
كيف تتأكدين أن طفلك يحصل على الحديد والكالسيوم الكافي؟
أهمية الكالسيوم والحديد للأطفال
يُعد الكالسيوم معدناً حيوياً ضرورياً لنمو عظام وأسنان طفلك، فهو يُوفر البنية والقوة لهيكلنا العظمي. كما أنه ضروري لمساعدة العضلات على الانقباض، وتنظيم ضربات القلب، ونقل الإشارات الكهربائية من الدماغ إلى جميع أجزاء الجسم.
يوجد حوالي 99% من الكالسيوم في هيكلنا العظمي (العظام). أما الـ 1% المتبقي فيوجد في الأسنان والأنسجة الرخوة والبلازما والسوائل خارج الخلايا.
وفي المقابل، لا تستطيع أجسامنا إنتاج الكالسيوم بمفردها. لذلك، عادةً ما يأتي تناول الكالسيوم من مصادر خارجية مثل الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم.
يعد الحديد ضرورياً لتكوين الهيموجلوبين، الذي يحمل الأكسجين في الدم. وقد يعاني الأطفال المصابون بنقص الحديد من التعب والشحوب، وفقر الدم.
علاوة على ذلك، يلعب الحديد دوراً هاماً في النمو المعرفي للأطفال، مثل كيفية استيعابهم للمعلومات وتذكرهم وتعلمهم.
كما يساعد الحديد في الحفاظ على الطاقة والقدرة على التحمل. مع تناول كمية كافية من الحديد، ويمكن لطفلك أن يكون أكثر مقاومة للعدوى.
ربما تودين قراءة علامات نقص الفيتامينات الضرورية لطفلك
كمية الحديد والكالسيوم التي يحتاجها الأطفال
تختلف احتياجات الحديد باختلاف العمر. فيما يلي الكميات الموصى بها من الحديد بناءً على الكميات الغذائية الموصى بها من الجمعية الأمريكية لطب الأطفال:
تختلف كمية الكالسيوم المتناولة باختلاف عمر الطفل. ويحتاج الأطفال إلى مزيد من الكالسيوم مع تقدمهم في السن لدعم نمو عظامهم. وفيما يلي كمية الكالسيوم التي يحتاجها كل طفل:
الرضع أقل من 6 أشهر: 200 ملغ يومياً
الرضع من عمر 6 إلى 11 شهراً: 260 ملغ يومياً
الأطفال من 1 إلى 3 سنوات: 700 ملغ يومياً
الأطفال من 4 إلى 8 سنوات: 1000 ملغ يومياً
الأطفال من 9 إلى 18 سنة 1300 ملغ يومياً
كيفية التأكد من أن كمية الكالسيوم والحديد التي يتناولها طفلي كافية
لضمان الحصول على فوائد هذين العنصرين الغذائيين، تأكدي من تضمين مصادر الغذاء التالية في النظام الغذائي اليومي لطفلك.
مصادر الكالسيوم الغذائية
يمكنك الحصول على الكالسيوم من أطعمة متنوعة، مثل:
الحليب ومنتجات الألبان (الزبادي والجبن). هذه هي أفضل مصادر الكالسيوم.
المأكولات البحرية (السردين، السلمون، التونة، الروبيان).
التوفو والتيمبيه.
البيض.
الخضراوات الخضراء (السبانخ، البروكلي).
البقوليات (فول الصويا، اللوز، الفاصوليا الحمراء).
البذور (بذور السمسم، بذور دوار الشمس).
مصادر الحديد الغذائية
يمكنكِ الحصول على الحديد من مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك:
كبد البقر والدجاج.
اللحوم الحمراء (لحم البقر، الماعز، لحم الضأن).
الدواجن (الدجاج، البط).
المأكولات البحرية (الروبيان، المحار، السردين، الماكريل).
المصادر النباتية (التوفو، السبانخ، البروكلي، الفاصوليا).
تناول مصادر الحديد الغذائية
يساعد تناول مصادر الحديد الغذائية مع الأطعمة الغنية بفيتامين ج على زيادة امتصاص الحديد، وهو أمر مهم للأطفال.
لذلك، يمكنكِ تقديم أطعمة تحتوي على فيتامين ج (مثل البرتقال، والطماطم، والكيوي، والفلفل الحلو) مع مصادر الحديد لامتصاص مثالي.
