"صراع" البيت الأبيض و"الفيدرالي"
ليس من المبالغة القول، إن ما يحدث بين البيت الأبيض و"المجلس الاحتياطي"، هو "صراع" حقيقي، سينعكس سلباً إذا ما تعمق أكثر، على الساحة الأمريكية والعالمية على حد سواء. هذا "الصراع" لم يعد بين مؤسستين وطنيتين، بل بين شخصيتين.
ترمب يريد بأي ثمن خفضاً كبيراً للفائدة قبل نهاية العام الحالي، لتحقيق مستهدفات شعبوية معروفة للجميع، إلا أن جيروم بأول مستمر في المقاومة، حتى بعد أن تلقى تهديدات علنية متكررة بإقالته. فالنتائج السريعة التي يسعى البيت الأبيض إليها، تختلف تماماً عن الاستقرار المالي طويل الأمد. السياسة النقدية التوسعية التي يرغب ترمب بها، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بخفض كبير لتكاليف الاقتراض، تتعارض تماماً مع الاستقلالية التي يتمتع بها (دستورياً) المجلس الاحتياطي الفيدرالي. فهذا الأخير متمسك بنقطة تعد الأكثر محورية بالنسبة له، وهي تتركز في تحقيق أهداف التضخم، ولا سيما بعدما أكثر من عامين عانت خلالهما البلاد (والعالم عموماً)، من ارتفاعات هائلة لأسعار المستهلكين.
لن يتوقف الرئيس الأمريكي عن سعيه لتوفير الأجواء لإقالة بأول مبكراً، علماً بآن ولاية الأخير تنتهي في منتصف العام المقبل، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة. ولو كان قادراً على ذلك لفعلها منذ اليوم الأول. "الصراع" بين المؤسستين السياسية والمالية على الساحة الأمريكية، يعني ببساطة وضع كل المكتسبات الاقتصادية السابقة في دائرة الخطر، ولا سيما فيهما يرتبط بالتضخم، الذي لا يزال أعلى من المستوى المستهدف عند 2 %.
لا يمكن لباول ولا أي رئيس "طبيعي" لـ "الفيدرالي" المخاطرة من جهة الفائدة. صحيح أنها الأعلى مقارنة بكل الاقتصادات المتقدمة، (ما بين 4.25 و 4.50 %) إلا أن الصحيح أيضاً أن الاقتصاد الأمريكي لا يتحمل أي هزة من هذه "الجبهة؛ التي لا تزال غير مستقرة. ماذا يزيد ترمب؟ خفض بمعدل 2.5 % قبل نهاية العام الجاري.
لا يتوقف "الصراع" بين "الفيدرالي" والبيت الأبيض، بل من المتوقع أن تشتد الخلافات في الأشهر القليلة المقبلة. فشعار الرئيس الأمريكي هو أن المشرعين الأمريكيين يعيقون النمو الاقتصادي، بل ويهددون أسواق المال. إلا أن الصورة ليس بهذا الشكل، خصوصاً أن استقرار أسعار المستهلكين يبقى الهدف الأول لأي مشرع يريد أن يحقق نمواً متوازناً وأكثر استدامة على الساحة المحلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 16 دقائق
- الشرق الأوسط
ما حجم القتل والدمار في غزة بعد 21 شهراً من الحرب؟
اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 رداً على هجوم عبر الحدود شنته حركة «حماس» الفلسطينية. ودمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على مدى 21 شهراً منذئذ مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني. وفيما يلي ملخص لعدد القتلى والدمار، مع استناد كثير من البيانات إلى تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 58 ألفاً و26 فلسطينياً وإصابة أكثر من 138 ألفاً و500 بجروح في الفترة ما بين السابع من أكتوبر 2023 و13 يوليو (تموز) 2025. ويشمل ذلك العدد أكثر من 7200 قتيل منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس (آذار). ولا تميز أرقام الوزارة بين المدنيين والمقاتلين، لكنها تقول إن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إن 20 ألفاً على الأقل كانوا من المقاتلين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الأمم المتحدة في 11 يوليو إن 798 قُتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ أواخر مايو (أيار) عندما بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، ومقرها الولايات المتحدة، في توزيع الغذاء. ومن هذه الوفيات، تم تسجيل مقتل 615 قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، ومقتل 183 على طرق قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة بشكل رئيسي. وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 10 يوليو إن عدد سكان غزة انخفض إلى مليونين و129 ألفاً و724 نسمة من مليونين و226 ألفاً و544 في 2023. وتشير التقديرات إلى أن نحو 100 ألف فلسطيني غادروا غزة منذ اندلاع الحرب. تقول مصادر رسمية إسرائيلية إن ما يقرب من 1650 إسرائيلياً وأجنبياً قُتلوا في الفترة ما بين السابع من أكتوبر 2023 و13 يوليو 2025 نتيجة الصراع. ويشمل هذا العدد 1200 قتيل في السابع من أكتوبر و446 جندياً قُتلوا في القطاع الفلسطيني أو على طول الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية في أكتوبر 2023. وقُتل 37 جندياً، وأصيب 197 منذ استئناف الأعمال القتالية في مارس. ولا يزال نحو 50 إسرائيلياً وأجنبياً محتجزين في غزة، منهم 28 رهينة أُعلن عن مقتلهم واحتجاز جثثهم. أصدر الجيش الإسرائيلي 54 أمر نزوح منذ 18 مارس من هذا العام، وشملت نحو 81 في المائة من مساحة قطاع غزة. