إليك 5 حقائق
يعيش الآباء اليوم عالماً يمتلئ بالتحديات التربوية والضغوط اليومية داخل وخارج البيت، ما يجعلهم يغفلون عن حقيقة خطيرة ليست بعيدة عنهم، تسكن بينهم وهم أبطالها؛ حيث أثبتت آلاف الدراسات الدولية أن الأطفال الذين ينشأون في بيئات أسرية مليئة بالتوتر والصراعات؛ أكثر عرضة بمعدل الضعف للإصابة بمشاكل سلوكية، واضطرابات القلق والاكتئاب. وهذه النتيجة الصادمة تتكرر، ما يدعونا لوقفة تأمل: كيف تؤثر العلاقة بين الوالدين في تشكيل شخصية الطفل؟ والتي تصنع أو تهدم المستقبل النفسي والعقلي للأطفال. اللقاء مع الدكتور حاتم سعفان، أستاذ التربية والطب النفسي للأطفال، الذي يحمل في هذا التقرير رسالة واضحة؛ تشير إلى أن التربية تبدأ من العلاقة بين الأبوين، ليبقى الخيار بأيدي الآباء؛ إن أرادوا أن يكونوا مصدر استقرار وأمان وأمل للطفل، أو مصدر توتر وقلق وخيبة، بدءاً من مرحلة الرضاعة وحتى سن المراهقة. ما بين الآباء هو ما يبقى في أطفالهم العلاقة بين الوالدين ليست فقط ركيزة لبناء أسرة متماسكة، بل هي مرآة تنعكس مباشرة في شخصية الطفل وسلوكياته ومستقبله النفسي؛ حيث إن كل لحظة انسجام أو صراع بين الوالدين؛ تترك أثراً لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يعيش طويلاً في قلب وعقل الطفل ويترجمه تصرفاته. مواقف تحدث داخل منزلك وتؤدي إلى اضطراب نفسية طفلك هل تودين التعرف إليها؟ 5 محاور تحكي مدى تأثر الأبناء بسلوك الآباء: نموذج الآباء: حجر الأساس في بناء الثقة والهوية للطفل يؤكد علماء النفس أن الطفل يولد صفحة بيضاء تماماً، وأن تجاربه الأولى مع والديه تلعب جزءاً حاسماً في تشكيل تعلقه بالآخرين، وتمثل أساساً مهماً في بناء شخصيته، حيث يبني الطفل ما يُسمّى بـ"النموذج الداخلي للعمل"، والذي يحدد من خلاله كيف يرى نفسه، والعالم، والآخرين. إذا كانت العلاقة بين الوالدين يسودها الاحترام، الاستقرار، والدعم المتبادل؛ فإن هذا ينعكس في تعاملهم مع الطفل، فيمده بالأمان، وهذا الإحساس يغرس في الطفل ثقة داخلية تُرافقه مدى الحياة، وتؤثر لاحقاً في اختياراته، تفاعلاته، وحتى نظرته لذاته. في المقابل، الخلافات الدائمة بين الوالدين ؛ تخلق بيئة مشوشة تؤدي إلى ارتباط قلق أو متجنّب، ما يُربك تكوين شخصية الطفل، ويعرقل استقراره العاطفي. العلاقة بين الوالدين.. تأثير يمتد إلى الطفل من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن ما يحدث بين الآباء لا يصل إلى الطفل ما دام لا يُوجّه له مباشرة، بينما تؤكد الدراسات النفسية عكس ذلك تماماً؛ فما يحدث بين الآباء -سواء كان دفئاً أو تعاوناً أو توتراً وصراعاً- لا يبقى في إطار العلاقة الزوجية، بل يمتد تلقائياً إلى علاقة كل طرف بالطفل. يسمّي علماء النفس هذا المفهوم بـ"تأثير الانسكاب" (Spillover Effect) فعندما يشعر الأب مثلاً بالإحباط نتيجة نقاش حاد مع الأم؛ فإنه قد يتفاعل