تناول الكالسيوم مع فيتامين د
ينمو العظم بشكل مثالي خلال مرحلة الطفولة. لذلك، يجب أن يكون تناول الكالسيوم مصحوباً بفيتامين د؛ لأنه يساعد على امتصاص الجسم للكالسيوم.
لذا يحتاج الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية تناول فيتامين د إضافياً بعد الولادة بفترة وجيزة؛ لأن حليب الثدي يحتوي على نسبة منخفضة من فيتامين د.
على الجانب الآخر بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية، يتم تدعيم معظم أنواع الحليب الصناعي بفيتامين د. بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، يحتاجون إلى حوالي 600 وحدة دولية (IU) من فيتامين د يومياً لنمو عظام قوية وصحية.
يجب مشاركة الطفل أيضاً بانتظام في تدريبات القوة مثل المشي والجري والقفز وممارسة الألعاب الرياضية (مثل كرة القدم أو كرة السلة) فكلتاهما تساعد في بناء عظام قوية.
فاصل زمني بين تناول الكالسيوم والحديد
لضمان الاستفادة المثلى من الكالسيوم والحديد، من المهم الانتباه إلى توقيت تناولهما. قد يُعيق تناول الكالسيوم امتصاص الحديد؛ لذلك حافظي على فاصل زمني بين الأطعمة الغنية بالحديد والكالسيوم.
تجنب تناول الحديد مع الشاي أو القهوة
تأكدي من تجنب إعطاء طفلك الشاي أو القهوة بين الوجبات التي تحتوي على الحديد؛ لأن كلاً من الشاي والقهوةقد تُعيق امتصاص الحديد، خاصةً لدى الأطفال المعرضين لفقر الدم.
علاوة على ذلك، يحتوي الشاي والقهوة أيضاً على الكافيين، وهو ضار بجسم طفلك؛ لأنه قد يُسبب صعوبة في النوم والجفاف والأرق.
قد يهمكِ الاطلاع على علامات تظهر على جسم الطفل تدل على نقص الفيتامينات
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
الروتين المناسب لتطويل الشعر بسرعة: خطوات فعالة لعناية يومية وشهرية
الشعر الطويل والصحي لطالما كان رمزًا من رموز الجمال والأنوثة، وتحلم الكثير من النساء بالحصول على شعر طويل ينسدل بنعومة ويظهر الحيوية واللمعان. لكن الحقيقة أن تطويل الشعر ليس بالأمر السحري، ولا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة مزيج من العناية الصحيحة، والروتين المدروس، والتغذية السليمة. العديد من العوامل تؤثر على نمو الشعر، منها الوراثة، الحالة الصحية، التغذية، وحتى نمط الحياة. ومع ذلك، يمكن لأي سيدة تسريع نمو شعرها من خلال التزامها بروتين متكامل يعزز من صحة الفروة ويحمي الأطراف من التقصف، ويغذي الجذور من الداخل والخارج. في هذا الموضوع، سنرشدك إلى روتين فعال لتطويل الشعر بسرعة ، يشمل خطوات يومية وأسبوعية وشهرية، بالإضافة إلى نصائح ذهبية تحدث فرقًا حقيقيًا في نمو شعرك. العناية اليومية: أساس الشعر القوي والطويل غسل الشعر بلطف: اغسلي شعرك مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا فقط، باستخدام شامبو خال من السلفات، لتجنب جفاف الفروة. استخدام الماء الفاتر: الماء الساخن يفتح المسام بشكل مبالغ فيه وقد يضعف الجذور، لذلك اختاري الماء الفاتر أو البارد. تدليك فروة الرأس يوميًا: باستخدام أطراف الأصابع أو أدوات تدليك خاصة، لتعزيز الدورة الدموية وتحفيز البصيلات. الابتعاد عن التصفيف الحراري اليومي: قللي من استخدام السيشوار والمكواة، واختاري تسريحات طبيعية قدر الإمكان. تمشيط الشعر بلطف: استخدمي مشطًا بأسنان واسعة، وابدئي من الأطراف واصعدي تدريجيًا حتى الجذور لتجنب تكسره. الروتين الأسبوعي: التغذية العميقة والترطيب حمام زيت طبيعي: طبقي مرة أسبوعيًا زيتًا دافئًا مثل