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن هذا يعني أن أكثر من 700 ألف شخص اضطُروا إلى النزوح خلال هذه الفترة. وبداية من التاسع من يوليو، أصبح 86 في المائة من قطاع غزة داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية أو خاضعاً لأوامر النزوح. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن كثيرين لجأوا إلى مواقع النزوح المكتظة والملاجئ المؤقتة والمباني والشوارع المتضررة. قال برنامج الأغذية العالمي في تحديث صادر في الخامس من يوليو إنه أرسل أكثر من 1200 شاحنة تحمل 18 ألفاً و247 طناً من المساعدات الغذائية منذ 21 مايو عندما أعيد فتح المعابر الحدودية أمام كميات محدودة من مساعداته. وأضاف البيان: «على الرغم من هذه الجهود، فإن المواد الغذائية التي تم تسليمها حتى الآن لا تزال جزءاً ضئيلاً مما يحتاج إليه السكان الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة للبقاء على قيد الحياة». وذكر أن معظم الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية إلى غزة يعترضها المدنيون الجوعى. وأردف أن هدفه المتفق عليه مع إسرائيل هو إدخال ألفي طن من المساعدات الغذائية إلى غزة يومياً. وقال البرنامج إن من المتوقع أن يواجه نحو 470 ألفاً «جوعاً كارثياً» بين مايو وسبتمبر (أيلول) هذا العام. وأضاف أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع وأن نحو 90 ألف طفل وامرأة بحاجة ماسة إلى العلاج. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية تسليم الغذاء في نهاية مايو عبر عدد قليل من مراكز التوزيع. وتعمل المؤسسة خارج نطاق الأمم المتحدة وتدعمها إسرائيل. وقالت في الثامن من يوليو إنها أوصلت أكثر من 66 مليون وجبة مجانية في أكثر من شهر. واتضح أن الوصول إلى مواقع المؤسسة كثيراً ما يؤدي إلى مقتل سكان في القطاع. وأقر الجيش الإسرائيلي بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى قرب مراكز توزيع المساعدات، وقال إن القوات الإسرائيلية صدرت لها تعليمات جديدة بعد ما وصفها بأنها «دروس مستفادة». أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في التاسع من يوليو بأن ما يقدر بنحو 436 ألف وحدة سكنية (92 في المائة من إجمالي الوحدات) تعرضت للأضرار أو التدمير؛ إذ تضرر أو دُمر 70 في المائة من جميع المباني و81 في المائة من جميع الطرق في القطاع. وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر في أبريل (نيسان) أن 83 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة و83 في المائة من آبار المياه الزراعية و71 في المائة من الصوبات الزراعية تعرضت للتدمير. قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 18 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة لا تزال تعمل بشكل جزئي فقط. وتعمل 10 مستشفيات ميدانية من أصل 16. ويعمل ما يزيد قليلاً على ثلث مراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة بصورة جزئية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن أكثر من مليون طفل بحاجة إلى نوع من الدعم النفسي والاجتماعي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 1580 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قُتلوا خلال الصراع.


أرقام
منذ 23 دقائق
- أرقام
ميرتس: نريد استغلال الأسبوعين المقبلين لحل مسألة الرسوم الجمركية
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الأحد إنه سيعمل بشكل مكثف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أجل التوصل إلى حل للحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. وأضاف ميرتس الهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا (إيه.آر.دي) "ناقشت هذا الأمر بشكل مكثف في مطلع هذا الأسبوع مع ماكرون وأورسولا فون دير لاين". وتابع قائلا "نريد أن نستغل الآن فترة الأسبوعين ونصف الأسبوع حتى الأول من أغسطس لإيجاد حل، وأنا ملتزم تماما بهذا".


صحيفة سبق
منذ 40 دقائق
- صحيفة سبق
تقام بعد قليل.. بسبب حضور "ترامب".. تشديدات أمنية غير مسبوقة في نهائي مونديال الأندية بأمريكا
فرضت السلطات الأمريكية إجراءات أمنية مشددة في محيط ملعب 'ميتلايف' بولاية نيو جيرسي، قبيل انطلاق نهائي كأس العالم للأندية، الذي يجمع مساء اليوم الأحد بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، وذلك بسبب حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وشهدت مداخل الملعب انتشارًا كثيفًا لعناصر الشرطة والشرطة السرية، استعدادًا لحضور أكثر من 70 ألف متفرج للحدث الكروي الكبير، وسط تدابير أمنية هي الأشد مقارنة بالمباريات السابقة التي احتضنها الملعب ذاته. وتضمنت الإجراءات تفتيشًا دقيقًا وغير معتاد للجماهير، شمل التحقق من الهويات وفحص الحقائب، إضافة إلى إخضاع الإعلاميين والمصورين لتفتيش كامل، بما في ذلك فتح معدات التصوير، وهو أمر لم يُطبق خلال المباريات السابقة، بحسب مصادر صحفية من موقع الحدث.