لاحقاً مع الطفل بنفاد صبر أو انفعال غير مبرر، وهذا بدوره يخلق لدى الطفل حالة من الحيرة والارتباك، فيصبح سلوكه غير متزن من دون أن يفهم السبب الحقيقي وراء ذلك. لذا، فإن جودة العلاقة الزوجية ليست مجرد شأن خاص، بل هي أساسٌ لتوازن الطفل النفسي وسلوكه اليومي. الحساسية الأبوية.. وإشارات الطفل الحساسية الأبوية تعني قدرة الأم أو الأب على التقاط الإشارات العاطفية للطفل، والرد عليها بشكل مناسب في الوقت المناسب، هذه المهارة لا تُولد بالفطرة وحدها، بل تحتاج إلى وعي وتدريب وهدوء نفسي. في البيوت التي يسودها الانسجام، يتمتع الآباء بقدرة أكبر على ملاحظة تغيّر نبرة صوت الطفل، قلقه، حزنه أو فرحه، وبالتالي يتفاعل مع هذه المشاعر بتفهّم واحتواء. ونقول: هذه الاستجابة المتوازنة تُسهم في بناء طفل قادر على التعبير عن مشاعره وذاته، وإدارة انفعالاته، والثقة فيمن حوله. أما في البيئات المتوترة، فغالباً ما يُصبح الأهل أقل انتباهاً أو أكثر قسوة في ردود أفعالهم، ما يؤدي إلى نتائج عكسية؛ تظهر لاحقاً في المدرسة أو العلاقات الاجتماعية للابن. الأب والأم كفريق.. سرّ النمو العاطفي السليم من المهم أن يتم التعاون ويتحقق مفهوم "الوالدية التشاركية"؛ بمعنى أن يتصرف الأبوان كفريق متماسك؛ يتفقان على المبادئ الأساسية للتربية، ويتقاسمان المسؤوليات بدلاً من تبادل الاتهامات أو العمل بشكل منفصل. عندما يرى الطفل والديْه يواجهان التحديات بشكل موحّد، ويتفاهمان بدلاً من التنافس؛ يتعلّم هو نفسه مهارة حل المشكلات، الحوار، والمرونة النفسية، وهذه الصفات تُعد حجر الأساس في النجاح الاجتماعي والمهني لاحقاً. لكن عندما يلاحظ الطفل صراعاً مستمراً بين الأبوين، حتى وإن لم يكن صراعاً عنيفاً؛ يبدأ بتكوين صورة مشوشة عن معنى العلاقات، وغالباً ما يعاني من ولاءات منقسمة واضطرابات داخلية. دفء الأم يُحوّل الطفل إلى إنسان مُبدع ومتعاطف أظهرت دراسة بريطانية طويلة الأمد على توائم متطابقة؛ أن الأطفال الذين حصلوا على "دفء عاطفي" أعلى من الأم؛ عبر اللمس، النظرات، الكلمات الداعمة؛ كانوا أكثر تعاطفاً وتعاوناً عند بلوغهم سن الـ18 عاماً، بجانب امتلاكهم ل روح الإبداع والانفتاح، مقارنة بالتوائم الذين تلقوا مستوى أقل من هذا الدفء. هذا الفرق لم يكن وراثياً، بل كان بيئياً، مما يؤكد أهمية العلاقة العاطفية في الطفولة المبكرة، كما أن هذا الدفء لا يقتصر على الأمهات فقط، بل يمكن أن يقدمه الأب أيضاً، لكن تظل الأم في المجتمعات العربية غالباً هي الأقرب من الطفل في سنواته الأولى، ما يُعطي لدورها خصوصية كبيرة. إن الطفل الذي يشعر بأنه محبوب، مقبول، وغير مشروط، ينمو ليصبح إنساناً أكثر تفاؤلاً وثقة، وهو ما ينعكس في كل مراحل حياته. * ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
10 علامات لا تتجاهليها.. تدل على اختناق مولودك واحتياجه لجلسة أكسجين فوراً!