زيت الخروع، زيت جوز الهند، أو زيت الأرغان، ودلكي به فروة الرأس واتركيه لمدة ساعة قبل الغسل. ماسك مغذ للشعر: استخدمي ماسكات طبيعية مرة أو مرتين أسبوعيًا تحتوي على مكونات مثل البيض، الزبادي، أو الأفوكادو، لتغذية الشعر من الجذور وحتى الأطراف. تقشير فروة الرأس: استخدمي مقشرًا طبيعيًا (مثل السكر وزيت الزيتون) مرة كل أسبوعين لتنظيف الفروة من الخلايا الميتة وتحفيز نمو الشعر. الروتين الشهري: تقليم الأطراف والمتابعة قص الأطراف التالفة: قومي بقص نصف سم من أطراف الشعر كل 6 إلى 8 أسابيع للتخلص من التقصف الذي يعرقل النمو. تحليل التغذية: راجعي نظامك الغذائي للتأكد من أنك تتناولين كميات كافية من البروتين، الحديد، الزنك، وفيتامين B وD. استخدام سيروم محفز للنمو: يمكنك إدخال سيروم طبيعي يحتوي على الكافيين أو البيوتين لتعزيز نمو الشعر. يمكنك التعرف أيضًا على كيف تجعلين شعرك ينمو بشكل أسرع؟ خطوات ونصائح ستصنع الفرق بسرعة وصفات طبيعية فعالة لتطويل الشعر إليك وصفات طبيعية فعالة يمكنك إضافتها إلى روتين تطويل الشعر لتعزيز نموه بسرعة، مع مكونات بسيطة ومتوفرة في المنزل: الفوائد: البروتين الموجود في البيض يعمل على تغذية الشعر ويقويه من الجذور. زيت الزيتون يرطب الفروة ويحمي من التقصف. المكونات: 1 بيضة كاملة 2 ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ملعقة صغيرة من العسل (اختياري) طريقة الاستخدام: اخلطي المكونات جيدًا حتى تحصلي على مزيج متجانس. طبقي المزيج على فروة الرأس والشعر حتى الأطراف. غطي شعركِ بغطاء بلاستيكي أو منشفة دافئة لمدة 30-45 دقيقة. اغسلي شعرك جيدًا بشامبو خفيف للتخلص من رائحة البيض. تستخدم مرة أسبوعيًا. وصفة زيت الثوم وزيت الخروع لتحفيز النمو الفوائد: الثوم غني بالكبريت الذي يعزز نمو الشعر. زيت الخروع يكثف الشعر ويحفز البصيلات الخاملة. المكونات: 2 فص ثوم مهروس 2 ملعقة كبيرة من زيت الخروع 1 ملعقة صغيرة من زيت جوز الهند طريقة الاستخدام: سخني الزيوت مع الثوم قليلًا على نار هادئة لبضع دقائق (دون أن يحترق). صفي المزيج واتركيه حتى يبرد قليلًا. دلكي به فروة رأسك بلطف بحركات دائرية. اتركيه لمدة ساعة على الأقل، ثم اغسلي شعرك بالشامبو. تستخدم مرة واحدة كل أسبوع إلى عشرة أيام. وصفة الأفوكادو والزبادي للترطيب العميق الفوائد: الأفوكادو غني بالفيتامينات والدهون المغذية للشعر. الزبادي يحتوي على البروتين والأحماض التي تنعم الشعر وتمنع تقصفه. المكونات: نصف حبة أفوكادو ناضجة 2 ملعقة كبيرة من الزبادي ملعقة صغيرة من زيت اللوز أو زيت جوز الهند طريقة الاستخدام: اهرسي الأفوكادو وامزجيه مع الزبادي والزيت حتى تحصلي على قوام كريمي. وزعي الماسك على كامل الشعر مع التركيز على الأطراف الجافة. غطي شعرك واتركي الخليط لمدة 30 دقيقة. اغسلي الشعر جيدًا بالشامبو والماء الدافئ. مثالي للاستخدام مرة كل أسبوعين. نصائح إضافية لتعزيز نمو الشعر بسرعة اشربي كميات وفيرة من الماء يوميًا (على الأقل 2 لتر). نامي على وسادة من الحرير لتقليل الاحتكاك الذي يتسبب في تكسر الشعر. ابتعدي عن التوتر قدر الإمكان؛ فالتوتر يؤثر سلبًا على نمو الشعر. مارسي الرياضة لتحسين الدورة الدموية وبالتالي دعم نمو الشعر. لا تشدي شعرك بتسريحات قاسية كذيل الحصان المشدود باستمرار. تناولي المكملات الغذائية عند الحاجة، لكن بعد استشارة الطبيب. ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج ، عليك استشارة طبيب مختص.


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
تخطي الوجبات.. عادة شائعة تهدد المناعة وتؤثر على الدماغ
حذر خبراء التغذية من خطورة تخطي وجبات الطعام على صحة الجسم، سواء تم ذلك بشكل متعمد في إطار الصيام المتقطع أو بسبب ضغوط الحياة اليومية. ووفقاً لتقارير طبية حديثة نقلها موقع 'نيوز ميديكال'، فإن تجاهل وجبات رئيسية كالإفطار أو الغداء قد يؤدي إلى اضطرابات في توازن سكر الدم، وخلل في هرمونات الشهيّة والطاقة. أظهرت الدراسات أن تخطي الوجبات يؤثر على الأداء العقلي مؤقتاً، مسببًا ضعفًا في التركيز، وتباطؤًا في اتخاذ القرار، وزيادة الرغبة القهرية في تناول الطعام لاحقًا. كما أنه يعزز الشعور بالجوع بفعل ارتفاع هرمون 'الغريلين'، ما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام بعد ساعات من الحرمان، خاصة الأطعمة الغنية بالطاقة. من الجانب الأيضي، يؤثر تخطي الوجبات على حساسية الإنسولين وتنظيم الجلوكوز في الدم، حيث تكون الاستجابة الإنسولينية أقل فاعلية عند تناول كميات كبيرة من الطعام ليلاً، مما يزيد من مخاطر السمنة وأمراض القلب والسكري. وتشير الأبحاث إلى أن تناول وجبات صغيرة ومنتظمة يُعد أكثر فائدة في الحفاظ على معدلات إنسولين طبيعية وصحة أيضية مستقرة. على عكس تخطي الوجبات العشوائي، فإن الصيام المتقطع المنظم أظهر نتائج واعدة في تقليل الوزن وكتلة الدهون بنسبة تصل إلى 14% خلال أسابيع قليلة، مع تحسينات ملحوظة في الدهون الثلاثية وسكر الدم، غير أن هذه النتائج توازي ما يمكن تحقيقه من خلال التقييد المعتدل في السعرات على مدار اليوم. يحذر الخبراء أيضاً من أن تجاهل الوجبات يقلل من فرص الحصول على العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم، وفيتامين C، وحمض الفوليك، مما قد يؤدي إلى أعراض نقص غذائي مزمن ويؤثر سلبًا على المناعة والعظام والمزاج.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
بين نيران القتل والجوع... غزة تصارع للوصول إلى المساعدات
بعد 22 شهراً من الحرب، تتصارع حشود جائعة على الغذاء القليل الذي يدخل غزة، مخاطرة بحياتها تحت النيران، أو تنهبه عصابات إجرامية أو يتم الاستيلاء عليه بطرق أخرى وسط الفوضى، دون أن يصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه. وعقب وقف جزئي للقصف أعلنته إسرائيل الأحد تحت ضغط دولي بسبب خطر المجاعة، بدأت المساعدات الإنسانية تدخل مجدداً القطاع المحاصر، ولكن بكميات اعتبرتها المنظمات الدولية غير كافية إلى حد بعيد. ويشهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» يومياً على مشاهد مأسوية، حيث تهرع حشود يائسة من الناس. مخاطرين بحياتهم في كثير من الأحيان، إلى مركبات محملة بأكياس الغذاء، أو إلى مواقع الإنزالات الجوية للمساعدات التي نفذتها في الأيام الأخيرة الإمارات والأردن وبريطانيا وفرنسا. الخميس في منطقة الزوايدة وسط القطاع، اندفع فلسطينيون بدا عليهم الهزال بالعشرات عند إلقاء طائرة ألواح تحمل المساعدات بالمظلات، وتدافعوا ومزقوا الطرود وسط سحابة من الغبار. وقال أمير زقوت، الذي جاء بحثاً عن الإغاثة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «دفع الجوع الناس إلى التناحر. الناس يتقاتلون بالسكاكين» في محاولة للحصول على بعض المساعدات. تشييع فلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية خلال محاولتهم تسلم مساعدات غذائية الجمعة بحسب أطباء في مستشفى الشفاء (رويترز) لتجنب انفلات الأوضاع، طُلب من سائقي برنامج