أكثر لحظات الحياة سعادة وتوتراً هو استقبال مولود جديد، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة هذا الكائن الصغير، الذي لا يستطيع التعبير عن ألمه أو معاناته، وبعض الأمهات، خاصة الجدد منهن، قد لا يتمكنّ من تفسير بكاء الطفل، أو ما وراء تغير لونه، أو حتى طريقة تنفسه، وربما اعتقدن أن الأمر طبيعي، بينما هو في الواقع نذير خطر! وتفسير هذا أن اختناق حديثي الولادة هو حالة تحدث عندما يتعرض الطفل لنقص الأكسجين، أو نقص تدفق الدم إلى الأنسجة، قبل أو أثناء أو بعد الولادة مباشرة، ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، قد تصل لحد الموت، إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. ولهذا، فإن التعرف إلى العلامات المبكرة التي تشير إلى حاجة الطفل لجلسة أكسجين فورية؛ هو أمر في غاية الأهمية، ويمكن أن ينقذ حياته. في هذا التقرير، يقدم الدكتور مدحت الهواري، أستاذ طب الأطفال، الدليل الكامل لأهم العلامات التي تدل على أن طفلك حديث الولادة لا يحصل على الأكسجين الكافي، ويحتاج إلى التدخل الطبي الفوري، بالإضافة إلى الأسباب الشائعة لهذه الحالة، ومتى تسرعين إلى أقرب مستشفى من دون تردد؟ الأسباب المحتملة لاختناق الوليد حديث الولادة قبل التعرف إلى أسباب الاختناق، عليكِ أن تعلمي أن الطفل المولود حديث الولادة يتنفس بمعدل أسرع من الكبار، ما بين 30 و60 مرة في الدقيقة، لكنه لا يصدر صوتاً أثناء التنفس، ولا يبدو عليه التعب أو الإنهاك خلال عملية التنفس. مشاكل أثناء الحمل: قد تتسبب بعض المشاكل التي تحدث أثناء الحمل في نقص الأكسجين للجنين؛ مثل تسمم الحمل، أو انفصال المشيمة المبكر، أو إصابة الأم بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم. مشاكل أثناء الولادة: قد تحدث مشاكل في الحبل السري، مثل التفافه حول عنق الجنين، أو انقطاع الإمداد بالأكسجين إلى الجنين، أو قد يكون هناك تأخير في الولادة أو صعوبة في الولادة الطبيعية. مشاكل بعد الولادة: قد يعاني الطفل من مشاكل في التنفس بعد الولادة، مثل متلازمة الضائقة التنفسية أو التهاب الرئة أو مشاكل القلب. كيفية التعامل مع قلق الأمومة.. وما هو الحمل الذهني؟ تابعي التفاصيل داخل التقرير أسباب أخرى: انسداد الأنف أو الفم بالمخاط أو الحليب: وهو أمر شائع في الأسابيع الأولى للمولود، والذي قد يمنع الهواء من الدخول بسلاسة. بعض الأطفال يولدون بعيوب ومشكلات خلقية تؤثر على الدورة الدموية أو التنفس. في الولادة المبكرة، الطفل المبتسر قد لا تكون رئتاه مكتملتين، ما يجعله أكثر عرضة لنقص الأكسجين. العدوى التنفسية مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي. الارتجاع المريئي قد يؤدي إلى دخول الحليب إلى مجرى التنفس عند الرضع. نوم المولود على البطن أو في وضع غير آمن، وهو ما قد يضغط على مجرى التنفس أثناء النوم. أعراض اختناق حديثي الولادة: تغير لون الجلد والشفتين إذا لاحظتِ أن وجه طفلك أو أطرافه أو شفتيه، بدأت تأخذ لوناً أزرق أو رمادياً، فهذه علامة خطيرة على أن جسمه لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين، هذه الحالة تُعرف طبياً باسم "الزرقة"، وقد تكون متركزة حول الفم أو تشمل الجسم كله. صعوبة في التنفس أو تنفس غير منتظم إذا بدا أن طفلك يتنفس بصعوبة، أو أنكِ تسمعين