الأغذية العالمي التوقف، وترك الناس يأخذون المساعدات بأنفسهم. لكن ذلك لم يمنع الحوادث المأسوية. يتنهد رجل يحمل كيس دقيق على رأسه في منطقة زيكيم في شمال قطاع غزة قائلاً: «كادت عجلة شاحنة أن تسحق رأسي، وأصبت أثناء انتشال الكيس». «لا مفر» توجَّه محمد أبو طه فجراً إلى أحد مواقع التوزيع قرب رفح في جنوب القطاع للوقوف في طابور وحجز مكان، ليجد «الآلاف ينتظرون، جميعهم جائعون، من أجل كيس من الدقيق أو القليل من الأرز والعدس». يضيف الرجل البالغ 42 عاماً: «فجأة، سمعنا طلقات نارية (...) لم يكن هناك مفر. بدأ الناس يركضون، يتدافعون، أطفال، نساء، وشيوخ»، واصفاً «مشهداً مأسوياً: دماء في كل مكان، جرحى، وقتلى». قُتل قرابة 1400 فلسطيني في قطاع غزة منذ 27 مايو (أيار)، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية، وفق ما أكدته الأمم المتحدة الجمعة. وينفي الجيش الإسرائيلي استهدافه لمتلقي المساعدات، قائلاً إنه يطلق «طلقات تحذيرية» عند اقتراب الناس من مواقع قواته. وتندد المنظمات الدولية أيضاً منذ أشهر بالعراقيل المتكررة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، مثل رفض إصدار تصاريح عبور الحدود للقوافل الإنسانية، وبطء التخليص الجمركي، ومحدودية نقاط الوصول، والطرق الخطرة، وغيرها. وتؤكد المنظمات أن ذلك يؤجج الفوضى. يقول مسؤول كبير في الأمم المتحدة - طلب عدم كشف هويته - إن «الجيش الإسرائيلي غيّر خطط تحميل برنامج الأغذية العالمي في اللحظة الأخيرة الثلاثاء في زيكيم، مما أدى إلى خلط الحمولات وإجبار القافلة على المغادرة قبل الموعد المخطط لها، دون وجود أمن كاف». سيدة فلسطينية تحمل مساعدات غذائية على طريق مدمر في جباليا (د.ب.أ) جنوباً، عند معبر كرم أبو سالم، يؤكد مسؤول في منظمة غير حكومية - فضّل أيضاً عدم كشف هويته - أن «هناك طريقين ممكنين للوصول إلى مستودعاتنا (الواقعة في وسط قطاع غزة) أحدهما آمن نسبياً، والآخر مسرح دائم للقتال والنهب، وهو الطريق الذي يتم إجبارنا على سلوكه». «تجربة داروينية» تنهب عصابات إجرامية أيضاً قسماً من المساعدات، وتهاجم في أحيان كثيرة المستودعات بشكل مباشر، وتبيعها إلى التجار الذين يعيدون بيعها بأسعار باهظة، وفق عدة مصادر إنسانية وخبراء. يقول محمد شحادة، وهو باحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «إنها تجربة داروينية لا يبقى بموجبها على قيد الحياة إلا الأقوى: أما الأكثر جوعاً فلا يملكون الطاقة لمطاردة شاحنة، أو الانتظار ساعات تحت أشعة الشمس، أو القتال على كيس دقيق». ويوضح جان-غي فاتو رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود من غزة: «نعيش في نظام رأسمالي متطرف، حيث يرسل تجار وعصابات فاسدة أطفالاً ليموتوا بالرصاص في نقاط التوزيع أو أثناء عمليات النهب. لقد أصبحت هذه مهنة جديدة». ويضيف أن هذه الإمدادات يتم بيعها بعد ذلك «لأولئك الذين لا يزالون قادرين على شرائها» في أسواق مدينة غزة، حيث يمكن أن يتجاوز سعر كيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوغراماً 400 دولار. اتهمت إسرائيل مراراً «حماس» بنهب مساعدات الأمم المتحدة التي أوصلت الجزء الأكبر من الإغاثة منذ بدء الحرب إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. واستخدمت هذه الاتهامات لفرض الحظر شامل على دخول المساعدات إلى غزة بين شهري مارس (آذار) ومايو، حتى بروز «مؤسسة غزة الإنسانية» في نهاية مايو بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة. وتزعم المؤسسة أنها أصبحت مذاك الجهة الرئيسية لتوزيع المساعدات، لكن بقية المنظمات الإنسانية ترفض العمل معها. ولا تدير «مؤسسة غزة الإنسانية» سوى أربع نقاط توزيع لخدمة أكثر من مليوني نسمة، وتصف الأمم المتحدة مراكزها بأنها «مصايد موت». وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين: «لقد سرقت (حماس) المساعدات الإنسانية من شعب غزة مراراً من خلال إطلاق النار على الفلسطينيين». لكن بحسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار تحدثوا إلى صحيفة «نيويورك تايمز» في 26 يوليو (تموز)، فإن «حماس» ربما استولت على قسم من المساعدات من بعض المنظمات، لكن «ليس هناك أي دليل» على أنها سرقت بانتظام الغذاء من الأمم المتحدة. فلسطينيون يحملون أجولة من المساعدات الإنسانية في طريقهم إلى مدينة غزة (أ.ب) ويقول الباحث محمد شحادة إن «حماس» أصبحت الآن ضعيفة للغاية، وتتكون في الأساس من «خلايا مستقلة غير مركزية تختبئ هنا وهناك في نفق أو منزل مدمر. إنهم (مقاتلو حماس) لم يعودوا مرئيين على الأرض، لأن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية ترصدهم على الفور وتتعقبهم». «موافقة» إسرائيلية وأكد مسؤولون في منظمات إنسانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه خلال وقف إطلاق النار الذي سبق حظر المساعدات في مارس، ساعدت شرطة غزة والتي تضم العديد من أعضاء «حماس» في تأمين القوافل الإنسانية، لكن الفراغ الحالي في السلطة يؤدي إلى انعدام الأمن والنهب. تقول بشرى الخالدي مديرة السياسات في منظمة أوكسفام في غزة: «لقد دعت الوكالات والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية السلطات الإسرائيلية مراراً إلى تسهيل وحماية قوافل المساعدات ومواقع التخزين في مستودعاتنا»، مضيفة: «لكن هذه الدعوات قوبلت بتجاهل واسع النطاق». ويشتبه حتى في أن الجيش الإسرائيلي قام بتنظيم شبكات إجرامية في حربه ضد «حماس»، وسمح لها بالانتشار وممارسة النهب. وقال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، خلال مؤتمر صحافي في نهاية مايو إن «السرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية، تحت مراقبة القوات الإسرائيلية، وقد سُمح لها بالعمل قرب معبر كرم أبو سالم». أطفال يراقبون إسقاط مساعدات إنسانية فوق رفح السبت (أ.ف.ب) وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية وفلسطينية، تعمل في المنطقة الجنوبية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «القوات الشعبية»، تتكون من أفراد من قبيلة بدوية بقيادة ياسر أبو شباب. يصف المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أبو شباب بأنه زعيم «عصابة إجرامية (...) متهمة بنهب شاحنات المساعدات» في غزة. وقد اعترفت السلطات الإسرائيلية نفسها في يونيو (حزيران) بدعمها وتسليحها عشائر فلسطينية معارضة لـ«حماس»، دون أن تُسمّي مباشرة العشيرة التي يقودها ياسر أبو شباب. وبحسب ميكائيل ميلشتاين من مركز موشيه ديان في تل أبيب، فإن العديد من أعضاء مجموعة أبو شباب متورطون في «جميع أنواع الأنشطة الإجرامية»، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات. يضيف محمد شحادة أن عصابات إجرامية أخرى متورطة في عمليات نهب ومهاجمة القوافل وضرب وخطف سائقي شاحنات في مناطق أخرى من قطاع غزة، مثل خان يونس وأطراف مدينة غزة. ويؤكد أحد العاملين في المجال الإنساني هذه الاتهامات، قائلاً: «لا يمكن أن يحدث أي من هذا في غزة من دون موافقة ضمنية على الأقل من الجيش الإسرائيلي».