صوت أزيز أو صفير أثناء الشهيق والزفير، أو إذا لاحظتِ انقطاعاً في النفس، أو أن صدره يرتفع بشكل غير طبيعي مع كل نفس، فهو يعاني من انسداد جزئي أو كلي في مجرى التنفس. تنفس سريع جداً أو بطيء جداً رغم أن الرضع يتنفسون سريعاً، فإن التنفس الذي يتجاوز 60 نفساً في الدقيقة بشكل متكرر، أو يقل عن 30 نفساً، يُعتبر غير طبيعي، وقد يشير إلى خلل في التنفس أو نقص الأكسجين. شخير أو صوت خشن أثناء التنفس إذا كان تنفس الطفل مصحوباً بأصوات غير معتادة؛ مثل الشخير العالي أو صوت خشن أو صفير، فقد يكون هناك انسداد في الأنف أو الحنجرة أو القصبة الهوائية، ما يعيق دخول الهواء. انكماش الجلد بين الأضلاع أو فوق عظمة الصدر إذا لاحظتِ أن الجلد ينكمش مع كل نفس، أو أن البطن يتحرك بطريقة غير طبيعية، فذلك دليل على أن الطفل يبذل مجهوداً كبيراً للتنفس، وهي إشارة لضعف دخول الهواء إلى الرئتين. ضعف في الرضاعة أو رفض الأكل الطفل الذي يعاني من نقص الأكسجين، غالباً ما يرفض الرضاعة أو يرضع ببطء شديد، لأنه ببساطة غير قادر على التنفس بشكل جيد أثناء الرضاعة، وهي عملية تتطلب تنسيقاً بين المص والبلع والتنفس. نعاس زائد أو خمول شديد في بعض الحالات، لا يُظهر الطفل علامات صاخبة، بل يبدو عليه الخمول الزائد أو النعاس غير المعتاد، وقد يصعب إيقاظه أو تحفيزه على التفاعل، وهو ما يشير إلى أن مخه لا يحصل على ما يكفي من الأكسجين. البكاء المتواصل من دون سبب واضح إذا كان طفلك يبكي بشكل هيستيري، ولا يهدأ حتى بعد الرضاعة أو التغيير، ويصاحب ذلك علامات مرضية أخرى؛ فقد يعاني من ضيق تنفس أو ألم ناتج عن نقص الأكسجين. التوقف عن التنفس للحظات طويلة (أكثر من 9-10 ثوانٍ) أحياناً يتوقف الطفل عن التنفس لبضع ثوانٍ ثم يعود، لكن إذا تكرر الأمر، أو طال أكثر من 10 ثوانٍ، خاصة إذا صاحبه زرقة أو ارتخاء في الجسم، فهذه حالة طارئة تحتاج لتدخل فوري. برودة في الأطراف أو شحوب في الوجه تغير حرارة الجسم، خاصة برودة اليدين والقدمين بشكل ملحوظ، رغم دفء المكان، أو شحوب الوجه، كلها مؤشرات على ضعف ضخ الدم المؤكسد إلى الأطراف، إضافة إلى ملاحظة أن لون البشرة مزركش، هناك صعوبة في التنفس، مع ضعف أو غياب ضربات القلب، وجود عرج بالجسم، وضعف بالعضلات. كيف تتصرفين إذا لاحظتِ إحدى هذه العلامات؟ لا تترددي: إذا شعرتِ أن طفلك يتنفس بصعوبة أو يبدو مختلفاً، فاتصلي بالطبيب فوراً، أو توجهي إلى أقرب طوارئ أطفال. لا تعطي: الطفل أي طعام أو دواء بالفم، إذا تأكدتِ من معاناته من صعوبة في التنفس لا تحاولي: "انتظاره ليرتاح"، فكل دقيقة تمرّ قد تُحدث فرقاً كبيراً. احملي: الطفل بهيئة عمودية، وراقبي تنفسه ولونه بدقة، وأنتِ في الطريق إلى الطبيب أو المستشفى. تذكري: أن التدخل السريع قد ينقذ حياة طفلك، وقد يجنبه مضاعفات خطيرة. علاج طبي لاختناق حديثي الولادة: يتم إعطاء الأكسجين للطفل عبر قناع أو أنبوب تنفس. يتم تدفئة الطفل للحفاظ على تنظيم درجة حرارته الطبيعية. يتم إعطاء الطفل أدوية لدعم الدورة الدموية وضغط الدم. يتم إعطاء الطفل أدوية للسيطرة على النوبات. قد يحتاج الطفل إلى جهاز تنفس اصطناعي للمساعدة في التنفس. قد يحتاج الطفل إلى غسيل الكلى لإزالة الفضلات الزائدة من الجسم، في بعض الحالات. * ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.